 |
-
لقاءات الإخوان... مع الأمريكان!!
لقاءات الإخوان... مع الأمريكان!!
أحمد الربعي
اللقاءات المكثفة التي تجريها الولايات المتحدة مع جماعات الاخوان المسلمين في اكثر من عاصمة عربية تستحق المتابعة.
هناك اسئلة كبيرة حول ما تم التوصل اليه في هذه المناقشات وخاصة في مسألة استخدام الاخوان المسلمين كقوة سياسية ضد جماعات التطرف وتحديدا تنظيمات «القاعدة». وقضية الموقف من السلطات الحاكمة في الدول العربية الحليفة للولايات المتحدة.
الاجتماعات بدأت منذ اكثر من سنتين وغطت عواصم عربية عديدة ربما تكون صنعاء والقاهرة والدوحة هي اهم المحطات لكنها ليست الوحيدة، وهناك اتصالات منتظمة بين جماعات الاخوان المسلمين في الولايات المتحدة وبين الحكومة الأميركية. وكان هناك تفاهم عبر وسطاء عديدين بعضهم فشل كما حدث مع عبد الرحمن العمودي قبل اكتشاف علاقاته مع ليبيا ولعبه على اكثر من طرف. وكذلك مع شخصيات اخونجية في الدوحة، وكان لقاء وفد من الاخوان المسلمين اليمنيين الذي لبى دعوة المعهد الوطني الديمقراطي وحضر مؤتمر الحزب الديمقراطي الأميركي في مدينة بوسطن فرصة لحوار معمق اجراه ليزلي كامبل مدير قسم شؤون الشرق الأوسط في المعهد الوطني الديمقراطي الأميركي مع هؤلاء.
الاخوان المسلمون كانت وما زالت اكثر الحركات السياسية في العالم العربي غموضا. واكثرها قدرة على جمع المتناقضات واللعب على كل الحبال، فهم مدوا حبلا مع الملك الراحل فاروق واسموه «خليفة المسلمين» في جريدتهم الرسمية ثم انقلبوا مع جمال عبد الناصر الذي انقلب عليهم، وهم في الأردن يطالبون حكومتهم بعدم الاعتراف بالحكومة العراقية باعتبارها «عميلة» بينما يشارك الاخوان المسلمون العراقيون في العملية السياسية وفي المجلس الوطني الانتقالي. وهم يعلنون بحياء رفضهم للتطرف بينما معظم قادة تنظيم «القاعدة» تم تفريخهم في الماكينة الاخوانية.
الاخوان الذين لعبوا على حبال كثيرة هل سيتمكنون من الاستمرار في هذه اللعبة مع دولة بحجم الولايات المتحدة، تمتلك معلومات هائلة، ولديها قدرة على متابعة التفاصيل الدقيقة، وهل يستخدمون حوارهم مع الولايات المتحدة للضغط على حكوماتهم التي هي حليفة للولايات المتحدة، وهل تضحي الولايات المتحدة ببعض هؤلاء الحلفاء لصالح جماعات الاخوان المسلمين.
الاسئلة كثيرة ومثيرة والايام القادمة ستشهد الى اين تصل هذه اللقاءات مع اسئلتها المثيرة التي تبدأ بوقف العمليات الانتحارية في فلسطين وتنتهي بترتيبات أمنية اقليمية، ولكن مقتل هذه اللقاءات سيكمن في الاعتقاد الخاطئ لدى بعض جماعات الاخوان بأنهم «قوة عظمى» تحاور قوة «عظمى»!!
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |