 |
-
علاوي" آخر مصمم على الحياة

لا بد أن اسم علاوي يدق في الاذهان عندما يُذكر العراق ويُذكر رئيس حكومته المؤقتة، لكن هناك "علاوي" آخر جاء من حي الزعفرانية ببغداد وكان عند تخوم الموت، ضحية من ضحايا الدمار الذي تخلفه الحروب.
وحرب العام الماضي هي التي أتت على ذراعي علي اسماعيل عباس، الذي يعرف تدللا باسم "علاوي"، ذلك الطفل الذي ملأ شاشات تلفزيونات العالم، وتعاطف معه الآلاف لما مر به من اهوال تفوق كثيرا ما يحتمله اقسى الرجال، فكيف بصبي لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره.
علي اسماعيل عباس أو "علاوي" الطفل فقد يديه واشتعل جسده الطري الصغير بنار الحرب، لكنه وجد حضنا في بلد آخر هو بريطانيا، ووجد نافذة أمل على الحياة.
تعلمت كيف ارد على التلفون، وكيف اكتب، وكيف العب بلعبتي المفضلة الـ "بلاي ستيشن" باصابع قدمي.
علي اسماعيل عباس
وتحت رعاية جمعية خيرية تهتم بحالات كحالته بدأ "علاوي" يتعلم كيفية التغلب على الاعاقة.
وخلال عام او نحوه أدهش معالجيه وتعلم كيف يستخدم أصابع قدميه للقيام بما بممارسات نعتبرها نحن، الذين لم نفقد طرفا أو إصبعا، أمر عاديا.
تعلم "علاوي" كيف يرد على التلفون، وكيف يكتب، وكيف يلعب لعبته المفضلة الـ "بلاي ستيشن" باصابع قدميه.
ولم يكتف بهذا، بل أصر على تحدي إعاقته، وشرع في استخدام ذراعين اصطناعيين في الأكل والشرب.
وفي مقابلة اجراها معه القسم العربي في بي بي سي وبي بي سي آرابيك دوت كوم قال علي إنه يشتاق للعراق ولبغداد وللزعفرانية ولاصدقائه وللعب كرة القدم في المدرسة،
وبصوت خفيض خجول اقرب للهمس قال إنه يشتاق أيضا للركض في الحقول القريبة من بيت اهله الذين فقدهم في الحرب التي شنت على العراق.
قال علاوي، ببراءة خالصة، إنه يحمل مسؤولية ما حدث على أكتاف من أشعل الحرب، وعندما سألناه عن من أشعل الحرب قال: لا أعرف، اسألوهم هم.
علاوي، الذي يكمل دراسته في لندن برعاية جمعية فاقدي الاطراف أو "لمبلس اسوسييشن"، يتمنى العودة إلى العراق، وللعراق يتمنى أن يستقر وتعود لأهله نعمة الأمان وامتياز الازدهار.
وعلاوي الطفل يسعى بدعم من الجمعية الخيرية التي احتضنته، إلى انشاء 11 مستشفى في العراق تتخصص في مساعدة المعاقين بدنيا، بل ذهب إلى ابعد في قوله إنه يرى مستقبله في مساعدة الآخرين، وعلى الاخص من هم على شاكلته.
حديث علاوي، الذي بدا مرحا غير عابئ وكثير المزاح وبمعنويات عالية، كان يخفي مرارة يصعب شرحها بالكلمات، لكن يمكن لمن يراه ان يشعر بها وهي تتسرب إليه.
إنها مرارة طفل لم يعرف للسعادة طعما يستحق أن يذكر، مرارة تمتزج بثقوب اليتم وجفاف النبتة التي زرعت، بلا ذنب منها، في غير تربتها.
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/midd...00/3994437.stm
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |