سبت 23 أكتوبر
بهية مارديني من دمشق: علمت "إيلاف" ان دوريات امنية اميركية سورية مشتركة بدأت عملها لضبط الحدود بين سورية والعراق. وتاتي هذه الخطوة ثمرة لجهود طويلة ومكثفة بذلت بين الجانبين وضغوط قوية من واشنطن التي أوفدت الشهر الماضي مساعد وزير خارجيتها وليم بيرنز الى دمشق بصحبة وفد رفيع المستوى من البنتاغون كان من ضمنه مساعد وزير الدفاع الاميركي ، وبقي الوفد في دمشق عدة ايام بحث خلالها مع الجانب السوري التفصيلات التقنية لضبط الحدود مع العراق ، وخرج الاميركيون بعد ذلك راضون عن مستوى التعاون السوري ، وقال مساعد وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج قبل ايام" يبدو ان السوريين اختاروا التعاون معنا".ونفت سورية مرارا تقديمها أي دعم للمتسللين عبر الحدود ، واوضحت على لسان الرئيس السوري بشار الاسد انها تريد استقرار العراق لان عدم استقراره سيؤثر على المنطقة باثرها ومن ضمنها سورية .

ويعتقد ان تسيير دوريات مشتركة عبر الحدود السورية العراقية سيشكل تخفيفا كبيرا للضغط على دمشق التي وجدت نفسها في موقف حرج بعد القرار الدولي رقم 1559 ، ومن شان هذه الخطوة ايضا توسيع هامش المناورة امام السوريين ، وتشكيل رصيد هام في مواجهة اية ادارة اميركية سواء بقي الجمهوريون ام جاء الديمقراطيون.ويبدو ان ثمرة التعاون السوري في ضبط الحدود مع العراق جاءت مباشرة عبر مناقشات مجلس الامن الدولي حول تقرير كوفي انان بخصوص القرار 1559 اذ اكتفى المجلس باصدار بيان رئاسي غير ملزم بدلا من قرار جديد قد يضع السوريين في مواجهة خطيرة للغاية مع المجتمع الدولي.

ورغم ذلك لا يتوقع المراقبون ان تخفف الولايات المتحدة من ضغوطها بشكل كامل على دمشق خصوصا وهي ترى ان هذه الضغوط اثمرت تعاونا في العراق ومرونة وان كانت محدودة في عملية السلام مع اسرائيل ،ولكن بالتاكيد الامر لم يعد كالسابق فاحتمال المواجهة تراجع الى ادنى مستوياته منذ سقوط بغداد .

ويشير محللون الى ان موافقة دمشق على تسيير دوريات مشتركة مع الجانب الاميركي تكشف عن براغماتية لدى الرئيس السوري بشار الاسد قلّ نظيرها وتذكر بموقف والده الرئيس الراحل الذي وقف الى جانب التحالف الدولي عام 1990 لاخراج صدام حسين من الكويت.

والسوريون اذ يقدمون على هذه الخطوة فانهم ربما يواجهون بعض الصعوبات الداخلية في تسويق موقفهم اذ سيظهرون وكانهم يحمون الاحتلال وهذا قد يكون موقف المتشددين على الاغلب وان كانت معظم السوريين يعون ان زمن الزايدات ولى وان المطلوب سياسة عقلانية تجنب البلاد العواصف العاتية التي حدثت في العراق وبنظرة بعيدة قد تكون الحسابات السورية في ضبط الحدود واقعية جدا وصحيحة جدا فهي وجدت ان انتصار المشروع الاميركي في العراق ربما يكون اقل وطأة من انتصار المشروع الرديكالي الذي يقاوم الاميركيين ويقوم على الاسلاميين وبقايا القاعدة وبعض المتعصبين لصدام حسين فسورية وجدت نفسها على مايبدو تختار بين ذئبين وقد اختارت ان تكون مع الذئب الذي تعرفه.