 |
-
نجل المرشد الروحي لإبن لادن، العراق دار حرب
حسن معوض: مشاهدينا الكرام سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات.
بعد حوالي 15 عاماً على مقتل والده عبد الله عزام المرشد الروحي لأسامة بن لادن يتساءل المرء هل ما تزال نظريته الجهادية قائمة؟ وكيف يمكن تطبيقها على مجرى الأحداث الراهنة؟ وهل تفسيره لأحداثٍ من قبيل الوضع في العراق يستند إلى هذه النظرية، أم مجرد تخمين ليس إلا؟ هذه الأسئلة وغيرها نطرحها على حذيفة عبد الله عزام, بداية سيد حذيفة دعني يعني أبدأ بما نُقل عنك في مقابلة صحفية مؤخراً من أنك تتحدث عن تدفق المقاتلين من كافة أرجاء العالم الإسلامي على العراق لمقاتلة الأميركيين يعني, السؤال الذي يطرح نفسه: هل هذا القول هو يعني من واقع معلومات محددة؟ أم أنه تخمين؟ أم أنه مجرد أمل؟
حذيفة عبد الله عزام: أولاً بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً, هذا الكلام ليس من قبيل التخمين وإنما من قبيل معلومات ترد إلينا من هنا ومن هناك, ونحن على يقينٍ بأن الشباب قد أخذوا يتدفقون إلى العراق مذ أُكدت الضربة الأميركية للعراق قبل سقوط النظام بشهرين بدأ الشباب العرب يتوافدون إلى العراق من هنا وهناك, والأمر لا يزال قائماً حتى اليوم، ولكن غدا الأمر أكثر صعوبةً في هذه الأيام حيث أن دول الجوار أصبحت تخشى على أمنها واستقرارها من انعكاس الأوضاع التي تجري داخل العراق.
حسن معوض: طيب سيد حذيفة يعني دعني آخذ النقطة الأولى أنت تقول هذه يعني الأقوال التي تحدثت بها في الواقع واردة من معلوماتٍ دقيقةٍ يعني، هل يعني ذلك بأنك على اتصال مثلاً بالجهات التي لديها مثل هذه المعلومات؟
حذيفة عبد الله عزام: إن قرب المسافة بيننا وبين العراق لا شك وكثرة الناس الذين يدخلون ويعودون من العراق تسهّل لنا عملية الحصول على مثل هذه المعلومات.
حسن معوض: طيب سيد حذيفة أنت قلت يعني أن المقاتلين يتوافدون على العراق ربما من أواخر عام 2001 حسب ما قلت بعد أن ثبتت نية الهجوم على العراق حسب ما ذكرت أنت يعني, ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: يعني ما هي القواسم المشتركة بين نظام صدام حسين السابق وبين هؤلاء المقاتلين؟
حذيفة عبد الله عزام: لا يوجد حقيقة ما يجمع بين فكر البعث وفكر هؤلاء المقاتلين أبداً, إلا أن هؤلاء المقاتلين قد خرجوا امتثالاً لأمر الله عز وجل: "وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً واجعل لنا من لدنك نصيراً"، فأمر الدخول إلى العراق إنما جاء استجابةً لفَرْضية العين الحتمية في مثل هذه المسألة, الأمر محسومٌ بين فقهاء وعلماء السلف والخلف أن العدو إذا صال على أرض الإسلام إذا وطأت أقدامه شبراً من أرض الإسلام وجب على أهل ذلك الشبر أن يخلّصوه, فإن لم يكفوا أو قصّروا أو تكاسلوا توسع فرض العين على من يليهم، ثمّ على من يليهم حتى يعمّ فرض العين الأرض ومن عليها.
حسن معوض: طيب هذا السؤال في الواقع.. سيد حذيفة في الواقع يعني هل سمعتم بأن العراقيين بحاجة إلى الرجال مثلاً لكي يتدفق هؤلاء المقاتلون على العراق, في الوقت - وأنا أنقل عما يقال في الواقع في الوقت - أن الفلسطينيين الذين هم في الواقع يطلبون النجدة لا يجدون من ينجدهم، ألا تجد ذلك مفارقة؟
حذيفة عبد الله عزام: سيدي أنت تعلم أن أمر فلسطين أمرٌ جدُّ صعب إن لم يكن مستحيلاً، عملية الوصول إلى الحدود الفلسطينية عملية شبه مستحيلة, ولكن الأمر بالنسبة للعراق مختلف, إن معظم المقاتلين قد تدفقوا قبل سقوط النظام, إلا أن عملية تدفق المقاتلين لا تزال حتى اليوم والمحاولات لا تزال قائمة, فالأمر بالنسبة للعراق مختلف..
حسن معوض: طيب..
حذيفة عبد الله عزام: مسألة الحدود الواسعة بالنسبة للعراق تختلف عن مسألة الحدود الفلسطينية، كذلك الأمن المحفوف على الشريط الحدودي بين فلسطين وبين الدول المجاورة لا يُقاس.. بل لا يقاس الوضع بالنسبة للعراق بالوضع بالنسبة لفلسطين.
هل ترك عزام فلسطين لحساب أفغانستان؟
حسن معوض: طيب.. سيد حذيفة هل توافق وأنت في تصريحاتك الأخيرة في الواقع ذكرت هذا بأن والدك كان في الواقع في الضفة الغربية في منطقة سيلة الحارثية قرب جنين في الواقع، البلدة التي تنتمون إليها..
والدي حمل بندقيته الإنكليزية وقاتل ودافع عن بلدة سيلة الحارثية وهذا مثبَت في كتبه التي كتبها
حذيفة عبد الله عزام: نعم.. نعم..
حسن معوض: عندما دخل الإسرائيليون عام 67, يعني لم يكن بحاجة لأن يدخل من الحدود، أليس كذلك؟
حذيفة عبد الله عزام: سيدي أنا أعيد إليك أولاً الذين لا يعلمون عن سجلّ والدي الجهادي في فلسطين أنا أتحدث لهم الآن باختصار, والدي قاتل حمل بندقيته الإنكليزية وقاتل ودافع عن بلدة سيلة الحارثية حتى جاء وهذا مثبَت في كتبه التي كتبها، لديه مجموعة.. سلسلة أصدرها "فلسطين من القلب إلى القلب حتى لا تضيع فلسطين للأبد"، يتحدث فيها عن تاريخه الجهادي في فلسطين, قاتل حتى جاءه الضابط العراقي الذي كان مسؤولاً عن المنطقة وقال لهم: ارجعوا كيف تتصدون للدبابات الإسرائيلية وأنتم لا تحملون مضادات للدروع هذا أولاً..
حسن معوض: طيب..
حذيفة عبد الله عزام: اسمح لي بس بنصف دقيقة من فضلك..
حسن معوض: تفضل.. تفضل.
حذيفة عبد الله عزام: أما خرج إلى الأردن ثمّ شكّل والدي ما يعرف بمعسكرات الشيوخ التي قادها واستمر في قيادتها حتى حدثت فتنة أيلول التي انسحب منها والدي وانسحب منها بقية الشيوخ لأنهم كانوا يرونها إراقة لدماء المسلمين بين بعضهم البعض.
حسن معوض: طيب سيد حذيفة سأعود إلى هذه النقطة يعني أنت يعني وصلت هذه النقطة، دعني أعود ثانية إلى العراق فيما يتعلق بالمقاتلين الذين وفدوا عليها حسب ما ذكرت يعني أنت، يعني هل بإمكاننا أن نقول وأيضاً نريد منك أن تؤكد من معلوماتك كما تقول بأن هؤلاء المقاتلين لا ريب بأن من بينهم أبو مصعب الزرقاوي، أليس كذلك؟
حذيفة عبد الله عزام: قطعاً قطعاً هذا أكيد نعم تفضل.
الزرقاوي في العراق باعترافه
حسن معوض: يعني في الواقع أنت تؤكد يعني ما يقوله الأميركيون من أنهم في الواقع إنما يضربون الفلوجة لأن هناك أبو مصعب، وهناك رجاله موجودون هناك، هذا ما تؤكده؟
حذيفة عبد الله عزام: أولاً أنا لا أؤكد كلام الأميركيين, الأميركيون لم يصدقوا بشأن العراق ولو في مسألةٍ واحدة, هم يقصفون الأبرياء يقتلون الأطفال ويقتلون النساء بحجة وجود الزرقاوي، أنا أقول أبو مصعب بنفسه خرج في أكثر من مناسبةٍ وتحدث عبر شاشات الإنترنت عن نفسه وعن عمله وعن نشاطاته داخل العراق, فهو قد أكّد بنفسه أنه موجود داخل العراق, هذه مسألة لا تحتاج إلى جدال أو إلى نقاش, أما أن..
حسن معوض: يعني معلوماتك سيد حذيفة مبنية على ما رأيته على شاشة الإنترنت، أهذا ما تقوله؟
حذيفة عبد الله عزام: هذا على شاشة الإنترنت، وكذلك أقول لك إن سهولة التنقل بين الأردن والعراق وكثرة المسافرين الذين يدخلون ويعودون تسهّل عملية الحصول على مثل هذه المعلومات.
حسن معوض: ولكنك قلت قبل قليل بأن دول الجوار يعني تحرص على عدم دخول أو خروج أناس من حدودها إلى العراق لتقاتل؟
حذيفة عبد الله عزام: نعم يا سيدي, وأنا أؤكد ذلك.. أنا أؤكد ذلك لكن هناك يا سيدي سواق الشاحنات سواق السيارات الذين يدخلون إلى داخل العراق في عملٍ أو في مهماتٍ أو الخ.. هؤلاء يستطيعون أن يحصلوا على المعلومات من هنا وهناك.
حسن معوض: طيب سيد حذيفة يعني دعني أضع لك ما يقوله البعض, في الواقع هناك من يقولون بأن المقاتلين العرب الذين وفدوا إلى العراق في الواقع إنما جاؤوا لتصفية حساباتهم حسابات سابقة من أيام أفغانستان مع الأميركيين، وليس لهذا علاقة بوجود احتلال من عدمه، فكيف تردّ على هذا؟
إذا كانت هناك فئة من المقاتلين العرب جاءت إلى العراق لتصفية حسابها مع الأميركيين فليس هذا دأب الجميع, كما أني أود أن أؤكد لك أن عدد المقاتلين العرب داخل العراق لم يتجاوز حتى الساعة 300 مقاتل, فنسبة المقاتلين العرب إلى المقاومة العراقية لا تكاد تُذكر
رؤية عزام للمقاومة في العراق
حذيفة عبد الله عزام: لا يا سيدي، اسمح لي أن أقول لك إذا كانت هناك فئة قد جاءت لتصفية حسابها مع الأميركيين فليس هذا دأب الجميع, كما أني أود أن أؤكد لك أن عدد المقاتلين العرب داخل أفغانستان.. لأ عفواً أن عدد المقاتلين العرب داخل العراق لم يتجاوز حتى الساعة الـ300 مقاتل, هذا أستطيع أن أؤكده لك, فنسبة المقاتلين العرب إلى المقاومة العراقية نسبةٌ لا تكاد تُذكر هذا أستطيع..
حسن معوض: ولكنك سيد حذيفة قلت بأن المقاتلين العراقيين من بين يعني عناصر المقاومة في إحدى المقابلات مع إحدى المحطات الفضائية، قلت بأنهم يمثلون 70% بمعنى أن العرب, بمعنى أن المقاتلون العرب يمثلون 30% هل هذا ما تقوله؟
حذيفة عبد الله عزام: لا يا سيدي الذي أريد أن أقوله: إن المقاومة العراقية مقسمة إلى ثلاثة أقسام أولاً 70% مقاومةٌ إسلاميةٌ وطنيةٌ توجهها وفكرها في الغالب فكرٌ إسلامي وتوجّهٌ إسلامي مع أنه قد التحق بها وامتزج في داخلها بعضٌ من العناصر الوطنية هذه أولاً, 15% من المقاومة لا تزال حتى الآن يقوم بها أقطاب النظام السابق أو الذين كانوا ينتمون إلى النظام السابق، كانت هناك..
حسن معوض: دعني أتوقف هنا سيد حذيفة, دعني أتوقف عند هذه النقطة, أنت تقول إذن بأن الإسلاميين أو المقاومة الإسلامية كما وصفتها تتعاون مع بقايا النظام السابق، هل هذا ما تريد أن تقوله؟
حذيفة عبد الله عزام: يا سيدي لم أقل هذا، قلت لك إن هناك ممن كان يعمل مع النظام السابق ممن لديه نخوة وغيرة ووطنية، هؤلاء التحقوا بالمقاومة العراقية, إلا أن قيادة المقاومة أؤكد لك أنها قيادةٌ إسلامية, 15% من أرباب النظام السابق هؤلاء ليس لهم اتصال مع المقاومة الإسلامية, 15% التي تبقت يقودها الأشراف من إخواننا الشيعة.
حسن معوض: طيب قلت في تصريحٍ أيضاً بأن هناك تنسيقاً على مستوى النخبة في صفوف المقاومة العراقية, ما الذي تعنيه بتنسيق على مستوى النخبة؟
حذيفة عبد الله عزام: الذي أقوله ما عنيته قبل قليل هو أن 70% من هذه المقاومة قد حاولت أن تجمع معظم المقاتلين تحت رايتها, ونهجت نهجاً تحاول من خلاله أن تحدّ من حدوث نزاعاتٍ في المستقبل, فقامت سياستها على سياسةٍ واضحة هي سياسة عدم تكثير الرؤوس في المقاومة.
حسن معوض: طيب سيد حذيفة علينا أن نتوقف الآن هنيهة مع فاصل قصير، إذن نعود بعده إليكم مشاهدينا الكرام.
[فاصل إعلاني]
حسن معوض: أهلاً بكم مجدداً. إذن مشاهدينا الكرام نواصل حديثنا مع حذيفة عبد الله عزام نجل المرشد الروحي لأسامة بن لادن. سيد حذيفة كنا نتكلم عن المقاومة في العراق حسبما تحدثت عنها أنت, وحسبما.. بعض الذي تحدثنا في نطاق بعض المعلومات المتوافرة, يعني طبعاً الكثير يُقال الآن لابد بأنك تسمع عن أخلاقيات الحرب، ونريد أن نسمع منك في ضوء ما تُسمّى بالنظرية الجهادية لوالدك، ما هو رأي هذه أو كيف تفسر هذه النظرية مثلاً خطف الأجانب، وقطع الرؤوس، وقتل العراقيين في العراق؟
حذيفة عبد الله عزام: بادئ ذي بدء ينبغي لنا أن نقرّ بقاعدة شرعية هو أن الدين الإسلامي لا يقوم على ردود الأفعال, ولو كان الدين يقوم على ردود الأفعال لما ثبتت قاعدةٌ شرعيةٌ واحدةٌ, أما فيما يخص القتل فلقد علّمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا وقع بين أيدينا من يوجب الشرع قتله, ومن ترى فئةٌ من العلماء المجتهدين أنه يستحق القتل لأنه مقاتل, أو لأنه عميلٌ أو مرشدٌ سريٌّ إلخ..، إذا أجمعت فئةٌ من العلماء على قتله فينبغي أن يُقتل وفق لما أرشدنا إليه رسولنا - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "إذا قتلتم فأحسنوا القِتلة" فينبغي لنا أن نلتزم حدود التعاليم الإسلامية, إن خروج بعض الشباب عن هذه التعاليم إنما ينبع .. إنما هو نابعٌ عن ردة فعلهم إزاء التصرفات الأميركية, ونحن قد أقررنا بادئ ذي بدء أن ديننا لا يقوم على ردود الأفعال، نحن مسلمون..
حسن معوض: طيب أنت قلت أن هذا رد فعل على التصرفات الأميركية يعني هل تبرر أفعالهم هؤلاء الناس الذين يقومون مثلاً بقطع الرؤوس؟
حذيفة عبد الله عزام: أنا لا أبرر أفعالهم, قلت إن الدين.. لقد أوضحت من البداية، قلت إن الدين الإسلامي لا يقوم على ردود الأفعال، ولو كان الدين يقوم على ردود الأفعال لما ثبتت قاعدةٌ شرعيةٌ واحدةٌ, ينبغي لنا أن نتبع تعاليم الدين حتى في القتل, "إذا قتلتم فأحسنوا القِتلة".
