[align=justify]عندما تدخل اليه لاول مرة يتبادر الى ذهنك انك في موقع لنحر الماشية خاصة بعد ان امتلئت حافظات الجثث ( الثلاجات الخاصة ) بالموتى وازدياد عدد ما يسمونهم ( بمجهولي الهوية ) وهم الاشخاص الذين لقوا حتفهم ولا يوجد دليل تعريف لهم ( هوية او بطاقة تعريف) . اما خارج بناية المعهد وامام بوابة المعهد تمر سيارات قوات الشرطة التي تنقل الجثث بسيارات ( البيك اب ) المكشوفة حيث تلاحظ الجثث وهي مرمية في حوض السيارة الخلفي وعند توقف السيارات لدخول البناية يتسارع الاهالي للبحث عن ابناءهم واصدقائهم بين المقتولين . وعند الوقوف امام الممر الذي يؤدي الى بوابة المعهد فقد ملىء بالجثث التي رميت بصورة عشوائية الواحدة فوق الاخرى اضافة الى الاعضاء المقطعة المرمية ايضا على شكل اكوام .والمثير في المشهد والاشد غرابة هو ان اغلب الجثث موثقة اليدين وعلى رؤوسها اثار اطلاقات نارية تبين انهم قتلوا غدرا والقسم الاخر منهم قد بانت عليهم علامات الانتفاخ . ولدى تجوالنا للبحث عن احد افراد الجيران الذي وافاه الاجل اثر حادث سير وتعرضه للتشريح من قبل معهد الطب العدلي وجدنا ان اغلب الجثث غير مكتملة فاما ان تكون مقطعة او محروقة . مصادر في المعهد ذكرت ان الكثير من المواطنين ( اهل الخير ) يعملون على اخذ بيانات وصور للذين تبقى جثثهم دون سؤال من ذويهم لفترة معينة لدفنهم في مقابر معلومة ضمن بيانات فيها الكثير من الدلائل والاشارات التي تسهل معرفة اسمه والمكان الذي وجدت فيه جثته. ولدى سؤالنا الذين توجهنا به للعاملين حول سبب رمي الجثث على الارض بصورة اكوام ؟ كانت الاجابة محددة وهي (الثلاجات مملوءة ) فضلا عن عطل القسم الاكبر منها مما يجعلك عرضة الى التقيىء والاصابة بالدوار وانطباع صورة الجثث المرمية على شكل اكوام لاتغيب عن مخيلتك . الشرع كان له الرأي فيما يحدث من عمليات قتل واختطاف وتصفيات جسدية ورميها على الطرقات حيث ذكر لنا احد رجال الدين الذي وصف العملية بانها تصفية حسابات بين العصابات وهي مخطط خارجي ضمن اجندة سياسية يراد بها اضعاف العراق وزرع الفتنة بين الطوائف ولا اعتقد ان منفذي هذه العمليات من الذين ينتمون الى عشائر العراق الاصيلة اضافة الى بعض ضعاف النفوس الذين يركظون وراء المال . رجل دين قال " يجب ان ناخذ الحديث النبوي الشريف راسمال مسيرة حياتنا الذي يقول ( اكرام الميت دفنه ) والذي يحدث الان هو خارج تعاليم الدين الاسلامي الحنيف الذي اوصانا ان نكون اخوة بيننا متحابين . من جانبه كان للطب دوره في التوعية الصحية خاصة وان انتشار عملية رمي الجثث على الطرقات وكذلك على شكل اكوام بعد تشريحها وتعرضها لاشعة الشمس لساعات طوال يعرض البيئة للاصابة بامراض خطيرة اولها امراض الحساسية الجلدية وكذلك الاصابة بجرثومة اللشمانيا والتي تسمى بالعامية ( حبة بغداد ) التي اجمع الكثير من الاطباء على كثرة انتشارها في الفترة الاخيرة مع ازدياد عمليات القتل والتصفية . الى جانب ذلك ذكراحد افراد قوات الشرطة العراقية التي تنقل الجثث من المواقع " ان تحركنا سريع بالنسبة لنقل الجثث بسياراتنا حيث نعمل على ذلك حال ورود اخبار بالتوجه الى مكان الجثث والمفروض ان تخصص سيارات لهذه الاغراض فالكثير منا قد تعرض لامراض جلدية وغيرها اضافة الى اننا لانطبق تعاليم الدين الاسلامي في نقل الجثث والتي يمكن ان نقول عنها انها عملية نقل حمولة .؟ [/align]