 |
-
رسالة من الصحفي المصري محمد المرسي لجميع الاخوة العراقيين
رسالة وداع بشأن السيدة العراقية .. كي يسعد سمير عبيد وحاشيته
هذا ما لم يعرفه كل العراقيين عني وعن رحلتي للعراق الشقيق
الصحفي المصري الحزين / محمد المرسى
الأربعاء 22 يناير 2003
الساعة الثالثة صباحا بتوقيت القاهرة
البريد الإلكتروني:m_elmorsy2003@yahoo.com
m_elmorsy@maktoob.com
أيها الأخوة والأخوات الأعزاء والعزيزات، لقد اعتدنا نحن المصريين علي أن نكرم ضيفنا ونقدم له كل الواجب سواء جاء سائحا أو في أزمة ..ولم نكن لنتخلي عن أحد مهما كانت الظروف.. ونحن نفعل هذا بدافع من ضميرنا وواجبنا القومي نحو اخوتنا .. وقد تعاملت مع قضية السيدة العراقية الموجودة الآن في مصر بمنتهى الأمانة وبذلت كل ما أستطيع من جهد مع السيد محمد الدريني والأخوة في المجلس الأعلى لرعاية آل البيت لمساعدتها ومحاولة حل مشكلتها ابتغاء مرضاة الله.
كانت هناك رسالة كنت قد أعددتها لأخبركم بما عرفته من أخبار طيبة من مفوضية الأمم المتحدة بشأن الأمر الذي يقلقكم علي السيدة العراقية.. لكني للأسف الشديد تلقيت مساء أمس نبأ وصول رسالة أخري من الأستاذ سمير عبيد فاتجهت إلي السيد محمد الدريني وقرأت الرسالة فوجدت أنه قد تعرض فيها بالسوء لي وللسيد محمد الدريني وللمجلس الأعلى لرعاية آل البيت ولمصر وتضمنتها عبارات لا تصدر من إنسان محترم ، وتبعها رسائل أخري من الأخوة العراقيين بها من الإساءات الكثير.. وفيما يتعلق بالسيد محمد الدريني ومجلسه فانه كفيل بالرد عليها وإظهار الحقيقة ، لكن فيما يتعلق بوطني مصر وبي فهذا ما ستتضمنه هذه الرسالة التي تحمل مفاجآت ما كنت لأذكرها لولا ما حدث من سمير عبيد.. وللعلم فان رسالته هذه لم تكن لتؤثر علي استمراري في محاولة حل مشكلة السيدة العراقية لولا أنها طلبت بنفسها مني مساء أمس وهي واقعة تحت ضغوط أرفض الإفصاح عنها أن " أنسحب" ولا أذكر حتى اسمها وسمعت منها كلاما جارحا لم يكن يخطر علي بالي أن يصدر منها بعد كل ما فعلته من أجلها.. فقد قابلت أختنا العراقية معاملتي الطيبة لها ولأولادها ومحاولة حل مشكلتها بسيل من العبارات الجارحة لشخصي .. لذلك فإنني تنفيذا لرغبتها ولوعدي لها بالالتزام بهذه الرغبة تجدوني أكتب" السيدة العراقية" ولا أذكر اسمها.. ولا يسعني تجاه موقفها هذا سوي أن أكون علي عهدي معها وعدم ذكر أي شئ قالته لي وأن أدعو الله سبحانه وتعالي أن يسامحها علي الإهانات التي وجهتها لي .
ونأتي الآن لرسالة سمير عبيد ، فقد أطلق علي "ذيل الدريني" وردي الوحيد عليه أن تلك الجملة تعبر تماما عن بيئته(بالطبع كلامي ليس له علاقة بالعراق الشقيق وأهلها الطيبين المظلومين وإنما يتعلق بشخصه) .. ويجب أن يعرف أنني لم أكن أعلم أنه صحفيا إلا مساء أمس فقط من السيدة العراقية ولذلك فوجئت بأن يصدر مثل هذا الكلام من زميل في المهنة تتلمذ علي يدي من هم يضربون قلمه بالحذاء.
وفيما يتعلق بقوله أن أميرة الطحاوي (وقفت هي بإخلاص فقط) فيجب أن يعرف أولا أن التعبير الصحيح للجملة التي كتبها هي بالترتيب(وقفت هي فقط بإخلاص) ونأتي للمعني المقصود من الجملة فأقول: هل من تكتب موضوعات تسئ لبلدها مصر وأبناء بلدها تعتبر مخلصة من وجهة نظر سمير عبيد؟ إن هذا يعني أن من يسئ للعراق والعراقيين مثلا سيكون في نظر سمير عبيد مخلصا(!!!) لذلك فإنني سأقدم لكم عرضا للإساءات التي وجهتها الصحفية الفاضلة أميرة الطحاوي لبلدها مصر وللمصريين في رسائلها،التي طلب من أجلها سمير عبيد حفظ اسم أميرة الطحاوي وطلب منكم دعوتها لزيارة العراق!! وهذه هي إساءات أميرة.:.
أولا: قدمت أميرة زوج السيدة العراقية المصري حامل الجنسية العراقية علي أنه رجل نذل وهو ما أرفضه سواء باعتباره مصريا أو كونه حاملا للجنسية العراقية ويدل علي نقص خبرتها الحياتية، فان كانت السيدة العراقية قد سردت لها بعض الأمور نتيجة وقوعها تحت ضغط الظروف القاسية التي مرت ولا تزال تمر بها ، فانه كان يجب علي أميرة أن تراعي تلك الظروف ولا تتعجل الحكم علي زوجها لأن غياب الرجل عنها ربما يكون لظروف صعبة خارجة عن إرادته فهو الآن في الأردن وربما تكون ظروفه أكثر قسوة من ظروف زوجته، وبالتالي ينبغي أن لا نتهم أحدا باتهام ونحن لا نعلم عنه شيئا إلا إذا كان في الأمر سر.. وإلا فما الذي جعل زوجها يتحمل معها المتاعب التي تعرضوا لها طيلة عشر سنوات هي عمر زواجهما كما ذكرت هي بنفسها.
ثانيا : اتهمت أميرة أهل زوج السيدة العراقية في مصر بأنهم تعمدوا الإساءة لها لدرجة أجبرتها علي مغادرة منزلهم وبذلك فإنها قدمتهم أيضا في صورة أنذال ولم تضع في اعتبارها نظرا لقلة خبرتها ولعدم تعاملها الموضوعي والعقلاني مع المشكلة أن هؤلاء الناس يعانون من الفقر ولا يستطيعون توفير حاجتهم إلا بالكاد وبالتالي فانهم ليسوا مؤهلين للإنفاق علي أختنا العراقية وأولادها الأربعة وهذا لا يعني اتهامهم بالنذالة فظروفهم صعبة لدرجة أقوي منهم.. والسيدة العراقية نفسها قالت أنها بعد أن خرجت من السجن في العراق لم تستطع الإقامة مع أخواتها بسبب مطاردة الأمن واضطرت للإقامة عند من رافقنها فترة السجن ونحن بهذا لا يمكن أن نتهم أخواتها ونصفهن بالنذالة إنما يجب أن نتخذ لهن العذر لأن الظروف أقوي منهن.. ثم أن أهل قرية زوج السيدة العراقية المصريين لم يتركوها وحدها ووفروا لها المال أكثر من مرة لتسافر للأردن ثم سوريا .. يجب أن يعلم الجميع أن الظروف الصعبة قد تجعل الإنسان مضطرا لأن يفعل شيئا لا يريده والألم يعتصره ويتمني لو كان يستطيع أن يفعل أكثر مما فعله لكن ماذا يفعل في ظل ظروف قاسية، وفي هذا الصدد أقسم بالله العظيم لكم أنني لو كنت أمتلك ما يمكنني من توفير كل ما يلزم أختنا العراقية في ظروفها هذه لكنت قد وفرته لها دون الحاجة لمساعدة المفوضية أو تلقي مساعدات من أفراد لها لكن للأسف فقد جاءت السيدة العراقية في ظل ظروف ليست جيدة معي وإذا كانت قد جاءت في فترة سابقة لكنت قد وفرت لها كل شئ دون انتظار مقابل من أي بشر علي وجه الأرض إلا الجزاء من الله سبحانه وتعالي.
ثالثا: ألقت أميرة باتهامات عدة لأحد موظفي المفوضية المصريين وقدمته في صورة لا إنسانية ، وهي معذورة في ذلك لقلة خبرتها أيضا ، فهي لا تعلم أن هذا الموظف يتحرك في إطار ميزانية مالية محددة رأي أن طلبات السيدة العراقية ربما ستشكل عبئا يزيد عن الميزانية المخصصة لها.. وهنا لا أبرر تصرف الموظف معها وإنما كان يمكن التعامل مع هذا الأمر بأسلوب آخر دون استعداء الغير عليها تماما كالدبة التي قتلت صاحبها من فرط حبها له،خاصة وأنها وصفت تصرف الموظف في موقف آخر بأنه "نخاسة" رغم أن كل ما فعله هو تقديم عرض قد تقبله السيدة العراقية من وجهة نظره وقد ترفضه وبالتالي برفضها له سيظل يبحث عن حلول أخري.. إنها كلمات صدرت من أميرة تعبر عن قلة الخبرة والتهور والاندفاع غير المطلوب وكان له أثر سئ في نفس هذا الموظف.
رابعا: وهو ما لا يمكن قبوله من أميرة أو غيرها ممن تسول لهم أنفسهم محاولة ارتداء ثوب الشهامة علي حساب الوطن، فقد تعرضت المصرية أميرة الطحاوي بالهجوم علي بلدها وأهله الطيبين بل وزادت في الأمر بالسخرية عندما كتبت:"هل كل ما سبق ليس بكاف لإعطائها إقامة كريمة في مصر التي يتشدق إعلاميوها ليل نهار بكرمها وبأنها أم الدنيا والعرب الخ" من أنت يا أميرة حتى تسول لك نفسك الافتراء علي مصر بهذه العبارة ، فمصر رغما عن أنفك هي أم الدنيا وكل العرب يعلمون أنها بيتهم الأمين وشعبها كريم مضياف حقا وليس شعارات.. أي هراء منك هذا يا أميرة.. أتريدين ارتداء ثوب البطلة علي حساب بلدك وأهل بلدك.. ما عشت ولا كنت ليسطر قلمك هذه الكلمات الساذجة في حق وطنك الذي أكلت وشربت من خيره.. ولم تقف أميرة عند هذا الحد بل كتبت أيضا:" فقد هزتني للغاية حالة هذه السيدة وإصرارها وأولادها بكل براءة أن أبقي معهم أكثر ، وهزني محاولة البعض من أهل بلدي الأصلي مصر ومن غيرها المتاجرة بآلامها والتباهي بمساعدات وهمية لها " لقد أوقعت نفسك في المحظور يا أميرة وكشفت بذلك عن مكنون نفسيتك إنك تهدفين أن تكبر صورتك عند الأخوة العراقيين علي حساب سمعة بلدك.. إنك حقا لا تدركين ما تكتبين وقد كشفتك قلة خبرتك.. وها هو درس يقدمه لك محمد المرسى من واقع الخبرة سنوات كثيرة في الصحافة وغيرها والتجارب في الحياة ، فبالنسبة للسيدة العراقية لقد قدمت أنا لها مساعدات مهمة جدا لا يستطيع أحد تقديمها لها حتى إذا كان يمتلك من المال كنوزا ولم ولن أفصح عنها حرصا علي الأمانة ، ومن يريد يا أميرة أن يكبر في نظر الناس يجب أن يرفع من شأن بلده وأهل بلده ليكبر هو معهم وبهم، أما محاولتك الفاشلة لتكبير صورتك مقابل الإساءة لبلدك وأهل بلدك فلن تكون نتيجتها إلا أن يسقطك الناس من نظرهم وينصرف عنك الجميع سواء كانوا مصريين أو عراقيين أو من مختلف الجنسيات.
ولعلكم باستقراء عبارات أميرة الطحاوي ستكتشفون أنها تسير علي نفس منوال سمير عبيد في أنهما المخلصان فقط بينما البقية محتالون ونصابون كما ذكر سمير في رسالته.. فعلي من ننصب ونحتال ؟ علي أختنا العراقية في أزمتها ؟ فماذا تملك ابنة بلدك وهي في محنة أحوج فيها للكلمة الطيبة من المال، ماذا تملك هي الآن لكي تتهمنا بالاحتيال والنصب يا مؤدب(؟؟!!) .. ثم تتطاول علي شخصي وتكتب:( اركن علي جنب ولا تتدخل بيننا يا مرسي، ولا تحشر أنفك بين أعراضنا!!!!!! وإنك تتاجر بقضية أختنا للوصول إلي موقف ما يقدمكم للعراقيين عامة ولمراجع الشيعة خاصة علي أنكم الأمانة الوحيدة لأهل البيت والمضحين في سبيل آل البيت) .. يا أخي اخجل فانك لو كنت تعلم الحقيقة لما كتبت هذا الكلام ، فالحقيقة المرة يا أستاذ سمير أن سبب مشاكلي المادية في الفترة الأخيرة بعدما كنت أمتلك الكثير من المال أنفق به علي نفسي وعلي غيري هو أنني أساند آل البيت وأدافع في كتاباتي الصحفية عنهم وعن الظلم الذي يتعرضون له ، ويكفي أن أفصح لك وللجميع عن سر ما كنت لأذكره لولا عباراتك الجارحة هذه وهي أن إحدى المجلات التي أكتب لها وهي مجلة"البداية" لا أتقاضي منها أية أموال رغم شدة حاجتي للمال في هذه الظروف إلا أنني حريص علي الكتابة فيها من أجل خدمة القضية والدفاع عن آل البيت حيث وجدت أنها أكثر الإصدارات الصحفية المصرية اهتماما بهذه القضية ، وإذا أردت التأكد من ذلك فاطلب من السيدة الفاضلة أميرة الطحاوي التي تسير علي نفس الخط معك أن تذهب لمقر حزب الوفد الذي تصدر عنه المجلة لتتأكد يا مؤدب.
كما أجدني مضطرا أمام تطاولك علي لأن أسرد لك ولكل العراقيين معلومات عني لا يعرفها أحد حتى الآن ، فقد سافرت إلي العراق في عام 1987 وقضيت عدة أشهر في فترة الإجازة في منطقة حمام العليل بمحافظة الموصل"نينوي" وكان قدومي للعراق كما لو كان "وش السعد" فأول يوم دخلت فيه البلد كان يوم انتهاء الحرب العراقية ـ الإيرانية التي امتدت ثماني سنوات استنفذت خلالها من المال الكثير وأكلت من خيرة الشباب من البلدين الكثير.. وكلما التقيت بعائلة عراقية جاءت للمصيف في حمام العليل من شتي أنحاء العراق من أجل عين المياه الكبريتية الموجودة بها ، كان يدور بيننا حوار في الفندق الذي كنت أقيم فيه وفي نهاية كل حوار كان رجل العائلة يطلب مني العناية بالنساء والأطفال الذين جاءوا للمصيف لأنه مضطرا للمغادرة لارتباطه بأعمال كثيرة في مقر إقامته لا يستطيع تركها، وكنت طوال الفترة نعم الأخ للأخوات العراقيات وأمين عليهن حتى أن إحداهن وكانت من الأكراد وتدعي"ناز ناز" لم تكن تتحرك خطوة داخل الفندق نفسه وليس خارجه فقط إلا وأنا معها رغم تواجد شقيقها معها وقالت لي أكثر من مرة أنها لا تشعر بالأمان إلا في وجودي (أخشى أن تطلق علي يا أستاذ سمير لقب ذيل ناز ناز وأنا كنت الأمين عليها) هذا تاريخ لا ينسي ، وأذكر أن أخاها الأكبر( ويدعي بالكردية اسما لا أذكره إنما أتذكر أنه يعادل في اللغة العربية اسم يحي) عندما لاحظ هذا تحدث معي في موضوع الزواج منها والبقاء في العراق فاعتذرت له بأدب رغم أن هذه الأخت الكردية قمة في الأدب والأخلاق إلا أن ظروفي الخاصة تمنعني من البقاء هناك.. ويكفي أن أذكر لك أيضا أن سيدة من كربلاء كانت تعمل مدرسة في الموصل جاءت للتقدم بطلب لنقلها إلي كربلاء والتقيت بها في الفندق وأنقذتها في مواقف كثيرة تشهد عليها سيدة فاضلة تدعي"أم عمار"صاحبة ذلك الفندق ، وعندما عادت تلك السيدة بعد فترة لسحب أوراقها من مدرسة الموصل كنت في ذلك اليوم خارج الفندق وبعد عودتي أخبروني أنها مرت علي الفندق ليست كنزيلة وإنما جاءت فقط لتسلم علي وانتظرتني كثيرا ولما قارب النهار علي الانتهاء اضطرت للمغادرة قائلة لهم"كنت أتمني مقابلة محمد لأسلم عليه وأشكره علي أمانته معي وحفاظه علي طوال فترة إقامتي ،لكني مضطرة للمغادرة الآن فأبلغوه هذه الرسالة".. فعلي ماذا وعلي من أزايد يا أخ سمير يا من لا تعلم عني أي شئ ،فالفرق بيني بينك أنني تعاملت في رسالتي السابقة مع كلمات كاذبة وجارحة كتبتها عن المصريين ورجال المفوضية، أما أنت فقد تهجمت علي دون أن تعرف عني شيئا وتطاولت علي وعلي بلدي وخرجت في كلامك عن حدود اللياقة في الكتابة وعن ميثاق الشرف الصحفي و وجهت لي الشتائم وأنت لا تعرف ماذا قدمت من مساعدات لأخواتي العراقيات وأنا في بلدكم وماذا قدمت من مساعدات لأختنا العراقية صاحبة المشكلة وهي في بلدي ، فكيف تتهمني اتهامات كاذبة وتسبني دون أن تعرف عني شيئا ، فالعلم عند الله ربما أن هناك من أوصل إليك أحد معلومات خاطئة عني ، الله أعلم.
ويكفي يا أخ سمير أن كل العائلات التي التقيتما وأنا في العراق تركت لي عناوين منازلها وأرقام هواتفها لنتبادل الزيارات وهو ما حدث أثناء وجودي بالعراق الشقيق ، وعندما قررت العودة لمصر طلبوا مني جميعا لآخر لحظة حتى وأنا في المطار أستعد لاستقلال الطائرة أن أبقي في العراق وعرضوا علي تحويل أوراقي لتكملة دراستي الإعلامية الجامعية في العراق مع تقديم عروض للعمل بجانب الدراسة برواتب مجزية، لكني شكرتهم علي هذه العروض واعتذرت عن عدم قبولها قائلا لهم أن أمي أرسلت لي أكثر من رسالة مع أصدقاء مصريين تعبر عن عدم قدرتها علي بعدي أكثر من ذلك، ولشدة حبي لأمي وحرصي علي تحقيق رغبتها في البقاء إلي جوارها اضطررت للقيام بإحراق الأجندة التي دونت فيها أرقام هواتف وعناوين منازل العائلات العراقية الذين كنت أحبهم حتى لا يساورني الحنين إليهم عندما أشاهد أرقامهم أمامي لأنهم كانوا في انتظار زيارة مني للعراق في فترة الإجازة الصيفية التالية وهو ما لا يمكنني تحقيقه تنفيذا لرغبة أمي بأن أظل إلي جوارها ، وانظروا إلي المعني جيدا فقد أحرقت الأجندة ولم أقطع الأوراق الموجودة بداخلها لأنها غالية علي والمعروف أن الإنسان المسلم إذا أراد الحفاظ علي ورقة بها لفظ الجلالة"الله"خوفا من أن تتعرض لأي سوء من شخص لا يعرف قيمة ما هو مكتوب فيها فانه يحرقها ولا يقطعها.. فمن أحبته العائلات العراقية وأحبها إلي هذا الحد يستحق منك هذه الإهانات والشتائم يا مؤدب، ثم أن حظك التعس أوقعك في شخص زاهد في الدنيا فأنا يا مؤدب لا أرغب من الدنيا كلها سوي العمل الصالح الذي ألقي به ربي يوم القيامة ولا ألهث مثل الكثيرين وراء جمع المال حتى تتهمني يا مؤدب بأنني أقدم نفسي للعراقيين عامة ولمراجع الشيعة خاصة ، فاشبع أنت بما تتحدث عنه ومن تتحدث عنهم فأنا لا أختلق مواقف لإثبات شئ وإنما الله عز وجل هو الذي يهيئ هذه المواقف في طريقي ربما والعلم عند الله لأنه يعلم أنني سأصون الأمانة قدر استطاعتي دون انتظار مقابل سوي من الخالق عز وجل.
وبالنسبة لما ذكره سمير عبيد في رسالته السابقة من اتهامات لموظفي المفوضية فقد عرف بها لطفي بلجلطي مدير الحماية بالمفوضية من خلال المكالمات الهاتفية التي انهالت عليه بدافع خوفها علي السيدة العراقية ورعبها مما كتبته يا سمير ، فقد علمت من أحد الأصدقاء أن هذه الرسالة حصل مدير الحماية علي صورة منها عن طريق الإنترنت وسيكون لها موقف مع سمير عبيد.
وأما أن يتطاول سمير عبيد ويمس حق مصر في تحرير أم الرشراش(إيلات) من العدو الإسرائيلي فان في ذلك خير تعبير عن شخصه في الوقت الذي يعتصر فيه الألم كل المصريين للمظالم التي يتعرض لها شعب العراق الشقيق.. وبمناسبة هذا الحديث فإنني للأسف أخبركم أنني كنت في حديثي مع أي مصري أقول أن العراقيين هم أكثر الشعوب العربية حبا لمصر وللمصريين ، كنت أقولها ولم أكن أتصور أن يأتي اليوم الذي يتلقي فيه الشعب المصري إهانات من الأخ سمير عبيد وحاشيته .. حقا إنها لصدمة شديدة !!!
وبالنسبة لما كتبه سمير عبيد حول أن السيدة العراقية قد شكت له من مضايقتي لها وأنني سلبت راحتها وأستدرجها وهي خائرة القوي ، فلا يهمني أن تكون السيدة العراقية قد شكت لك وقالت هذا الكلام أم لا .. لكن يجب أن تعلم يا محترم أن محمد المرسى ليس الشخص الذي يتطفل علي أحد ولا يفرض نفسه علي أحد، بدليل أن أختنا العراقية عندما طلبت مني مساء أمس الانسحاب والبعد عن قضيتها قلت لها قبل أن تكمل تلك الكلمة"أنا بالفعل انسحبت" فكرامتي يا سيد يا فاضل يا مهذب فوق أي اعتبار وقد انسحبت علي الفور يا أستاذ لأنني لم أكن أهدف من مساندتي لقضيتها لأي شئ مادي ، بل وحرصت علي تحقيق رغبتها في كل شئ طلبت مني عدم التحدث فيه حتى مجرد ذكر اسمها ، ويعلم الله أنني سأظل حريصا علي ما وعدتها به من كتمان مهما طال الزمن.. وأرد أيضا علي ادعاءاتك أو كلماتك إن كانت قد قالت هي فعلا لك هذه الكلمات وردي كما هو واضح من بداية الرسالة يكون دائما بالمواقف التي لا يستطيع أحد إنكارها وليس مثلك بالاتهامات الباطلة والشتائم الجارحة ، فقد كنت يا سيدي الفاضل أتردد علي السيدة العراقية وأولادها الأربعة(لينه ومحمد وشرف الدين وعلي) في وجود آنسات ورجال من المجلس الأعلى لرعاية آل البيت ولم أذهب لها في أي مرة وهي بمفردها وقد كنت حريصا علي ذلك يا من ألمحت في كلامك بكلمة ساذجة وغربية حينما كتبت يا سمير موجها كلامك لي"لا تحشر أنفك بين أعراضنا" يا رجل تأدب فعيب وعار عليك أن تردد هذه الكلمة وأنا أقف إلي جانب أختنا العراقية في محنتها تأدب يا رجل خسئت وخسئت كل كلمة جارحة كتبها قلمك المسموم.. المهم فلا يفيد العتاب معك ، فلقد أشرفت بنفسي أكثر من مرة علي تلبية الجمعية لكل طلباتها وأوصيهم بالعناية بها ورعايتها في حملها في الوقت الذي لا أكون فيه معها رغم أن ذلك الوقت أيضا لم يكن بعيدا عنها فقد كنت أقضيه في البحث عن حل لمشكلتها في أماكن مختلفة تعلم هي منها فقط المفوضية ووزارة التربية والتعليم ولا تعلم شيئا عن بقية المواقع الأخرى.. لقد كنت أحنو عليها وعلي أولادها وطالما حملت الصغيرين شرف الدين(خمس سنوات)وعلي(عاما ونصف) علي يدي أداعبهم وأداعب كذلك لينه ومحمد حتى أخفف عنها وطأة الأزمة التي يمرون بها وكانوا جميعا ينادوني بكلمة"عمو" إلا الأصغر علي الذي كان يناديني بكلمة"بابا" وطالما حاولت إخراج أختنا العراقية من حالتها النفسية السيئة التي تمر بها بسبب ظروفها وكانت قد تحسنت كثيرا لولا تدخلك يا سمير بما فعلته حتى جعلت السيدة تثور وتعتقد أننا دخلنا في صراعنا وأدخلناها فيه ، ولست بأنا الذي يدخل في صراع في أمور صغيرة كهذه وليس مع شخص مثلك فالصراع عندي له مقومات أنت وقضية أختنا العراقية أصغر منها بكثير فلدي من القضايا الكبيرة ما هو أهم من قضايا فردية .. ويحضرني هنا موقف بسيط حدث يوم الاثنين الماضي يكذب ما كتبته وهو أنني لم أستطع الذهاب لأختنا العراقية وأولادها الأربعة في ذلك اليوم ففوجئت بالأخوات في المجلس الأعلى لرعاية آل البيت أنهن عند زيارتهن لها استغربوا كثرة سؤال الأولاد عني وانتظارهم لي طويلا وانزعاجهم لعدم ذهابي إليهم ،وبالطبع يا سيدي الفاضل أنت تعلم أن مشاعر الصغار لا تكذب ولا تعرف الخداع لأنها نقية لم يلوثها بعد العقارب فالأولاد كانوا يدركون تماما أنني أحببتهم كما أحبوني وليس من أجل سبب آخر .. والدليل علي ذلك أنني حينما زرتهم في صباح اليوم التالي (أمس) قابلني محمد في حديقة الجمعية في حضور أحد أعضاء المجلس الذي جاء لزيارتهم لأول مرة فاستغرب الرجل تصرف محمد معي.. أتدري يا سمير ماذا فعل الولد : لقد استقبلني بغضب الأطفال اللذيذ وعاتبني علي غيابي عنه ذلك اليوم وقال أنه ينتظرني من الصباح الباكر بعد أن يأس من حضوري أمس حتى نام هو وأخواته وقال هذا الولد الذي لمحت فيه الذكاء الشديد من أول وهلة رأيته فيها أن أخواته أيضا غاضبون مني لعدم حضوري بالأمس ، أيضا السيدة نفسها عاتبتني علي غيابي .. سامحك الله يا سمير لقد أفسدت علي أختك العراقية وأولادها ما كنت سأفعله من متابعة الطلب المقدم لوزير التربية والتعليم من أجل إلحاق لينه ومحمد بمدرسة في القاهرة وأفسدت عليهم ما كان المجلس الأعلى لرعاية آل البيت يعده لهم والبرنامج الترفيهي الذي كان قد تم إعداده للأولاد للترويح عنهم بدءا من يوم الجمعة.. كل ما ذكرته هذا وغيره الكثير والأهم لم أذكره ويكون في النهاية جزائي تلقي الإهانات والشتائم من سمير عبيد ثم تطلب مني السيدة العراقية نفسها مساء أمس "الانسحاب" بعد توجيه سيل من العبارات الجارحة لي لمدة نصف ساعة دون ذنب ارتكبته ودون أي سبب سوي أن هناك بعض الحاقدين أرادوا إبعادي عنها وعن أولادها فدبروا المكائد التي أعلمها ولن أذكرها لأنها وقحة يعف لساني عن ذكرها وقلمي عن كتابتها والتي اضطرت سوسن إلي أن ترضخ لهم وتطلب مني الانسحاب .. وهاأنذا قد تركت السيدة العراقية وقضيتها فاشبع بها يا سمير وحاول أن تحلها كيفما شئت ،وإني لأدعو الله من كل قلبي أن يسخر لتلك السيدة العراقية التي ظلمتموها بتصرفاتكم الغريبة من يحل مشكلتها لتعيش حياة هادئة طبيعية ويعوضها الله خيرا عن سنوات العذاب العشرين التي مرت بها وذاقت خلالها الأمرين .. أما بالنسبة لي فالله يسامحكم علي رد الإحسان لكم ولأختكم العراقية بالإساءة لي .
وفي النهاية أعرف تماما أنني قد أطلت عليكم برسالتي الطويلة هذه ولذلك سأكتفي بهذا الرد علي المهذب سمير عبيد وحاشيته ولن أزيد فلدي الكثير والكثير مما أستطيع الرد به علي إهانتي منكم .. فقط أحثكم في رسالة وداعي هذه علي مواصلة الكفاح في قضية أختكم العراقية وأذكركم أنني دافعت عن آل البيت (عليهم السلام) وعنكم كثيرا في كتاباتي التي نشرتها الصحف المصرية وطالما أظهرت الظلم الذي تعرض له آل البيت وأهل العراق الشرفاء، وأعتقد أنكم سبق أن اضطلعتم عليها من خلال المواقع المختلفة التي كان السيد محمد الدريني يرسل هذه الموضوعات إليها وقامت بنشرها أولا بأول .. وأعدكم بمواصلة الكتابة ودفاعي عن آل البيت(عليهم السلام)وعنكم لكن في الصحف فقط وأعتذر عن عدم التواصل المباشر مع المواقع التي أعرف أنكم تتابعونها يوميا علي الإنترنت .. فما فعله سمير عبيد والسيدة العراقية مؤخرا أحزنني بشدة وأصابني بصدمة شديدة ، وأرجو من كل اخوتي وأخواتي العراقيين والعراقيات الاستمرار في متابعة قضية السيدة العراقية وأن يحققوا لي رغبة واحدة فإذا كنتم ترغبون في مواصلة الرسائل معي عن طريق بريدي الإلكتروني بالإنترنت وهذا ما يسعدني.. أرجو عدم الحديث معي عن أي شئ يتعلق بالأستاذ سمير عبيد أو السيدة العراقية صاحبة المشكلة فما فعلوه معي جعلني أشعر بعدم الرغبة في التحدث عن أي شئ عنهما.. فلقد شطبت قضية السيدة العراقية من ذاكرتي تماما كي يسعد سمير عبيد وحاشيته، وما يحز في نفسي تجاه موقفي هذا أنني لن أستطع بعد ذلك مشاهدة أولادها والتخفيف من آلامهم ووحشة الغربة والحرمان الذي رأيته في عيونهم والشوق لكل من يشعرون بحنينه عليهم.. الوداع.
محمد المرسى
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |