 |
-
التعليم الافتراضي عربياً
التعليم الافتراضي عربياً
الجامعات الإلكترونية تنتشر في العالم العربي
تحقيق: لينة ملكاوي ونِك كولاكاوسكي
أغسطس 2004
ازداد الاهتمام والطلب في أميركا في السنوات الأخيرة على ما يسمى بالتعليم الافتراضي Virtual Learning، حيث أصبح الكثير من الجامعات الأميركية يطرح مساقات للتعليم عن طريق الإنترنت كخيار بديل عن المساقات العادية، كما أُنشئ العديد من الجامعات الافتراضية
Virtual Universities التي تعتمد بالكامل على التعليم الإلكتروني الذي تقام المحاضرات فيه عن بعد في غرف افتراضية على الإنترنت.
هذا النمو في التعليم عن بعد قائم رغم قلة الاعتراف بشهادات تلك الجامعات واعتمادها، فلا يمكن إنكار إمكانيات التكنولوجيا والاتصال التي يمكن استغلالها لتوفير سبل التعليم لكل إنسان أينما كان.
جامعات عربية
ومع انتشار الإنترنت في العالم العربي والتحسّن في سرعتها بدأنا نشهد ظاهرة الجامعة الإلكترونية في العديد من البلدان العربية. ولعل هذا الأسلوب في التعليم في العالم العربي ما هو إلا تطوّر لنظام التعليم عن بعد الذي بدأ منذ عقود عن طريق الانتساب والجامعة المفتوحة، فقد تخرج من هذا النظام في السابق عشرات الآلاف من الطلاب الطامحين إلى تحسين أحوالهم ورفع مؤهلاتهم الأكاديمية مع عدم قدرتهم على التخلي عن الوظيفة في بلدانهم.
أما التعليم الافتراضي فهو يوفر، ليس فقط المواد التعليمة عن طريق الإنترنت، وإنما المحاضرات التي يلتقي فيها الطلبة بالمحاضرين أنفسهم، إضافة إلى فرص تقديم الواجبات والاختبارات.
أنس المعراوي، 22 عاماً، الشاب السوري المقيم في دمشق، هو واحد من هؤلاء الطلاب الذين اختاروا التعليم عن طريق الإنترنت، فهو يدرس التجارة الإلكترونية وتطوير المواقع الإلكترونية في الجامعة الافتراضية السورية (انظر www.svuonline.org) وهذا هو عامه الثاني.
يقول المعراوي واصفاً مزايا هذا النمط من التعليم: "الجامعة الافتراضية توفر الكثير من المرونة، كما توفّر أيضاً العديد من الميزات التي لا يوفرها التعليم التقليدي، كميزة تسجيل المحاضرات بشكل أوتوماتيكي وإعادة الاستماع إليها عند الحاجة".
ويضيف المعراوي قائلاً: "هذه التقنية الجديدة في التعليم، تعتمد بشكل رئيسي على إمكانيات الطالب نفسه وعلى قدرته في البحث بجهوده الشخصية عوضا عن الاعتماد الكامل على المدرسين".
الأغلبية طالبات
ومن مزايا الجامعات الافتراضية بالنسبة للطلاب العرب أيضاً أنها تتيح الفرصة للكثيرين منهم، وتحديداً للإناث اللواتي يجدن صعوبة في ترك بيوتهن نظراً لالتزاماتهن العائلية، حسب الدكتور أنطون حريق، رئيس جامعة المتن، التي هي الجامعة الأم لجامعة بيروت للتعليم عن بعد
Beirut University Online، (انظر www.buonline.edu.lb).
يقول الدكتور حريق: "80% من طلاب الجامعة هم من الإناث، ومعظمهن من دول الخليج العربي، أما بقية الطلاب فهم يعملون في وظائف ولا تسمح لهم ظروفهم بالذهاب إلى حرم جامعي للدراسة، أو الانتقال إلى بلد آخر للحصول على شهادة جامعية، أو هم من المهنيين الذين لا تقبل الجامعات في بلادهم شهاداتهم التكميلية أو المهنية، إذ إننا نقبل هذه الشهادات كأساس للتعاطي مع البرامج".
أما فردوس قضيماتي، من قسم العلاقات العامة بالجامعة الافتراضية السورية التي تأسست عام 2002، والتي تضم الآن أكثر من 520 طالباً يدرس 88% منهم في مرحلة البكالوريوس فتقول: "لا تهدف الجامعة الافتراضية السورية أن تستبدل المؤسسات التعليمية التقليدية، بل على العكس، فإن النظامين يكمل أحدهما الآخر، فحاجة المؤسسات التقليدية إلى التكنولوجيات الجديدة يفرض عليها أن تبحث عن طرق جديدة لاختصار المسافات".
والجامعة الافتراضية السورية جامعة معتمدة لدى وزارة التعليم العالي السورية ومعترف بشهاداتها.
أما جامعة بيروت للتعليم عن بعد، التي تأسست عام 1996 ولديها الآن أكثر من 1200 طالب من 30 دولة مختلفة، فلا تجد فيها أي طالب لبناني، إذ إن قانون التعليم العالي في لبنان يمنع التعليم عن بعد ولا يعترف به.
عوائق تقنية
الإمكانيات التقنية، مثل سرعة الإنترنت وكلفتها وتوفر الكمبيوترات، ربما لا تزال تشكل عائقاً على أرض الواقع خصوصاً من ناحية الطلاب، حيث إن المعراوي مثلاً يتجنّب الدخول إلى الانترنت من المنزل، بل يفضل ذلك من مراكز الجامعة نفسها التي تؤمن وصولا مجانيا وسريعا إلى الإنترنت، ويقول: "لا يخلو الأمر من بعض المشاكل التقنية، لكن أعتقد أن المشاكل تقل تدريجيا".
ورغم كل ذلك فإن الجامعات الافتراضية في العالم العربي تتعدد وتزدهر، فهناك الكلية الإلكترونية للجودة الشاملة بدبي (www.etqm.net) التابعة لحكومة دبي، وهي متخصصة بتدريس وتعليم علوم وبرامج الجودة الشاملة في مؤسسات الإنتاج والخدمات بالقطاعات الحكومية والخاصة والاستثمارية، ولديها عضوية بمؤسسات عالمية للجودة.
وتضم الهيئة التدريسية في الكلية أكثر من 100 أستاذ متخصص في علوم الجودة الشاملة و12 من المستشارين، وجميعهم منتشرون في أنحاء العالم ويعملون بالكلية بشكل افتراضي.
كما أنشأت جامعة الملك عبد العزيز في السعودية مركز التعليم الإلكتروني
www.e-kaau.edu.sa حيث يستطيع طلبة الجامعة بالانتساب أن يشاهدوا عبر الإنترنت المحاضرة كاملة بالصوت والصورة متى شاءوا دون أي معوّق يعوقهم عن أعمالهم. ويستفيد طلاب الانتظام أيضاً من هذه الطريقة في عملية المراجعة في حال عدم تمكّنهم من فهم جزئية من الموضوع.
وتسعى وزارة التعليم العالي في اليمن إلى إقامة جامعة افتراضية.
وأُعلن في القاهرة مؤخراً عن مشروع إنشاء أكاديمية إلكترونية عربية للتعليم عن بعد تنطلق العام المقبل بمشاركة 14 جامعة لتكون تجمّعا للجامعات العربية التي تقدم خدمة التعليم عن بعد ولتصبح أول كيان عربي متخصص في هذا المجال.
وغير ذلك فإن نظام الدراسة بالانتساب أصبح يوظّف الإنترنت لتحقيق الأهداف التي كانت في السابق تتم عن طريق المراسلة بالبريد العادي والزيارات السنوية.
وتوظف الجامعات المفتوحة في العالم العربي الإمكانيات التكنولوجية الحديثة في التعليم، مثل جامعة القدس المفتوحةwww.qou.eduالتي تتخذ من مدينة القدس مقراً لها، ولها فروع في بلدان عربية أخرى. وكذلك الجامعة العربية المفتوحةwww.arabou.org ومقرها الكويت، ولها أيضاً فروع عديدة في بلدان عربية أخرى.
وهناك من يتساءل عن الحياة الاجتماعية للطلاب في الجامعات الافتراضية التي هي لا شك جزء من الخبرة الجامعية الضرورية.
يقول المعراوي في هذا الشأن: "أنا ألتقي مع زملائي في الدراسة يومياً بشكل شخصي ممن يعيشون في دمشق. هناك معنا في الصف طلاب من محافظات أخرى في سوريا ومن بلدان أخرى، وهؤلاء ألتقي بهم على الانترنت فقط". كما يشير المعراوي إلى موقع أنشأه طلاب الجامعة الافتراضية www.svuteam.com يضم غرف دردشة ومنتديات ونوادي مختلفة غير أكاديمية، مثل النادي الفني والنادي الرياضي ونادي الحوار وغير ذلك.
بل ربما يشكل ذلك ميزة خاصة للجامعات الافتراضية، لأن كسب الأصدقاء من بلدان مختلفة لا شك يوسع الآفاق، فالجامعة الافتراضية السورية تضم طلاباً من مختلف الدول العربية مثل الكويت والعراق والسودان ودول أخرى مثل ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة.
http://www.himag.com/articles/art7.cfm?topicId=7&id=523
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |