عن النظام الداخلي والبرنامج السياسي لحزب الدعوة الاسلامية
عن النظام الداخلي والبرنامج السياسي لحزب الدعوة الإسلامية
كتابات - ضياء الشكرجي *
جوابا على تساؤالات مشروعة طرحت على أكثر من موقع عن سر غياب البرامج السياسية للأحزاب العراقية حتى الآن، في الوقت الذي لم يبق إلا أشهر قليلة للانتخابات. فجاءت هذه
التساؤلات في محلها تماما، فالقوى السياسية كلها متأخرة في هذا المضمار تأخرا لا يغتفر، فالمفروض أن برامجها السياسية وأنظمتها الداخلية كانت قد طرحت – على أقل تقدير - منذ الأيام أو قل الأسابيع الأولى بعد بدء الفترة الأولى من المرحلة الانتقالية، أي بعد تسليم السيادة – ولو منقوصة – في 28 حزيران المنصرم. وكل الأحزاب مقصرة وملومة في هذا الجانب، بما في ذلك الحزب الذي أنتمي إليه وأريد أن اتناول الإجابة على السؤال بمقدار ما يتعلق به.
منذ فترة غير قصيرة ونحن في حزب الدعوة الإسلامية - وإن كنا متأخرين – منهمكون بشكل مكثف في صياغة مسودة النظام الداخلي الجديد، باعتبار أن نظاما داخليا فرضته ظروف العمل السري وظروف المواجهة العنيفة والقاسية مع الديكتاتورية وظروف الهجرة من المؤكد أنه لم يعد صالحا للحياة الحزبية المفتوحة والمعلنة والشفافة في ظل العمل السياسي المعلن وفي إطار دولة الدستور وآليات الديمقراطية، إضافة أن بعض مواده وفقراته بقيت رغم تخلي الدعوة والدعاة عمليا عنها، لأنها كانت بنت مرحلتها، دون أن يعني ذلك التخلي عن الثوابت. وحتى برنامجنا السياسي الذي صدر في عام 1992 ويمثل خطوة متقدمة جدا، لم يعد البرنامج السياسي المناسب في جميع تفاصيله لهذه المرحلة، وإن كانت مضامينه من حيث المبدأ ما زالت صالحة ولكل المراحل، ولكن بعض ما كان محكوما من خطاب لظروف تلك المرحلة لا بد له من إعادة صياغته، وبعض ما كان من مستلزمات تلك المرحلة لا بد من حذفه، وبعض ما هو من مستلزمات هذه المرحة لا بد من إدراجه. من هنا كنا وما زلنا منهمكين في الإعداد لكل من النظام والبرنامج. وكون حزب الدعوة الإسلامية نحى منذ مطلع مسيرته دائما منحى العمل الجماعي، ولم يألف أن يفرض شخص واحد مهما كان موقعه صياغاته وأفكاره على الحزب، ولكون هذا الأسلوب الجماعي، بالرغم من إيجابياته وحضاريته الواضحة، لا يخلو أحيانا من سلبيات، شأنه شأن معظم الأمور في عالم الإنسان التي تحمل غالبا وجهين، كان لا بد من تشكيل لجنة لصياغة مسودة النظام الداخلي، ولجنة أخرى لصياغة مسودة البرنامج السياسي، ثم كانت هناك تشكيلة أكثر سعة من اللجنتين عبارة عن مجلس شورى موسع، إضافة إلى التشاور مع القيادة نفسها. وبعد سلسلة من الاجتماعات المضيقة والموسعة وصلنا أخيرا إلى الصيغة النهائية أو شبه النهائية لكل من النظام الداخلي والبرنامج السياسي، وبقي أن يمرا مرورا سريعا على القيادة المنتخبة ليتم إقرارهما، وتبقى مراجعة من ناحية اللغة القانونية وموافقة الجهات الرسمية. وعندها وإن شاء الله في وقت قريب جدا سنعلن عن النظام الداخلي والبرنامج السياسي، ويعقبهما برنامج انتخابي، يجري العمل على صياغة مفرداته. وجدير بالذكر أنه مع هذا فإن مسودة النظام الداخلي لن تكتسب صفتها الشرعية القانونية إلا بصدور الموافقة عليها، ولن تكتسب صفتها الشرعية الحزبية إلا بإقرار المؤتمر العام لها. فإذا سبقت الموافقة القانونية إمضاء المؤتمر العام للحزب، وطالب المؤتمر العام ببعض التعديلات لاحقا، سنقدمها مجددا إلى الجهات الرسمية المعنية لاستحصال الموافقة على التعديلات. نأمل إن شاء الله أن نوافيكم قريبا ببرنامجنا السياسي ونظامنا الداخلي، متمنين لكل القوى الوطنية المخلصة النجاح في التنافس النزيه من أجل خدمة العراق وكل العراقيين الذين نريد لهم أن يتمتعوا جميعا بحقوق المواطنة كاملة غير منقوصة من غير تمييز بسبب الجنس أو المذهب أو القومية أو الدين أو المتبنى الفكري أو الاتجاه السياسي في ظل عراق حر مستقل ديمقراطي فيدرالي موحد آمن مرفه ومتقدم، تحترم فيه هوية غالبية المجتمع من غير أن ينتقص بأي مقدار من أي حق من حقوق الأكثريات أو الأقليات بكل مكونات الشعب العراقي. وليكن واضحا أن حزب الدعوة الإسلامية لم يدع يوما تمثيله للشعب العراقي، فكل فصيل له ثمة امتداد وبالتالي ثمة تمثيل بنسبة لا نستطيع أن نبت بحجمها وثقلها مستبقين القول الفصل لجماهير الشعب العراقي، عبر الإدلاء الحر بصوته في صناديق الإقتراع. ثم لا بد من ملاحظة أن الانتخابات المقبلة لن تكون معيارا دقيقا لثقل كل فصيل سياسي، بسبب اعتماد العراق دائرة انتخابية واحدة وبالتالي طريقة القوائم الموحدة والتحالفات التي تسبق الانتخابات، بينما تجري عادة مفاوضات الائتلافات الحكومية في الحالة الطبيعية بعد الانتخابات، أي بعد ما يتبين ثقل كل فصيل سياسي بما نتج عن الانتخابات، وليس بقرار سابق للانتخابات مبني على أسس التقدير والتقييم والادعاء وقوة المساومة والتفاوض لكل طرف وما يملكه من أوراق ضغط، إضافة إلى عوامل أخرى كثيرة ومتداخلة.
* عضو لجنتي صياغة مسودتي النظام الداخلي والبرنامج السياسي
لحزب الدعوة الإسلامية
فـــــؤاد
********
"القدس...
اولى القبلتين...
و ثالث الحرمين...
تستصرخ المسلمين..."