الجعفري والقرشي…… وتاريخ المناضلين والدراويش
الجعفري والقرشي…… وتاريخ المناضلين والدراويش
في الليلة قبل الماضية كان الجعفري على ضيافة سحور في دار الباحث التاريخي الشيخ باقر شريف القرشي الواقف على الثمانين و يصر على اكمال سيره التأريخي بجد وعناء رغم الزمن الزاحف على وجهه ليرسم فيه طرقات واخاديدويلتم حول عينين تلوحان كنجمتين من بعيد.
وحينما يجلس القرشي يعني ذلك ان يجلس معه الطبري واليعقوبي وابن الاثير.. ويفتح سجون التأريخ ليدعو مناضليه الذين يرون المشهد بأيديهم المشلولة وظهورهم المدماة ويعيون غائرة من ظلمة المعتقلات فيحضر ميثم التمار و محمدبن عمير والجنيد البغدادي.... ثم يعرج على منازل الشعراء في وادي عبقر فيدعو البحتري والمتنبي من شارع ابى نؤاس بعد ان يمر على بيت الخنساء .. ثم يغادر الى امارة حلب ليلتقي بابي فراس الحمداني قبل ان يستجوب سيف الدولة عن سر التراب على وسادته الخاصة...
ويبقى منقبا وسائحا بين المسجد النبوي الشريف ومسجد الكوفةو مكة المكرمة . فا لازهر الشريف والزيتونة قبل ان يِشد رحاله الى سمر قند و بخارى ومشهد الرضا الذي يتيه بقاصديه ... اراد القرشي ان يكتب _ قصة الحضارة الاسلامية .. بفصول جديدة وبأقلام العلماء وحبر المخلصين فأنجز منها (44مجلدا) بعقلانية وبساطة..
((قل سيروا في الارض...))وسارا معا بمزاج واحد في اكثر محطات الزمان اوبمزاجين في بعضها .. وتلك لذة يستعذبها المتحاوران .. دون ان ينسيا واحات الاستراحة التي كان يتعمدها الشيخ القريشي فيبتسم لها الجعفري بدلالات من عينيه ...واستمرت الرحلة الساهرة حتى تبين الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر فيقدم القرشي القادم من مدن التأريخ احدى روائعه الى الجعفري بسبع مجلدات بعد ان يوشحها باهداء كريم....الىالمفكر الاسلامي المعاصر............ وبكل اعتزاز
عباس الجبوري
=X:
قلها ومت
terka3a@hotmail.com