بدأ الهدوء يسود مدينة النجف العراقية بعد أكثر من اسبوع من القتال العنيف بين القوات الامريكية وأنصار الزعيم الشيعي في أعقاب الهدنة المؤقتة التي ابرمت بين الجانبين والتي ما زالت قائمة.

وقال مسؤولون إن محادثات تجري بين أعوان الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر والحكومة العراقية.

وقد حدد الصدر عشرة شروط لكي يوافق على سحب قواته من مدينة النجف.

وقال الشيخ علي سميسم، المتحدث باسم الصدر، إن من بين الشروط انسحاب القوات الأمريكية أيضا من المدينة، كما اشترط أن توافق السلطات الدينية على تسلم إدارة المزارات الشيعية المقدسة في المدينة.

وقال إن الصدر يطالب أيضا بالإفراج عن مقاتليه الأسرى وبالعفو عن قواته التي قاتلت القوات الأمريكية في النجف ومدن عراقية أخرى على مدى تسعة أيام.

وأضاف سميسم أن الصدر يريد أيضا منح ميليشيا جيش المهدي الموالية له حق المشاركة في العملية السياسية في البلاد وإعادة الخدمات الأساسية إلى النجف.

وكان أعوان الزعيم الشيعي قد أشاروا الى اصابته في مواجهات أمس المسلحة في مدينة النجف الاشرف العراقية.

مظاهرات

وقد أثارت العملية العسكرية الامريكية العراقية في النجف مظاهرات عديدة من جانب أنصار الصدر في عدة مدن عراقية وفي العاصمة الايرانية طهران.

ففي العراق تجمع آلاف المتظاهرين يوم الجمعة خارج الشريط الاخضر بالعاصمة بغداد حيث يقطن معظم الوزراء العراقيين.

كما اجتاحت المظاهرات الموصل وسامراء والكوفة والفلوجة والديوانية حيث دعا بعض المتظاهرين إلى استقالة رئيس الوزراء إياد علاوي.

وفي طهران خرج الاف الأشخاص في مظاهرة مناوئة للولايات المتحدة وبريطانيا.

وحاول بعض المتظاهرين الوصول الى السفارة البريطانية في العاصمة الايرانية الا ان الشرطة الايرانية منعتهم.

وقد أدانت ايران وجامعة الدول العربية العمليات القتالية التي تشهدها مدينة النجف.

أوامر جديدة

ويقول ماثيو برايس مراسل بي بي سي في النجف إن المدينة تبدو هادئة برغم انطلاق الاعيرة النارية بين الحين والاخر.

وكان قد سمح لسيارات الاسعاف بدخول المنطقة صباح الخميس لاخراج المصابين من أعوان الصدر.


وقال مسؤول عسكري أمريكي إن القوات تلقت أوامر بوقف العملية العسكرية التي بدأت يوم الخميس وشارك فيها الفان من القوات الامريكية والف وثمانمائة من القوات العراقية.

مصير غير معروف

ويقول مسؤولون إن الحكومة تجري محادثات مع أعوان الصدر أملا في انهاء المصادمات التي دخلت يومها التاسع.

وقال وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب لوكالة رويترز إن "الصدر لن يمس بسوء اذا غادر الضريح في سلام".

وأضاف "سنتعقب العناصر الاجرامية التي تخللت حركة الصدر وليس الصدر نفسه".

وقد نفى النقيب اصابة الصدر أثناء العمليات العسكرية أمس في النجف.

وكان أعوان الصدر قد أشاروا الى تعرضه لثلاث اصابات غير أن أحدهم أكد أن حالته مستقرة.

وكانت الانباء عن اصابة الصدر قد ترددت بعد ساعات من قيام رئيس الوزراء العراقي المؤقت أياد علاوي بحث أنصار الصدر على نزع السلاح والتوقف عن مقاتلة القوات الامريكية.

وقد جدد الصدر مطالبته لانصاره بمواصلة القتال حتى في حالة وفاته.

ويقول جوناثان ماركوس مراسل بي بي سي للشؤون الدبلوماسية إن المعارك قد تنتهي في صورة حرب استنزاف حيث يهلك أنصار الصدر.

غير أنه أضاف أن هزيمة الصدر في النجف لن تمثل كارثة بالنسبة له.

قصف للفلوجة

ومن جهة أخرى، تفيد التقارير الواردة من مدينة الفلوجة أن طائرات حربية أمريكية شنت غارات جوية على المدينة للمرة الثانية هذا الأسبوع.

وقال مسعفون طبيون إن أربعة أشخاص، بينهم طفل، قتلوا في ضاحية العسكري في شرق المدينة.

وكان أربعة أشخاص قد قتلوا يوم الاربعاء في قصف جوي أمريكي لضاحية في جنوب شرق المدينة.


http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/midd...00/3561512.stm