في إحدى مناطق بغداد المحرومة والمعدمة، والتي تتكون غالبيتها من الشيعة ،لم يكن من المسموح بناء مسجد فيها إلا لأبناء السنة. وعندما تتجول في المنطقة فإنك تكتشف ما يقارب الخمسة مساجد تتبع المذهب الوهابي وتفرعاته، يمارس خطباؤها السب العلني، والشتم، والتكفير.
تغيرت الأمور قليلاً، و قررجمع من المؤمنين أن يبنوا مسجداً في المنطقة وبعد اللتيا والتي تمكن هذا الجمع من حشد ما أمكنهم من أن يحشدوه كي يؤسسوا بنياناً في سبيل الله، في ساحة مهملة ترمى أمامها القاذورات. حصلوا على الموافقات الأصولية وتمكنوا بناء ما أمكنهم بناءه. وإستمروا يصارعون القدر بعدها. فلا البناء تم، ولا المساعدات أتت، ولا مواردهم تكفي. والأهم من ذلك أنهم قرروا أن يقيموا صلاتهم في جامع بلا سقف. نعم بلا سقف.
أما الساحة المقابلة التي تدخل في نطاق المسجد والتي لم يكتمل بناء السور الخارجي حولها فقد تمدد عليها المقتدائيون، بعنفهم ووضعوا أساساً حديدياً لموقع مغطى، ربما تمهيداً للإستيلاء على الجامع في فترة لاحقة. المسجد يحتاج إكمال البناء، وهو جزء من خطة طموحة لتطوير الواقع الإجتماعي والديني في المنطقة.
الساحة الخارجية وفيها يرى الأساس الحديدي للجادر المقتدائي، لاحظ رمزية التنافس بمعناه السيئ والذي يضر بدل أن ينفع. كانوا يستطيعون نصب هذا الأساس خارج محيط المسجد. هل هي عقلية إلغاء الآخر وإقصائه ؟
صلاة في المسجد بدون سقف
يقول القائمون على المشروع أنهم حاولوا ما أمكنهم كي يحصلوا على دعم لإكمال البناء دون فائدة تذكر.