النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    1,538

    افتراضي الموتى لا ينسون ولن ينسوا صدام!

    الموتى لا ينسون ولن ينسوا صدام!
    جابر حبيب جابر *

    يقول واصل بن عطاء الذي نشأ على يديه تيار المعتزلة، وجدت في احكام الكفار المنصوص عليها في القرآن والسنة، ان اهل الكفر لا يورثون ولا يدفنون في مقابر المسلمين، وحكم الله في المؤمن الولاية والمحبة والوعد بالجنة، وحكمه في صاحب الكبيرة أعد له عذاباً عظيماً لأنه فاسق فاجر، فواصل لا يقول كما قالت المرجئة بأنه مؤمن، ولا كما قالت الخوارج انه كافر، وانما يقول انه فاسق في منزلة أخرى بين منزلتي الكفر والايمان، وانه خالد مخلد في النار، لكن في درجة من العذاب دون درجة عذاب الكافرين.
    ولا يختلف اثنان ان من أولى الكبائر قتل النفس، والتي قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مخاطباً الكعبة الشريفة «لولا اعرف منزلتك عند الله لقلت ان حرمة دم المسلم أكثر من حرمتك عند الله»، وهو القائل عليه الصلاة والسلام ايضاً «ان كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه». واذ تأتينا أنظمة حكم يفترض انها تحقق مقاصد الشارع، وتعمل على خدمة هذا الانسان الذي كرمه الله وجعله خليفته في الارض، واذ هي لا تراعي فيه حرمة، وتستحل كل شيء. والداهية الأعظم والاكبر والعصية على الفهم، ان تكون هذه التصرفات محل نظر وجدل في مدى حرمتها وعدم مشروعيتها، اذ نرى من يحاول ان يجد لها عذراً او متكئاً، او يأخذها على هذا المحمل أو ذاك، حتى ضاعت عندنا المثل، واصبحنا أمة بلا مشتركات من المعايير الأخلاقية والقواعد التي نحتكم اليها.
    مدخلنا لهذا الحديث الذي أرجو أن لا يغرق كثيراً في الوعظية، هو موعد محاكمة صدام حسين في الشهر القادم، والذي أعلنه رئيس الوزراء علاوي في جولته في بريطانيا، اذ ترى الحكومة أن الشعب الذي عانى عقوداً من الارهاب ستعيد له محاكمة مسؤولي النظام السابق شيئاً من استقراره، هؤلاء المسؤولون الذين حولوا بلادنا ذات الخيرات الى أرض طاردة أو مغيبة لشعبها، بعد أن شرعنوا فيه صناعة القتل ولعدة عقود.
    هذه المحاكمة ستأخذ مكانها وربما ستنجح في تنفيس الاحتقان عند العراقيين. ومن جهة أخرى تبعث رسالة تبث اليأس في نفوس من يأمل أو يعمل عن طريق العنف على اعادة نمط النظام السابق. لكن الذي خسرناه ونخسره هو الموقف الاخلاقي المتفق على حد معين من المعايير، والتي لا أظن أننا ممكن أن نجد أي خلاف عليها بين شعوب الانسانية، مؤمنة كانت أو مشركة أو بلا دين، الا عندنا نحن العرب حيث تكون موضع تباين وخلاف.
    عندما نبرر للجلاد أفعاله ونطلب من الضحية أن تتصالح معه، أي بلاهة تتسم بها فكرة التسامح هذه عندما يتعلق الامر بأولئك الذين ارتكبوا خطاياهم بدراية وبإرادة وببرودة دم وعرضوا حياة ومصائر الناس للدمار وانواع الشقاء والعذاب والالم، فهل هناك أسخف من ان نتوقع من الأم التي اخذ منها ولدها منذ ثلاثة عشر عاما وهي تنتظره كل صباح، ونعرف أن الامل في قلوب الامهات يرفض أن ينطفئ، أو زوجة غيب زوجها وبقيت معلقة حتى من الناحية الشرعية، ولا يمن النظام عليها بمعرفة مصيره ولايجرؤ احد على السؤال عليه، أو اليتامى الذين كان نصيبهم العوز والفاقه والصدقة، ولا ذنب لهم الا أن أباهم اختار خياراً سياسياً. ان نتوقع من كل هؤلاء النسيان. هل سألنا انفسنا كيف عاشت عوائل من اعدمهم وغيبهم النظام الـسابق، وهو لا يكتفي بقتلهم، بل يصادر ممتلكاتهم ويقطع سبل عيشهم ويعمم اذاه على أقربائهم وحتى الدرجة الرابعة. هل سألنا أنفسنا نحن الذين نتألم الآن على حال بعض الاجهزة كيف عاشت عائلة أعدم معيلها لعشرين سنة؟ هل جربنا، نحن الذين نحاول أن ننفي مسؤولية النظام عن المقابر الجماعية، تصور مشاعر من ينتظر من يحب لسنين ويعلق الآمال على اللقاء، وإذا هو يجمع بضعة عظام ويعود بها في كيس الى بيته، والى من تعلقت أهدابه بالامل، او الاب الذي يعتبر ابنه مؤسسة ضمانه الاجتماعية عند الكبر، ويستثمر فيه على أمل أن يتكئ عليه عند خريف العمر، هل احترم أحد ذهاب آماله؟ كل هؤلاء لا يطلبون عدالة البشر والتي لن ترد لهم من فقدوا.
    هناك من كان يقول ممن ارتكبوا وأسهموا في هذه الجرائم (انه عبد مأمور)، فهل ضاقت سبل العيش بالانسان لكي يكون جلاداً وقاتلاً او مغتصباً للاعراض، بل ان الفقهاء المسلمين لم يجيزوا للمكره وليس للطائع والمتطوع أن يفعل ذلك، حيث قالوا اذا تعرض الانسان للاكراه (كي لا ينكر المنكر) فلا يجوز له الخضوع لهذا الاكراه حتى لو هلكت ذاته، وذلك اذا كان في المنكر ضرر يلحق بالغير لا يمكن ضمانه او التعويض عنه بعد زوال الاكراه، أي لا يمكن تدارك آثاره مثل القتل والقذف، فغير جائز الخضوع لهذا الاكراه، ويجوز فقط اذا امكن التعويض عن اغتصاب مال الغير، أو في ذات المكره مثل اكل الميتة، وشرب الخمر، والتلفظ بكلمة الكفر مع ابطان ضدها.
    الشاعر رشدي العامل الذي توفي منذ عشر سنوات، وكان شاعراً يسارياً مبدعاً، لم يكن يقل شاعرية وتجديدا عن السياب والبياتي، لولا ان الاهمال والنسيان قد غيباه. أوصى رشدي قبل موته أصدقاءه الخلص بانه اذا ذهب الطاغية وسقط نظامه، أن ياتوا الى قبره ويدقوا عند رأسه ثلاث دقات، لكي يعرف بأن الطاغية قد انتهى ويستريح في قبره. طلبنا من اخوتنا العرب من حولنا أن يوقفوا ضجيجهم على خسران النظام السابق، وأن لا يغامروا بخسران شعب، وأن يسمحوا لنا أن نهمس عند قبور موتانا لكي يستريحوا فيها، قالوا (وهذه طالما سمعناها)، لا تتحدثوا ضد النظام السابق بالسوء، لأن هذا الحديث يفهم منه بأن الاميركان فعلوا خيراً عندما خلصوكم منه، فأجلنا أمنية موتانا الاخيرة.
    آمل وأتصور أن الضحايا سينهضون ويقتصون من جلاديهم، اذ اننا بعد أن فقدنا عدالة الارض بتنا نتطلع لعدالة السماء، ولكن قصاصهم سوف يتسع ليشمل كل من وقف مع الجلاد حتى ولو بالصمت اللعين، أما الذي دبج الكلمات فمكانه كما يخبرنا الاولياء والائمة، مستوحين ذلك من سنة نبينا الكريم: «من أعان على مسلم بشطر كلمة اتى الله وقد كتب على جبينه آيس من رحمة الله»، علما أن رحمة الله التي وسعت كل شيء، تضيق على من يقولون كلمة خير أو تبرير أو تسويغ بحق ظالم وما أكثرهم.
    * كاتب وأكاديمي عراقي في جامعة بغداد

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    الدولة
    طائر لا أرتضي الأرض مسكنا
    المشاركات
    4,759

    افتراضي

    تعدد القاتلون و الموتى واحد.

    و هل سينسى موتى 2004 عليوي و المشعول و النقيص (النقيب) أم سينسوا من تواطئ معهم من مرجعيات و أحزاب و جعفري و عبودي (عبد العزيز) و كندليزا رايس؟؟؟

    أذا كان كل هؤلاء قتلوا ما قتلوا من الشعب حفاظاً على الأمن فما فعل صدام كان حفاظاً على الأمن أيضاً!!
    و لهذه فصدام كان مناضل و حامي العراق أكثر من أي شخص في الحكومة الحالية, لأن القاتل هذه الأيام أصبح أما مجاهد أو مناضل و كل هذا القتل ما هو إلا من أجل وحدة العراق و ضمان حريته و سعي من أجل الديمقراطية, و صدام كان يسعى لأجل الحرية و الوحدة و الديمقراطية!!!!

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني