 |
-
تساؤلات واقعية
تساؤلات واقعية - الحلقة الاولى
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
(ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)[/align]
كل عمليات التغيير التي اعترت الامم والمجتمعات كانت تنطلق من ثقافات وافكار ونظريات, ابتداءا من الديانات وحتى الافكار العلمانيه . ومن هذه النظريات ما استمر ومنها ما عفى عليها الزمان. فكل امة تنهض بمستوى افكارها ونظرياتها وتنام او تموت بمستوى ضعفها واضمحلالها وعدم امكانية مواكبة متغيرات الحياة ومتطلباتها . ومن هنا يأتي السؤال الكبير , هل ان نهاية الحضارات والامبراطوريات السابقة كان لضعف في افكارها ونظرياتها ام لفساد اعترى زعمائها ومفكريها , ام ان قيود الزمان والمكان هي التي نخرتها ولم تستطع ان تواكب الحياة فكانت نهاياتها الى الموت والفناء (ولكل امة اجل )
فالاسلام كفكره ونظريه نمت وترعرعت في ظل عصمة الرسول وقيادته حتى بلغت المشرقين ودامت ثلاثة عشر قرنا رغم مظاهر الملك والوراثة التي اعترت مسيرتها بعد الخلافة (الراشده) وحتى مطلع القرن التاسع عشر الميلادي . فما هي اسباب ضعف وانهيار الحضارة الاسلامية, وبأعتباري شيعيا اماميا نرجع سبب هذا الانهيار الى انحراف الرساله عن مسارها الذي اختطه لها الرسول والرساله من خلال خروجها الى (الخليفه ابو بكر ) ولم تستمر بخط الرساله الى الامام علي (ع) بأعتقاد الشيعه ومن خلال ذلك مكنت معاويه من ان يصل الى الحكم ويؤسس الدوله الامويه والنظام الوراثي الذي استمر الى نهايه القرن التاسع عشر الميلادي , فكامت الفتره الامويه من اخطر المراحل التي التي تخللت الرساله الاسلاميه والتي اسست لتمزيق المسلمين ونشوء المذاهب .
ورغم ذلك انطلقت الرساله الاسلاميه الى ان عمت المشرقين .
وهنا نريد ان نشير الى مرحلة الدوله الامويه ونقول ان معاويه قد اخذ بالنظريه الاسلاميه وانطلق بها ولم يتبنى نظريه غير النظريه الاسلاميه ومن هذا فقد اقبل العالم وقت ذاك على ان يدين بهذه النظريه الاسلاميه ويترك ما كان يدين به او يرفض ما مان موجودا غيرها . واليوم نرى المسلمين قد اصبحوا ضعافا يكاد يتخطفهم الناس من حولهم , فلماذا هم بهذا الضعف والوهن هل هناك عجز في نظريتهم ام اننا دائما نلقي بهذا الضعف على الحكومات والطغات وندين بنظريه المؤامره في انها السبب المباشر في ما وصلنا اليه .وكاننا دما لاحيلة لها في ان تبعد الاخطار من حولها أو ان تقاوم من اجل وجودها ,الم يشر الامام الحسين (ع) في خطابه الذي رفعه ايام نهضته في زمن يريد حيث قال (لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما ,بل خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي ان آمر بالمعروف وان انهى عن المنكر ) ان الامام قد حدد الخلل في الامة ولم يشر بخطابه الى يزيد , لان الاصل هنا الامة وان يزيد هو ظاهرة افرزها ضعف الامه (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) (كيف ما تكونوا يولى عليكم ) والامة هنا ليس الناس وحدهم بدون دور للفاعلين منها واصحاب الفكر والنظر الذين يحركون الامة ويمارسوا دورهم في توعيتها وتثقيفها لتقف في الاتجاه الآخر مقابل الطغات والحكومات الظالمة, فمن ياترى كان السبب في ضعف الامة وهوانها .
نحن نعيش الآن فترة العلوم الضنية بأعتبار غياب المعصوم منذ اكثر من الف سنه , ومن ذلك الحين والاجتهاد قائم والحكومات تتوالى والانظمة تتغير والنظريات تتداخل ,فهل كنا معصومين من ان ندخل الخلل في النظريه من باب الاجتهاد (والمصيب له اجران والمخطئ له اجر ) وما اكثر الاجتهاد الذي ادى الى كوارث في التأريخ الاسلامي في ظل غياب المؤسساتيه ومراكز الابحاث التي ترصد وتقيم المسار التأريخي لحركتنا في نجاحاتها واخفاقاتها . ان الرسول (ص) قد حذرنا من وعاظ السلاطين واخوف ما اخاف على امتي العلماء والامراء اذا فسدوا .
فهل لنا ان نتسائل او نسائل ولاة الامر منا ومن هم في قمة الهرم ومن يعطونا هدانا في حياتنا , هل تحملوا مسؤلياتهم تجاه الله والامه أم اكتفوا بأسقاط الواجب وأبراء الذمه حسب تعبيرالشائع .
نحن اليوم نعيش تحت رحمة الظلم والاضطهاد والتشرد والتشرذم بسبب كل الضعف والوهن فهل بالامكان ايقاف هذه الرحى التي سحقتنا وهل بالامكان انبعد هذا الشبح عن ابناءنا والاجيال القادمة اعتقد ان هذه المهمة مناطه بالمثقفين والمفكرين والعلماء من ان يتحملوا مسؤلياتهم ويبحثوا عن عن الضعف في ثقافتنا التي انتجت امة سادت عليها كل الامم,نحن لانجيد قراءة تاريخنا ولا نتعظ بالاخرين الذين سبقونا واصبحوا يتطلعون الى المستقبل ولا يلتفتوا الى الماضي الا لأخذ العضه والعبره اما نحن فما زلنا نتفاخر بالماضي وبالعنتريات ولا نرمق المستقبل ولا نعيش الحاضر ,حياتنا في ظل كل هذا القهر ان نجلس لنندب حضنا ونجتر الماضي
:=
محمد باقر
-
الرسالة ألأصلية كتبت بواسطة محمد باقر
اعتقد ان هذه المهمة مناطه بالمثقفين والمفكرين والعلماء من ان يتحملوا مسؤلياتهم ويبحثوا عن عن الضعف في ثقافتنا التي انتجت امة سادت عليها كل الامم,نحن لانجيد قراءة تاريخنا ولا نتعظ بالاخرين الذين سبقونا واصبحوا يتطلعون الى المستقبل ولا يلتفتوا الى الماضي الا لأخذ العضه والعبره اما نحن فما زلنا نتفاخر بالماضي وبالعنتريات ولا نرمق المستقبل ولا نعيش الحاضر ,حياتنا في ظل كل هذا القهر ان نجلس لنندب حضنا ونجتر الماضي
لقد شخصت الداء والدواء ,, ولكن ياأخي ماذا لو بقت هذه القيادات تراوح في مكانها ومنذ زمن ٍ طويل ,, لا بل وألأنكى من ذلك أنهم تراجو الى الخلف ! .
السؤال هو ماذا نفعل نحن " الواعين " لو بقت هذه القيادات على هذه الحالة ؟ .
هل نستمر بالأنجرار ورائهم ؟ .
أم نقومهم ؟ .
أم " ننتخب " غيرهم لمرحلتنا الصعبة الحالية والقادمة ؟ .
ويجب أن لا ننسى أن في العراق أمهات لم يعقرن من ولادة أفضل من هؤلآء القادة ! .
الحل والربط في هذه المرحلة بيد الشعب "ولكن " هذه ال " لكن " كيف نبدأ ولاتوجد لدينا قيادة متفق عليها ألآن ؟ .
هذه هي "برأييِ المتواضع " الطامة الكبرى في هذه المرحلة !.
تحياتي
[blink]أللهمَ أحيينا حياةَ محمدٍ وألِ محمدٍ وأمتنا مماتهم[/blink]
-
حياك الله أخي العزيز على هذه المشاركة، اسئلة مهمة تتطلب جهداً كثيراً في الوصول إلى أجوبة عليها، وإن كانت الأجوبة المتوافرة لا يمكن الجزم بصحتها، وإنما هي إجتهادات قد تصيب وقد تخطئ، وقد تأخذ أو لا تأخذ في الحسبان عدداً كبيراً من العوامل المؤثرة في الواقع المؤلم الذي وصلت إليه الأمة.
رأيي المتواضع في هذا الشأن هو أن أحد أهم اسباب التخلف الحاصل، والذي يصل إلى حد الهدم من الأساس في بعض المواقع هو ظاهرة الطاغية. والطاغية رغم أنها ظاهرة بشرية سجلها التأريخ، وقد حاولت رسالات السماء أن تجنب المجتمعات ويلاتها، كما حاول حكماء البشر أن يطرحوا أفكاراً تقلل من تأثيرها، وقد نجحت الأمم في ذلك نجاحاً كبيراً، فيما بقينا نحن ندور في هذه الحلقة المفرغة من دوائر الشيطان اللانهائية،. وعلى الرغم أن الشيطان وأتباعه قد إلتهوا عند غيرنا بمسائل أكثر بساطة، إلا أنه يبدو أن الرجيم يحظى بوجود أكثر فاعلية عندنا. أن الطاغية هو نتاج، هو إفراز من إفرازات المجتمع، ومهما حاولنا أن نصرف وجوهنا عن الحقيقة بأن الطاغية هو عنوان مستورد، وطارئ، ومسير بالقمر الصناعي والريموت كنترول إلا أن الحقيقة تبقى ثابتة، أن هنالك منابع في مجتمعاتنا تشجع على بروز ظاهرة الطاغية بشكلها الشيطاني، المتوحش، والمولغ في الدماء بدون حدود أحياناً. هذه الظاهرة، التي أصبحت من قوة تواجدها في واقعنا، ينظر إليها على أنها أمر طبيعي، وغير إستثنائي في كثير من الظروف، حتى أننا نستطيع أن نسمع همساً، أو صياحاً بأن العراق مثلاً لا يقوّمه إلا الطاغية الشرس، ممن يحكمون بالنار والحديد.
الطاغية هذا كظاهرة، وليس كشخص هو نتيجة تجاذبات يمكننا أن نصفها بالتطرف المطلق في العلاقات الإجتماعية، عندما تتداخل أحياناً مع عناوين الفقر، والتهميش والإقصاء، والإستئصال، إضافة إلى عوامل ظاهرة التناشز الإجتماعي، وإزدواجية القيم، وتنوع الولاءات، والأهم من ذلك هو إنفصام الشخصية الإجتماعية، والعيش في وهم الماضي المظلم.
عقدة الأصل
عندما ينظر المجتمع على سبيل المثال إلى اللقيط، على أنه منبوذ، لا أصل له، محتقر، بينما في نفس الوقت يرفع هذا المجتمع من له الأصل الأرفع، والعشيرة القوية، والقبيلة الهائلة، التي تخرلأطفالها الجبابرة ساجدين، هذا المنطق، الذي يرفع شأن الإنسان لإنتمائه القبلي، ويضعه لإنتمائه القبلي، يخلق أجواءً مهيئة لصناعة الطاغية الغاشم. التاريخ يحدثنا عن عمرو بن العاص، وعقدة الأصل التي كانت تلاحقه، أينما جلس وأينما قام.
هذه العقدة خلقت أيضاً واحداً من أهم طواغيت التاريخ الإسلامي، زياد بن ابيه. ومن يريد يستطيع أن يستقرئ تواريخ هؤلاء الطغاة الدمويين لن يعدم جهداً كي يكتشف أن الكثيرين منهم كان يعاني من عقدة الأصل، التي رسخها المجتمع عندنا، وفي خضم هذه العقدة كانوا يمارسون رد فعل قاس وقاس جداً ضد المجتمع الذي إحتقرهم.
الإحساس بالتفوق العنصري والطائفي
العنصرية، والطائفية كانت هي الأخرى تؤسس أجواء خلق الطاغية، فأجواء الإحساس المرضي بالتفوق على الآخر، يسلب عنه إنسانيته، وبالتالي يجعله مشروعاً للإستهداف من قتل وترويع، ومنع رزق، وإستئصال.
ولا أنكر أن هذه التربية مازالت تنشأ عليها الأطفال في مجتمعنا، نظرة التفوق المرضي، والإحساس بالتميز اللامبرر، وإستحقار الآخر المختلف.
شرعنة وجود الطاغية، من ناحية دينية، أو إجتماعية، أو فكرية، أو إقتصادية، أو سياسية.
وقد إبتليت مجتمعاتنا بهذه الشريحة التي يطلق عليها أنها من أصحاب الشأن، أو "ولاة الأمر"، أو "المراجع"، أو "الإختصاصيين"، أو "المؤرخين"، أو "القضاة والفقهاء"، أو "المثقفين"، أو "السياسيين" من الذين لا يحملون إحتراماً ذي شأن لإختصاصاتهم والمسؤولية الملقاة على عاتقهم من خلالها. هذه الشرعنة، بعمليتها المتراكمة على مدى قرون قد خلقت ثقافة تتقبل ظاهرة الطاغية، بل وتمتدحه، وتقدسه، وتتقرب إليه، وتضع عليه هالات التمجيد والثناء. وهذا أمر موجود بكثرة في مجتمعنا الشرقي بالذات، وعلى كافة الأصعدة.
فالمخيال الشرقي كان ومازال يحب منظر القبضاي، والشقاوة، وذو الكف العريضة، والرقبة الغليظة، ممن يضرب على يد اللص، ولكنه في نفس الوقت هو كبير اللصوص. وهذه أيضاً تربية تمارس بشكل يومي في كل حي أو بيت من بيوتنا. فالطفل الذي يعتدي على غيره، يقابل فعله بالتشجيع والثناء، والطفل الذي لا يمارس هذه الأفعال يوصم بالجبن والتخنث. إذن الطاغية يمتلك مشروعية ممارسة الطغيان منذ أن يولد كطاغية في البيت الذي يحتضن طفولته، أو الحي الذي يترعرع فيه. الشرعنة الأبوية والأسرية تتحول إلى أنواع أخرى من الشرعنة كلما كبر هذا الطاغية وإنتقل من مستوى إجتماعي إلى مستوى إجتماعي آخر، وبدأ يمارس طغيانه بشكل أكبر وأكبر. فالفقيه يدعو للطاغية بطول العمر، والسياسي يتحالف مع هذا الطاغية، وصاحب رأس المال يتعاطى مع الطاغية كما هو شأن المفكر والمثقف. وهذه كلها مجتمعة تدعم ظاهرة الطاغية في واقعنا. الفقيه كان يدعو للباشا العثماني كما كان يدعو للصفوي، والمفكر اليوم ينظر لصدام والبعث، كما أن السياسي يتعسف في دفاعه عن شخصية مثل القذافي أو عبدالعزيز بن سعود.
أتصور أن ظاهرة الطاغية تمثل أحد أهم الجوانب التي شكلت هذه المفشلة الإجتماعية التي تعصف بنا.
الطاغية ظاهرة تبرز في كل بيت ومدرسة ومستشفى وحوزة ومسجد ومصنع عندنا. وعندما يكتشف مجتمعنا يوماً كيف يحارب هذه الظاهرة من مهدها، عندها يمكننا أن نقول أننا بدأنا نسير في الطريق الصحيح.
مشكلتنا أننا مازلنا نعيش في القرون الوسطى على مستوى التفكير، بينما يعيش غيرنا في القرن الحادي والعشرين. إننا نعيش في زمن الطاغية، وغيرنا ينطلق في زمن الإنسان.
تقبل تحياتي
"أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام" كونفوشيوس (ع)
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |