شريط فيديو لاعدام رهينة مصري يلاقي اقبالا في شوارع بغداد
Sun September 5, 2004 4:36 PM GMT+03:00

بغداد (رويترز) - الاكثر مبيعا في سوق بغداد لشرائط الفيديو والاقراص المدمجة ليس هو فيلم سينمائي أو أغنية مصورة بل انه مشهد لاعدام مواطن مصري عادي صوره خاطفوه ووزعوه بوصفه رسالة مروعة الى أي شخص تسول له نفسه التعاون مع القوات الامريكية في العراق.

وقال ابو محمد الذي يمتلك احد المتاجر إنه لا يجرؤ على مشاهدة الاعدام بسكين واضاف "يلاقي القرص المدمج اقبالا كبيرا. نبيع نحو 300 أو 400 منه أسبوعيا.

"لدينا كل أنواع الزبائن.. الكبار والصغار."

يظهر في الشريط الرهينة المصري محمد عبد العال وقد تملكه الرعب راكعا امام مسلحين يحملون بنادق كلاشنيكوف ويعترف بزرعه أجساما الكترونية في المنازل ترشد القنابل التي تلقيها الطائرات الحربية الامريكية.

ويجذب أحد المسلحين سكينا ويطرح عبد العال ارضا ثم يقطع رقبته ويضعها فوق جسده وسط بركة دماء.

وعرضت مثل هذه المشاهد على مواقع اسلامية متشددة على شبكة الانترنت حملت لقطات للعديد من عمليات الاعدام منذ بدأت الجماعات المسلحة موجة من اختطاف الاجانب في ابريل نيسان.

ويبدو أن محتجزي الرهائن ينشرون الان تحذيرات مخيفة لاسواق ومتاجر بغداد المزدحمة حيث يباع القرص المدمج الذي يحمل مشهد اعدام عبد العال مقابل ما يعادل 70 سنتا امريكيا.

وقال العديد من التجار ان أشخاصا من الفلوجة معقل المسلحين وزعوا هذا القرص المدمج على الباعة في بغداد الذين يبثونه على شاشات مثبتة فوق صناديق شحن في الشوارع.

ويباع القرص المدمج الذي يحمل اسم (الجاسوس) على أرفف المتاجر الى جانب الاعمال الفنية التي جذبت الجماهير العربية لسنوات.. من أفلام ممثلي الكوميديا المصريين الذين يتمتعون بشعبية كبيرة الى الراقصات الشرقيات وافلام الحركة الغربية.

وقال أحد أصحاب المتاجر انه لا يحتمل مشاهدة القرص المدمج الذي يحمل مشهد الاعدام ناهيك عن بيعه لعشرات الزبائن الذين يأتون يوميا.

وقال حيدر خليل وعمره 54 عاما "أتذكر أنني دهست قطة بسيارتي عام 1985 ولا يزال صوتها وهي تعاني يرن في اذني لهذا لا أستطيع مشاهدة قتله.

"السوق مزدهرة لكنني لا أستطيع أن أفعل هذا."

لكن صديقه علاء حمدان (32 عاما) الذي شاهد الفيديو قال ان الرهينة المصري نال جزاءه الذي يستحقه وأضاف "قال انه كان يقدم الفتيات العراقيات للامريكيين. لا يمكن أن نقبل هذا خاصة من عربي مثلنا."

وأيقظ الشريط نظرية المؤامرة في البلاد التي ظل الناس فيها صامتين لعشرات السنين تجنبا للقبضة الحديدية للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.

وقال ابو صفوت الذي يملك متجرا لشرائط الفيديو "لا يمكن لمسلم أن يفعل شيئا بمثل هذه الهمجية. هذا من عمل المخابرات الاسرائيلية التي تحاول أن تعطي للعالم صورة سيئة عن المسلمين."

وقال تجار ان شرائط الفيديو التي تسجل الاعمال الوحشية التي ارتكبها صدام وابناه قصي وعدي تحتل المرتبة الثانية في المبيعات بعد القرص المدمج لاعدام الرهينة المصري غير أن الناس بدأو يفقدون اهتمامهم به.

وأضاف خليل "كان الناس من قبل لا يستطيعون الا الحديث عما فعله صدام اما الان فيريدون التأكد وأن يروا بأعينهم."

من مايكل جورجي

http://www.reuters.com/locales/c_new...toryID=6152981