 |
-
السيناريو الاميركي لغزو العراق
السيناريو الاميركي لغزو العراق
الخبراء العسكريون يخططون لشن هجوم مباغت لاسقاط الحكومة، وابقاء قوة احتلال كبيرة لسنوات.
ميدل ايست اونلاين
واشنطن - إذا شنت الولايات المتحدة حربا ضد العراق فإن استراتيجية الجيش الاميركي ستكون حملة "سريعة وخاطفة وحاسمة" للاطاحة بالحكومة العراقية بسرعة.
وقد صيغت هذه الاستراتيجية في أيلول/سبتمبر الماضي ويتم مراجعتها وتحديثها باستمرار وذلك حسبما ذكر جنرال في بوزارة الدفاع الاميركية (البنتاجون) شارك في وضع هذه الاستراتيجية.
وبنشر قوات ضخمة في المنطقة فإن الخطة الاستراتيجية تعول بشكل كبير على تخلي الجيش العراقي عن الرئيس صدام حسين بسرعة وتوقفه عن المقاومة، ولكن بعض كبار الضباط في البنتاجون يشككون في هذه الخطة ويعتبرونها غير واقعية ومفرطة في التفاؤل.
وتحقيق انتصار سريع سيؤدي لمنع اندلاع قتال الشوارع، وهو الوضع الذي يخشاه الجيش الاميركي لانه في ميدان معركة مثل هذا يمكن أن يفقده ما يتمتع به من ميزة تكنولوجية، كما سيؤدي لسقوط أعداد كبيرة من الضحايا في صفوف المدنيين وهي نتيجة ستؤدي بدورها إلى إشعال غضب معارضي الحرب في مختلف أنحاء العالم.
ومن خلال السرعة والدقة، تريد الولايات المتحدة أيضا السيطرة على منشآت البنية الاساسية الحيوية وخصوصا منشئات النفط اللازمة لتحقيق الاستقرار في البلاد ومن أجل تحقيق هذا الهدف يعمل البنتاجون بسرعة على ملء مخازنه بالقنابل الموجهة عبر الاقمار الصناعية.
وبرغم الاسلوب متعدد الاوجه الذي ينتهجه البنتاجون والقائد الاميركي في الشرق الاوسط الجنرال تومي فرانكس، فإنه يظل من الصعب التنبؤ بما إذا كان الجيش العراقي سيقرر استخدام الاسلحة الكيماوية والبيولوجية التي تتهمه الولايات المتحدة بحيازتها، وتوقيت استخدام هذه الاسلحة.
مع ذلك، تظل أفضل الاستراتيجيات أن تزحف القوات الاميركية بسرعة نحو العراق، حسبما يقول محلل عسكري، ويرى أنه سيتبع ذلك شن مزيد من الضربات الجوية بقاذفات بي-1 وبي-2 على القصور الرئاسية والدفاعات الجوية والقواعد العسكرية.
ويقول هؤلاء أن الحملة ستأخذ على الارجح فترة زمنية أقل من حملة عام 1991 والتي استغرقت 43 يوما.
وستسعى القوات بسرعة لاحتلال المواقع العسكرية العراقية والاستيلاء على منصات صواريخ سكود للحيلولة دون استخدامها لتهديد الاردن وإسرائيل وغيرها من الدول المجاورة.
كما ستقوم القوات البرية باحتلال المطارات والموانئ والمنشآت التي ربما تستخدم في إخفاء أسلحة كيماوية أو بيولوجية.
وفي حين يبدو أن البنتاجون قد وضع خطته العسكرية، فإن تنفيذها على أرض الواقع يظل أقل وضوحا لأن مجلس الامن الدولي قد يدفع بتمديد فترة عمل مفتشي الاسلحة في العراق.
فضلا عن ذلك، وكما ذكرت صحيفة "يو اس ايه" نقلا عن مسئولين عسكريين في وقت سابق من الاسبوع الحالي، فإن نشر القوات الاميركية ونقل المعدات إلى المنطقة كان أبطأ من المتوقع.
وأبلغ مسئول عسكري بارز الصحيفة بأن توقيت شن الهجوم قد تأخر من منتصف شباط/فبراير إلى وقت لاحق في الشهر نفسه أو مطلع آذار/مارس بسبب صعوبات في إرسال مثل هذا الحجم الضخم من القوات البرية والبحرية والجوية إلى المنطقة.
ويأمل القادة الاميركيون في بدء الحرب في الشتاء طالما بقيت درجات الحرارة منخفضة.
أما في سيناريو ما بعد الغزو فقد ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" ان الجيش الاميركي يعتزم البقاء في العراق لعدة اشهر من أجل حماية الحقول النفطية وتجنب تفتت البلاد بين فصائل متناحرة.
وقالت الصحيفة استنادا الى مسودة مشروع لم ترفع بعد الى الرئيس جورج بوش ان واشنطن لا تعتزم في مرحلة اولى تشكيل حكومة يتولى رئاستها مسؤولون في المعارضة.
واعلن مسؤولون اميركيون في تصريحات لصحيفة "واشنطن بوست" ان هؤلاء العراقيين سيلعبون اولا دورا استشاريا قبل ان تسند اليهم مهاما اكبر لكنهم لن يسيطروا على البلاد.
وسيبقى عديد القوات الاميركية التي ستوضع تحت امرة الجنرال "ديفيد ماكيرنان" كاملا لاشهر على ان يبقى قسم من القوات لاحقا في البلاد لسنوات عدة.
وفي المرحلة الاولى بعد انتهاء النزاع سيكلف العسكريون الاميركيون الحفاظ على الاستقرار الداخلي والبحث عن اسلحة محتملة للدمار الشامل كما افادت المصادر للصحيفة.
ولتجنب تقسيم العراق ستنشر الولايات المتحدة قوات في شمال العراق وجنوبه.
واضافت الصحيفة ان المشروع الذي استغرق اعداده اشهرا يثبت ان الولايات المتحدة تعتزم البقاء لفترة طويلة في العراق مع نشر عدد كبير من القوات وتخصيص اموال لارساء السلام في هذا البلد.
ومن جهة ثانية فان الاميركيين مترددون في ان تؤدي الامم المتحدة الدور الرئيسي في تولي الشأن العراقي باعتبار ان لا خبرة كافية لديها للقيام بمثل هذه المهمة الصعبة.
واضاف المسؤولون ان الولايات المتحدة تريد تعيين شخص لا يأتي من الاوساط العسكرية يكون معترفا به على الساحة الدولية للاهتمام باعادة اعمار البلاد على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
وبعد عودة الامور الى نصابها، اي في المرحلة الثانية، سيطلب من المنظمات الانسانية الدولية المساعدة على الاهتمام باللاجئين.
كما سيتم المحافظة على النظام الحالي لتوزيع الاغذية والادوية الذي تطبقه الامم المتحدة في اطار النفط مقابل الغذاء ويطال 60 بالمائة من السكان بحسب المسؤولين الاميركيين.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |