[align=justify]العالم الذي لم يستطع بعد إنقاذ الملايين من التعلق المرضي بالسجائر أو المخدرات او العطش المزمن للكحول، يجد نفسه اليوم أمام تحد مختلف هو إدمان ألعاب الكومبيوتر. أحد الشباب تعلم من تجربة إدمانه الخمر، معالجة المرض الجديد في أمستردام بأول عيادة من نوعها في العالم. وفي عيادته الواقعة بأحد أحياء العاصمة الهولندية السياحية، يستقبل كيث باكر من حوالي سنتين مرضاه القادمين من أنحاء العالم. وفيما ينشد الغربيون عموما مساعدته في العيادة التي أطلق عليها سميث آند جونز سنتر، فإن خدمات الشاب الهولندي لا تقتصر على أبناء الدول الغنية وحدهم. وقد قدم المعونة لشباب أتوا إليه من دول نامية خصوصا أن الكومبيوتر، وهو بيت الداء هنا، لم يعد محصورا على الدول المتقدمة. وبين مرضاه هولندي يعترف بسهولة بأن الداء قد اضطره للتسمر أمام شاشة الكومبيوتر لساعات طويلة امتدت أحيانا من الحادية عشرة صباحا إلى ما بعد منتصف الليل من دون القدرة على الابتعاد، ولو بقصد الذهاب إلى الحمام لقضاء حاجته. وأضاف المريض موضحا أن مشكلته لم تكن تكمن في معاقرة ألعاب الكومبيوتر وحدها، بل كان بقاؤه في المنزل وحيدا مع أبطال ألعابه، يدفعه غالبا إلى تعاطي عقاقير الهلوسة والسجائر وبعض المخدرات. هكذا، كان الإدمان الجديد يحكم قبضته على ضحاياه بالتعاون مع أنواع الإدمان التقليلدية. وأفاد باكر أنه قبل نحو سنتين، بدأ المركز يستقبل المزيد من المرضى؛ الذين يشكون من تعلقهم الثانوي بألعاب الكومبيوتر. وأضاف: في بادئ الأمر لم نلاحظ أن الحالة مستقلة، وأنا الذي عشت تجربة الإدمان على الكحول لم أنتبه للمشكلة الجديدة؛ لكن المرضى ظلوا يأتون؛ مما اضطر باكر وزملاءه إلى البدء بالبحث والتنقيب وتعلم المزيد عن الحالة الجديدة. وكان المركز الذي باشر ـ قبل نحو عشرين عاما ـ معالجة أنواع شتى من الإدمان، سباقا إلى التصدي لمهمة الأخذ بيد المرضى الراغبين في الخروج من مأزق الإدمان الكومبيوتري. وأوضح باكر ـ في اتصال مع إذاعة هولندا العالمية، ظهر الثلاثاء ـ أن عدد المراهقين المصابين بهذا المرض إلى ارتفاع. وأردف أن هذا هو إدمان المستقبل متكهنا بشيوع الحالة في مناطق كثيرة. ولفت إلى أن المرض يصيب الذكور أكثر بكثير من الإناث حتى أن نسبة الشباب من المرضى تبلغ 97 %. وأشار إلى أن الحالة تبدأ كممارسة الألعاب لساعة في اليوم أول الأمر، ثم لا تلبث أن تستهلك اليوم بطوله. وزاد أن لدى 20 % من المصابين استعدادا وراثيا للوقوع في فخ الإدمان الكومبيتري هذا. ولفت باكر إلى أن الضحايا يعانون في الحقيقة من اضطرابات لا يمكن الإفلات منها. واعتبر أن الشركات التي تصنع ألعاب الكومبيوتر تحرص على جعلها أثيرة للغاية يصعب على المرء الابتعاد عنها. وزاد أن الشركات تدرك (خطورة) ما تفعله، بيد أنها لا تريد أن تعترف بأنها تقوم بذلك. وأشار الشاب الهولندي إلى أنه ورفاقه ليسوا معنيين بشن حملة ضد شركات ألعاب الكومبيوتر، بل هم يدركون أن من حق المرء أن يسلي نفسه بالطريقة القانونية التي يراها مناسبة لرغباته وهواياته. وأضاف أن الكثيرين ممن يمارسون ألعاب الكومبيوتر لا يتأثرون بها وهؤلاء ليسوا بحاجة للمساعدة؛ لكنه حذر من أن آخرين لا يتمتعون بالقوة الكافية لمزاولة هذه الهواية؛ بسبب عدم تمتعهم بدرجة كافية من الثقة بالنفس، أو لأنهم محرومون من رعاية الآباء البيتية؛ فهم غالبا ما يكونون أبناء عائلات مفككة انفصل الوالد فيها عن الوالدة وتركا أطفالهما عرضة للضياع والوحدة. وذكر أنه لابد من معالجة الجانب الاجتماعي لهذا المرض لدى المصابين به؛ خصوصا أنه يتسبب في عزلهم اجتماعيا عن العالم المحيط. وقال باكر: إن سميث آند جونز سنتر تعمد استضافة المريض الذي يقيم لدينا ليلاً نهارا لمدة تترواح بين 4 و6 أسابيع. وتقوم طريقة المعالجة على تدريب هؤلاء على تعلم كيفية الاستفادة من أوقات فراغهم بطريقة مفيدة والتمتع بهوايات أخرى. وتابع مبينا أن العيادة لا تترك المرضى وحالهم بعدما يغادرون، بل تبقى على اتصال معهم لمتابعة مسيرتهم على طريق الشفاء واستعادة عافيتهم الكاملة. وعن مرضاه الأجانب، قال باكر: إن آخر شابين انضما إلى سلسلة الرواد كانا شابا هولنديا وآخر جاء إلينا من ولاية تكساس الأميركية. وأضاف: ونحن ننتظر وصول 3 شباب من بريطانيا ـ الأسبوع المقبل ـ وثلاثة آخرين في الأسبوع الذي يليه من البلد ذاته.[/align]