 |
-
في رحاب الذكرى السنوية الثالثة لشهيد المحراب آية الله الحكيم (1)
في رحاب الذكرى السنوية الثالثة لشهاد شهيد المحراب
آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف"
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل عبد الله الرضيع
www.alrsool.com
www.alrsool.com/alasghar/
Aliasghar2008@yahoo.com
Aliasghar2007@hotmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحلقة الأولى)
"تعتبر الوحدة الاسلامية من أهم مستلزمات الوقوف في وجه التحدي الحضاري الغربي، والتي يجب على المسلمين جميعا ـ والحركة الاسلامية بشكل خاص ـ الاهتمام بها وتوفير ظروفها وتبيين مناهجها وأساليبها، والعمل على تحقيقها، بل يمكن أن نقول أنها الأرضية والقاعدة التي يمكن أن تقوم عليها جميع المستلزمات، ولا شك أن الرغبة الأكيدة في نفوس المسلمين، والأمل الكبير الذي يعيشه أبناء الأمة الاسلامية لتحقيق الوحدة يشكل أفضل أرضية يمكن أن يقام عليها بناء الوحدة الاسلامية، حيث تتطلع الأمة بإيجابية لاقامة هذا البناء . كما أن أعداء الاسلام والأمة الاسلامية يعملون باستمرار من أجل التركيز على نقاط الخلاف، وإبراز معالم التناقض والفرقة بين أبناء الأمة، بل يضعون العدسات المكبرة في كثير من الأحيان، ويطلقون الأصوات المنكرة، ويملأون الدنيا ضجيجا من أجل تأكيد ذلك"من آراء ومواقف الشهيد الحكيم"قدس سره الشريف."
تصادف هذه الأيام ونحن على إطلالة شهر رجب الأصب الذكرى السنوية للشهادة الحية والدامية لشهيد المحراب سماحة آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف" ، رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق حيث أستشهد وهو في محراب العبادة لصلاة الجمعة في الأول من رجب قبل ثلاث سنوات عام 1424هجري الموافق 2003م ، وهو صائما "رضوان الله تعالى عليه".
وبهذه المناسبة سوف تقام الاحتفالات التأبينية على روحه الطاهرة المباركة في العراق ودول العالم ومنها الجمهورية الاسلامية الايرانية ، حيث سيقيم المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق حفلا تأبينيا كبيرا يوم الخميس ليلة الجمعة الموافق 1 رجب 1427هجري الموافق 27/7/2006م من هذا الاسبوع في مدرسة الشهيد الصدر "قدس سره" في مدينة دولة آباد أحد ضواحي طهران والتي تتمتع بأغلبية عراقية أقامت فيها منذ أكثر من ربع قرن أثر التهجير القسري للنظام الديكتاتوري البعثي الصدامي البائد.
وسوف يحضر هذا الاحتفال حشد غفير من الجماهير العراقية المؤمنة الموحدة والشخصيات والعلماء والوجهاء والنخب والكوادر العراقية المقيمة في إيران ، بالاضافة الى السلك الدبلوماسي العراقي يتصدرهم سفير العراق في طهران الاستاذ المهندس محمد مجيد الشيخ الذي كان رئيسا لمكتب المرجع الشهيد الحكيم "قدس سره الشريف" ، بالاضافة الى مكاتب العلماء والمرجعيات الدينية في قم المقدسة وطهران وسائر القوى السياسية الاسلامية العراقية والشخصيات الكردية وممثلي الأحزاب الاسلامية والكردية العراقية في إيران.
وقد أقام مكتب المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق في إيران إحتفالات سابقة إحياءا لهذه الذكرى الأليمة في إيران في طهران وسائر المحافظات والمدن الإيرانية.
وفي هذه السنة وإحتفاء وإحياءا لهذه الذكرى الأليمة وتقديرا لهذه الشخصية القيادية العظيمة المتمثلة في شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم إرتأت اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع أن تتعرض الى لمحات من حياة هذا الرجل العظيم صاحب التاريخ الجهادي والنضالي الطويل والمتعدد الجوانب والأبعاد تخليدا له ولجهاده وما قام به لخدمة الشعب العراقي العظيم والأمة الاسلامية ، حيث بلا شك كان له دور كبير في تخليص الشعب العراقي من براثن الظلم والديكتاتورية والشمولية والإرهاب.
في الحلقة الأولى للبحث والذي عنوانه: "في رحاب الذكرى السنوية الثالثة لشهادة شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف" ، نحن أولا قبل التحدث عن حياته وسيرته وجهاده الطويل والذي أختتم بالسعادة والشهادة والتي هي حسن عاقبة المؤمن ، نود أن نسطر ما عاصرناه للمرجع الشهيد ولامسناه من تاريخ حياته الجهادية ونحن كنا معه في الجمهورية الاسلامية الايرانية على مدى أكثر من ربع قرن.
نعم ونحن في رحاب هذه الذكرى الدامية نرى الناس تتناقل علائم الظهور في يومنا هذا ومنها إستشهاد أشخاص أسمائهم محمد ذو النفس الزكية ، حيث أستشهد محمد بن النفس الزكية من أحفاد الامام الحسن المجتبى في زمن العباسيين ، وأستشهد محمد محمد الصدر (الشهيد الصدر الثاني) حيث ذكر لنا أحد تلامذته وأحد من عاصروه نقلا عن تلاميذه وممن رافقوه أنه قال أنا إبن النفس الزكية ، وسيقتلني هؤلاء الظلمة الطغاة البعثيين ، حيث أستشهد مع أولاده وبعدها أستشهد معه أكثر من سبعين شهيدا في ذلك الوقت في السجون وبالاعدام ، أما الشهيد الثالث الذي أستشهد وأعتبره الناس محمد ذو النفس الزكية ، فهو كما يتحدث الكثير من الناس فهو المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم الذي أستشهد ومعه أكثر من ثماينين شهيدا من الذين حضروا معه صلاة الجمعة الدامية في الأول من شهر رجب وكان صائما يترقب الشهادة كما ترقبها جده أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب عليه السلام.
بعد أن شارك المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم الشعب العراقي نضاله وجهاده حيث شارك في تأسيس اللبنات الأساسية للحركة الاسلامية في العراق مع كبار العلماء والنخب والشخصيات القيادية ، وشارك وهو في الحوزة العلمية في إرتقاء سلم المجد في بناء شخصيته الذاتية وإرتقائه الى مستوى الإجتهاد وتدريسه الفقه والأصول والتفسير في كلية الفقه في بغداد ، والعمل على تربية طلبة العلوم الدينية والخطباء والمبلغين وأن يساهم لبناء جسور التلاقي بين الحوزة والجامعة ، والمساهمة في العمل التبليغي والرسالي داخل العراق وخارجها ، والتصدي لبعثة الحج لوالده ولمدة تسع سنوات وقيادة المظاهرات والمسيرات التي كانت تخرج من النجف الأشرف الى كربلاء المقدسة والتي بسببها أعتقل وسجن ، رأى السيد الحكيم بعد إنتصار الثورة الاسلامية في إيران وإستشهاد المرجع الشهيد الامام السيد محمد باقر الصدر "رضوان الله تعالى عليه" والآلاف من الشهداء ، والآلاف من المعتقلين في السجون البعثية الرهيبة ، أن يهاجر خارج العراق ليمارس نشاطه الديني والسياسي والنضالي ضد النظام البعثي الصدامي الديكاتوري في العراق.
هاجر الى سورية خفية وبقي فيها مدة زمنية بسيطة إنتقل بعدها الى الجمهورية الاسلامية الفتية ، وبدأ بالتحرك الجهادي والنضالي بجمع شمل العراقيين والمعارضة العراقية حيث قام بالاتصال بكل الفصائل والحركات الاسلامية العراقية والقيادات العلمائية وتداول معهم الشأن العراقي خصوصا وإن الحرب المفروضة على الجمهورية الاسلامية كانت في بداياتها.
رويدا رويدا إستطاع المرجع الشهيد أن يؤسس الى جانب سائر الحركات الاسلامية المعارضة تيارا دينيا وسياسيا للنضال والجهاد ضد النظام الغاشم في بغداد.فتأسس بوجوده المبارك حينها مكتب العراق ومكاتب أخرى لدعم وإسناد الثورة الاسلامية في العراق وتأسس بعدها المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق عام 1986م الذي ضم القوى والحركات الاسلامية المعارضة لنظام صدام ، وتأطرت النشاطات والفعاليات أيام الحرب المفروضة على الجمهورية الاسلامية من قبل النظام الديكتاتوري البائد ، تأسس بعدها فيلق بدر وقام بإسناده ودعمه وواصل المرجع الشهيد نشاطاته وإتصالاته الدولية والإقليمية ليبين للعالم مظلومية الشعب العراقي بشيعته وسنته وأكراده ، وتحمل في هذا الطريق الكثير من الصعاب متوكلا على الله سبحانه وتعالى حيث قام بالاتصال برؤساء وملوك وأمراء الدول العربية الإقليمية ووضعهم بحقائق الوضع السياسي في العراق وأن الشعب العراقي بكل مكوناته يعيش الظلم والإضطهاد من قبل النظام البعثي الصدامي.
وخلال جهاده ونضاله ضد النظام الغاشم في بغداد قام النظام البائد بإعتقال العشرات من آل الحكيم منهم الفقهاء والمراجع والمجتهدين والمفكرين والمثقفين وأودعهم السجون الرهيبة وقام بإعدام أكثر من 90 شخص من هذه العائلة المباركة للضغط على السيد الشهيد لإثنائه عن جهاده ونضاله ، ولكنه صبر وإستقام وواصل العمل الدؤوب والجهاد الرسالي بشجاعة فإثنى عليه الامام الخميني الراحل قائلا بأنك إبن الاسلام الشجاع.
في أوائل الثمانينات من القرن العشرين الميلادي تعرضت أسرة الشهيد الحكيم الى حملة إعتقال وإبادة واسعة على يد النظام البعثي العفقلي وجلاوزته المجرمين مما لم يشهد له تاريخ العراق مثيلا في العصر الحاضر ، ففي ليلة واحدة أعتقل النظام البعثي البائد أكثر من سبعين شخصا من أسرة الشهيد الحكيم رهائن بينهم من قارب الثمانين من العمر كآية الله العظمى المغفور له آية الله العظمى السيد يوسف نجل المرجع الديني الأعلى للطائفة الشيعية الإمام السيد محسن الحكيم "رضوان الله تعالى عليه".، وبينهم من لم يبلغ الحلم بعد ، وزج بهم جميعا في السجون دون أن توجه لهم أي تهمة ، الا لأنهم من أقرباء المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم ولأنهم رفضوا الخضوع للنظام البائد وتنفيذ سياساته الهوجاء.وفي فترات لاحقة قتل منهم النظام البائد أكثر من ستة عشر شخصا ، بينهم مجتهدون وعلماء كبار ، كما أن عدد الشهداء منهم على يد طاغية العراق المخلوع زادوا على العشرين.
لقد جسدت أسرة الشهيد الحكيم مظلومية المؤمنين الرساليين عبر التاريخ ولاسيما الأسر العلمية منهم في أجلى صورها ، حيث تحملت ما تحملت من المصائب والآلام ، لا لشيء فعلته سوى إنتمائها لرسول الله محمد "صلى الله عليه وآله وسلم" ، وإيمانها بالله عز وجل وصبرها وصمودها في تبليغ رسالات الله والدفاع عن المظلومين والمحرومين ومواجهة الطاغية ، ولأن من رجالها وعلمائها الأبطال من تحمل مسؤولية الدفاع عن الشعب العراقي المظلوم فهتف بندائه وصرخ في وجه الطاغية المخلوع بـ(لا) ، ذلك هو آية الله المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم "رضوان الله تعالى عليه".
وقد قام النظام الصدامي بإغتيال شقيقه المجاهد آية الله العلامة الشهيد السيد مهدي الحكيم في السودان في أواخر حقبة الثمانينات ولم يثنه ذلك عن مواصلة الطريق الذي إخططه لنفسه وسار عليه أجداده الأئمة المعصومين والعلماء الربانيين والمجاهدين في التاريخ على إمتداد تاريخ النضال الشيعي الرسالي ضد الحكومات الأموية والعباسية والحكومات الجائرة التي تعاقبت على حكم العراق.
إستمر جهادة ونضاله المبارك في الثمانينات والتسعينات والى قبيل سقوط النظام البعثي البائد ، حيث إستعد للعودة الى موطنه ومسقط رأسه النجف الأشرف ليواصل العمل الجهادي والرسالي وخدمة الشعب العراقي عن قريب بعد سقوط الصنم.
نعم خلال مدة ربع قرن قضاها المرجع الشهيد في الهجرة كان متوكلا على الله سبحانه وتعالى صابرا محتسبا رغم ما قام به النظام البعثي من حملة إعدامات متكررة لعلماء وفقهاء ومجاهدين من عائلة المرجع الامام السيد محسن الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" ، حيث أستشهدكما ذكرنا المئات من هذه العائلة ومنهم المراجع والكفاءات المؤمنة الرسالية المجاهدة ظلما وغدرا وعدوانا ، كما كان يقوم بنو أمية وبنو العباس بقتل شيعة أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب عليه السلام.
هذا هو التاريخ الشيعي وهذا هو تاريخ حركة الأنبياء والرسل والأئمة المعصومين وأصحابهم وأتباعهم على إمتداد التاريخ ، تاريخ ملؤه الجهاد والنضال والعمل الرسالي الدؤوب ومقارعة الظالمين والمستكبرين وإعتلاء كلمة الحق ومقاومة الباطل .
وكان آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف" ، وخلال مسيرته الجهادية والنضالية ضد النظام الشمولي والديكتاتوري البعثي يؤمن بمجموعة مسائل وحقائق منها:
أولا : الإيمان الى أبعد الحدود بالشعب العراقي وقدرته على العطاء والتضحية ، وكان لا يرضى بأي إستهانة أو تقليل من قدرات هذا الشعب.
ثانيــا : التفاؤل والأمل بالمستقبل ، وكان هذا الأمر يظهر جليا في تحليله السياسي وإستخراجه لمنابع القوة والإيجابية من الأحداث.
ثالثــا : دقة النظر والتفكير بعمق وبعيدا عن السطحية في التحليل والرأي.
رابعــا: التوكل على الله والإيمان بأعلى الدرجات بقوة الله تعالى وهيمنته وإفهام المقابل أنه لا شيء في مقابل قدرة البارى عز وجل.
خامسـا: قول الحق ولو كان في ذلك إزعاج للآخرين.
سادسـا: فصل الحالة السنية عن الحالة البعثية المجرمة والصدامية والدفاع عن السنة.
سابعـا : دفاعه المستميت عن الشيعة في العراق ورفع مظلوميتهم.
وأخيرا لابد من أن أذكر خاطرتين من ذكرياتي في يوم شهادته الدامية حيث كان يوم الجمعة للأول من رجب عام 1424هجري الموافق عام 2003م وبعد أربعة شهور من عودته الى مسقط رأسه النجف الأشرف من هجرة دامت أكثر من 23 عاما. الخاطرة الأولى هي أنني كنت في إستقبال وفدا من مسئولين بلديات كربلاء وجامعة كربلاء والكوفة ومجموعات عراقية مختلفة في مكتب المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي "دام ظله الوارف" في طهران ، إذ رن جرس الهاتف النقال (المحمول) قرابة الساعة الثانية والنصف ظهرا بتوقيت طهران ، ليخبرني بأن السيد عبد العزيز الحكيم ينعى فقد شقيقه آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم في قناة االجزيرة ، فإصبت بالذهول والصدمة وأتصلت هنا وهناك وبعدها قمت بالإتصال بآية الله العظمى السيد المدرسي في كربلاء المقدسة ، وبعد جهد وعناء إستطعت التحدث معه ولما أخبرته بالخبر رأيته يعلم بالخبر وكان يحتبس دموعه ويعتصر قلبه حزنا وألما من شدة المصيبة والصدمة وقال لي نعم إن هذا هو طريق الأنبياء والأولياء والصالحين والشهداء ، فطلبت منه أن يقوم بإصدار بيان بهذه المناسبة وأن يتحدث مع القنوات الفضائية منها قناة العالم الإخبارية وقناة سحر حيث قمت بالتنسيق وقاموا بالإتصال بسماحته وكان أول مرجع وشخصية عراقية يعزي آل الحكيم بشهادة المرجع الكبير شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم ، حيث تحدث لي السيد محسن إبن السيد عبد العزيز الحكيم حينها بأن السيد عبد العزيز الحكيم وعائلة آل الحكيم قد شكروا المرجع المدرسي في زيارتهم كربلاء المقدسة بعد التشرف بلقائه على مبادرته في الساعات الأولى لشهادة السيد محمد باقر الحكيم بالتحدث عن هذا المصاب الألم والجلل الذي أصاب العالم الاسلامي والعالم الشيعي في أول جمعة من شهر رجب عام 1424هجري.
أما الخاطرة الثانية فكنت في منزل سماحة السيد المرجع المدرسي أتابع سير الأحداث للشهادة الدامية للسيد الشهيد الحكيم ، وكانت الساعة الواحدة ليلا إذ رن جرس هاتف النقال وإذا بي أسمع الاستاذ الشيخ حسن إبن الشيخ جاسم الأسدي (الشيخ محسن الحسيني) يجهش بالبكاء وهو يتحدث معي بالهاتف ويقول لقد توفي أبي الشيخ أبومحمد ، لقد توفي والدي الشيخ جاسم الأسدي ، لقد توفي والدي الشيخ محسن الحسيني ، حينها أصبت بالصدمة الثانية بعد الصدمة التي حدثت لي بشهادة آية الله السيد محمد باقر الحكيم ، وعزيته بالمصاب وإتصلت بآية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي وأخبرته بنبأ وفاة الشيخ الحسيني (جاسم الأسدي) وصعق بالخبر هو الآخر وقال إنا لله وإنا اليه راجعون وبعدها إتصلت بالسيد علاء آل طعمة (السيد علاء قطب) وسمعت منه تفاصيل الخبر وكيفية وفاة الشيخ الحسيني رحمة الله عليه وتغمد الله روحه الجنة وحشره مع الصديقين والشهداء والصالحين والشهداء وحسن أؤلئك رفيقا.
وفي ذلك اليوم وتلك الليلة لم أنم حتى الصباح حيث كنت أتابع هذا الحدث الكبير لأقدم خدمة متواضعة للسيد الشهيد الحكيم ، هذا الرمز وهذا القائد الاسلامي التاريخي الذي جعل من نفسه شمعة تذوب لتضيء للشعب العراقي المستقبل الزاهر والخروج من ظلام الديكتاتورية والإستبداد الدامس ، كذلك ذهبت لأتابع مراسيم الفاتحة التي ستقام للشيخ جاسم الأسدي في مكتب المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي "دام ظله الوارف".
في الحلقات القادمة نتابع معا إشراقة من حياة المرجع الشهيد الحكيم الذي كان له الدور البارز في تاريخ العراق السياسي الحديث وإسقاط النظام الديكاتوري الشمولي البعثي الصدامي في بغداد.
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع
هيئة الطفل الرضيع
كربلاء المقدسة
26/7/2006م
30جمادى الآخر 1427هجري
هيئة الطفل الرضيع
-
في رحاب الذكرى السنوية الثالثة لشهاد شهيد المحراب
آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف"
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل عبد الله الرضيع
www.alrsool.com
www.alrsool.com/alasghar/
Aliasghar2008@yahoo.com
Aliasghar2007@hotmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحلقة الثانية)
"إن العمل السياسي لابد أن يمارس ضمن الاطار الشرعي، والخروج عن هذا الاطار غير جائز، ولكن مع ذلك عرفنا بأن نظرية أهل البيت (ع) تسمح بالتعددية السياسية مع قطع النظر عن حكمها الشرعي، والمؤاخذة الالهية عليها، ولكن بشرط أن تكون التعددية ضمن الاعتراف بالنظام الاسلامي نفسه، فلا يمكن أن يسمح الاسلام - بل ولا حتى الأنظمة الديمقراطية - بالعمل السياسي الذي يسعى للاطاحة بالنظام نفسه، وكذلك أن يكون التحرك سياسياً ضمن الالتزام بالقوانبن الاجتماعية العامة التي وضعها النظام الاسلامي لتنظيم حياة الناس، كالواجبات المالية والدفاعية وغيرها. إضافة الى ذلك يجب أن لا يكون العمل السياسي موجبا للإخلال بالأمن والنظام العام، كالأعمال المسلحة والاضطرابات التي تهدد أمن المجتمع أو وحدته وتماسكه"من آراء ومواقف الشهيد الحكيم "قدس سره الشريف" .
سطور عن حياة المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم
الولادة والنشأة
ولد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم إبن الإمام السيد محسن الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" في 20 جمادى الأولى عام 1358 هجـ الموافق لعام 1939م) في مدينة العلم والأدب النجف الأشرف.
ينتمي شهيد المحراب الى عائلة آل الحكيم وهي من العوائل العلمية العربية المعروفة في العراق التي يرجع نسبها الى الإمام الحسن المجتبى بن الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" ، وعائلة آل الحكيم عائلة عرفت بعلمائها ومراجعها وفقهائها ورجالاتها المجاهدين والمناضلين حيث أدت هذه العائلة رسالتها الدينية والرسالية للاسلام وخدمة التشيع الى يومنا هذا حيث لا زال مراجعها وعلماؤها يخدمون الاسلام والتشيع بكل ما يمتلكون من قوة ، فبعد شهادة المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم حمل الراية شقيقه حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق وزعيم الإئتلاف العراقي الموحد وتصدى للدفاع عن حقوق الشعب العراقي وبكل مكوناته ولا زال يواصل نهج شقيقه الشهيد.
نشأ آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" في بيت والده المرجع الأعلى للطائفة الشيعية آنذاك ، وتلقى علومه الدينية العالية في مدينة العلم والجهاد النجف الأشرف على يد كبار العلماء والأساتذة الأكفاء.
وفي عام 1357هـ وصل مرحلة السطوح العالية في العلوم الدينية الحوزوية ، فدرس عند أخيه الأكبر آية الله العظمى السيد يوسف الحكيم ، وكذلك درس وتتلمذ على يد آية الله السيد محمد حسين الحكيم ، وآية الله العظمى الشهيد الإمام السيد محمد باقر الصدر"قدس الله أرواحهم الزكية".
وبعد الإنتهاء من مرحلة السطوح حضر البحث الخارج عند المرجع الفقيد آية الله العظمى السيد أبوالقاسم الخوئي" قدس سره" ، وآية الله العظمى الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر "قدس سره" ، ونال في عام 1964م درجة الإجتهاد في الفقه والأصول وعلوم القرأن الكريم من آية الله العظمى الشيخ مرتضى آل ياسين"رضوان الله تعالى عليه".
نشأ آية الله المرجع الشهيد "قدس سره" – وهو في تسلسل العمر الخامس بين أخوته التسعة – في أحضان والده الإمام الحكيم ، حيث التقى والورع والجهاد .. فتشرب منذ نعومة أظفاره وطفولته الصبر والصمود ، وعاش عيشة الفقراء ، فكم من ليلة ويوم يمر وطعامه مع بقية أفراد العائلة الخبز واللبن والتمر ، أو الشاي والسكر ، وغيره من ألوان الطعام البسيط ، وكانت ولادته ومراحل طفولته الأولى متزامنة مع أحداث الحرب العالمية الثانية وما جرته من ويلات ومعاناة ، في وقت كان فيه والده الإمام الحكيم من كبار المجتهدين في النجف الأشرف وممن يشار اليهم بالبنان ، وقد كان من سيرة والده التعفف عما في أيدي الناس ، وكان يفضل أن يحيا في شظف العيش ليكون مواسيا للفقراء والمستضعفين.في مثل هذا الجو العابق بسيرة الصالحين عبر تاريخنا الاسلامي الرسالي نشأ المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم ، فكان خير خلف لخير سلف. فالى جانب ما تعبق به مدينة النجف الأشرف في تلك الأيام من سيرة الصالحين والفيض الروحي الكبير الذي يضفيه على أبناء الأسر العلمية بحكم تداولهم للحياة الروحية ، كانت مجالس العلم والأدب ودواوين المجالس الليلية التي يقضيها العلماء والفقهاء والخطباء ، وهم يبحثون ويناقشون الفقه وأصوله والعقيدة والكلام المرتع الخصب لنمو الذهنية العلمية والأدبية ، وفي مثل هذه الأجواء تربى وترعرع المرجع الشهيد رضوان الله تعالى عليه.
وأسرة آل الحكيم من الأسر العلوية التي يعود نسبها الى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب "عليهما السلام" عن طريق ولده الحسن المثنى ، وهي من العوائل العلمية العراقية الأصيلة (آل طباطبا) ، حيث إستوطن أجدادها العراق منذ أوائل القرن الثاني الهجري ، ثم إنتشروا بفعل الظروف السياسية والإجتماعية التي مرت على العراق ، في مختلف أنحاء العالم الاسلامي في اليمن وإيران وشمال أفريقيا وغير من البلدان.
وأسرة آل الحكيم في العراق كذلك تعتبر من الأسر المشهورة التي ذاع صيتها خصوصا في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري ، وقد برز منها قبل ذلك علماء وفقهاء مشهورين بالطب والأخلاق والفقه والأصول ، وعرف منهم في أوائل القرن الرابع عشر الهجري ، العالم الأخلاقي المعروف آية الله المقدس السيد مهدي الحكيم ، والد الإمام السيد محسن الحكيم "قدس سره الشريف" ، والذي هاجر في أواخر حياته الى بنت جبيل من قرى جبل عامل في لبنان بطلب من أهلها ، وكان زميلا في الدرس مع آية الله المجاهد السيد محمد سعيد الحبوبي ، وقد تخرج في الأخلاق على يد المقدس الشيخ حسين قلي همداني صاحب المدرسة الاخلاقية المعروفة .. وتوفي في لبنان يوم الجمعة 8 صفر سنة 1312هجري ، وله في تلك البقاع مدفن يزار ، وعرف من عائلة شهيد المحراب"رضوان الله تعالى عليه" كذلك والده المرجع الديني الأعلى الإمام آية الله العظمى السيد محسن الحكيم "قدس سره الشريف" وعدد كبير آخر من أفراد العائلة الشريفة الذين كانوا ولا يزالون أساتذة في الحوزة العلمية في النجف الأشرف ، وتحظى عائلة الشهيد بأحترام ملايين المسلمين في العراق وخارجه.
نشاطه العلمي
بعد تألق المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره" في الفقه والأصول وعلوم القرآن الكريم مارس التدريس في الحوزة العلمية في النجف الأشرف في مرحلة السطوح العالية ، فكان درسه في كفاية الأصول في مسجد الهندي محط طلاب العلم والمعرفة ، فكما مارس التدريس منذ 1964م في كلية أصول الدين في بغداد في مادة علوم القرآن. وفي جامعة الامام الصادق "عليه السلام" لقسم الماجستير في علوم القرآن في طهران ، وفي جامعة المذاهب الإسلامية لعلم الأصول.
كما أشترك شهيد المحراب مع آية الله العظمى الامام السيد محمد باقر الصدر"قدس سره الشريف" في مراجعة كتابيه "فلسفتنا ، وإقتصادنا" ، وقد أشار الشهيد السعيد الامام السيد محمد باقر الصدر الى هذا الموضوع في مقدمة كتاب إقتصادنا فوصفه بـ(العضد المفدى).
وفي الجمهورية الاسلامية الايرانية وعلى الرغم من إنشغالات الشهيد السعيد بالتحرك السياسي والنضال والجهاد ضد النظام البعثي الصدامي الحاكم في بغداد آنذاك ، فإنه أولى الدراسة الحوزوية إهتماما كبيرا يتناسب مع حجم إنشغالاته السياسية والجهادية والنضالية ، فدرس "رضوان الله تعالى عليه" على مستوى البحث الخارج باب القضاء والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وولاية الفقيه ، كما ساهم وبصورة مستمرة ودائمة في المؤتمرات الفكرية والندوات واللقاءات العلمية والثقافية التي أقيمت في الجمهورية الاسلامية الايرانية ، وتناولت بحوثه : الفقه ، والتفسير ، والإقتصاد ، والتاريخ ، والسياسة والاجتماع ، والفكر الاسلامي.
وقد ترأس شهيد المحراب السيد الحكيم المجلس الأعلى لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية ، وكان عضوا لهيئة أمناء جامعة المذاهب الاسلامية ، كما كان الشهيد يحتل موقع نائب رئيس المجلس الأعلى للمجمع العالمي لأهل البيت"عليهم السلام" وعضو ومؤسس لجامعة أهل البيت ، وصدرت لشهيد المحراب كتب في مجالات مختلفة على الصعيد العلمي والسياسي وعدد كبير من الأبحاث والكراسات ، وأهم كتبه المطبوعة كانت:
1- تفسير سورة الحمد.
2- القصص القرآني.
3- علوم القرآن.
4- الهدف من نزول القرآن.
5- الحكم الاسلامي بين النظرية والتطبيق.
6- الوحدة الاسلامية من منظور الثقلين.
7- دور أهل البيت "ع" في بناء الجماعة الصالحة"جزءان".
8- ثورة الامام الحسين "ع".
9- المرجعية الصالحة.
10- المستشرقون وشبهاتهم حول القرآن وقد طبع في العراق في أوائل السبعينات.
11- الإمامة في النظرية الاسلامية.
12- المجتمع الإنساني في القرآن الكريم.
13- حوارات 1و2.
وتفسير عدد من سور القرآن الحكيم ، وغيره من الأبحاث العلمية والفكرية والثقافية والسياسية المتنوعة.
نشاطه السياسي
أبدى شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف" إهتماما مبكرا بالجهاد والنضال ومقارعة النظام البعثي الصدامي البائد ، والإهتمام بأحوال المسلمين وأوضاعهم في العراق ، ولذلك وكما ذكرنا في الحلقة الأولى من بحثنا هذا بأن كان من أوائل المؤسسين للحركة الاسلامية في العراق ، حيث كرس جهده ووقته "رضوان الله تعالى عليه" في خدمة مرجعية والده مرجع الطائفة الأعلى في زمانه الإمام السيد محسن الحكيم "قدس سره"، فكان يقوم بالنشاطات الإجتماعية ويزور المدن والمحافظات العراقية ويلتقي بعموم الجماهير والناس وأتباع مذهب أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام ويمارس دوره في التبليغ والتوعية والإرشاد وبث الفكر والثقافة الرسالية في المجتمع. وقد تحمل الفقيد الشهيد الحكيم مسؤولية البعثة الدينية لوالده الامام الحكيم الى الحج ولمدة تسع سنوات حيث كان "قدس سره" قد أسس هذه البعثة لأول مرة في تاريخ المرجعية الدينية.
كما مثل الشهيد الحكيم والده مرجع الطائفة الأعلى السيد محسن الحكيم في عدد من النشاطات الدينية والرسمية ، فقد حضر كممثل عن والده في المؤتمر الاسلامي الذي عقد بمكة المكرمة سنة 1965م ، وكذلك المؤتمر الاسلامي الذي عقد في عمان بعد نكسة حزيران عام 1967م.
وأثناء تصاعد المواجهة بين الإمام السيد محسن الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" وبين النظام البعثي العفلقي الديكتاتوري البائد وخلو الساحة من أغلب المتصدين بسبب السجن والمطاردة لازم الفقيد الشهيد السيد محمد باقر الحكيم والده الامام الحكيم وأدار أعماله ونشاطاته المرجعية ، حتى إنتقل المرجع الأعلى للطائفة الشيعية الى جوار ربه الكريم في 27 ربيع الثاني سنة 1390هـ.
مرحلة الجهاد والنضال والإعتقالات المتكررة
تعرض شهيد المحراب رضوان الله تعالى عليه عدة مرات للإعتقال من قبل نظام البعث البائد ، فقد أعتقل أول مرة عام 1972م ، ثم أطلق سراحه.
وفي عام 1977م تم إعتقاله مرة ثانية بسبب دوره في إنتفاضة صفر ، وحكم عليه بالسجن المؤبد من دون تقديمه للمحاكمة. وتم إطلاق سراح في (عفو عام) في 17 تموز 1978م ، ومنع من السفر ووضع تحت الإقامة السرية.
هجرة المرجع الشهيد
هاجر المرجع الشهيد من العراق بعد إستشهاد الامام السيد محمد باقر الصدر "رضوان الله تعالى عليه" في أوئل شهر نيسان تموز عام 1980م ، في نفس السنة التي تم إعدام الشهيد الصدر وأخته العلوية المظلومة بنت الهدى.
نشاطات شهيد المحراب خارج العراق
هاجر آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف" الى سورية وإستقر فيها مدة قليلة بعدها ، سافر الى الجمهورية الاسلامية الإيرانية ليواصل نضاله وجهاده ورسالته الدينية والجهادية والدفاع عن مظلومية الشعب العراقي وتحريره من ربقة النظام الشمولي في بغداد.
ومنذ أول هجرته المباركة والتي أستمرت لأكثر من ربع قرن سعى المرجع الشهيد لتصعيد العمل الجهادي الشامل ضد نظام الطاغية صدام ، وقد قام "رضوان الله تعالى عليه" بخطوات جبارة وكبيرة في هذا المجال ، أسفرت عن تأسيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق.
وقد إنتخب شهيد المحراب رئيسا للمجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق منذ عام 1986م الى إن أنتقل الى الرفيق الأعلى بشهادته الحية والدامية في الأول من رجب قبل ثلاثة أعوام عام 2003م الموافق أول رجب الأصب عام 1424هجري بعد أن أدى مراسيم صلاة الجمعة في داخل حرم أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب عليه السلام.
إهتم المرجع الشهيد رضوان الله تعالى عليه في مسيرته النضالية والجهادية بتصعيد الروح القتالية لدى العراقيين المظلومين ، فأسس في بداية الثمانينات في إيران التعبئة الجهادية للعراقيين وتشكلت نواة خيرة من المقاتلين ثم تطورت حتى صارت فيلقا عرف بفيلق بدر وحاليا بإسم منظمة بدر التي تمارس دورها السياسي والإجتماعي والثقافي على الساحة السياسية في النظام العراقي الجديد.
كما إهتم المرجع الشهيد بإنشاء المؤسسات ذات الطابع الأنساني ، فأسس (مؤسسة الشهيد الصدر) والمؤسسات الصحية ، ثم المركز الوثائقي لحقوق الانسان في العراق ، ومنظمات حقوق الانسان في العراق والتي إنتشرت في أرجاء العالم حينها.
أما على الصعيد الإنساني فقد شجع الشهيد الحكيم المؤمنين والمحسنين على تأسيس لجان الإغاثة الإنسانية للعراقيين داخل العراق وخارجه ، والتي قدمت خدمات جليلة للعوائل المستضعفة والفقيرة والمحرومة والمهجرة وعوائل الشهداء والمعتقلين في العراق ، حيث قدمت هذه المؤسسات سنويا مبالغ طائلة رعاية لهم.
وعلى الصعيد الثقافي قام المرجع الشهيد رضوان الله تعالى عليه بتأسيس مؤسسة دار الحكمة التي قامت بتخريج طلبة العلوم الدينية وإصدار الكتب والكراسات الثقافية والدورات التأهيلية ، وكذلك أسس الشهيد الحكيم مركز دراسات تاريخ العراق الحديث ، وكان رضوان الله تعالى عليه يشرف عليها ويوجهها وينفق عليها من أجل خدمة العمل الاسلامي وخدمة الاسلام والمسلمين في العراق الجريح.
شهادة ثلاثة مراجــــع
مارس الشهيد الحكيم العمل والنشاط وخدمة الاسلام والتشيع وإحياء مذهب أهل البيت والتبليغ له في ظل ثلاثة من كبار المراجع العظام في النجف الأشرف وإيران ، فمنهم والده الإمام الحكيم الذي نال ثقته وإعتماده عليه في الكثير من الأمور السياسية والإجتماعية والمالية.
كما عمل مع الإمام الشهيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر"رضوان الله تعالى عليه" وكان ملازما له كتلميذ وصديق ، فوصه الشهيد الصدر الأول بـ(العضد المفدى÷ وغير ذلك من العبارات التي تطفح بها رسائله اليه.
كما عمل مع الإمام الخميني "رضوان الله تعالى عليه" فوصفه بـ(الإبن الشجاع للإسلام) تقديرا منه لمواقفه النضالية والجهادية الرسالية وصبره وإستقامته تجاه النوائب والمصائب التي نزلت به جراء تصديه للنظام الديكاتوري الشمولي في بغداد ، ومنها إعدام خمسة من أخوته وسبعة من أبناء أخوته وعدد كبير من أبناء أسرته في حقبة الثمانينات من القرن العشرين.
وكان المرجع الشهيد الحكيم من المقربين لقائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنائي "دامت بركاته" ، وقد صلى آخر جمعه في الجمهورية الاسلامية قبل عودته الى العراق خلف سماحته.
قبل عودته الى العراق قال لقائد الثورة الاسلامية بأن الله شاء أن يراني قتيلا وشهيدا ، وتقدم ركب الشهيد عائدا الى بلاده ومسقط رأسه النجف الأشرف وإستقبلته الملايين من أبناء الشعب العراقي والعشائر في الجنوب والوسط حتى وصل النجف الأشرف ، وبدأ يمارس نشاطه الديني والسياسي وتصدى للعملية الدينية والسياسية وألقى الخطب الدينية والسياسية الهامة في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة ، وقام بأداء صلاة الجمعة الى أن جاء اليوم الأول من شهر رجب وكان يوم جمعة فتحضر السيد الشهيد للذهاب الى الصلاة وكان صائما يومها ومستعدا للشهادة لأنه رأى في عالم الرؤيا علامات لها ولكنه صمم على أداء الصلاة مع الجماهير العراقية ، وبعد أن صلى بهم الجمعة وهم بالخروج إنفجرت سيارة مفخخة لتحلق روح الشهيد الى الرفيق الأعلى مع أكثر من ثمانين شهيدا من الشهداء العراقيين من أتباع أهل البيت.
وهكذا هم العظماء في التاريخ يؤدون رسالتهم على أكمل وجه ويغيرون مجرى التاريخ ويشقون طريق الإنسانية نحو الحرية والسعادة ونحو القيم الإلهية والرسالية ويبلغون رسالات الله.
والشهيد الحكيم وخلال حياته المباركة قدم للتاريخ المعاصر تراثا علميا وفكريا وثقافيا ، كما قدم خلال مسيرته الجهادية والنضالية محصلة كبيرة إستطاع أن يساهم في تغيير مجرى الأحداث السياسية في العراق وأن يكون له الدور الفاعل والأساسي في تغيير النظام العفلقي الصدامي البائد ، ويرسي دعائم النظام السياسي الجديد.
فسلام عليه يوم ولد ويوم أستشهد ويوم يبعث حيا
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع
هيئة الطفل الرضيع
كربلاء المقدسة
26/7/2006م
30جمادى الآخر 1427هجري
هيئة الطفل الرضيع
-
في رحاب الذكرى السنوية الثالثة لشهادة شهيد المحراب
آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف"
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل عبد الله الرضيع
www.alrsool.com
www.alrsool.com/alasghar/
Aliasghar2008@yahoo.com
Aliasghar2007@hotmail.com
(الحلقة الثالثة)
بسم الله الرحمن الرحيم
(تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين)
(سورة القصص 83)
"لا شك أن الحركة الاسلامية تنطلق من فكر وأساس واحد، وهو الايمان بالله والوحي الالهي وبالرسالة الاسلامية الخاتمة، وكذلك تعمل من أجل تحقيق هدف واحد، وهو العودة الى تطبيق الشريعة الاسلامية في حياة المسلمين، وكذلك فإن لعموم الحركات الاسلامية موقفاً واحداً تجاه الحضارة المادية، ورفض الهيمنة والتسلط الأجنبي على المسلمين الذي عانوا منه طويلا ولا يزالون يجترون آلامه ومحنه ومصائبه، ويواجهون التهديد به من قبل قوى الاستكبار والكفر العالمي .ولكن بالرغم من وحدة المنطلق والهدف والموقف العام، نلاحظ وجود إختلافات بينة وواضحة بين أطراف الحركة الاسلامية في المتبنيات السياسية والاقتصادية والوسائل والأساليب المتبعة في المواجهة مع قوى الكفر العالمي وفي العودة الى تطبيق الشريعة الاسلامية، وفي منهج العمل السياسي والاجتماعي، وفي التعامل مع المنجزات والمكتسبات العلمية المادية."من آراء ومواقف الشهيد الحكيم "قدس سره الشريف".
نستقبل هذه الأيام الذكرى السنوية الثالثة لإستشهاد شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" ، حيث تقيم الجالية العراقية في طهران ولندن ودمشق والدول الإسكندنافية وسائر دول العالم إحتفالات تأبينية ستشارك فيها الجماهير العراقية والعربية والإسلامية المؤمنة الموحدة ومختلف الفعاليات السياسية العراقية ، ولابد من إحياء هذه الذكرى والمناسبة الأليمة بصورة بصورة فعالة وكبيرة خصوصا داخل العراق وعلى الرغم من الظروف الأمنية الصعبة التي يعيشها الشعب العراقي نتيجة الإرهاب البعثي التكفيري ، كل ذلك تخليدا لهذه الشخصية العظيمة التي ساهمت بشكل واسع وكبير في تغيير مجرى التاريخ السياسي المعاصر في العراق ، فقد جسد شهيد المحراب "قدس سره الشريف" أنبل قيم العطاء والوفاء من أجل المستضعفين في عراق الرافدين وتوج مسيرته الجهادية والنضالية الرسالية العظيمة بأروع صور الشهادة الدامية في سبيل الله وسيبقى صوتا مدويا في أسماع كل العراقيين وكل شرفاء الإنسانية المعذبة ، بينما أعداء العراق والشعب العراقي من البعثيين الصداميين والتكفيريين الإرهابيين فإن الهزيمة تلاحقهم أينما حلو ونزلوا وكانوا مخزيين بعار الجرائم التي إقترفوها ولا يزالوا يقترفونها ضد أبناء العراق الأبي.
عاد آية الله العظمى الشهيد السعيد السيد محمد باقر الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" الى العراق ومسقط رأسه النجف الأشرف بعد أكثر من 23 عاما من النفي القسري للنظام الديكتاتوري الشمولي البائد في بغداد. يعد المرجع الشهيد الحكيم من أبرز القادة الدينيين والسياسيين في العراق ، فضلا عن زعامته للمجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق وتصديه للعمل الاسلامي والجهادي والرسالي ضد النظام البعثي الصدامي.
إضطلع المرجع الشهيد رضوان الله تعالى عليه بدور قيادي على المستويين الديني والأكاديمي.
ولد الشهيد الحكيم في عائلة دينية مرجعية تصدت للزعامة والقيادة للعالم الاسلامي والشيعي ولا زالت تتصدى للمرجعية ونشر معارف وعلوم أهل البيت وتقدم في هذا الطريق العطاء وتخدم مذهب الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام بتربية طلبة العلوم الدينية والخطباء والمبلغين في الحوزة العلمية في النجف الأشرف.
ولد المرجع الشهيد عام 1939م في مدينة العلم والأدب النجف الأشرف ، حيث يرقد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، ومركز المرجعية الشيعية والحوزة العلمية في العراق ، وهو إبن المرجع الشيعي الأعلى ، آية الله العظمى السيد محسن الطباطبائي الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" الذي توفي أوائل السبعينيات.
تلقى المرجع الشهيد علومه الأولية في المدارس الدينية في النجف الأشرف ، وبعد الدراسة الأولية للمقدمات في العلوم الحوزوية تولدت لديه "قدس سره الشريف" رغبة مبكرة في الدراسة في معاهد الحوزة العلمية ، وبعد نيله مرتبة عليا في العلوم الدينية ، مارس المرجع الشهيد تدريس الفقه والأصول وعرف بعمق الإستدلال ودقة البحث. وفي عام 1964م أختير أستاذا في علوم القرآن والشريعة والفقه المقارن في كلية أصول الدين. تخرج على يديه الكثير من المختصين في علوم الدين والفقه ، وللمرجع الشهيد مؤلفات دينية كثيرة منها "الحكم الاسلامي بين النظرية والتطبيق" و"دور الفرد في النظرية الإقتصادية الاسلامية" و"المستشرقون وشبهاتهم حول القرآن" و"حقوق الانسان من وجهة نظر إسلامية".
السيرة السياسية
تعرض المرجع الشهيد رضوان الله تعالى عليه شأنه شأن أفراد آخرين من عائلته الى الملاحقة والسجن في السبعينات بسبب نشاطه السياسي المعارض للنظام البعثي الديكتاتوري الشمولي في بغداد ، وفي أعقاب إنتصار الثورة الإسلامية الإيرانية بزعامة الإمام الراحل آية الله العظمى السيد روح الله الموسوي الخميني تأزمت العلاقة بين السلطات البعثية الحاكمة في بغداد والمرجعية الشيعية في النجف الأشرف التي سلطت عليها السلطة البعثية الصدامية ضغوط كبيرة تمثلت بإعتقال وإغتيال عدد من أبناء الأسر الكبيرة كأسرة المرجع الامام الحكيم ، وأسرة آل الصدر وغيرها من الأسر المرجعية العريقة ، مما إضطره الى مغادرة العراق الى دمشق ومنها الى إيران.
وبعد مغادرته العراق عام 1980م إنصب جهد المرجع الشهيد على تنظيم المعارضة السياسية والإسلامية ضد نظام الرئيس المخلوع صدام العفلقي الذي قام بشن حرب إستنزاف مفروضة على الجارة المسلمة والشقيقة إيران دامت لأكثر من ثمان سنوات
، وفي تلك الأجواء تأسس "مكتب الثورة الاسلامية في العراق" ، ثم تحول هذا التنظيم السياسي الى "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" الذي إضطلع بدور سياسي بارز في معارضة النظام العفقلي الصدامي ، وأصبح له جناح عسكري عرف بفيلق بدر الذي أبلي بلاء حسنا ضد النظام الفاشي في بغداد وقدم الكثير من الشهداء وبعد سقوط النظام تحول الى منظمة سياسية تمارس نشاطها السياسي والإجتماعي والثقافي في ظل النظام السياسي الجديد.
كانت للمرجع الشهيد الحكيم قاعدة شعبية وجماهيرية واسعة وكانت العشائر تسانده وتساعده في جهاده ونضاله ضد النظام البعثي العفلقي البائد ، وفي عام 1986م أصبح آية الله الحكيم رئيسا للمجلس الأعلى وبعد ذلك تجدد إنتخابه لرئاسته حتى عودته الى النجف الأشرف بعد سقوط الصنم.
بعد 23 عاما من العيش في منفاه القسري في الجمهورية الاسلامية الايرانية عاد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم الى العراق وإستقبلته الجماهير والعشائر العراقية بحفاوة وتكريم ، وإستقبال القائد المنتصر مع خذلان عدوه صدام الذي أعتقل من جحر الجردان ذليلا خائفا ، وبدأ نشاطه الديني في النجف الأشرف إضافة الى ترشيد الحالة السياسية في العراق من أجل تقوية دعائم النظام السياسي الجديد.
وفي 1 رجب من عام 1424هجري (بعد أربعة أشهر من عودته) أستشهد "رضوان الله تعالى عليه" في إنفجار سيارة مفخخة إستهدفت حياته وحياة أكثر من ثمانين شهيدا من العراقيين من أتباع أهل البيت الذي حضروا صلاة الجمعة في حرم أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
حظي المرجع الشهيد لدى عودته بإستقبال حاشد في البصرة التي كانت مدخله الى العراق ، ومن ثم المدن والمحافظات التي مر بها في طريقه الى النجف الأشرف الى أن أستشهد بعد إمامته لصلاة الجمعة في مرقد الأمام علي عليه السلام الذي يعتبر أكثر الأماكن قدسية لدى المسلمين الشيعة في العالم ، وكان الشهيد من الداعين الى الإسراع بقيام حكم عراقي مستقل ، وخروج قوات الإحتلال وعودة السيادة للعراقيين حيث قال في أحد خطاباته بعد العودة إن العراقيين يرغبون في حكومة مستقلة وإنهم لا يقبلوا بأي حكومة تفرض عليهم من الخارج ، وعا الى "تشكيل حكومة ديمقراطية تمثل الشعب العراقي برمته وبكل مكوناته".
وقد أوكل الشهيد رحمة الله عليه ، إثناء وجوده في العراق ، لأخيه السيد عبد العزيز الحكيم مهمة النشاط السياسي المباشر وتمثيل المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في مجلس الحكم العراقي المؤقت وإنشغل سماحته بالشأن المرجعي والتصدي للمرجعية الدينية الى جانب سائر المرجعيات الدينية في النجف الأشرف.
كان المرجع الشهيد يمتلك صدرا رحبا واسعا وإبتسامة عريضة لكل الناس بالاضافة الى أنه كان رقيق القلب كثير الدمعة ، وكان يعمل دائما على لم شمل العراقيين في المهجر ويسعى الى توحيد صفوفهم وتنسيق جهودهم ونشاطاتهم السياسية ضد النظام البعثي العفلقي البائد ، ولا يتسثني أحدا من المعارضة للنظام الديكتاتوري ، وكان يدافع عن حقوق كل مكونات الشعب العراقي من السنة والشيعة والأكراد والتركمان لأنه أدرك تماما بأن النظام الصدامي البعثي لا يمثل السنة العراقيين وإنما يمثل مصالح حفنة من العفالقة المجرمين الذين كفروا بالدين ومبادئه وأمنوا بأفكار شيوعية إشتراكية وكفروا بالله الواحد القهار وبرسله وكتبه وآخر كتبه القرآن الكريم وكفروا بالنبي المرسل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي زياراته المتكرره الى دول الجوار في دمشق والكويت والسعودية كان المرجع الشهيد يؤكد دائما على فصل النظام البعثي عن أبناء السنة العراقيين وأنه لا يمثل الا مجموعة مجرمة نزقة لا تفكر في الدين والمبدأ وإنما تفكر في كيفية تسيير مصالحها تتخذ من الدين ذريعة كلما تعرضت مصالحها للخطر.
وهكذا كانت حياته الكريمة والشريفة والمباركة كلها جهاد ونضال ونشاط وفاعلية وخدمة للدين والدفاع عن حقوق الشعب العراقي والدفاع عن مظلومية أتباع أهل البيت من الشيعة العراقيين الذين ظلموا أشد ظلم من قبل النظام العفلقي الصدامي البائد.
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع
هيئة الطفل الرضيع
كربلاء المقدسة
26/7/2006م
30 جمادى الآخر 1427هجري
هيئة الطفل الرضيع
-
في رحاب الذكرى السنوية الثالثة لشهادة شهيد المحراب
آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف"
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل عبد الله الرضيع
www.alrsool.com
www.alrsool.com/alasghar/
Aliasghar2008@yahoo.com
Aliasghar2007@hotmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحلقة الرابعة)
"إن الثورة الاسلامية في إيران هي النظام الوحيد الذي بادر في فترة أقل من شهرين بعد إنتصار الثورة الى إجراء إستفتاء عام وقانوني على النظام، ثم لم تمض فترة عشرة أشهر حتى أجرت إستفتاء عاما آخر على الدستور الدائم، وبعد أكثر من سنة بقليل كانت جميع مؤسساتها الدستورية قد إستقرت من خلال الاستفتاءات، مع أن التغيير الذي حصل في ايران لم يكن إنقلابا عسكريا ولا تغييرا سطحيا أو إعلاميا، بل كان تغييرا جذريا في الكيان السياسي والاجتماعي والاقتصادي والعلاقات الخارجية، وهذا لوحده يمكن أن يكشف مدى الاهتمام بالأمة والايمان بدورها في الحكم". من آراء الشهيد الحكيم.
دراسته العلمية وعطائه الفكري ومواقفه
في حلقات سابقة تحدثنا عن الدراسة العلمية والعطاء الفكري للمرجع الشهيد بايجاز وفي هذه الحلقة نود أن نسهب قليلا فيما يتعلق بدراسته العلمية وعطائه الفكري الغزير.
تلقى المرجع الشهيد رضوان الله تعالى عليه علومه الأولية في كتاتيب النجف الأشرف ، ثم دخل في مرحلة الدراسة الإبتدائية في مدرسة منتدى النشر الإبتدائية حيث أنهى فيها الصف الرابع فتركها بعد أن نشأت عنده الرغبة في الدخول في الدراسات الحوزوية بصورة مبكرة ، حيث بدأ بالدراسة الحوزوية عندما كان في الثانية عشر من عمره وكان ذلك سنة 1370هـ - 1951م.درس في البداية قطر الندى وبل الصدى ، وألفية بن عقيل ، وجزءا من مغني اللبيب في النحو ، وحاشية الملا عبد الله وجزءا من منطق المظفر في المنطق ، والمختصر وجزء من المطول في البيان ، ومنهاج الصالحين واللمعة الدمشقية في الفقه والمعالم في الأصول ، وقد درس كل ذلك عند المرجع المعاصر آية الله العظمى السيد محمد سعيد بن السيد محمد علي الحكيم ، عدا اللمعة الدمشقية التي درسها عند آية الله السيد محمد حسين بن السيد سعيد الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" ، وقد أنهى المرجع الشهيد دراسة اللمعة الدمشقية سنة 1956م – 1375هجري. كما حضر الشهيد دروس السطوح العالية سنة 1375هجري فدرس الرسائل عند سماحة آية الله السيد محمد حسين الحكيم ، والجزء الأول من الكفاية عند أخيه الأكبر آية الله العظمى السيد يوسف الحكيم ، وواصل دراسة الجزء الثاني من الكفاية وكذلك جزء من المكاسب عند الشهيد الصدر الأول أيضا ، وكان زملاءه في دراسة الكفاية عند الامام الشهيد الصدر كل من حجة الاسلام السيد نور الدين الأشكوري ، والسيد فخر الدين الموسوي العاملي ، والسيد طالب الرفاعي ، وقد إنقطع للدراسة عند الشهيد الامام الصدر "قدس سره" منذ ذلك الحين ، أي سنة 1376هجري.وبعد أن تجاوز هذه المرحلة من الدراسة حضر درس (خارج الفقه والأصول) لدى كبار المجتهدين أمثال آية الله العظمى السيد أبوالقاسم الخوئي (قدس سره) وآية الله العظمى الشهيد الإمام السيد محمد باقر الصدر(قدس سره) حيث حضر عنده في بداية تدريسه لبحث الخارج ، وإستمر بالحضور لدى هذين العلمين الكبيرين فترة طويلة .. وكلاهما كان يوليه إهتماما خاصا وملحوظا.
وقد عرف المرجع الشهيد الحكيم "قدس سره" منذ سن مبكرة بنبوغه العلمي وقدرته الذهنية والفكرية العالية ، فحظى بإحترام كبار العلماء والأوساط العلمية ، كما نال في أوائل شبابه من المرجع الكبير آية الله العظمى الشيخ مرتضى آل ياسين شهادة إجتهاد في علوم الفقه وأصوله وعلوم القرآن ، وذلك في عام 1384هجري.
ومع ذيوع صيته العلمي ، ومن أجل تحقيق نقلة نوعية في العمل الإجتماعي والثقافي لعلماء الدين في إنفتاح الحوزة العلمية على الجامعة من ناحية ، وتربية النخبة المثقفين بالثقافة الدينية الرسالية الأصيلة والحديثة ، فقد وافق المرجع الشهيد الحكيم على إنتخابه عام 1964م ليكون أستاذا في كلية أصول الدين في بغداد يدرس علوم القرآن ، والشريعة ، والفقه المقارن ، وقد إستمر في ذلك النشاط حتى عام 1975م - 1395هجري ، وتوقف عن التدريس في الكلية بعد مصادرتها من قبل نظام حكم البعث العفلقي البائد في ذلك العام حيث كان عمره الشريف والمبارك حين شرع بالتدريس خسمة وعشرون عاما.
وكانت كلية أصول الدين تقع ضمن المشروع الثقافي والإجتماعي العام لمرجعية الإمام السيد محسن الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" ومؤسساتها ، وكان شهيد المحراب يشترك في التخطيط والإسناد والمتابعة لهذه المشاريع ضمن تلك المرجعية الكبرى ، كما كان يشترك في ذلك آية الله العظمى الإمام الشهيد محمد باقر الصدر "قدس سره الشريف" والعلامة السيد مرتضى العسكري ، والعلامة الشهيد السيد مهدي الحكيم وعلماء أفاضل آخرون ، ومن أجل دعم هذا المشروع وتقوية بنيته الثقافية والفكرية والتربوية تم التداول بين تلك المجموعة في أن يشارك السيد الشهيد الحكيم في هذا المجال الحيوي الجديد إنطلاقا من فكرة قيمومة وإشراف الحوزة العلمية ومشاركتها في النشاطات الجامعية ، وبعد أن تم تنضيج هذه الفكرة إقترح آية الله الامام الشهيد الصدر عن إدارة الكلية أن يقوم شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم بالمشاركة في التدريس ، فقام الشهيد بتدريس مادتي علوم القرآن والفقه المقارن ، مضافا الى المشاركة في إجتماعات الهيئة التدريسية والإشراف على مجلة "رسالة الاسلام" وكان الشهيد يسافر أسبوعيا الى بغداد مع صعوبة الظروف والتنقل في ذلك الوقت لأداء هذه المهمة الشاقة ، وقد تعاظم دوره في هذه الكلية بعد غياب العلامة السيد مرتضى العسكري عن عمادة الكلية بسبب ظروف المطاردة التي حدثت بعد مجي البعثيين العفالقة على السلطة في إنقلابهم الأسود عام 1968م.
وكان دخول المرجع الشهيد الحكيم "قدس سره" للتدريس في الجامعة – وهو العالم الحوزوي الى جانب العلماء الآخرين – يمثل نقلة نوعية في العمل الإجتماعي للحوزة ، حيث كان الدخول الى الوسط الجامعي يمثل حدثا مهما على صعيد العمل الإجتماعي من قبل المرجعية ، خصوصا اذا كان الذي يقوم بذلك هو إبن المرجع نفسه.
وعلى صعيد التدريس أيضا ، فقد مارس المرجع الشهيد تدريس البحث الخارج على مستوى الإجتهاد في إيران بشكل محدود بسبب إنشغاله بالعمل السياسي وقيادته وزعامته للمعارضة الاسلامية الشيعية ضد النظام البائد ، وكان تدريسه في كتاب القضاء والجهاد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والحكم الاسلامي.
قام بتدريس التفسير لعدة سنوات في النجف الأشرف وواصله بعد هجرته الى الجمهورية الاسلامية ، من خلال منهج التفسير الموضوعي والتفسير التجزيئي الإجتماعي ، والى جانب نشاط المرجع الشهيد العلمي في الحوزة العلمية في النجف الأشرف ، التدريس في كلية أصول الدين ببغداد كما أسلفنا حيث كان يشعر المرجع الشهيد بالحاجة الى وجود المبلغين الاسلاميين الرساليين وضرورة إطلاعهم على العلوم الحديثة ، فتحرك وبتأييد من الإمام الشهيد الصدر "رضوان الله تعالى عليه" وتعاون مع مجموعة من العلماء الأفاضل نحو تأسيس "مدرسة العلوم الاسلامية" في النجف الأشرف سنة 1384هجري ، وقد أثمرت تلك المدرسة فعلا في تخريج عدد من الدارسين حملوا فيما بعد راية نشر الوعي الاسلامي الرسالي في العراق وفي مختلف بقاع العالم الاسلامي ، وكان تأسيس المدرسة في إطار مرجعية والده الامام السيد محسن الحكيم "قدس سره الشريف" وفي عهده ، وإستمرت في نشاطها حتى بعد وفاته ، بفض إصرار المرجع الشهيد الحكيم على الرغم من العراقيل والمصاعب التي واجهت المدرسة من جهات متعددة.
كما قام شهيد المحراب وبطلب من والده المرجع الأعلى للطائفة الشيعية في ذلك الوقت بالتبليغ الاسلامي ونشر معارف أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام ، ووظيفة العالم الديني الرسالي الذي يسير على خطى رسالات الأنبياء والرسل في مدينة الكوت لمدة شهرين تقريبا بعد عالمها حجة الاسلام والمسلمين الشيخ سليمان اليحفوفي.
ومع أن شهيد المحراب قد كرس كل حياته في المهجر للنشاط الإجتماعي والسياسي ، الا أن إنتاجه الفكري والثقافي إستمر ثراء معطاء بالفكر الرسالي والعطاء الثوري ، على الرغم من أن أكثر إنتاجه لم يخرج الى النور الا بعد شهادته عبر مؤسسة شهيد المحراب التي سعت الى طباعة تراثه العملي والفكري والثقافي ، وكل ما نشر يكشف نوعا ما عن قابلياته الفكرية والعميقة والغنية.
وقد شارك المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" في المؤتمرات الفكرية مثل مؤتمر الفكر الاسلامي ، والوحدة الاسلامية ، والإقتصاد الاسلامي ، وأهل البيت عليهم السلام ، ومؤتمرات الحج ، كما كان يلقي الدروس والمحاضرات في التفسير والفقه والتاريخ ، والسياسة والمجتمع وكذلك رئاسته للمجلس الأعلى للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، ورئاسته للهيئة العامة لمجمع أهل البيت العالمي ، كما كان يكتب وتجري معه الحوارات ، وكان حصيلة ذلك مجموعة من الكتب والأبحاث والدراسات ، والمحاضرات الكثيرة الغنية بالمادة المعرفية.
وقد صدرت للمرجع الشهيد الكتب والدراسات والأبحاث التالية:
أولا : القرآن والتفسير : محاضرات ألقاها شهيد المحراب على تلامذته في كلية أصول الدين وقد نقحه وأضاف عليه. وقد تمت ترجمته الى اللغة الفارسية تحت عنوان "علوم القرآن" وأعيد طبعه في أواخر عام 1417هجري وهو كتاب كبير ومهم.
ثانيـا : القصص القرآني : وهو كتاب كبير أصبح منهجا يدرس في الجامعة الدولية للعلوم الاسلامية في إيران وقد تمت ترجمته الى اللغة الفارسية من قبل أحد دور النشر في طهران.
ثالثـا : الهدف من نزول القرآن وآثاره على منهجه في التغيير : وهو بالأصل بحث كتبه لأحد مؤتمرات الفكر الاسلامي الذي عقد في طهران ، قام بتوسيعه وتنقيحه فصدر في كتاب مستقل.
رابعـا : مقدمة التفسير وتفسير سورة الحمد : وقد تناول شهيد المحراب في هذا البحث قصص أولي العزم ضمن منهج أعتمد على القرآن وأحاديث أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام ، مستبعدا الإسرائيليات التي دخلت في الحديث عن الأنبياء ، وقد ترجم من قبل أحدى دور النشر بطهران.
خامسا : منهج التزكية في تفسير سورة الصف.
سادسا : تفسير سورة الجمعة.
سابعـا: تفسير سورة المنافقون.
ثامنـا: تفسير سورة الحشر.
تاسعـا: تفسير سورة التغابن.
عاشـرا: حول القرآن : وهو كتاب ألفه في الستينات وطبع في العراق في أوساط السبعينات.
حادي عشر : المستشرقون وشبهاتهم : مقتطف من محاضراته في علوم القرآن التي ألقاها على طلبة كلية علوم الدين ببغداد.
ثاني عشر: الظاهرة الطاغوتية في القرآن.
ثالث عشر: أهل البيت ودورهم في الدفاع عن الاسلام.
رابع عشر: دور أهل البيت في بناء الجماعة الصالحة: مجلدان من موسوعة أهل البيت عليهم السلام وهو كتاب مهم لدراسة حياة أئمة أهل البيت. وقد تم ترجمته الى اللغة الفارسية.
خامس عشر: ثورة الامام الحسين "عليه السلام" وهي عبارة عن قسم من محاضراته التي ألقاها على أوقات مختلفة.
وهكذا فان المرجع الشهيد السيد محمد باقر الحكيم بعد خمسة عقود من عمره المبارك الذي قضاه في العمل الديني والفكري والثقافي تراثا مهما يمكنه أن يساهم في تعميق وعي الأمة الأسلامية ويثري الساحة الدينية والسياسية والفكرية والثقافية حيث شخص المرجع الشهيد طبيعة قضايا الأمة والتحديات التي تواجهها ، وقدم الحلول الشافية لما ينبغي لها أن تفعله ، وكيف لها أن تتصرف. ولم يكن إهتمام شهيد المحراب مقتصرا على الشأن العراقي ، برغم أنه وضعه في صدر أولياوته وإهتماماته لإعتبارات عديدة كان يشير اليها الشهيد الحكيم.
لقد كان الشهيد الحكيم أمة في رجل حيث حمل قضية الشعب العراقي ومظلوميته الى العالم فتجول في أنحاء المعمورة مدافعا عن حق الشعب العراقي في العيش بحرية وكرامة وأن لا تنتهك حقوقه الانسانية.
ولم يكن إهتمام الشهيد الحكيم مقتصرا على الشأن العراقي ، على الرغم أنه قد وضعه في صدر أولوياته وإهتماماته لإعتبارات عديدة كان يشير اليها "قدس سره" بإستمرار في خطبه وبياناته ولقاءاته الصحفية والإعلامية ولقاءاته مع الرؤساء والملوك والأمراء والسفراء العرب والمسلمين وغيرهم من دول الغرب.
وفي الذكرى السنوية الثالثة للشهيد السعيد السيد محمد باقر الحكيم نلقي نظرة سريعة وخاطفة على بعض أفكار المرجع الشهيد حول بعض قضايا العالم الاسلامي:
الوحدة الاسلامية
يقول المرجع الشهيد الحكيم عن الوحدة الاسلامية: "تعتبر الوحدة الاسلامية من أهم مستلزمات الوقوف في وجه التحدي الحضاري الغربي، والتي يجب على المسلمين جميعا ـ والحركة الاسلامية بشكل خاص ـ الاهتمام بها وتوفير ظروفها وتبيين مناهجها وأساليبها، والعمل على تحقيقها، بل يمكن أن نقول أنها الأرضية والقاعدة التي يمكن أن تقوم عليها جميع المستلزمات، ولا شك أن الرغبة الأكيدة في نفوس المسلمين، والأمل الكبير الذي يعيشه أبناء الأمة الاسلامية لتحقيق الوحدة يشكل أفضل أرضية يمكن أن يقام عليها بناء الوحدة الاسلامية، حيث تتطلع الأمة بإيجابية لاقامة هذا البناء .
كما أن أعداء الاسلام والأمة الاسلامية يعملون باستمرار من أجل التركيز على نقاط الخلاف، وإبراز معالم التناقض والفرقة بين أبناء الأمة، بل يضعون العدسات المكبرة في كثير من الأحيان، ويطلقون الأصوات المنكرة، ويملأون الدنيا ضجيجا من أجل تأكيد ذلك .
الحركات الاسلامية
وعن منطلقات وأسس عمل الحركات الاسلامية يقول المرجع الشهيد الحكيم "رضوان الله تعالى عليه":"لا شك أن الحركة الاسلامية تنطلق من فكر وأساس واحد، وهو الايمان بالله والوحي الالهي وبالرسالة الاسلامية الخاتمة، وكذلك تعمل من أجل تحقيق هدف واحد، وهو العودة الى تطبيق الشريعة الاسلامية في حياة المسلمين، وكذلك فإن لعموم الحركات الاسلامية موقفاً واحداً تجاه الحضارة المادية، ورفض الهيمنة والتسلط الأجنبي على المسلمين الذي عانوا منه طويلا ولا يزالون يجترون آلامه ومحنه ومصائبه، ويواجهون التهديد به من قبل قوى الاستكبار والكفر العالمي .
ولكن بالرغم من وحدة المنطلق والهدف والموقف العام، نلاحظ وجود إختلافات بينة وواضحة بين أطراف الحركة الاسلامية في المتبنيات السياسية والاقتصادية والوسائل والأساليب المتبعة في المواجهة مع قوى الكفر العالمي وفي العودة الى تطبيق الشريعة الاسلامية، وفي منهج العمل السياسي والاجتماعي، وفي التعامل مع المنجزات والمكتسبات العلمية المادية .
الثورة الاسلامية
ويؤكد الشهيد الحكيم في سياق رؤيته للثورة الاسلامية في ايران: "إن الثورة الاسلامية في إيران هي النظام الوحيد الذي بادر في فترة أقل من شهرين بعد إنتصار الثورة الى إجراء إستفتاء عام وقانوني على النظام، ثم لم تمض فترة عشرة أشهر حتى أجرت إستفتاء عاما آخر على الدستور الدائم، وبعد أكثر من سنة بقليل كانت جميع مؤسساتها الدستورية قد إستقرت من خلال الاستفتاءات، مع أن التغيير الذي حصل في ايران لم يكن إنقلابا عسكريا ولا تغييرا سطحيا أو إعلاميا، بل كان تغييرا جذريا في الكيان السياسي والاجتماعي والاقتصادي والعلاقات الخارجية، وهذا لوحده يمكن أن يكشف مدى الاهتمام بالأمة والايمان بدورها في الحكم .
فلسطين قضية كل المسلمين
وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية يشير شهيد المحراب قائلا :"إن القضية الفلسطينية لاتعني الفلسطينيين فحسب، بل إنها تعني كل المسلمين بلا إستثناء، وهنا فإنه ينبغي أن يكون لكل مسلم أينما كان دور في توضيح أبعاد هذه القضية والدفاع عن هذا الشعب المظلوم المضطهد من قبل الصهاينة الغاصبين، فالدفاع عن القدس - قبلة المسلمين الأولى - واجب على الجميع، والدفاع عن المظلومين والمقموعين هناك واجب على الجميع أيضا، فالقضية فضلا عن طابعها الاسلامي فإنها تنطوي على أبعاد إنسانية مهمة. وهذا ينطبق على الموقف من الاحتلال الصهيوني لأراضٍ عربية وإسلامية أخرى في لبنان وسوريا .
العمل السياسي
وعن حدود وضوابط العمل السياسي يقول شهيد المحراب آية الله السيد الحكيم "إن العمل السياسي لابد أن يمارس ضمن الاطار الشرعي، والخروج عن هذا الاطار غير جائز، ولكن مع ذلك عرفنا بأن نظرية أهل البيت (ع) تسمح بالتعددية السياسية مع قطع النظر عن حكمها الشرعي، والمؤاخذة الالهية عليها، ولكن بشرط أن تكون التعددية ضمن الاعتراف بالنظام الاسلامي نفسه، فلا يمكن أن يسمح الاسلام - بل ولا حتى الأنظمة الديمقراطية - بالعمل السياسي الذي يسعى للاطاحة بالنظام نفسه، وكذلك أن يكون التحرك سياسياً ضمن الالتزام بالقوانبن الاجتماعية العامة التي وضعها النظام الاسلامي لتنظيم حياة الناس، كالواجبات المالية والدفاعية وغيرها. إضافة الى ذلك يجب أن لا يكون العمل السياسي موجبا للإخلال بالأمن والنظام العام، كالأعمال المسلحة والاضطرابات التي تهدد أمن المجتمع أو وحدته وتماسكه .
الأمة الاسلامية
وفي سياق عرضه لمتطلبات الأمة الاسلامية يقول المرجع الشهيد :"إن حاجات أمتنا الاسلامية بشكل عام، وفي العراق بشكل خاص كثيرة، وخصوصاً أنها تتطلع الى يوم الخلاص من الهيمنة الأجنبية وعملائها المرتدين، والى إقامة حكم الاسلام وتحقيق العدل والعزة والكرامة والاستقرار والرفاه من خلاله. كما أن المواجهة شرسة وقاسية وخطط الأعداء خبيثة وإمكاناتهم هائلة، لذلك نحن بحاجة الى المزيد من التفكير والتأمل، والمزيد من الوحدة والتعاون، والمزيد من النشاط والعمل، والمزيد من الحذر والوعي والانتباه للوصول الى رؤية واضحة وخطط عملية وواقعية تستجيب لهذه الحاجات والمتطلبات".
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع
هيئة الطفل الرضيع
كربلاء المقدسة
24/7/2006م
28جمادى الثانية 1427هجري
هيئة الطفل الرضيع
-
في رحاب الذكرى السنوية الثالثة لشهاد شهيد المحراب
آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف"
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل عبد الله الرضيع
www.alrsool.com
www.alrsool.com/alasghar/
Aliasghar2008@yahoo.com
Aliasghar2007@hotmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحلقة الخامسة)
"إن البكاء على الإمام الحسين عليه السلام له بعد سياسي لأنه طريقة فضلى إنسانية وإجتماعية لإستنكار الظلم "
من أقول المرجع الشهيد الحكيم "قدس سره الشريف".
أسمه السيد محمد باقرالحكيم نجل المرحوم الإمام السيد محسن الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" المرجع الأعلى للطائفة الشيعية في زمانه ، وأستشهد في يوم ميلاد الامام محمد الباقر عليه السلام في اليوم الأول من شهر رجب المرجب 1424هجري في محراب العبادة في حرم جده أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في النجف الأشرف ، وكان صائما في يومها إستحبابا لصيام اليوم الأول من شهر رجب وإحياء ليلة الرغائب كما هو مذكور في كتب الحديث وكما هو مذكور في مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي "طاب ثراه" وسائر كتب الأدعية.
فهنيئا له يوم ميلاده ويوم شهادته ويوم يبعث حيا ، ووفقنا الله لنيل شفاعته وشفاعة جده رسول الله وشفاعة جده أمير المؤمنين علي أبن أبي طالب وشفاعة جدته فاطمة الزهراء عليها السلام وشفاعة الأئمة المعصومين وعلى رأسهم سفينة النجاة الامام الحسين عليه السلام حيث أن أهل البيت كلهم سفن النجاة وسفينة الحسين أسرع ، ونحن الشيعة والموالين لأهل البيت علينا أن نقصد أهل البيت ولكن سفينة الامام الحسين هي التي تقصدنا وتخلصنا وتنقذنا من الغرق لأنها سفينة النجاة ، وسفينة النجاة مهمتها إنقاذ الغرقى والهلكى من بحار المعاصي والآثام والموبقات الى ساحل الأمن وساحل محبة الله والفناء في الله وعبادته والتوكل عليه.
والامام الحسين عليه السلام وخصوصا في اليوم الأول من شهر رجب وبعد القيام بأعمال ليلة الرغائب وأعمال اليوم الأول من هذا الشهر الفضيل والكريم فعلى الانسان أن يتوجه نحو قبر الامام الحسين ويقول:"السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين" .. ويرفع كفيه بالدعاء حتى تشمله رحمة الله وشفاعة الامام الحسين ويركب في سفينة النجاة الى الجنة وساحل الأمن في جنة الرضوان.
ويستحب زيارة عاشوراء في اليوم الأول من رجب الذي أستشهد فيه فقيدنا وشهيدنا الراحل شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم الذي جاهد وناضل من أجل أقامة دولة الحق والعدل في العراق وساهم مساهمة فعالة في ترشيد حركة المعارضة الاسلامية والشيعية للشعب العراقي بكل مكوناتة وأطيافه وإستطاع بفضل من الله وإرادته أن يسقط عرش النظام الفرعوني الديكتاتوري الشمولي البعثي العفلقي ، ويرسي دعائم نظام جديد نتمنى لشعبنا العراقي أن ينعم فيه بالحرية والأمان والإزدهار بعد التخلص من كابوس الإرهاب البعثي الصدامي العفلقي وحلفائهم التكفيريين الوهابيين الضلاميين الذين يوسمونا بالروافض ويصدرون علينا أنواع الفتاوى من أجل أن يحلوا قتلنا ويستحلوا دمائنا وحرائرنا وحرماتنا ، كما فعلوا ويفعلوا وكما قاموا بهتك حرمة العتبات المقدسة في النجف الأشرف بقتل المرجع الحكيم وأكثر من 80 شهيدا من أتباع وموالي أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام المشاركين في صلاة الجمعة للأول من رجب عام 1424هجري الموافق 2003م. ، وكما قاموا بهتك حرمة العتبات في كربلاء المقدسة والكاظمين وما قاموا به من مجازر دامية بحق الشيعة وأتباع أهل البيت على جسر الأئمة ، كما إنتهكوا حرمة الإمامين العسكريين بهدم قبورهم في سامراء وكما قاموا بهتك حرمة سائر العتبات المقدسة لقبور أئمتنا وقبور الصالحين والأولياء والصحابة في مختلف أرجاء العراق.
ومع كل ذلك فستبقى صرخة الشعب العراقي المسلم الأبي تجلل عروش الظالمين والطغاة في العراق من البعثيين والإرهابيين والتكفيريين ، وسيبقى كل شيعي غيور ثابت ومستقيم على خط ولاية أهل البيت ومتمسك ببيعة الغدير ومتمسك بولاية أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب عليه السلام ، ومتمسك بولاية السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام والإمام الحسن المجتبى والامام الحسين عليه السلام سيد الشهداء وسائر الأئمة المعصومين حتى قائمهم المهدي المنتظرعجل الله تعالى فرجه الشريف ، وسنجاهد ونعمل من أجل التمهيد لدولة الحق الكريمة للإمام المهدي المنتظر أراواحنا لتراب مقدمه الفداء حتى يقوم القائم بإذن الله تعالى فيظهر في مكة ويحكم في ظهر الكوفة ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
إن اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع إذ تعزي الامام الحجة المنتظر المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وعائلة الفقيد السعيد وزوجته الكريمة "أم صادق" حفظها الله وجعلها ذخرا للاسلام ، وتعزي شقيقه سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق وزعيم الإئتلاف العراقي الموحد ، وتعزي بيت العلم والشرف والأسرة الكريمة لعائلة المرجع الإمام الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" ، وتعزي رفاق دربه وتلاميذه الذين ساروا معه على طريق ذات الشوكة فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
كما وإن اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع تعزي العالم الاسلامي والعالم الشيعي والحوزات العلمية والمرجعيات الدينية والعلماء الربانيين والشعب العراقي المظلوم بالذكرى السنوية الثالثة لشهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف" وتسأل الله سبحانه وتعالى لروحه الطاهرة الرحمة الواسعة وأن يسكنه الله فسيح جناته وأن يجعل فكره وتراثه العملي والفكري والسياسي والثقافي وجهاده نبراسا ومنارا يهتدي به كل أبناء الشعب العراقي من أجل السير على منهج أهل البيت وخطهم الرسالي الرباني وأن يكون خطه الفكري والسياسي وما إنتهجه من خط معلما للشعب العراقي من أجل السير على منهج الرسالات السماوية والقرآن الكريم وخط أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام وأن يوفق الله سبحانه وتعالى شبعنا المظلوم لمعرفة الحق حقا فيتبعه وأن يعرف الباطل باطلا والإنحراف والتحريف والإنتقاء باطلا فيبتعد عنه في ظل الثقافات التحريفية والإنقائية الوافدة علينا من كل حدب وصوب.
إن المرجع الشهيد الحكيم قد جسد بأفكاره وعلمه ومعارفه خط أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام ودافع بحق عن الفكر الرسالي الأصيل المتمثل في منهج أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام الذي هو منهج الحق ومنهج القرآن والفقاهة ومنهج الحوزات العلمية والمرجعيات الدينية المجاهدة التي عرفت الشعب العراقي وأتباع وشيعة أهل البيت الخط الاسلامي الأصيل والتاريخ الشيعي الرسالي الذي سار عليه أئمتنا الأطهار المعصومين عليهم صلوات الله وسلامه ، وبصروا الشعب العراقي بالبدع والفتن ومن ينتحل إسم الدين ومن يدعي التشيع وإتباعه للإمام الحجة المنتظر وهو بعيد عنه الى أبعد الحدود.
نعم لقد كان شهيدنا الراحل مثال للمفكر الاسلامي الرسالي الذي أضاء بأفكاره وعلومه ومعارفه وما إستقاه من فكر نير قائدا وزعيما بارزا طيلة حياته ناضل وجاهد من أجل أن يعيد للشعب العراقي كرامته وحياته الكريمة وأن يعيش بحرية وسعادة وإزدهار وأن يتخلص من براثن الديكاتورية والإرهاب الأموي العباسي الذي تلبس بثوب البعثية والعفلقية الذين تحالفوا مع القوى التكفيرية الضلامية لقتل وذبح أتباع أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام.
نعم لقد كانت الشهادة الدامية لشهيد المحراب دعامة لتثبيت النظام السياسي الجديد ودعامة لإحياء مذهب أهل البيت وتقوية الحركة الاسلامية الشيعية داخل العراق ومقدمة أخرى للتصدي للفكر البعثي العفلقي الإنتقائي وسائر الأفكار الشوفينية المنحرفة التي جاءت بها الوهابية ومن لف لفهم في بلاد الرافدين.
وحتما فإن دم الشهيد السعيد الحكيم سوف يبقى حيا في قلوب وشرايين أبناء الشعب العراقي وسائر الشعوب الاسلامية التواقة الى الحرية والإستقلال والكرامة ، وسوف يكون دمه شعلة وقادة وشمعة تضيء الدرب للثائرين الرساليين والأحرار لكي يسيروا على خط ومنهج الإمام الحسين عليه السلام ويستقيموا على خط واقعة الطف وكربلاء ويسيروا على خط الطفل عبد الله الرضيع الذي كان أصغر جنديا رساليا دافع عن الإمام الحسين ونصره عندما قال سيد الشهداء يوم عاشورا بعد فقده لكل الأصحاب وأهل البيت: "هل من ناصر ينصرني" فلبى الطفل الرضيع النداء وقال لبيك داعي الله ، وأستشهد بسهم مثلث ذو ثلاث شعب على يد حرملة بن كاهل الأسدي لعنة الله عليه ، وبقي الطفل الرضيع شهيد في التاريخ وبابا للحوائج وخلد أسمه في واقعة كربلاء.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق المؤمنين والرساليين المخلصين لأن يحيوا الذكرى السنوية الثالثة لشهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" على أفضل وأحسن وجه حتى تسعد روحه الطاهرة وأرواح الشهداء السعداء الذين أستشهدوا معه في صلاة الجمعة في الأول من شهر رجب لعام 1424م.
وإن إحياء هذه الذكرى الأليمة هو تعظيم لشعائر الله .. "ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب".
وإن أمة تعظم قادتها وتحيي ذكرى شهدائها هي أمة لا تموت
فشهدائنا أحياء عند ربهم يرزقون ولن تبقى أجسامهم تماثيل من خشب ولن تصبح دماؤهم ماءا .. وإنما سنقوم بإحياء ذكراهم كما كنا نحي ذكراهم العطرة قبل سقوط النظام البائد بإحياء ذكرى أسبوع شهداء العراق الذي كان يبدأ من ذكرى شهادة آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر"قدس سره الشريف" وأخته العلوية المظلومة بنت الهدى ، وينتهى بذكرى شهادة المفكر الاسلامي الكبير آية الله السيد حسن الشيرازي "رضوان الله تعالى عليه" ، وكنا نحي ذكرى سائر الشهداء من شهداء آل الحكيم والمبرقع وشهداء الحركة الاسلامية في العراق في كل عام ، حيث أعلن سماحة المرجع الديني المجاهد آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي "دام ظله الوارف" عن هذا الاسبوع وكنا نحيه سنويا عندما كنا في المنفي القسري في الجمهورية الاسلامية في إيران.
وفي ظل التحول الجديد داخل العراق وسقوط نظام الطاغية صدام الكافر وحزبه الأموي العباسي المقيت لابد أن تتظافر الجهود لإحياء ذكرى الشهداء والإهتمام بهم وأن تقوم الحكومة العراقية الجديدة بتشكيل مؤسسة للشهيد (مؤسسة شهداء الثورة الاسلامية في العراق) ، هذه المؤسسة التي تتحمل على عاتقها تكفل عوائل الشهداء والأيتام الذين سقطوا أيام النظام البائد والذي سقطوا ولا زالوا يسقطون شهداء على يد أتباع النظام البائد وحلفائهم التكفيريين.
وإن العراق بخير ولابد للحكومة العراقية الجديدة أن تقوم بالتسريع بسن القوانين اللازمة في المجلس الوطني من أجل تكفل عوائل الشهداء وضحايا الإرهاب حتى يشعر الشعب العراقي بالعزة والكرامة وأن يستميت ويستقيم ويثبت على خط أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام ويدافع عن الاسلام وعن حرياته وكرامته وأن يستطيع بعد ذلك أن يفكر في إزدهار بلاده وتقدمها وعمرانها وتثبيت دعائم النظام السياسي الجديد بدحر الإرهاب البعثي الصدامي العفلقي وحلفائهم التكفيريين بإذن الله تعالى.
وأخير فإننا نعلم كل العلم بأن المرجع الشهيد الحكيم "أبوصادق" "رضوان الله تعالى عليه قد أستشهد في ذكرى ميلاد الإمام محمد الباقر عليه السلام ، وفي ذكرى عمليات "المرصاد" ، حيث قامت حركة منافقين خلق بالتعاون مع قوات النظام العفلقي البائد ، وبعد وقف إطلاق النار بين إيران والعراق في حوالي عام 1988م بهجوم على الجمهورية الاسلامية ووصلوا الى قريب من إسلام آباد غرب بالقرب من إيلام وكرمنشاه في إيران (بين إسلام آباد غرب وكرمنشاه في مفترق نفق جبل مرصاد) ، وقد أعلن الشهيد الحكيم يومها بأن الدفاع عن كيان النظام الاسلامي ونظام الجمهورية الاسلامية هو عمل واجب على كل إنسان ومسلم شيعي غيور يدافع عن التشيع وبيضة الإسلام والكيان الاسلامي ، لأن النظام الاسلامي في خطر ويجب الدفاع عنه ، وقامت قوات فيلق بدر بالدخول في الحرب ضد منظمة منافقي خلق الإيرانية المنحرفة وإستطاع فيلق بدر الى جانب قوات الاسلام الظافرة أن يدحروا هجوم هذه الفئة الباغية والمحاربة وأن يكبدوها الخسائر في الأرواح والمعدات وأن ينتصر جيش الإسلام على معسكر الكفر والنفاق ، وقد أبتلي فيلق بدر والمجاهدين العراقيين في تلك العمليات بلاءا حسنا وقدوا الكثير من الشهداء والجرحى والمعوقين خلدهم التاريخ وسوف نخلدهم نحن ما دمنا أحياء وسوف يخلدهم الشعب العراقي الذي إستراح من هم كبير وهو سقوط النظام البعث العفلقي ونتمنى أن يستريح من هم آخر وهو خروج قوات منظمة منافقين خلق المنحرفة والإنتقائية من العراق ، هذه الفئة الباغية والمحاربة لله ورسوله التي تعاونت مع النظام البائد لقتل شعبنا وهاهي تتعاون مع قوات الإحتلال وتتدخل في شؤوننا الداخلية في العراق.
والله ولي التوفيق
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع
هيئة الطفل الرضيع
كربلاء المقدسة
الخميس الأول من شهر رجب المرجب 1427هجري
27/7/2006م
هيئة الطفل الرضيع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |