صفحات تأريخية مظلمة ..... لحقبة زمنية غابرة ـ الجزء التاسع
بقلم: محمد علي البصري
حزب البعث يخطط لاغتيال الزعيم
انتهى الجزء الثامن عند الدعم الذي تلقته عصابة البعث المجرمة من السفارة الايرانية عن طريق العميل علي منصور وهو ضايط ايراني في المخابرات يعمل خبازا .. ويروي لي الاستاذ الفاضل الدكتور عمر الراوي ان المقبور صالح مهدي عماش يقول انه كان على علم بوصول ضباط المخابرات الامريكية الى طهران من عبد اللطيف الحديثي في بداية شهر كانون الثاني من عام 1963،وان المقبور احمد حسن البكر قام باستأجار
بيت لهم في منطقة علي الصالح واسكن في البيت شقيقته وزوجها للتغطية على تواجد هؤلاء العملاء ، كما ان المدعو طالب عبد المجيد عريم كان ينقل السلاح بسيارته الخاصة من منطقة القائم على الحدود السورية
وهي مرسلة من سوريا وشاركه بعملية نقل السلاح والعتاد كل من المقبور محمد عايش الكبيسي ، تركي سعيد عبد الباقي الحديثي وبمساعدة صبري الحديثي وعبد القادر الحديثي، ولقد تم اتخاذ القرار بالقضاء على الثورة وزعيمها بعد وصول العملاء الامريكان الى بغداد ،ووضعت خطة تنفيذ المؤامرة الغادرة ضد الزعيم عبد الكريم قاسم في شهر رمضان وان يكون يوم الجمعة للاسباب التالية:
لان يوم الجمعة هو العطلة الاسبوعية ولكونه شهر رمضان فان كثيرمن الضباط يكونون في استراحة ولم يبقى في وزارة الدفاع سوى حراسات بسيطة جميع دوائر الدولة تكون مغلقة في الجمعة وتسهل السيطرة على الدوائر الحساسة مثل البدالات ودوائر الشرطة واجهزة الامن والاذاعة والمرسلات في ابو غريب ومحطات توليد الطاقة الكهربائية ووسائل النقل . لقد تم تقسيم بغداد الى اربعة عشر منطقة للسيطرة عليها من قبل عناصر حزب البعث العفلقي .
قيام عناصر الحزب العفلقي بعمليات اغتيالات للعناصر الوطنية وكبار ضباط الجيش بعد ان تم اجراء عمليات مسح قامت بها عناصر الحزب لأماكن سكن المسؤولين في الدولة العراقية والضباط. .
تنفيذ خطة الانتشار المسلح لعناصر الحزب في جميع انحاءالعراق وبالاخص في بغداد فور سماعها بيان الانقلاب من راديو بغداد وتوزيع كلمة سر بين عناصر الحزب للتعرف على بعضهم البعض والظهور بمظهر انهم مؤيدون للزعيم عبد الكريم قاسم .استيلاء عناصر عناصر الحزب من العسكريين والمدنيين الذين يرتدون ملابس عسكرية على المراكز المهمة وبالاخص معسكر الرشيد لكون لواء العشرين والذي مقره في هذا المعسكر وهذا اللواء كان آمره عبد الكريم قاسم يوم 14 تموز 1958 ،والسيطرة عليه سيطرة تامة ، السيطرة على مطار بغداد الدولي ومحطة السكك الحديدية العراقية .
لقدتم وضع اللمسات الاخيرة لتنفيذ العملية الاجرامية يوم الاربعاء المصادف6 شباط 1963 في بيت المقبور احمد حسن البكر وبحضور كل من المقبور حردان عبد الغفار التكريتي ، المقبور صالح مهدي عماش النداوي ، عبد اللطيف الحديثي وعدد من المنحرفين من تنظيم البعث وكانوا مدعوين على مأدبة افطار في بيت احمد حسن البكر في منطقة علي الصالح ( وكان احمد حسن البكر يلقب ابو الهوش من قبل جيرانه ،لكونه يربي بقرة في بيته) وكان العملاء الامريكان الذين جاؤوا من ايران ضمن الحضور ، وقد اتفق الجميع على تنفيذ العملية الاجرامية صبيحة يوم الجمعة المصادف 8 شباط 1963 ،وتم توزيع مهام التنفيذ على الحضورعلى ان يتم تبليغ الكادر الحزبي في يوم الخميس ، اي قبل يوم تنفيذ العملية الدنيئة وتم تحديد وتوزيع المهام من ليلة الخميس الى صبيحة الجمعة وكما ياتي:
احتلال دار الاذاعة العراقية ومحطة الارسال في ابي غريب
قيام كل من الملازم الاول الطيار منذر توفيق الونداوي والملازم الاول الطيار حميد شعبان التكريتي بالانطلاق من قاعدة الحبانية وتوجيه ضرباتجوية الى مقر وزارة الدفاع .
تحرك كتيبة دبابات ابو غريب من مقرها وباشراف الرائد المجرم خالد مكي الهاشمي مساعد آمر الكتيبة على ان يحمل عليها صور الزعيم عبدالكريم قاسم باعتباره قوة اسناد للزعيم خوفا من تحرك جماهير الشعب والتوجه
الى مقر وزارة الدفاع واحتلاله ، وكذلك فرض السيطرة على مداخل معسكر الرشيد الذي يتواجد فيه اللواء العشرون.
قيام عناصر البعث المجرم بالتضاهر في جميع انحاء بغداد انها من القوة المساندة للزعيم عبد الكريم قاسم .
السيطرة على الاماكن الحساسة في العاصمة وكذلك اغتيال او اعتقال كل من يشك في امره من المؤيدين للزعيم واغتيال العناصر المؤيدة له ايضا ،وقد جرى اغتيال العقيد الركن الطيار جلال الاوقاتي آمر قاعدة الرشيد الجوية في باب بيته وكذلك غيره من الضباط الشرفاء في حي اليرموك وحي زيونةكونهما من الاحياء التي يقطنها الضباط .
فرض حالة الطوارئ في العراق عامة واعلان الاحكام العرفية ،وفرض منع التجول في انحاء العراق .
لقد لعب البعثيون دورا خسيسا ودنيئا في مؤامرتهم النكراء فقد تواجد في صبيحة الجمعة السوداء المقبور احمد حسن البكر وهو يرتدي الملابس العسكرية ويضع رتبة عقيد مع العلم انه مطرود من الجيش برتبةرائد، في
تقاطع اليرموك ابو غريب وكان يشرف على تحرك اعوانه الخونة ، وكان الزعيم عبد الكريم قاسم في بيته صبيحة يوم الجمعة ، وعند سماعه بيان الانقلاب توجه الى وزارة الدفاع وكان ذلك خطئا قاتلا ارتكبه ؟حيث حوصر
هناك وكانت الجماهير تزحف صوب وزارة الدفاع وقد تجمعت بالالاف ولم تستطع جلاوزة البعث الغادر ان تتصدى لها ، ولكن الزعيم عبد الكريم عبد الكريم قاسم رفض توزيع الاسلحة على الجماهير خوفا من وقوع مجزرة
وطلب من الجماهير ان تتفرق وانه قادر على ان يحبط التآمر بسهولة وهذا الخطأ القاتل الثاني ؟ ، لقد قاتل الزعيم عبد الكريم قاسم والثلة من انصاره قتال الابطال طوال نهار الجمعة وليلة السبت رغم الغارات الجوية التي
كانت تضرب مقر وزارة الدفاع من قبل المجرمين امثال منذر الونداوي وحردان عبد الغفار وحميد شعبان ولقد تعرض مقر الوزارة الى دمار شامل ورغم ان عبد الكريم قاسم كان صائما هو ورفاقه الابطال امثال الشهيد عبد
الكريم الجده آمر الانضباط العسكري والعميد طه الشيخ والعقيد وصفي طاهر وغيرهم ورغم قلة عددهم ولكنهم تمكنوا من صد جميع الهجمات التي حاول مؤبونوا البعث من خلاها احتلال وزارة الدفاع الا انهم فشلوا.
لقد اندلعت معركة الدفاع المشرف في الساعة التاسعة والنصف صباح يوم الجمعة 8 شباط 1963 واستمرت زهاء 56 ساعة متواصلة وكان المدافعون عن الثورة وعن وزارة الدفاع ثلة من الرجال المؤمنين بربهم وبالوطن ،لقد العميد الركن عبد الكريم الجده موضعا في وزارة الدفاع وقال بالحرف الواحد ,,,, اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله واشهد ان الزعيم عبد الكريم قاسم قائدي ،،،، وقاتل قتال الابطال واوقع في المجرمين القتلة الكثير من الخسائر واستشهد عبد الكريم الجده بقذيفة مدفع دبابة خلال ساعات القتال المرير والغير متكافئة ، وتدخلت عدة اطراف لايقاف القتال والتفاوض وكان التحالف المجرم من البعثيين والناصريين يفرض سيطرته على الشارع العراقي بقوة السلاح والخديعة وكانت عصابتهم مدربة على القتل وهدفها تدمير العراق وهذا ماآل اليه الوضع بعد سقوط ثورة 14 تموز 1958 المجيدة ، لقد اوقف القتال بتفاوض مع عبد الكريم قاسم وحقنا للدماء تم قطع عهد الى عبد الكريم قاسم ان يسافر الى خارج العراق وعلى هذا المبدأ استسلم عبد الكريم قاسم .......
اكتفي بهذا القدر ....... تابعونا في الجزء القادم باذنه تعالــى

المصدر/ الاستاذ الدكتور عمر الراوي

albasry3@hotmail.com