تتذكرون بوش حينما اعلن عقيب غزوة مانهاتن _كما يصفها بن لادين_ فقال و كانه ينطلق من منهج سلفي وهابي تكفيري : ان من لم يكن معنا فهو ضدنا . هذا التصريح ينبغي ان يندى له الجبين الامريكي على كل صعيد و مستوى. و هنا تم الغاء جميع مواقف الاسرة الدولية المعارضة للخيار الامريكي ان وجدت. فامريكا اذن لا تعترف بالعالم اجمع فكيف اذا ما تعلق الامر بالعرب.
و لن نضيف ان الكلمة اعلاميا و رسميا في الولايات المتحدة هي كلمة اليهود الذين اثبتوا قدرتهم على التغلغل و النفوذ بجدارة منقطعة في اروقة القرار السياسي الامريكي مما يحتم تماهي القرار الامريكي الاسرائيلي كما لو كان منبعه واحدا
ما هي مبررات بوش و الصهاينة لشن حرب شعواء على المدنيين اللبنانيين لم يصل الى رعونتها وزعيمهم اسامة بن لادن ,فابن لادن ولو على المستوى الفكري يتحاشى قتل المدنيين_باستثناء الرافضة_ من ابناء مذهبهم و في حالة الاسرائليين فانهم لم يعطوا الفرصة لجلاء رعايا الدول المتواطئة معها في العدوان
فقد انهت الغارات الاسرائيلية حياة 8 اشخاص من كندا و الرعب و الخوف يلاحق الامريكين و الامريكيات في قبرص بعد تمكن الطائرة الامريكية من اجلاء عدد من المواطنين و السواح الاجانب.
ما هو الفرق بين تبرير بن لادن الرقيع لضرب المواطن الامريكي في كل مكان و بين القصف الاسرائيلي باسلحة و غطاء امريكيين للبنى التحتية اللبنانية و مواقع الجيش اللبناني الذي لم يشترك في العملية الحربية الاخلاقية المنظمة لمجاهدي حزب الله.
بن لادن و الظواهري يبيحان قتل السواح و الاجانب لانهم يدفعون الضرائب و ينتخبون الرئيس الذي يشن الحرب على الدول الاسلامية وهذا التبرير المخزي الذي يشوه دين السلام يشبه الى حد التماثل التام المسوغات الاسرائيلية لقصف لبنان ارضا و شعبا و جيشا و مؤسسات.
اسرائيل و بدعم امريكي فاضح و مخجل ترى حربها مع المدنيين قرارا حصيفا لان هؤلاء لايضغطون على حزب الله بما فيه الكفاية ليكف عن نشاطاته المعادية لاسرائيل
اي فرق بين التبريرين ؟
تبرير اسرائيل و تبريرات القاعدة؟
لماذا يختار بابا الفاتيكان المتعصب تسمية حزب الله الشيعي بكونه ارهابيا و اسرائيل بكونها اتخذت ردا انتقاميا في سياق ادانة البابا للطرفين المتصارعين ؟
ما هو الفرق بين العملية الارهابية و الردود الانتقامية؟
و هل هناك عقول او قلوب او مشاعر تنطلي عليها مثل هذه السخافات البائسة؟
و في مجال اخلاقيات الحرب نلاحظ ايضا تشابها مريعا بين منهج القاعدة و المنهج الامريكي فليس هناك شرفاء بين هؤلاء يعتمدون خيارات سامية تجعل من الحرب ساحة شرف يلتقي فيها خصمان لدودان و ينال احدهما من الاخر دون اللجوء الى الخسة في الايقاع بالخصم
شاهدنا افلام الذبح و فعال اولاد الصحراء و جرائم الزعزعة و الارباك و الفات النظر العالمي للمخزيات القاعدية في اساليبها اللا اخلاقية في الحرب
اذ لا تمييز بين مدينة اهلة بالسكان و بين ساحة حرب ينبغي ان يخوضها الشريف العارف بادابها و اخلاقياتها و اصولها الرفيعة و في هذا المجال لا يعوز العرب تعليم و لا تفهيم ففي التاريخ نماذج جمة و واضحة في افهام حتى الحمير على النموذج الامثل لحسن السلوك في الحرب.
لم يطلب احد من هؤلاء ان يقتدوا بالنموذج العلوي الرائع و يتماثلوا مع موقف علي بن ابي طالب الذي كان يمهل الخصم و يفاوضه بخطابات الاصلاح و الهداية فان لم تجد خاض معهم حربا شريفة لا يظلم فيها فيها السابلة و المدنيين و حتى الجرحى و الفارين من الحرب من فلول الاعداء.
لم يطلب احد ان يطبق هؤلاء اخلاق علي في حروبه و منها موقفه الرائع من فسحه المجال لجيش عدوه معاوية ليروي عطشه من النهر الذي سيطر عليه معاوية في البدء و منع جيش علي من الشرب منه
و قس موقف الحسين اذ يسقي الحر الرياحي و جيشه .
اهو صراع نفوذ و اراضي ام صراع اخلاقي
ام ليس في ادبيات القاعدة شيء عن اخلاق الاسلام و مكارم الخلق التي اتتنا عن الاسلاف كقواعد رصينة و واضحة.
قتلى في كل مكان في المطاعم و الاعراس و مواقف العمال والافران و المساجد و كل ذلك من اجل اثارة انتباه الاعلام فقط ليكبر الاسم و ينتشر ويذيع ولو كان على نحو مسيء للاسم و الدين الذي يتلبس به زيفا و ضلالا و هو يحسبون انهم يحسنون صنعا.
بخصوص اسرائيل فلم تشفق
ابدا حتى على الرعايا الاجانب في لبنان و هذا لحد الان انحطاط خلقي لم يصل اليه حتى اسامة بن لادن,و رفضت اسرائيل في البدء مهلة تقدم بها الجانب الاسترالي لنقل رعاياه من لبنان و لا تبرير للجريمة اذ لا دخل للاجنبي و السائح في وجود حزب الله اللبناني على اراضيه .
فلنتعلم كيف نطلق الصفات و الاسماء على الاشياء,و لا تخدعنا زوابع الاعلام و قصدياته اللئيمة و اختياراته اللفظية التي اصبحت سائرة متداولة و افضل حل هو مواجهتها بالمثل و لكن اين العرب,
عرب الردة