 |
-
لماذا التحامل على ولاية الفقيه؟!
محمد حسين حبيب
Mhhabib2@yahoo.com
طالعت مقالاً على موقع النهرين للدكتور فخري مشكور حول (الديمقراطية وولاية الفقيه) ومما أثار دهشتي ان هذا المقال يفتقد لأبسط المعلومات عن أساس ومضمون ولاية الفقيه.
ان ولاية الفقيه العادل لا تعني سوى ان الذي يختاره الناس للحكم لابد ان يكون متوفراً على شروط ومقومات أهمها ان يكون فقيهاً بالدين أي عالماً بالعدل الذي يريد تطبيقه، فان العدل هو الدين بعينه في عقيدة المؤمنين بشريعة الإسلام، وان يكون بنفسه ملزماً أيضاً بهذا العدل عاملاً به مطبقاً ليكون دليلاً على صدق وعوده في تطبيقه على الآخرين. وهو ما جاءت به الآية الكريمة في كتاب الله صريحة به مؤكدة عليه قال سبحانه وتعالى:
"وضرب الله مثلاً رجلين أحدهما ابكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم"(النحل الآية 76).
فالفقيه العادل بعبارة أخرى: هو من يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم. الآمر بالعدل هو العالم به وهو الفقيه، والذي هو على صراط مستقيم أي العامل به وهو ما نسميه بالعادل.
وهذا هو الفارق بين الديمقراطية التي يقرها الإسلام وبين الديمقراطية العمياء التي بشرت بها الحضارة الغربية. فالديمقراطية التي يقرها الإسلام هي ديمقراطية موجهة هادفة مـؤمنة بالقيم الالهية ومؤمنة بالعدل الإلهي الذي جاء به الدين الكامل والذي بشر به محمد (صلى الله عليه واله وسلم).
ان الديمقراطية الغربية هي الديمقراطية العمياء التي تلعب بها رؤوس الأموال وطالما امتطاها الطغاة والأقوياء فاستضعفوا بها الجماهير وتجاوزا قدر شعوبهم بمثل هذه الشعارات والتي تنتهي في النهاية إلى نفس ما تنتهي إليه الدكتاتورية من سحق لحقوق الشعوب وانتهاك لحرمة الإنسان المظلوم، وواقع الديمقراطية في عالم اليوم خير شاهد على ما نقول.
وما عرّضت به في مقالك عن ولاية الفقيه في إيران لم يكن له من المصداقية شيء وأربأ بك ان تهبط بك الافكار والحساسيات الى هذه الدرجة "ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى" ألم تكن ولاية الفقيه في إيران وما زالت هي المدافع الكبير عن المظلومين في العالم وأليست ولاية الفقيه تنادي وتتعاطى مع قضايا المسلمين في كل مكان؟
ألم تحتضن ولاية الفقيه العراقيين طيلة عقود من الزمن وأنت منهم وتصدت لما طرحه اللبراليون الذين يرفعون شعار الديمقراطية في إيران. فان كانت هناك نقائص أو ضعف فما ذنب ولاية الفقيه ان كان هناك من لا يطيعونها كما حدث في فجر تاريخنا الإسلامي لأمير المؤمنين (صلوات الله تعالى عليه) الذي كان يشكوا دائماً من عدم طاعة من كانوا ينادون بإمامته ويجتمعون تحت ولاية امارته وخلافته؟
واما ما قدمته به من نصيحة لحزب الدعوة لحذف مادة ولاية الفقيه، فكان الأحرى بك ان تنصح الحزب بان يعمل بهذه المادة ويلتزم بها عملياً لكي تحقق قدراً مما حققه أبطال حزب الله اللبناني، أليس ما حققه حزب الله وما حققته الفصائل الجهادية الفلسطينية المستهدية بهذه الولاية يعد إنجازاً عظيماً ومن جهة أخرى درساً كبيراً لأولئك الذين يشككون في مصداقية قوله تعالى: "ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون".
فالله الله يا رجال الإيمان والفكر لا يغرنكم إعلام من لا يريدون بكم ولا بالمسلمين ولا بالمستضعفين خيراً ولا يألونكم خبالاً.. قال سبحانه وتعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً وودوا ما عنتم".
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |