الدكتورة
جراثيم واللعبة المركبة
الدكتورة رحاب طه أو الدكتورة جراثيم كما تلقبها الصحافة الغربية والعاملون تحت إدارتها هي زوجة وزير النفط العراقي وأحد المهندسين المتميزين في برامج التصنيع العسكري العراقي الدكتور عامر محمد رشيد, درست علوم البيولوجيا في جامعة إيست أنغليا في الولايات المتحدة وحصلت على الدكتوراه بدرجة امتياز وحين عادت إلى العراق عام 1980 بعد مرور أسابيع على الحرب العراقية الإيرانية, أشرفت على إنتاج وتطوير الأسلحة البيولوجية في مجمع سلمان باك بمساعدة مجموعة من علماء العراق المتميزين.
إصرار الإدارة الأمريكية على استجواب الدكتورة رحاب طه خارج العراق وضغطها على فرق التفتيش لهذه الغاية يرمي في حقيقة الأمر إلى تحقيق عدة أهداف في آن واحد, إحراج حكومة الرئيس صدام حسين وربما محاولة إذلالها عبر فرض سفر زوجة وزير النفط في الحكومة والحصول على معلومات من الدكتورة رحاب طه بأي شكل من الأشكال ليس آخرها أسلوب الإغراءات المادية ومنح حق اللجوء إن لم يكن الجنسية الأمريكية لها ولعائلتها, الأمر الذي كشف النقاب عن ممارسته مع الدكتور عامر السعدي خلال مفاوضاته مع المنظمة الدولية قبل عدة أشهر, وفي حال نجاح تلك الإغراءات وتقديم معلومات ليست متطابقة مع الإعلان الذي قدمته حكومة الرئيس صدام حسين, فإن واشنطن ستحصل على مارد ي ن من مصباح صدام حسين, الأول يقدم لها ذرائع ضرب العراق على طبق من ذهب والثاني يضيف إلى مختبراتها واحدا من أهم العقول البيولوجية على طبق من.. ذهب أيضا , وبهذا فإن الدكتورة رحاب طه, أو الدكتورة (جراثيم) كما تسمى ستكون أولى ضحايا اللعبة المركبة التي تمارسها واشنطن منذ السماح بعودة المفتشين إلى بغداد.

رحاب طه..
شهادات وآراء
أحد العاملين مع الدكتورة رحاب طه يصفها ب- (الكومبيوتر البشري) فهي على حد تعبيره مكرسة لعلوم البيولوجيا والجراثيم حتى ليبدو لفريق العمل الذي يعمل معها, بأنها تأكل وتشرب وتتحدث (جراثيم) ولهذا أطلق عليها العاملون معها لقب الدكتورة جراثيم, وهي منضبطة وجادة إلى الحد الذي يصيب من يعمل معها بالخوف والسأم, لا أحد يعرف متى تدخل المختبر, وإن دخلت, لا أحد يستطيع التنبؤ بوقت خروجها, قد تبقى داخل المختبر أكثر من 24 ساعة دون أكل ودون شراب, اللهم إلا أكواب القهوة التي ترتشفها من (سرقوس) يكون على طاولة قريبة منها في المختبر, أما زوجها الدكتور عامر محمد رشيد المعروف عنه مرحه في جلساته الخاصة, فإن أحد العاملين معه, ينقل عنه أنه وبعد أن قضى يومين متتاليين في مقر وزارة النفط, طلب منه أحد مساعديه أن يذهب إلى البيت لقضاء استراحة بسيطة إلا أن الوزير علق ضاحكا , إن الوزارة أرحم من البيت الذي إن حضرت الدكتورة فإنه ليس سوى عالم من المعادلات والنقاشات العلمية و(الجراثيم).