(على ذمة المدى العراقية)
جيش المهدي يجذب المؤيدين مقاتلو الفلوجة يقدمون التدريب العسكري لقوات الصدر
بقلم/ عقيل جبار - النجف والكوفة
تزاحم ستة من أعضاء جيش المهدي بزيهم الأسود ثلاثة مدافع هاون على امتداد أحد بساتين النخيل على الطريق المؤدي إلى النجف، مستهدفين مجمعاً مسوراً ذكرا وانه قاعدة عسكرية أمريكية. أطلقوا 11 قذيفة للتمرين، فظهرت طائرتان عموديتان أمريكيتان وجعلتاهم يتدافعون نحو ملجأ.
إن هذا النوع من الهجوم: إضرب واهرب هو نموذج قتال الشوارع والضواحي ومقابر النجف بين القوات الأمريكية والقوات العراقية شبه العسكرية من جانب، وجيش المهدي من الجانب الآخر.
لكن يوجد اختلاف رئيس هذه المرة - يتجسد بوجود اللواء رفعت الجنابي من الفلوجة الذي حضر ليبين لرجال جيش المهدي قليلي التجربة كيف يستخدمون أسلحتهم.
وقال الجنابي، الذي لم يتردد في ذكر اسمه على عكس بقية المتمردين (لقد أرسلني مجلس الفلوجة الاستشاري للمجاهدين مع تسعة ضباط آخرين وأربعين جندياً من ذوي الخبرة في استخدام الهاون وقاذفات (آر بي جي - 7). علينا أن نقف إلى جانب إخوتنا الشيعة في النجف الذين وقفوا معنا في الفلوجة). مشيراً بذلك إلى المعركة الطويلة في تلك المدينة مع القوات الأمريكية.
وقال أحد رجال جيش المهدي (إنه موقف مشرف لأهالي الفلوجة الذين أرسلوا لنا خبراء في استخدام الأسلحة. نحن بحاجة إلى التدريب العسكري).
في غضون ذلك، كان بالإمكان مشاهدة ضباط وجنود آخرون يقومون بتدريب عدد من مقاتلي جيش المهدي على استخدام قاذفات (آر بي جي - 7) خارج مسجد الكوفة.
وقال الشيخ خضير الأنصاري - مسؤول مكتب الصدر في الكوفة (لقد رحبنا بمجاهدي الفلوجة الذين جاءوا، دون أن نطلب منهم ذلك، لمساعدتنا على تدريب المقاتلين الذي يفتقرون إلى الخبرة في استخدام الأسلحة.
وبينما كان الشيخ يتحدث أفرغ المسلحون بنادق رشاشة من الشاحنات التي هربت إلى داخل المدينة تحت حمولة من الرقي.
وخرج المتطوعون من الحافلات الصغيرة التي وصلت تواً من مدن الجنوب: العمارة والكوت والديوانية، متجمعين خارج المسجد وهو يهتفون (بالروح، بالدم نفديك يا مقتدى).
وقال أحد المتطوعين من الديوانية دون الكشف عن اسمه (لقد تركت زوجة وثلاثة صغار وقدمت إلى هنا لأدافع عن مقتدى. لم نتمكن من حماية والده محمد الصدر من صدام، لكننا الآن نستطيع حماية ابنه من الأمريكان واليهود).
ويبدو أن الكوفة تحت السيطرة الكاملة لجيش المهدي حيث تمتلئ نقاط التفتيش التي تبعد كل واحدة عن الأخرى مسافة 200 متر بالمقاتلين ذوي الزي الأسود الذين يلفون جباههم بالقماش الأخضر الذي نقش عليه اسم الإمام علي (ع).
وقال الصبي حسن كامل، وهو طالب إعدادية عمره (13) سنة يقف حارساً مع ببندقيته في إحدى نقاط التفتيش (أنا لست طفلاً، أستطيع قتل الكثير من الأمريكان).
وليس بعيداً عن المكان، اشتعلت النيران في أحد مراكز الشرطة المحلية.
وقال مسؤولو جيش المهدي إن لديهم قوات تقاتل الأمريكان في السهلة وسط النجف قرب مرقد الإمام علي (ع) وفي المقابر، خارج المدينة المقدسة، إضافة إلى قواتهم في الكوفة.
ويختفي مقاتلو الصدر وسط النجف في الأزقة الممتدة خلف الفنادق التي كان الزوار يؤمونها. وقد غطت السماء عواصف من الغبار والدخان المتصاعد من الأبنية المحترقة. ووقف أربعة
رجال شرطة في حي الأمير، مع ثلاثة من مقاتلي جيش المهدي يقفون إلى جانب سياراتهم يختبئون في إحدى البنايات، ينصتون إلى جهاز إرسال ويبلغون الرجال المسلحين عن تحركات زملائهم الضباط.
وقال أحد الضباط (إن أربعة من أبناء عمي في جيش المهدي). وتابع قوله موضحاً: (وكما يقول المثل: أنا وأخي ضد ابن عمي، لكني مع ابن عمي ضد الغريب، لهذا، لا أستطيع مقاتلة أبناء عمي وأقف إلى جانب الأمريكان).
بعد ذلك بقليل ظهر أحد المقاتلين في الشارع وهو يصرخ (علي)، وأطلق قاذفته (آر بي جي) على حاجز أسمنتي نصبه الأمريكان لقطع الطريق، ثم ركض عائداً إلى الزقاق، وركب في سيارة شرطة انطلقت به بعيداً
http://www.almadapaper.com/sub/08-186/p02.htm#5