صحيفة الوطن القطرية
عباس موسى
وأخيرا .. اسرائيل تحت الحصار، واخيرا وصلت «رعد» الى حيفا وعكا والناصرة، واخيرا احترقت طبريا .. مرة اخرى اثبتت المقاومة الاسلامية في لبنان حسن تصرفها وعملها العسكري المتقن واثبتت بما لا يدع مجالا للشك ان اسرائيل هذه اوهن من بيت العنكبوت فعلا.
هل بدأ توازن الرعب وتأثير الردع يظهر فعلا؟ أظهرت القنوات الاسرائيلية التي نقلت صورا حية لمشاهد مابعد قصف حيفا منظر الخوف والرعب الذي حققته بضعة صواريخ، وبعدها اقفل مرفأ حيفا واقفلت المصانع الذي تنتج فخر الصناعة الاسرائيلية، حجم الدمار لا يقارن بما حصل في لبنان هذا بالتأكيد ولكن الدمار الانساني والهلع والحسابات الجديدة بالطبع تغيرت، وتغيرت كثيرا.
فرض حزب الله بصواريخه المتعددة التقليدية منها والحديثة ميزانا جديدا لقياس الربح والخسارة، وحيرة اركان العدو في التنبؤ بما يملكه من ترسانة صواريخ وانواعها ومداها باتت بيضة القبان.
المقاومة الاسلامية من جهتها تعرف كل ما يستخدم ضدها من اسلحة وتتوقع ضربات العدو الواحدة تلو الاخرى، ولكن المفاجأة كل المفاجأة فيما يخبئه المقاومون للعدو في الزمان والمكان والنوع والهدف.
المعركة دخلت الآن مرحلة جديدة، وبات الطرف الاقدر على التحمل اكثر هو الارجح في حصد النصر الحاسم.
لبنان لم يعد يملك شيئا يخسره الآن فما دمر قد دمر وما احترق قد احترق وذهب الى غير رجعة.
اما في الطرف الآخر فالحسابات مازالت تجري الى ابعد الحدود ومع كل صاروخ يعيد العدو النظر من جديد في كل المعركة وتداعياتها.
يتحدث العدو نفسه عن صواريخ «فجر» و«زلزال» التي يصل مداها الى تل ابيب وما بعد تل ابيب.
هذه الاسماء التي فعلا ـ وبعيدا عن العواطف ـ تصيب العدو بهستيريا جعلت للمعركة طعما آخر وخلقت توازن قوى حقيقيا في الرعب والردع.
تحدى السيد نصر الله في خطابه المتلفز الجيش الاسرائيلي ان يقوم بمغامرة جريئة في لبنان وهذا ما يستبعد في الفترة الحالية نظرا لقوة وشجاعة وخبرة المقاومين في مواجهة العدو الذي مازال يتحصن خلف آلياته ومعداته الحربية.
بدأ الرعب بـ «كاتيوشا» والآن يوجد «رعد» وبانتظار «فجر» و«زلزال» نترقب دوما ولكن ماذا بعد «زلزال»؟