العراقيون قالوا بتهذيب:راح راح راح بس ظلوا العظامة!!!
أمير الدراجي
عن المكتب الإعلامي للتيار الوطني الديموقراطي
a-dawo@online.no
قطعا لدابر اللغط الذي يدور حول ما أشيع عن الندوة التي أقامها السيد مجيد الخوئي ، وأملا منا في استجلاء الحقيقة وحصر الحادث بحدود المحاورة الادبية والشرعية كما أكده لنا أصدقاء وأنصار التيار الوطني الديمقراطي الذين حضروا الحدث ،بما يثبت رهاننا الازلي على ثراء شعبنا الاخلاقي واحترازه المنضبط إزاء المراجع أيا كانت الخلافات معهم، وآيا كانت هذه المراجع،وهذا الانضباط التربوي الموروث حيال الحدود الكلامية واللغوية والسلوكية لهو أرث محترم يتباهى به العراقيون قبل غيرهم،وبما أن مكتبنا هو أول طرف إعلامي عرف ما دار من حوار واحتدامات كلامية محدودة "الزلّة"،لم تستخدم بها أي أفعال مشينة لا سامح الله، لكننا أحجمنا عن الكلام عن ذلك نائين بأنفسنا عن التدخل في الاوضاع الداخلية للاخوة الاسلاميين فلم نقدم على نشر الخبر أو توزيعه . ولكننا نشعر الآن بضرورة تقديم شهادتنا لتطيب الخواطر وتهدئة النفوس وتوضيح الأمور .
لعل ما دار في تلك الندوة لم يكن يتعدى حدود الاسئلة والنقد المهذب لسماحة السيد،وهذا لا يتحمل كل هذا الانتخاء والاستغاثة ،كما لا يتحمل الشماتة والتحريض،لانه اصلا لم يكن حوارا دينيا حول الطهارة والصلاة والزكاة انما كان حورا سياسيا،وهذا أمر ينقل رجل الدين من اجماع عصمة الحدود الدينية الى آفاق السياسة والمصائر اليومية والجماهيرية،اذ لا عاصم للازياء ولا الارث العائلي ولا المكانة الدينية فيما يجري عرضه سياسيا،ولنا في ذلك أمثلة صلبة على سلوك الصحابة الابرار والخلفاء الاخيار حول حدود الدين وحدود السياسة والعدل والمصائر اليومية،فمن يتعاطى السياسة لا يسمع الا لمنطقها ولغتها،حيث المزج بين الاثنين يحتاج لحكمة عالية وكبيرة ،ولعلها احيانا تكون موضع اشكالية مزمنة ما تزال تتشاكل بفعل التوظيف المزدوج.
ولا يسعنا والحال هذه الا تبيان الحقائق التالية التي دارت في تلك الندوة . ففي المقدمة لن تحدث اية اشكاليات خارج حدود الادب ولم يتصرف أي من الموجودين في الحسينية التي جرت فيها محاضرة السيد الخوئي خارج اللياقة الكلامية ما عدا بعض من عصرته الالام والقهر حتى بلغت حدودا جعلته يتلفظ بشبه انتقادات حادة بناءا على اجابات السيد الخوئي التي من الممكن أن تكون قد شكلت مساسا بمشاعر البعض ممن يقتدي ويحترم الشهيد الصدر الثاني،حيث لم يجد المتسائلون اجابات كاملة وقاطعة حول الموقف من المرجع الشهيد الصدر الثاني،بحيث عدم القطع بشهادته متذرعا سيدنا الكريم الخوئي بانه لم يكن في العراق حين استشهد الإمام الصدر الثاني ليصدر احكاما حول هذه القضية..اي ان المجتهد عليه ان يولد في زمن الرسول كي يصدر احكاما لمستجدات الالفية الثالثة،او لا بد ان يسافر الى اميركا كي يفصل في قضية داخل اميركا،سيما ونحن شهدنا مقابلات تلفزيونية تنفي التزام السيد في المكان والزمان وهو يفصل في قضايا لعلنا احترمنا بعض استنتاجاتها قديما.
كل ما حدث هو ان السيد الخوئي ذهب الى ايران لكي يقوم بعملية تبييض سياسية لمؤتمر لندن الطائفي العنصري الذي عقد بتخطيط أمريكي وتمويل ساهمت فيه مؤسسة الخوئي نفسها وهذا أمر قيل علنا ،انطلاقا من اجتهاد ساقه الى ذلك ، فيما المعترضون وقفوا بوجهه انطلاقا من نفس الحق في الاجتهاد،اذ لا تعني مخالفة مؤتمر لندن ومقررات السيد زلماي هو خروج على العصمة الدينية ولا الوقوع في المحظور الالحادي!! ومن يقطع في تسويق مؤتمر لندن لماذا يتردد في القطع بقضية الامام والمرجع المظلوم والعظيم السيد صادق الصدر ذلك اللمعة الذهبية في التاريخ المرجعي؟ فبعد تردد في الاجابة من قبل سماحته قال: إننا نعتبر كل الناس شهداء!!فهل استكثر السيد الخوئي على بعض أمجاد حاضرنا وعظمائنا ان يعطيهم حسن سلوك شهادة أم إنه حرص على الحفاظ على أوراقه السياسية الجدية بيضاء وأمريكية ؟ لعمري إن هذا شيء مرير ومؤلم من سماحة السيد الذي فتح حسابا مفتوحا لمؤتمر زلماي زادة!!
وكما افتخرنا بمدرسة الامام الخوئي التي عصرنت المرجعية ومارست سياسات حكيمة ومحاولاتها وئد الفتن وقيادة العالم الشيعي بميزان الاصابة والحكمة السديدة دون ان تفرط بدورها المرجعي لمصلحة طرف سياسي،بل حافظة على النزع الانساني والكوني والديني لهذه الأثرة العملاقة من حواضر الارث ال البيت فاننا بذات الوقت نامل ان يكون الخلف لخير سلف ممتثلا للطاقة الحكيمة وقوة الورع ومتماثلا بالارث الذي لم تثبته غير ماثر الافتداء والطاقة السلمية الكبرى وروح التبشير المتواضع والمتعالي في ان اسوة برقيه على دانيات الامور،حيث الناي عن صغائر الاهواء لمصلحة الابقاء على القيم العالية لحياة المراجع وصورتها،حيث تتجوهر كلما ازداد البطش بها وازدادت محاولات طمرها وطمسها.
وبهذه المناسبة لا يمكن تطبيق شروط المخالفة الدينية على روح المخالفات السياسية،اذ لا يمكن الزام الناس بالعقل الملائي في دنيا السياسة،وهذا ما جعلنا نتدخل في الشطر السياسي من هذه المشاكلة لانه ليس حوار زكاة او صلاة انما حوار مصائر،ومن هذا الباب انطلقت اراء وعمت بعض الصرخات الهاتفة بتمجيد الامام الصدر الثاني الى بعض الصيحات المعذبة التي ربما شطحت في كلامها اسوة بما يدفعها من ردود فعل من قبل سماحة السيد الخوئي،وهذه اراء العامة وعلى القائد تحمل صرخة الالم والجور والعذاب،لاسيما وان القائد في إرث آل البيت ليس نفسه في الارث الملوكي الاموي الذي يكون مخدوما وليس خادما،ولنا امثال كبيرة في هذا الحقل من الامام علي (ع) حتى اخر الاسباط مما تختزنه الذاكرة العراقية التي جبلت على الحرية الثورة والكرامة !!
خلاصة القول : لقد بالغ بعض الأخوة الكتاب الذين تصدوا لما حدث خلال ندوة السيد الخوئي فلم يسئ أحد من الحضور الأدب عدا بعض العبارات والكلمات المتفرقة من عراقيين مجروحين ، وقد هتف الحضور جميعا في نهاية الندوة بشعار : عاش عاش عاش الصدر !! وهذا شعار شريف نردده نحن العلمانيين قبل الإسلاميين فأين الإساءة فيه .
حقا لقد حدثت انتفاضة قبل بضعة سنوات ضد من ظلموا الشهيد الصدر واتهموه بأشنع الاتهامات وهم مازالوا أحياء " يرتزقون " ولكن العراقيين الذين واجهوا السيد الخوئي لم يسيئوا لأحد بل عبروا عن رفضهم وحزنهم في حضرة من اعتقدوا انه اشترى دورا سياسيا في مؤتمر لندن بأموال الزكاة والصدقة .. فهل هم معذورون .. اللهم اشهد إنهم معذورون وأصحاب حق .. والحق حق حتى وإن لم يضع على رأسه عمامة ..
=)
قلها ومت
terka3a@hotmail.com