[align=center]الملف الأمني يهيمن على المباحثات وطهران تعرض المساعدة في إعادة الأمن
[glint]الوفد العراقي يحمل وثائق تثبت تورط إيران في عمليات تفجير [/glint]

طهران ستار ناصر:[/align]

احتل الملف الأمني مساحات واسعة من جولة المفاوضات التي يجريها الوفد العراقي في ايران، وعلمت “الخليج” من مصادر مقربة بأن الوفد العراقي، الذي ترأسه نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح قد حمل معه الوثائق التي تورط ايران في العمليات التخريبية في العراق.

وتحرص طهران على عدم الكشف عن تلك الوثائق للعلن، ولذلك فإن العراقيين لم يبوحوا بتلك الأسرار للصحافيين، وأسرار النقاشات الحامية التي جرت خلف الابواب المغلقة، والحقيقة ان المتابعة الدقيقة لحركة الوفد العراقي وطبيعة الشخصيات المكونة للوفد تثبت للمراقبين ان المهمة الاساسية للوفد هي مهمة أمنية، لكن ذلك لا يمنع العراقيين من طرح موضوع الطائرات العراقية التي لجأت الى ايران إبان حرب الخليج الثانية، لكن طهران فضلت ان تكون الأولوية مناقشة موضوع رعاياها المختطفين في العراق، ومن ضمنهم الدبلوماسي الذي اختطف في طريق النجف بغداد قبل شهر، وقد أبلغ برهم صالح الجانب الايراني بتصميم الحكومة العراقية على بذل كل المساعي لإنقاذ حياة الدبلوماسي، وعلمت “الخليج” بأن وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب قد اجتمع مع نظيره الايراني موسوي لاري وبحثا موضوع الحدود بين الجانبين، ووعد لاري ضيفه العراقي بأن يُجرى تنظيم وتقوية للحراسة الايرانية على حدودها مع العراق، كما وعد الجانبان بضرورة كتابة مذكرة تفاهم تتعلق بهذا الموضوع، وقام النقيب بتزويد وزير الداخلية الإيراني بوثائق حول الاختراقات التي حصلت للحدود الايرانية العراقية.

وعلمت “الخليج” من مصادر عراقية ان الوفد العراقي قد خرج من المناقشات بانطباعات طيبة وان زيارة علاوي ستتم في غضون الايام المقبلة، ويلاحظ المراقبون في طهران ان زيارة الوفد العراقي لم تحظ بأهمية ولم تسلط عليها الصحف أو المواقع الايرانية الاضواء.

إلى ذلك، قالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أمس ان أحد كبار المسؤولين الإيرانيين عرض على بغداد مساعدة الجمهورية الإسلامية في إعادة الأمن إلى العراق. لكن الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني حسن روحاني، الذي قدم هذا العرض شدد على أن وجود القوات الأجنبية في العراق هو أحد عوامل انعدام الأمن.

وقال روحاني في لقاء مع نائب رئيس الوزراء العراقي ان إيران “لن ترفض تقديم المساعدة لعودة الأمن إلى العراق لان امن العراق وايران بل وأمن المنطقة مترابط”. لكن روحاني، مسؤول أعلى هيئة أمنية في البلاد، شدد أيضا أن الأمن “يتوقف كذلك على رحيل القوات الأجنبية في أسرع وقت”. كما تطرق إلى وجود “مجموعات إرهابية” في العراق، مشيرا إلى ان نشاطات “القاعدة” و”انصار الاسلام” المرتبطة بها وكذلك “منظمة مجاهدي خلق” الايرانية المعارضة “تتناقض مع المصالح الوطنية للبلدين”.

وتحدث روحاني عن اتفاق الجزائر الذي وقعه البلدان العام 1975 لرسم الحدود النهرية في شط العرب والذي ألغاه صدام حسين قبل بدء الحرب الإيرانية العراقية (1980 1988)، موضحا انه يعتبر أساسا للتعاون الحدودي والأمني بين الجارين.

من جانبه، دعا برهم صالح لعقد مؤتمر دولي لحل الأزمة في العراق. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن صالح قوله إن هذا المؤتمر ينبغي أن يحضره ممثلون لمجلس الأمن الدولي ومجموعة الثماني ودول الجوار وأمين عام منظمة المؤتمر الاسلامي وأمين عام مجلس التعاون الخليجي. وأعرب صالح عن أمله في ان يكون للتعاون بين طهران وبغداد تأثير إيجابي على عودة السلم والأمن في العراق.


http://www.alkhaleej.ae/articles/sho...cfm?val=103770