حسن معوض: طيب سيد حذيفة يعني دعني أستخدم هذه النظرية وأستعين بمعلوماتك في الواقع في تفسير مثلاً، يعني ما يقال مثلاً عن التعرض أو مقاتلة أو قتل في الواقع مثلاً عناصر الشرطة والحرس الوطني العراقي, أين تضع هذا القتل مثلاً في سياق تفسيرك للنظرية الجهادية لوالدك؟
حذيفة عبد الله عزام: سيدي في إطار النظرية الجهادية لوالدي والكتاب بين يديّ سأحاول أن أقرأ بعضاً من نصوصه لاحقاً إنما أقول لك باختصار إن والدي لم يكن حينما استأذنه الشباب العرب في بيشاور وفي أفغانستان بقتل بعض الغربيين أو اختطاف بعض الغربيين لأنهم يفسدون داخل أفغانستان ولأنهم يقومون بأعمالٍ خارجةٍ عن الشريعة الإسلامية وخارج نشاطاتهم التي دخلوا من أجلها لم يكن والدي يأذن بذلك, لقد اعتبر والدي أن كل رجلٍ دخل باكستان أو دخل أفغانستان بموجب تأشيرةٍ من الحكومة الباكستانية أو بموجب ورقةٍ من قائد أفغاني هذا مؤتمن, هذه التأشيرة إنما هي بمثابة عقد أمان فلا يجوز لنا أن نمسّ أحداً من هؤلاء بسوء.
حسن معوض: طيب هذه نقطة واضحة سيد حذيفة هل نستطيع أن نطبق ما قلته في الواقع مثلاً على الأجانب الموجودين في العراق، والموجودين أيضاً في أماكن أخرى في العالم العربي ويتعرضون للاختطاف والقتل؟
حذيفة عبد الله عزام: يا سيدي، في الوطن العربي غير المحتل نعم، لأن هذه الدور تسمى في الفقه الإسلامي دور أمان أو دار إسلام, أما في العراق فهي دار حرب ودور حرب، وفي دار الحرب لنا أحكامٌ من شريعتنا تختلف تماماً عن أحكام دار الأمان، ليس في العراق..
حسن معوض: طيب دعنا نكون دقيقين حتى لا نتكلم بعباراتٍ عامة سيد حذيفة.. دعنا نكون دقيقين..
حذيفة عبد الله عزام: نعم..
حسن معوض: أنا سألتك في البداية عن يعني تفسير النظرية الجهادية لوالدك لموضوع قتل المواطنين العراقيين بالدرجة الأولى، وثانياً قتل عناصر الشرطة والحرس الوطني العراقي في العراق يعني هذه واضحة، ماذا تقول حتى نكون دقيقين ولا نتوسّع كثيراً؟
حذيفة عبد الله عزام: أنا الآن أرد على المسألة, أولاً أنا تكلمت في المسألة في أكثر من لقاء، أعود فأقول أكرر نفس الكلام، سيدي لا يجوز لنا بحالٍ من الأحوال أن نقتل.. أن نعتدي أو أن نهاجم عراقياً في مركز شرطة أو عراقياً آخر من عناصر الحرس الوطني, ولكن إذا وقف هؤلاء في طريق المجاهدين ومنعوهم من الوصول إلى القوات الأميركية داخل العراق, إذا عرقل هؤلاء حركة الجهاد وحركة المقاومة فإن الحكم هنا يختلف قطعاً، نحن لا نجيز ولا نبيح بأي حالٍ من الأحوال أن يراق دم امرئ مسلم إلا بحقه.
حسن معوض: طيب سيد حذيفة أنت قلت في سياق تصريحات مماثلة بأن هناك إفرازات خارجة عن أيديولوجية المقاومة، وتسيء إلى سمعتها في العراق, من هم هؤلاء الذين يخرجون على أيديولوجية المقاومة، ويسيئون إلى سمعتها، وبالتالي حسب ما أفهم منك يقومون بمثل هذه الأعمال التي لا تقرها نظرية والدك كما نسمع منك؟
حذيفة عبد الله عزام: الذي أود أن أقوله لك أن هناك فئةً بالفعل خرجت عن إجماع المقاومة, حتى أنها فيما أعلم تعصي أوامر الأمراء, تعصي أوامر أمراء المقاومة داخل العراق, وهذه الفئة كما ذكرت, يوجد منها جزءٌ من المقاومين العرب التحق بهم بعضٌ من أبناء الشعب العراقي.
حسن معوض: طيب هل يمكن أن يعني نطلق عليهم تسمية، يعني هل هم مجموعة أم يعني عناصر متفرقة تندرج ضمن المجموعات المقاومة المختلفة حسب تعبيرك؟
حذيفة عبد الله عزام: مجموعةٌ لا يبلغ تعدادها 150 مقاتلاً.
حسن معوض: طيب هل يتواجدون مثلاً في مناطق معينة لنقل مثلاً في هذه المدينة أو تلك؟ أم أنهم ينتشرون في كافة أرجاء العراق؟
حذيفة عبد الله عزام: يتحركون في معظم أنحاء العراق.
حسن معوض: طيب يعني أنت تقول بأنهم يخرجون على أيديولوجية المقاومة كيف تتصرف معهم ما تصفها بالمقاومة؟ هل يتصدون لهم؟
حذيفة عبد الله عزام: فيما أعلم أن جزءاً كبيراً من المقاومة قد ضاق ذرعاً بتصرفات هؤلاء, وهم الآن فيما أعلم يسعون لإلجام هؤلاء ولإحكام قبضة المقاومة عليهم بأيّ حالٍ من الأحوال.
حسن معوض: طيب سيد حذيفة أريد أن أعود يعني بعض الشيء إلى تاريخ والدك، وأبدأ من عام 89 عندما تمّ اغتياله في الواقع مع اثنين من أشقائك على ما نذكر في الواقع في بيشاور في حادث تفجير السيارة, أيامها راجت يعني نظريات كثيرة عن الجهة التي يمكن أن تكون وراء قتله, وطبعاً من بينها يعني نظرية الصهيونية الشهيرة, أنت ماذا تفضل؟
حذيفة عبد الله عزام: أنا لا أفضل، إنما أنا أقرر، لقد كان العقيد المسؤول العقيد الباكستاني المسؤول عن ملف التحقيقات كان قد أخبرنا أن من يقف وراء العملية هي جهاتٌ دولية على رأسها الموساد الصهيوني, ونحن كدولة ضعيفة لا نستطيع أن نتحرك إزاء هؤلاء، إذا أردتم أن تستلموا ملف القضية وتحركوها عبر دولكم فلكم ذلك, أنا أؤكد ذلك لأن والدي حين بدأت الانتفاضة الأولى سنة 1987 أخذ يدرب الشباب الفلسطيني ويعيدهم إلى الساحة الفلسطينية, إلى داخل فلسطين ليقوموا بواجبهم لدحر العدو الصهيوني.
حسن معوض: طيب هل توافق في الواقع على أن خلافات قد دبّت, يعني ربما في السنوات الأخيرة من حياة والدك بين أسامة بن لادن وبين والدك لنقاطٍ كثيرة ربما سنأتي إلى شرحها لو أحببت؟
حذيفة عبد الله عزام: لقد استقل الشيخ أسامة بن لادن عن مكتب الخدمات سنة 1987, ولكن ما أود أن أثبته لك أن الشيخ أسامة قد غادر الساحة سنة 1988 إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في تشييع جثمان أخيه الأكبر سالم بن لادن، ولم يتمكن من العودة إلى أرض الجهاد, فوالدي قُتل في ظل غياب الشيخ أسامة بن لادن.
حسن معوض: هل هذه يعني طريقة لتقول أن أسامة بن لادن لم يكن مسؤولاً عن قتله، هل هذا ما تريد أن تقوله؟
حذيفة عبد الله عزام: أنا أنفي هذه المقولة جملةً وتفصيلاً.
حسن معوض: طيب، طبعاً وجود والدك يعني ضمن هذا المكتب, المكتب الذي كان يستقدم المجاهدين والمقاتلين في أفغانستان وما إلى ذلك سواء في أيام أسامة بن لادن أو بمفرده يعني لا ريب في تلك الفترة بأنه كان بشكلٍ أو بآخر أو منطق الأشياء يقول ذلك كان يصطف مع الأميركيين، لأن الطرفين يحاربان السوفييت، أليس كذلك؟
المسلون في أفغانستان من عربٍ وأفغان التقت مصالحهم مع الولايات المتحدة الأميركية التي كانت تخوض حرباً طويلةً باردةً مع الاتحاد السوفييتي
حذيفة عبد الله عزام: سيدي أود أن أقول لك أمراً واضحاً أن المسلمين في أفغانستان من عربٍ وأفغان قد التقت مصالحهم مع الولايات المتحدة الأميركية التي كانت تخوض حرباً طويلةً باردةً مع الاتحاد السوفييتي, فحين وجدت الولايات المتحدة الأميركية الفرصة مواتيةً في أفغانستان لإيقاف عجلة المد السوفييتي وقفت الولايات المتحدة الأميركية أمام العالم بمظهر المؤيد للجهاد الأفغاني.
حسن معوض: وهذا في الواقع ما يُؤخذ على القاعدة بشكلٍ عام وربما على والدك يعني, فيما يتعلق بوالدك كان مع حركة فتح حسب ما فهمنا أيام وجودها في الأردن، ثمّ خرج من فتح فانضمّ إلى الأميركيين، لو أخذنا مثلاً القاعدة يعني بدأت في الواقع مع الأميركيين، ثمّ صارت على ما يقال حتى يعني أسامة بن لادن يُنقل عنه بأنه طرح مسألة أن يحارب في الكويت أي إبان الاحتلال العراقي لها لإخراج ذلك الاحتلال, ثمّ انقلب يعني كان ضد صدام حسين ثم انقلبوا يعني، وبعد ذلك كما تقول أنت وذهبوا إلى العراق لمساعدته يعني، هذا يعني أنه ليست هناك استراتيجية، وبأن هذه الحركة تقوم على ردود الفعل الأمر الذي أنت انتقدته قبل قليل؟
حذيفة عبد الله عزام: سيدي اسمح لي أنا أقول لك شيئاً يا سيدي أولاً لقد قلت عبارة أنها أرفضها جملةً وتفصيلاً..
حسن معوض: وهي..
حذيفة عبد الله عزام: أنت قلت أن والدي كان مع الأميركيين وهذه مقولةٌ خطيرة, حين تنسب إنساناً يجاهد في سبيل الله ويقاتل في سبيل الله ثم يُغتال بأيدي الصهيونية العالمية بضوءٍ أخضر من الأميركيين ودون أدنى شجب أو استنكار من قبل الولايات المتحدة الأميركية هذا لا يعني أنه كان مع الأميركيين أولاً, قلت لك لقد تقاطعت المصالح بين الإسلام وبين أميركا هذا لا يستطيع أن ينفيه عاقل, هذا أمرٌ واضحٌ في أفغانستان لكن أما أن نقول أننا كنا مع الأميركيين أو كنا نقاتل من أجل خدمة مصالح الأميركيين فهذه عبارةٌ مردودةٌ يعلمها الجميع.
عزام يرفض الأعمال المنسوبة للقاعدة
حسن معوض: طيب هذه نقطة وصلت دعني أضع لك السؤال الأخير سيد حذيفة والواقع أن الوقت قد أدركنا، هل تعتقد بأنه لو كُتبت الحياة لوالدك لأقرّ مثلاً بعض العمليات التي نُسبت ولا نقول أنه اعترف بها نُسبت إلى أسامة بن لادن، بدايةً بتفجيرات السفارات الأميركية في أفريقيا، ومروراً بالسفينة كول، وانتهاءً بأحداث 11 من سبتمبر، هل كان سيقرّ مثل هذه الأعمال؟
حذيفة عبد الله عزام: اسمح لي أن أفصّل الإجابة قليلاً، لأن هذا السؤال سؤالٌ مهمّ..
حسن معوض: بسرعة لو سمحت.. تفضل..
حذيفة عبد الله عزام: أولاً والدي لم يكن يقرّ مثل هذه الأعمال، أودّ أن أقول لك هذا الأمر، بالنسبة للشيخ أسامة بن لادن ومن معه من الإخوة العرب, هؤلاء إخواننا كنا وإياهم في يوم من الأيام في خندقٍ واحد..
حسن معوض: أرجو أن تختصر لأنه لم يبقَ وقت طويل، لو سمحت تفضل..
حذيفة عبد الله عزام: سيدي كنا وإياهم في خندقٍ واحد ثم باعدت بيننا الأسفار، وفرّقت بيننا الأقدار، وحطّ كلٌ منا رحله في غير دار, ثمّ بدأنا نسمع كما تقول أنت، ويترامى إلى مسامعنا من هنا ومن هناك أن القاعدة مسؤولةٌ عن هذه العملية أو تلك, نحن لا نناقش أشخاصاً إنما نناقش فكراً, إذا كان هؤلاء الإخوة مسؤولون حقاً عن هذه العمليات ما كان والدي ليرضى عنها, إذا كنت تسمح لي أن أقرأ..
حسن معوض: طيب هذه النقطة.. هذه النقطة سيد حذيفة - في الواقع البرنامج انتهى- هذه النقطة وصلت، إذن في ختام هذا البرنامج أشكر ضيفي حذيفة عبد الله عزام نجل المرشد الروحي لأسامة بن لادن، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |