قصف تلعفر يأتي ضمن "الخطة دجلة" الأميركية ـ الاسرائيلية للسيطرة على شمال العراق
تقرير تركي: قصف تلعفر يأتي ضمن "الخطة دجلة"
الأميركية ـ الاسرائيلية للسيطرة على شمال العراق
المستقبل - السبت 18 أيلول 2004 - العدد 1701 - شؤون عربية و دولية - صفحة 12
اعتبرت صحيفة "يني شفق" التركية الناطقة باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في انقرة ان الهدف الرئيسي للقصف الاميركي لبلدة تلعفر شمال العراق الذي ادى الى قتل العشرات وتشريد الالاف من سكانها هو وضع مشاريع الري المشتركة مع اسرائيل حيز التنفيذ عن طريق استخدام التكنولوجيا المتقدمة في مجال الزراعة.
واشارت الصحيفة الى ان بلدة تلعفر تعتبر منطقة استراتيجية من جانب وشريانا حيويا للاراضي الزراعية التي تتغذى من مياه نهر دجلة من جانب اخر.
واوضحت ان الولايات المتحدة واسرائيل ترغبان لذلك في تغيير البنية الديموغرافية للمدينة لصالح الاكراد وارغام التركمان الشيعة الذين يشكلون غالبية سكان المدينة البالغ عددهم 150 الفا على الهجرة من هذه الاراضي الخصبة في اطار خطة تعرف باسم "الخطة دجلة".
وقالت الصحيفة ان تصريحات وزير الخارجية التركي عبد الله غول التي حذر فيها من انهاء التعاون مع الولايات المتحدة في العراق في حالة استمرار قصف تلعفر كانت بمثابة رد فعل تجاه السياسة الاميركية الاسرائيلية الكردية المتبعة في المنطقة تجاه التركمان.
واشارت الصحيفة الى ان السبب الرئيسي الذي دفع تركيا للتصدي للولايات المتحدة في موضوع تلعفر هو تصاعد مخاوف انقرة من ان يتمركز الاكراد محل التركمان الذين تركوا منازلهم في البلدة اضافة لاحكام الاكراد سيطرتهم على المنطقة الممتدة حتى مدينة الموصل وبالتالي توسيع جغرافية نطاق سيطرة الاكراد بحيث يصبحون القوة الاقوى المؤثرة في شمال العراق.
وذكرت ان هذه التطورات تأتي في وقت كانت تركيا تحاول افتتاح قنصلية لها في تلعفر التي تعد من اهم المناطق الزراعية في العراق.
وأكدت الصحيفة ان اقدام رجال الاعمال الاسرائيليين على الاستثمار وشراء الاراضي في منطقة شمال العراق يأتي نظرا لان واشنطن وتل ابيب تريان ان الاكراد هم الطرف الذي يمكن ان يحقق لهم حماية اهدافهم الاستراتيجية المرسومة في المنطقة.
وتطرقت الصحيفة لبعد استراتيجي اخر مرتبط بقصف تلعفر وتهجير سكانها التركمان وهو المتعلق ببوابة أوفاكوي الحدودية مع تركيا القريبة من تلعفر والتي كانت تركيا تخطط لافتتاحها كبوابة ثانية مع شمال العراق بهدف انهاء سيطرة الاكراد على البوابة الحدودية الوحيدة الموجودة في المنطقة وهي بوابة خابور وفتح بوابة تخضع لسيطرة التركمان.
واشارت الصحيفة الى ان الاكراد والحكومة العراقية الجديدة يعارضون فتح بوابة اوفاكوي.
واوضحت الصحيفة ان مشروع اعادة تشغيل خط انابيب النفط بين كركوك وحيفا لا يزال معلقا منذ سنوات طويلة بسبب التكلفة العالية للمشروع واسباب استراتيجية اخرى، مضيفة ان بلدة تلعفر تحمل اهمية كبرى في هذا المشروع النفطي لانه في حال تسليم واشنطن وتل ابيب السيطرة على تلعفر للاكراد فانه سيكون من الممكن حينئذ وضع هذا المشروع في حيز التنفيذ.
جريدة المستقبل
www.almustaqbal.com/stories.aspx?StoryID=85408
يا ابا صـــــــــــــالح ... ادركنا