اطلعت على تعليق الدكتور محسن العواجي الذي يدير موقع الوسطية ، فرأيته يبني تحليله على اساس موقف طائفي مسبق من الشيعة وينظر اليهم نظرة واحدة ويغفل عن كثير من الملابسات التي تكتنف موقف الشيعة بصورة عامة في العراق من الاحتلال ، ورغم ان كثيرا من الشيعة ضربوا اروع الامثلة في مقاومة المحتل الامريكي ابتداء من ام قصر والبصرة والناصرية والنجف وكربلاء اثناء عملية الاحتلال ، فان العواجي ينسى الهوية الطائفية للنظام الذي خان وهرب امام المحتل ، ويحاول ان يلعب بالوتر الطائفي في العراق ، ويريد ان يحاسب امة كاملة بمواقف واعمال واقوال بعض ابنائها ، دون ان يأخذ بنظر الاعتبار حالة الظلم الرهيبة التي كان يعاني منها الشعب العراقي على يدي النظام الطائفي.
ورغم انه يحاول ان يلقي بالضوء على هوية الشعب العراقي المظلوم ، الا انه يطفيء اضواءه على هوية النظام الطائفي ومسؤوليته عن الاحتلال و عن الهزيمة.
والعواجي بعد ذلك وقبل ذلك ينسى موقف الشعب الكويتي وهو سني حسب التسمية الطائفية بغالبيته من قوات الاحتلال الامريكي التي ادعت تحريره عام 1991 وموقف الترحيب بها و الرضا والتعاون معها ، كما ينسى موقف الشعب السعودي بصورة عامة ماعدا قلة من جماعة ابن لادن من مسألة التعاون مع امريكا والترحيب بقواتها في حرب الخليج الثانية دفاعا عن خطر صدام الذي لم يكن قد دخل السعودية بعد ، وكذلك انطلاق طائرات امريكا من قواعد السعودية في الحرب الأخيرة ورضا العواجي وجماعته وطائفته بذلك وعدم اعتراضهم على شيء ،
ولا ننسى بالطبع موقف المفتي الراحل الشيخ ابن باز الذي جمع خمسمائة من كبار علماء السعودية في مكة المكرمة واعلن من خلالها جواز الاستعانة بالقوات الكافرة لتحرير لدفع شر صدام الكافر الملحد
فلماذا يصبح التعاون مع امريكا حلال في السعودية و الكويت وحراما في العراق ، علما بأن السعودية لم تعان يوما واحدا من ظلم صدام الكافر ، ولم تعان الكويت سوى ستة اشهر ، فلماذا لا نعتبر سكوت الشيعة مثلا او حتى تعاونهم مع امريكا في العراق من اجل التخلص من النظام الكافر الظالم حراما في حين نعتبر تعاون السنة والوهابيين في السعودية والخليج وهم ليسوا متضررين ولا محتاجين للتعاون حلالا؟
انني كنت ضد التعاون مع الاحتلال ودعوت للمقاومة وادعو الآن لمقاومة المحتل بكل وسيلة مشروعة ، واحيي المقاومة في كل مكان ، ولكن لا يجوز استغلال ظروف آنية لتفريغ حقد طائفي او اثارة فتنة طائفية انطلاقا من مواقف مسبقة.
لقد كان كثير من الاخوة الوهابين والمتعصبين يعتبرون مقاومة الشيعة في جنوب لبنان في خدمة اسرائيل ولا يعتبرون شهداءها شهداء ، انطلاقا من رؤية طائفية متعصبة ، ولست ادري فيما اذا اشترك الشيعة غدا في المقاومة بصورة اكبر ماذا سيقولون؟ هل يرحبون بهم؟ ام سوف يرفضون عملياتهم ويتهمون شهداءهم بشتى التهم؟
وهل الهدف هو تحرير العراق والمحافظة على وحدته واستقلاله؟ ام المحافظة على الامتيازات الطائفية والاستكبار الطائفي؟
انني ادعو السيد العواجي واخوانه قبل التفكير بالتحرر من الاجنبي التفكير بالتحرر من الرؤية الطائفية الضيقة التي جاءت بالاستعمار والديكتاتورية الى بلادنا ، واذكره بدور الحركة الوهابية تحت قيادة ابن سعود في اسقاط الدولة العثمانية السنية التي وقف الشيعة في الحرب العالمية الأولى يدافعون عنها
وارجو منه ان لا ينظر الى الشيعة نظرة واحدة فهم شعب وامة كبيرة فيهم كل التيارات و الأحزاب والمدارس والاتجاهات ، وهم ليسوا الرافضة التي يقرأ عنهم في الكتب الصفراء القديمة ، انهم الشعب العراقي بكل الوانه واطيافه ، علما بأن السنة الذين يتباكى عليهم في العراق اكثرهم صوفية ويزورون قبور الأولياء و الصالحين وهم كفار خارج الاسلام والمسلمين حسب النظرة الوهابية الضيقة.
أحب في الله من يبغضني في الله