النتائج 1 إلى 7 من 7
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2003
    المشاركات
    12

    افتراضي هيئة علماء الرابطة العراقية تصدر فتوى بالغة الأهمية - الجمعة 18/5/1424

    والعهدة على الناقل
    http://www.alhesbah.net/v/showthread...&threadid=3221

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    2,491

    افتراضي انا شخصيا

    سلام عليكم
    انا شخصيا انظر ليوم دخول القوات الامريكية بغداد و يوم سقوط بغداد من جهة اخرى و هي يوم سقوط اكبر مجرم في التاريخ و طاغية العصر صدام حسين و هذا يفرحني اكثر من ما اتألم لاجله بسبب دخول القوات الامريكية بغداد و الله الامريكان عندي اشرف من البعثيين الساقطين .
    والسلام
    غسلت ايدي من الكل... بس الله

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2003
    المشاركات
    12

    افتراضي

    انا شخصيا من الشعارات مثل الشيطان الأكبر
    http://www.alhesbah.net/v/showthread...&threadid=3246

  4. #4

    افتراضي

    اطلعت على تعليق الدكتور محسن العواجي الذي يدير موقع الوسطية ، فرأيته يبني تحليله على اساس موقف طائفي مسبق من الشيعة وينظر اليهم نظرة واحدة ويغفل عن كثير من الملابسات التي تكتنف موقف الشيعة بصورة عامة في العراق من الاحتلال ، ورغم ان كثيرا من الشيعة ضربوا اروع الامثلة في مقاومة المحتل الامريكي ابتداء من ام قصر والبصرة والناصرية والنجف وكربلاء اثناء عملية الاحتلال ، فان العواجي ينسى الهوية الطائفية للنظام الذي خان وهرب امام المحتل ، ويحاول ان يلعب بالوتر الطائفي في العراق ، ويريد ان يحاسب امة كاملة بمواقف واعمال واقوال بعض ابنائها ، دون ان يأخذ بنظر الاعتبار حالة الظلم الرهيبة التي كان يعاني منها الشعب العراقي على يدي النظام الطائفي.
    ورغم انه يحاول ان يلقي بالضوء على هوية الشعب العراقي المظلوم ، الا انه يطفيء اضواءه على هوية النظام الطائفي ومسؤوليته عن الاحتلال و عن الهزيمة.
    والعواجي بعد ذلك وقبل ذلك ينسى موقف الشعب الكويتي وهو سني حسب التسمية الطائفية بغالبيته من قوات الاحتلال الامريكي التي ادعت تحريره عام 1991 وموقف الترحيب بها و الرضا والتعاون معها ، كما ينسى موقف الشعب السعودي بصورة عامة ماعدا قلة من جماعة ابن لادن من مسألة التعاون مع امريكا والترحيب بقواتها في حرب الخليج الثانية دفاعا عن خطر صدام الذي لم يكن قد دخل السعودية بعد ، وكذلك انطلاق طائرات امريكا من قواعد السعودية في الحرب الأخيرة ورضا العواجي وجماعته وطائفته بذلك وعدم اعتراضهم على شيء ،
    ولا ننسى بالطبع موقف المفتي الراحل الشيخ ابن باز الذي جمع خمسمائة من كبار علماء السعودية في مكة المكرمة واعلن من خلالها جواز الاستعانة بالقوات الكافرة لتحرير لدفع شر صدام الكافر الملحد
    فلماذا يصبح التعاون مع امريكا حلال في السعودية و الكويت وحراما في العراق ، علما بأن السعودية لم تعان يوما واحدا من ظلم صدام الكافر ، ولم تعان الكويت سوى ستة اشهر ، فلماذا لا نعتبر سكوت الشيعة مثلا او حتى تعاونهم مع امريكا في العراق من اجل التخلص من النظام الكافر الظالم حراما في حين نعتبر تعاون السنة والوهابيين في السعودية والخليج وهم ليسوا متضررين ولا محتاجين للتعاون حلالا؟
    انني كنت ضد التعاون مع الاحتلال ودعوت للمقاومة وادعو الآن لمقاومة المحتل بكل وسيلة مشروعة ، واحيي المقاومة في كل مكان ، ولكن لا يجوز استغلال ظروف آنية لتفريغ حقد طائفي او اثارة فتنة طائفية انطلاقا من مواقف مسبقة.
    لقد كان كثير من الاخوة الوهابين والمتعصبين يعتبرون مقاومة الشيعة في جنوب لبنان في خدمة اسرائيل ولا يعتبرون شهداءها شهداء ، انطلاقا من رؤية طائفية متعصبة ، ولست ادري فيما اذا اشترك الشيعة غدا في المقاومة بصورة اكبر ماذا سيقولون؟ هل يرحبون بهم؟ ام سوف يرفضون عملياتهم ويتهمون شهداءهم بشتى التهم؟
    وهل الهدف هو تحرير العراق والمحافظة على وحدته واستقلاله؟ ام المحافظة على الامتيازات الطائفية والاستكبار الطائفي؟
    انني ادعو السيد العواجي واخوانه قبل التفكير بالتحرر من الاجنبي التفكير بالتحرر من الرؤية الطائفية الضيقة التي جاءت بالاستعمار والديكتاتورية الى بلادنا ، واذكره بدور الحركة الوهابية تحت قيادة ابن سعود في اسقاط الدولة العثمانية السنية التي وقف الشيعة في الحرب العالمية الأولى يدافعون عنها
    وارجو منه ان لا ينظر الى الشيعة نظرة واحدة فهم شعب وامة كبيرة فيهم كل التيارات و الأحزاب والمدارس والاتجاهات ، وهم ليسوا الرافضة التي يقرأ عنهم في الكتب الصفراء القديمة ، انهم الشعب العراقي بكل الوانه واطيافه ، علما بأن السنة الذين يتباكى عليهم في العراق اكثرهم صوفية ويزورون قبور الأولياء و الصالحين وهم كفار خارج الاسلام والمسلمين حسب النظرة الوهابية الضيقة.
    أحب في الله من يبغضني في الله

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    824

    افتراضي

    في نقاش للجزيرة اكد مجموعة من رجال الدين السنة من اهالي الفلوجة عن عدم موافقتهم للعمليات العسكرية ضد الامريكان ، لكن قال احدهم ان الشارع لايمكن السيطر عليه .

    وفي مقابلة مع ناصر مله صالح عضو المكتب السياسي للجماعة الاسلامية حول اعتقال امير الجماعة الشيخ علي بابير

    اكد على ان الشيخ علي كان في طريقه للقاء القوات الامريكية لكن في الطريق نصبت سيطرة للقوات الامريكية وتم اعتقال الشيخ والوفد المرافق له بواسطة طائرات هلكوبتر .

    واكد مرة اخرى ناصر ملة صالح الذي كان يتحدث مباشرة من بغداد للجزيرة على انه التقى والشيخ علي بابير القوات الامريكية ودار الحوار بينهما حول طريقة الحكم والاستفسار عن توجهات هذه الجماعة من قيل نظرتهم لمرأة .


    علما للاخ مشارك ان اغلب علماء السنة في بغداد لديهم لقاءات دورية مع القوات الامريكية .
    وكذلك في محافظة البصرة فقد اتفق علماء السنة مع البريطانين حول امور كثيرة .

    اما البيان الذي نقله الاخ مشارك الذي تهجم على علماء شيعة اشتركوا في الحكم مجلس الحكم فلا اتوقع وجود مايبرره بعد ان انكشفت الحقيقة ان السنة لديهم حوار منظم مع المحتل .

    اما عدم وجود رجل دين سني فهذا له قصته فان كل علماء السنة في المساجد كان يمجدون صدام واعماله عن حب ام عن اجبار . لذا فليس من المعقول ان يخرج احدهم الان بصورة مغايرة بالخصوص ان ذاكرة الشعب العراقي مازالت حاضرة لخطبهم الرنانة .

    ولهذا فليكتب لنا الاخ مشارك من هم العلماء الموقعون على هذا البيان
    مع الشكر الجزيل
    [align=center] [/align]

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    824

    افتراضي

    للتسهيل على الاخوة سانقل البيان هنا :
    .................................................. ............


    هيئة علماء الرابطة العراقية تصدر فتوى بالغة الأهمية - الجمعة 18/5/1424
    فتوى هيئة علماء الرابطة العراقية

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الرابطة العراقية تحييكم وترسل لكم فتوى هيئة علمائها حول الأحداث في العراق و الحكم الشرعي في موقف المسلم من هؤلاء الكفرة المحتلين و موقف المسلم من جماعات المقاومة المسلحة والموقف مما يسمى مجلس الحكم الذي نصبه الأمريكي المحتل

    نرجو ممن يطلع عليها العمل بها والمساهمة في نشرها ونسألكم الدعاء لشعب العراق المسلم


    بسم الله الرحمن الرحيم

    هيئة علماء الرابطة العراقية / رابطة المسلمين العراقيين في الخارج

    (( فتوى شرعية بشأن أوضاع العراق ))

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم وبعد:

    لقد رأينا قبل أيام على شاشة التلفزيون مشهداً عظيماً وعجيباً ما كان يخطر بالبال أن نراه لا في يقظة ولا في منام .. رأينا خليطاً من نسوة ورجال ومنهم رجال دين أختارهم الحاكم الأمريكي للعراق ليكونّوا ما يسمى ب (مجلس الحكم) وقد أفتتح إجتماع هذا المجلس بحضور المدعوين أحد أعضاء هذا المجلس وكان من رجال الدين . وقد جاء في كلمة هذا العالم : أن مجلس الحكم بدأ أجتماعه الأول بقرار ألغى بموجبه جميع الأعياد التي كان يحتفل بها النظام السباق ، كما قرر المجلس اعتبار يوم 9 نيسان من كل عام عيداً وطنياً للعراق ، وهذا اليوم هو يوم دخول جيوش الكفرة بغداد فعمَّ القاعة تصفيق حاد من قبل أعضاء مجلس الحكم والمدعوين ، وقد كان هذا التصفيق على درجة من الحدة وعلو الصوت وطول مدة استمراره بحيث لو أن النساء انفردن بالتصفيق ما كان باستطاعتهن أن يأتين باقوى وأعلى صوتاً من هذا التصفيق الذي قام به الرجال الحاضرون ، مع أن التصفيق جائز للنساء وغير جائز للرجال في أحكام شريعة الإسلام ...

    وتعقيباً وتعليقا ًعلى ما قاله هذا العالم الديني في كلمة الأفتتاح أن نذكرّه ونذكر غيره بأن الأعياد المشروعة في الإسلام هي عيدان فقط : عيد الفطر وعيد الأضحى ، وما عداهما لا يعد من الأعياد المشروعة الإسلامية ، فإلغاء أعياد العهد البائد الحديث والقديم شئ حسن ، ولكن الشئ المحرم اعتبار يوم احتلال الكفرة للعراق وعاصمته بغداد عيداً وطنياً ، فما عهدنا في دولة في العالم أن تجعل من يوم احتلال العدو أرضها عيداً وطنياً لها ..

    ثم قام أحد أعضاء المجلس ليرد على سؤال أحد الحاضرين عن موقف مجلس الحكم من المقاومة المسلحة لقوات الاحتلال ، فقال : أبدأ كلامي بالشكر والتقدير إلى بوش وبلير لما قدماه من خدمة للعراق بإرسال جيوشهما لتحرير العراق ..

    أما المقاومة المسلحة فقال عنها : أنها شرذمة من أذناب العهد السابق تريد التشويش على جيش التحرير ، فضجت القاعة بالتصفيق الحاد الذي جاء أشد وأقوى من التصفيق الذي ظفر به كلام العالم الديني الذي بشّر الحاضرين بأن أول قرارات المجلس كانت إلغاء الأعباد السابقة وجعل يوم 9 نيسان وهو يوم احتلال بغداد عيداً وطنياً للعراق . والغريب أن مداح بوش وجيشه يرفض أعتبار هذا الجيش حين احتلال أو أعتبارهم محتلين مع أن الأمريكان هم يقولون أنهم محتلون وسلطتهم سلطة احتلال وهكذا قال أيضاً مجلس الأمن وقرر بأن الأمريكان في العراق سلطة احتلال. والحق أننا دهشنا من قول هذا المداح لبوش ومن تهجمه على المقاومة الشرعية من رجل منسوب إلى أهل العراق ويعتبر من أعضاء مجلس الحكم ورئيساً لحزب ، وقد حاولنا أن نقلب صفحات التاريخ الإسلامي لنجد شيئاً صدر من بلد إسلامي احتله الكفرة فقام أهله بالثناء والمديح والترحيب بهؤلاء الكفرة المحتلين فلم نجد مثيلاً لما شاهدناه وسمعناه من استعراض على الشاشة لمجلس الحكم ، اللهم إلا ما يرويه لنا التاريخ من ثناء وترحيب من الوزير العلقمي ومن اتباعه عند قدوم هولاكو العراق واحتلاله بغداد .


    وصف للواقع الذي نعيشه

    أن الواقع الذي نعيشه يمكن وصفه ببساطة : بلد إسلامي هو العراق احتله الكفرة من الأمريكان والإنكليز بحجة أن هذا البلد والنظام الذي فيه وحاكمه يشكلون خطراً على الجيران وعلى العالم لأن لهذا النظام وحاكمه أسلحة دمار شامل ، فلابد من التخلص منه ومن أسلحته، وعلى هذا الأساس جاءت جيوشهم واحتلوا العراق ، وإنهار النظام وقُتِلَ من قُتِلَ من حكامه وفرّ من فرّ منهم، وصار الحكم بيد هؤلاء الكفرة المحتلين وأعلنوا أولاً أنهم جاؤا محررين لا محتلين، ثم عادوا وقالوا وقال معهم مجلس الأمن أنهم (محتلون). واختلف الناس في موقفهم منهم، فمن الناس من أعلن سروره باحتلالهم العراق وطلبوا بقاؤهم إلى مدة طويلة حتى يكمل تحريرهم للعراق من سيئات الماضي، ومنهم من طلب التعاون معهم باعتبارهم حلفاء لا أعداء، ومنهم من رأى قتالهم على اختلاف في دواعي هذا القتال، فما هو الحكم الشرعي لموقف المسلم من واقع الاحتلال وأهله؟


    الحكم الشرعي في موقف المسلم من هؤلاء الكفرة المحتلين

    أولاً :الحكم الشرعي في موقف المسلم من هؤلاء الكفرة المحتلين هو وجوب قتالهم لأن قتالهم – وقد احتلوا العراق وهو بلد مسلم – صار واجباً عينياً على كل مسلم قادر على قتالهم، وعلى هذا اتفاق علماء الإسلام، فمن أقوالهم :

    1.جاء في الشرح الكبير في فقه الحنابلة "إذا نزل الكفار ببلد تعيّن على أهله قتالهم ودفعهم" وجاء فيه أيضاً: " هو، أي قتال الكفار، فرض عين في موضعين (أحدهما) إذا التقى الزحفان – أي الجيشان- وهو حاضر. (والثاني) إذا نزل الكفار بلد المسلمين تعيّن على أهله النفير إليهم إلا أحد رجلين : من تدعوا الحاجة إلى تخلفه لحفظ الأهل أو المكان أو المال ، والآخر من يمنعه الأمير من الخروج" .

    2. وقال الإمام القرطبي في تفسيره "إذا تعين الجهاد بغلبة العدو على قطر من الأقطار – أي الإسلامية- وجب على جميع أهل تلك الدار أن ينفروا ويخرجوا إليه خفافاً وثقالاً ، شباناً وشيوخاً، كلاً على قدر طاقته، من كان له أب بغير أذنه، ومن لا أب له، ولا يتخلف أحدٌ يقدر على الخروج من مقاتل أو مكثرّ- أي يكثر عدد المقاتلين أن لم يقدر هو على القتال – فإن عجز أهل تلك البلدة عن القيام بعدوهم كان على من قاربهم وجاورهم أن يخرجوا على حسب ما لزم أهل تلك البلدة . ثم قال رحمه الله : ولو قارب العدو دار الإسلام ولم يدخلوها لزمهم أيضاً الخروج إليه حتى يظهر دين الله وتحمى البيضة وتحفظ الحوزة ويخزى العدو ولا خلاف في هذا ".

    وبعد أن قال الحنفية أن الكفار إذا دخلوا بلداً إسلامياً صار قتالهم فرض عين على أهل هذا البلد قالوا : وكذلك الغلمان الذين لم يبلغوا إذا أطاقوا القتال فلا بأس أن يخرجوا ويقاتلوا وإن كره ذلك الآباء والأمهات .

    ثانياً:ومن الحكم الشرعي لموقف المسلم من الكفرة المحتلين عدم موالاتهم ومودتهم ومناصرتهم ومعاونتهم، وعلى ذلك دلت آيات القرآن الكريم ومنها:قال تعالى (بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليماً * الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً) وقد قال المفسرون في تفسير هاتين الآيتين: التعزز يكون بالله لا بالكافرين كما يتوهمه المنافقون الذي يتخذون الكافرين أولياء لهم يوالونهم ويمالؤنهم ويناصرونهم من دون المؤمنين.

    وقال تعالى " لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا أباءهم أو إخوانهم أو وعشيرتهم …. الآية. وجاء في تفسيرها : لا تجد قوماً يؤمنون الأيمان الصحيح المطلوب يحبون ويوالون من حاد الله أي من عادى الله ورسوله وشاقهما ولهذا قتل أبو عبيدة أباه في معركة بدر يوم كان مشركاً يقاتل المسلمين مع المشركين.

    وقال تعالى :" يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق… الآية ".وقد جاء في تفسيرها : ( أضاف سبحانه العدو إلى نفسه تعظيماً لجرمهم وتغليضاً فيه . والآية تدل على النهي عن موالاة الكفار بأي وجه من الوجوه " تلقون إليهم بالمودة" أي توصلون إليهم المودة ، والمعنى : توصلون إليهم أخبار النبي صلى الله عليه وسلم بسبب المودة التي بينكم وبينهم). وفي الآية تحذير للجواسيس الذين ينقلون أخبار المؤمنين المجاهدين إلى الكفار بسبب المودة التي بينهم وبين الكفار أو بسبب ما يحصلون منهم على المال.


    ثالثاً :لا تجوز مناصرة الكفرة المحتلين وأن تسببوا بإزاحة الحكم السابق الظالم لأنه ليس من معهود الشرع أن يسمح للمسلم أن يقبل حكم الكافر لكونه أزاح حكماً ظالماً ونظاماً فاسداً. ثم أن هؤلاء الكفرة لم يأتوا لمصلحتنا ولتخليصنا من حكم ظالم وإنما جاءوا لتحقيق مصالحهم ومصالح اليهود في العراق. وعلى كل حال لا يجوز ويحرم على المسلم أن يفرح بقدوم الكفرة واحتلالهم العراق أو يقول أنهم يستحقون أن نكافئهم على تسببهم في إزاحة الحكم الظالم بأن نقبل ولايتهم علينا وحكمهم لنا واحتلالهم لبلادنا لأن هذا القول الباطل يخالف ويناقض أمر الشرع بوجوب قتال الكفرة الذين يحتلون بلداً إسلامياً.


    رابعاً:ومما يؤكد وجوب مقاتلة هؤلاء الكفرة المحتلين أنهم بالإضافة إلى إفسادهم وتخريبهم في العراق اعتدوا ولا يزالون يعتدون على حرمات البيوت وترويع الآمنين، والإطلاع على عورات النساء المسلمات وهن في بيوتهن بتفتيشهن وتلمس أجسادهن الطاهرة بأيديهم النجسة بحجة التحري عن السلاح. وهذا الاعتداء وحده على أعراض النساء يكفي لنقض المعاهدة مع قوم من يفعل ذلك فكيف بمن يفعله من الكفرة المحتلين، يفعله كافر محتل معتد أثيم جاءنا من وراء البحار فأهدر كرامتنا ومرغها بالتراب ثم تجرأ على الاعتداء على كرامة وعرض نسائنا، إن هذا الاعتداء يرفضه الإسلام ولا يسمح لمسلم أن يقبله بل يجعل من يقاتل دون أهله فيقتل فهو شهيد كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم نقول إذا لم يجب القتال ضد هؤلاء الكفرة المحتلين فمتى يجب؟ إن معاهدة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع يهود بني قينقاع نقضه اعتداء يهودي على عرض إمرأة مسلمة بأن عقد ثوبها وكانت جالسة في محل صائغ يهودي من المدينة لتشتري منه بعض ما عنده فعقد طرف ثوبها بحيث إنها لما قامت ظهر شيء من عورتها فاستغاثت بالمسلمين فقدم مسلم وقتل اليهودي وجاء اليهود وقتلوا المسلم وهكذا أنتشر القتال وقد أعتبر النبي صلى الله وعليه وسلم ما فعله اليهودي نقضاً للمعاهدة مع المسلمين وإن ما حدث هو نتيجة لنقض اليهود الذين ناصروا اليهودي الصائغ وكان نتيجة ذلك أن أخرجهم النبي صلى الله عليه وسلم نتيجة فعلهم وقد اكتفى النبي صلى الله عليه وسلم بإخراجهم من المدينة . فالاعتداء على أعراض المسلمات العفيفات لا يمكن قبوله قط ولا السكوت عليه ويضاعف وجوب مقاومة هؤلاء الكفرة المحتلين لبلادنا المعتدين علينا بأنواع الاعتداء.


    خامساً: موقف المسلم من جماعات المقاومة المسلحة:

    قلنا أن قتال الكفرة المحتلين لبلادنا واجب عيني، ورجال المقاومة المسلحة يقومون بتنفيذ هذا الواجب العيني فلا يجوز مطلقاً تنقيصهم أو ذمهم أو التجسس عليهم ومن يفعل ذلك يكن بمنزلة الكفرة المحتلين. لأن هؤلاء المقاومين مجاهدون في سبيل نصرة ألإسلام بإخراج الكفرة من بلد مسلم وقتيلهم شهيد ، وجهادهم يرهب العدو ويلقي الرعب في قلوب أفراده ، وهو الذي سيؤدي إن شاء الله تعالى لخروجهم من العراق. وعلى جميع المسلمين نصرهم وإعانتهم وتحريض القادرين على القتال بالإنضمام إليهم لأن التحريض على الجهاد جهاد قال تعالى (فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين … الآية) وقال تعالى (يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال) ولنا برسول الله أسوة حسنة في تحريض المؤمنين على القتال – قتال الكفرة المحتلين- .

    إعتراض ودفعه : وإذا قيل أن المقاومة المسلحة لا تخرج الكفرة المحتلين من العراق فيكون عملها عبثاً وسبباً لكراهة المحتلين لأهل العراق وتعمد إيذائهم والإضرار بهم وهذا لا يجوز فلا يجوز سببه . كما أن في هذه المقاومة المسلحة معاونة للرئيس السابق وأعوانه من حزب البعث، ومعاونة هؤلاء وقد فعلوا ما فعلوه لا يجوز .


    والجواب على هذا الاعتراض أن المسلم يقوم بواجب شرعي عيني عليه وهو مقاومة الكفرة المحتلين، وهو إذ يقوم بهذا الواجب الشرعي يقوم به طاعة لله وابتغاء مرضاته ونصرة لدينه، ولا يقوم بهذه المقاومة من أجل الرئيس السابق صدام ولا نصرة ولا معاونة له أو لحزب البعث، وقد أعلنت هذه المقاومة الاسلامية المسلحة ببيان أصدرته بأنها لا علاقة لها بالرئيس السابق ولا بأعوانه وإن ما تقوم به من مقاومة إنما هو طاعة لله وابتغاء مرضاته ولا علاقة لها البته بصدام ولا بأعوانه . وأما القول بأن المقاومة المسلحة لا تخرج العدو المحتل من العراق فيكون عملها عبثاً، فالجواب أن المسلم يقوم بما هو واجب شرعي يلزمه القيام به وسواء قصّر في هذا الواجب غيره أو لم يقم به ، أو لم يقصر، بل إن المسلم يقوم بهذا الواجب الجهادي ولو بقي وحده يقوم بهذا الواجب. قال الإمام القرطبي في تفسيره على وجه السؤال والجواب: ما يصنع الفرد إذا قصّر الجميع في الجهاد؟ فقال رحمه الله : يغزو – إي يقاتل من يجب قتاله- بنفسه إن قدر وإلا جهز غازياً، وهذا مع اعتقادنا بأن المقاومة المسلحة ترهب العدو وستحمله إن شاء الله تعالى على الخروج من العراق.


    سادساً : موقف المسلم من مجلس الحكم :

    قام هذا المجلس وتأسس واختير اعضاؤه من قبل الحاكم الأمريكي للعراق ، فما الموقف الشرعي للمسلم من هذا المجلس ؟ هذا من نجيب عليه فيما يلي:

    1. أن هذا المجلس اختير أعضاؤه من قبل الكافر الذي نصب نفسه أو نصبه الكفرة المحتلون وجعلوا له الولاية على العراق وأهله المسلمين ، ومن مظاهر ولايته تعيينه أعضاء هذا المجلس ، والمسلم يرفض ولاية الكافر عليه قال تعالى " ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنيين سبيلاً " فيجب على المسلم رفض هذا التعيين في عضويه هذا المجلس .

    2.إن أعضاء هذا المجلس لا يحملون معاني اسلامية ولا موازين اسلامية ، و لا يقبلون بمرجعية الشريعة الإسلامية فيما يأخذون ويتركون وفيما يقولون وفيما يريدون ، ولهذا سمعنا من أحدهم المديح والثناء على الكافر المحتل والآمر بالاحتلال بوش وبلير ولم نر أحداً من الجالسين ينكر عليه هذا الثناء ، كما لم نر أحداً من أعضاء المجلس ينكر على ذلك المتزي بزي العلماء الذي قال بان المجلس قرر اتخاذ يوم 9 نيسان عيداً وطنياً وهو يوم احتلال الكفرة بغداد ، فإذا كان المجلس يقال فيه مثل هذا الباطل المناقض لشرع الله ويسكت أعضاءه ولا يردون فكيف يمكن للمسلم أن يجالس هولاء الاعضاء ؟ ألا يمكن أن يقال أن من يقبل مجالستهم والاشتراك في قراراتهم التي يصدرونها بعيداً عن معاني الإسلام وموازينه باعتباره عضواً فيه ، يناله شئ مما يدل عليه قوله تعالى " وقد نزل عليكم في الكتاب أن اذا سمعتم آْيات الله يكفر بها ويستهزء بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره أنكم مثلهم أن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا ً" وقد جاء في تفسير هذه الآية : (أ) في الآية دليل على اجتناب كل موقف يخوض فيه أهله بما يفيد التنقيص والاستهزاء للأدلة الشرعية [تفسير فتح البيان في مقاصد القرآن للعلامة صديق حسن] (ب) وقال الإمام القرطبي في تفسيره ، في تفسير هذه الآية [ فكل من جلس مجلس معصية ولم ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها، فإن لم يقدر على الإنكار عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية] (ج) وفي تفسير ابن عطية المسمى المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز [وفي هذه الآية دليل قوي على وجوب تجنب أهل البدع وأهل المعاصي ألاّ يجالسوا] وكل دلالات الآية الكريمة وأقوال المفسرين فيها لا تساعد على القول بجواز اشتراك المسلم في هذا المجلس بل تدل على ضرورة الابتعاد عنه .

    3. إن هذا المجلس أريد به أن يكون أداة تنفيذ لما يقرره الكافر المحتل ولو كان صدور هذا القرار باسم المجلس، ومن بديهيات معاني الإسلام حرمة معاونة الكافر المحتل لأنه لا يستحق إلا السعي لإخراجه لا إلى إبقائه ، فلا يجوز للمسلم أن يشترك في هذه المعاونة المحرمة عن طريق إصدار القرارات التي يريدها الكافر المحتل.

    4. إن إعضاء هذا المجلس لا يحملون معاني إسلامية وليس لهم موازين إسلامية يعرفون بها ما يجوز وما لا يجوز لأن الشريعة الإسلامية ليست هي مرجعيتهم في حياتهم ولا في أمور هذا المجلس، وبالتالي فإن هذا المجلس وهذه طبيعة أعضائه وأفكارهم لا يسمحون لعضو مسلم فيه أن يتكلم بإسم الإسلام وإذا أراد أن ينصتوا ويسمعوا ما يقول فلن يسمحوا له ، وإذا سمحوا له بالكلام والاستماع اليه فلن ينفذ ما يقول لأن الآراء تؤخذ بالأكثرية ولا أكثرية للإسلام وأهله في هذا المجلس الذي انكشفت هويات أعضائه وشخصياتهم وصدق الله العظيم (ولتعرفنهم في لحن القول).

    5. إن ما يقوله أعضاء هذا المجلس معبرين بأقوالهم عما يؤمنون به مما لا يجوز السكوت عليه مطلقاً كما حدث لما صرح به بعض أعضاء المجلس وما طرحوه من أفكار، وكان المأمول أن يقوم من يرد على أقوالهم الباطلة ولكن الذي حدث أن قوبلت أقوالهم بالتصفيق الذي هز قاعة الاجتماع فهل يؤمل ويرجى الخير من هذا المجلس.؟!

    6.وبناءً على ما تقدم فإن الحكم الشرعي بالنسبة لهذا المجلس هو عدم الاشتراك في عضويته ، وعلى من اشترك في عضويته من المسلمين الإنسحاب منه حالاً مع بيان أسباب الإنسحاب وهي أسباب شرعية أشرنا إليها في الفقرات السابقة، والله يقول الحق وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين .

    هيئة العلماء للرابطة العراقية / رابطة المسلمين العراقيين في الخارج

    صدرت في يوم الجمعة 18جمادى الأولى /1424هـ الموافق 18/7/2003م

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2003
    المشاركات
    12

    افتراضي

    هناك الكثير من الافرازات التي كشفتها هذه الحرب من أطراف كثيرة

    وأحسب أن الكلام التالي للشيخ حسين بن محمود يضع النقاط على الحروف

    مع ملاحظة أن جميع ما أنقله لا يشترط فيه اتفاقي الكامل مع كاتبه

    http://www.alhesbah.net/v/showthread...&threadid=3203

    مفاهيم يجب أن تصحح ......... [حسين بن محمود]
    مفاهيم يجب أن تصحح

    بسم الله الرحمن الرحيم

    هذه بعض المفاهيم والأفكار والخواطر التي تجول في الساحة وتصول، يمسك بزمامها الإعلام العربي تارة فيوجهها إلى حظيرة الولاة لترعى من كلأ نفاقهم وعمالتهم، ويمسك بزمامها النصارى واليهود تارة أخرى ليوجهوها إلى مزارعهم الغنية بالجور والبهتان فتسمن وترعى من دماء وأشلاء المسلمين ..

    مفاهيم سريعة مختصرة تعد أكثرها من المسلمات والثوابت التي يجب على المسلم أن يعيها جيداً في ظروفنا هذه ، ولعلي ذكرت بعضها وفصلت فيها في غير هذا الموضع ، ولكنني أذكر هذه النقاط الآن لحاجة الناس إليها وذلك لكثرة المرجفين والمخذّلين الذين يرومون تمييع مفاهيم الدين خدمة للكافرين .


    - قضية الولاء والبراء من مسلّمات الدين وقواعده الثابتة الراسخة رسوخ كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .. لقد نسي الناس هذه الحقيقة في خضم الأحداث أو أُنسُوها : من والى أمريكا والنصارى وحارب من أجلهم المسلمين فهو كافر كفر أكبر مخرج عن ملة الإسلام بنص الكتاب والسنة وإجماع علماء السلف والخلف ، سواء كان حاكماً أو كان محكوماً .. هذا الحكم ليس موضوع نقاش أو بحث ، بل هو من مسلمات الدين ، ومن دافع عن هؤلاء المرتدين المارقين فهو على خطر عظيم ، فليتقي الله من يخاف عقابه ويرجو ثوابه .. من عادى المجاهدين وحاربهم لمصلحة الكفار فهو كافر .. من أضرّ بالمجاهدين ليتقرّب للأمريكان والبريطانيين وولاة أمره من المنافقين فهو كافر .. من وقف في صف الأمريكان في هذه الحرب وساعدهم ولو بكلمة أو بشربة ماء أو بظل يستظلون به فهو كافر كفر أكبر مخرج عن ملة الإسلام ، فما بالكم بالذي يكون تحت رايتهم ، مختلط مع جيشهم ..

    - الجهاد ضد الأمريكان فرض عين بإجماع العلماء ، ولا يجوز لعالم أو غيره الخروج عن هذا الإجماع ، ولا يُلتفت لأحد شذّ ، ولا يُقبل شذوذ من لا يُعدّ من العلماء الثقات ، وخاصة من عُرف عنه ممالأته للحكام ، فلا يٌعدّ عالماً من يفصّل الفتاوى على مقاس خواطر الولاة وأهوائهم .. لا ينبغي أن يكون البحث في موضوع الجهاد اليوم من منطلق إقراره أو ردّه ، وإنما يجب أن يُبحث في حكم من لم يخرج للجهاد : أهو باقٍ على إيمانه أم سُلبه ، قال عليه الصلاة والسلام في الحديث عن أبي أمامة رضي الله عنه الي هو عند أبي داود بإسناد صحيح" من لم يغز أو يجهز غازياً أو يخلف غازياً في أهله بخير أصابه اللَّه بقارعة قبل يوم القيامة " ..وقال صلى الله عليه وسلم "مَنْ مَاتَ، وَلَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ، مَاتَ عَلى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ" (مسلم) ..
    !! إن المتخلّف عن الجهاد في هذا الزمان هو موضوع بحثنا واهتمامنا ، هذه الظاهرة الخطيرة التي بيّن الله عواقبها في قوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ * إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (التوبة : 38-39) ، هذه الظاهرة هي مجال البحث الذي يجب أن ينشغل بها العلماء في هذا الزمان .. ومثل هذا من يبحث في "مشروعية المقاومة" !! هكذا يصفون الجهاد: "مقاومة" تحتاج إلى بحث !! أصبح الجهاد الذي فرضه الله على المؤمنين من فوق سبع سموات : مقاومة تحتاج إلى هؤلاء ليبحثوا عن مشروعيتها ليبرروا للكفار جواز حمل المسلمين السلاح ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ..

    - ليس كل حافظ نص عالما ، وليس كل عالم عاقلا ، وليس كل عاقل ثقة ، وليس كل ثقة عاملا ، وليس كل عامل مربيا ، وليس كل مربي قدوة ، وليس كل قدوة جريء ، وليس كل جريء في الحق : مجاهداً .. قد يكون الشاب العامي أجرأ في الحق من العالم العابد الثقة المربي القدوة .. قد يكون العامي أعظم جهاداً ووقوفاً في وجه الظلم والجور من العالم .. قد يكون العامي أعظم حباً للدين وأكثر تضحية ممن حفظ العلوم وعلّمها الناس .. قد يكون العامي المجاهد أقرب إلى الله من العالم العابد الزاهد القاعد .. إن تعليم الناس العلم ودعوتهم أمر في غاية الأهمية والخطورة ، وهو في الدين بمنزلة لا ينكرها إلا جاهل جهلاً مركّباً ، ولكن هذا التعليم إذا لم يقترن بالعمل فهو حجّة على الإنسان لا له .. إن من يتعذّر بسلبية بعض العلماء تجاه الأحداث ويقعد عن نصرة دينه فقد ألغى وجوده وشخصيته وكيانه ولم يفهم حقيقة كون الجهاد فرض عين ، وهل إذا توقف العلماء عن الصلاة : يتوقف عنها هو !! أو أفطروا في رمضان يُفطر هو !! ليس عذراً عند الله أن يتخلّف أحداً عرف الحق وقدر عليه لقول أحد ، ولا يشفع له عند الله أن يقول في الدنيا: جعلتها في رقبة فلان ، أو على ذمة فلان ، كما يقول بعض الجهال في هذا الزمان !! الحق أحق أن يُتّبع ..

    - ليس صحيحاً أن الشعب العراقي مستاء من عدم وجود فرص للعمل أو عدم وجود الكهرباء والماء ، هذه ليست أولويات الشعب العراقي .. أهل العراق لا يقاتلون الصليبيين لأنهم حُرموا الطعام والشراب .. العراقي يجاهد الصليبيين حفاظاً على دينه وكرامته وعرضه .. إن العراقي يفضّل الموت جوعاً وعطشاً على أن يسترقَ غريب نظرة إلى أُخته أو زوجته فكيف بالأمريكي الصليبي الذي يريد بأهله السوء !! إن كرامة المسلم العراقي وعرضه ودينه فوق كل اعتبار ، وهذا ما سيفهمه الأمريكان - بل والعالم أجمع - في الأيام القادمة بإذن الله ..

    - إذا لم يقرأ العلماء والدعاة الأخبار الأخيرة ولم يعوا ما يحصل في العراق ، ولم يسمعوا بالأمريكان الذين يغتصبون المسلمات هناك ، ولم يسمعوا بالاعتداءات على كرامة المسلمات في بغداد وغيرها فليمجّدوا "ولاة أمورهم" ، وليقفوا معهم ضد المجاهدين ، وليدوسوا على كرامة المسلمين ، وليهتفوا في الفضائيات : عاش الملك .. عاش الأمير .. عاش الرئيس ، أطال الله بقاء كل من يسَّر للنصارى هتك أعراض المسلمات !!

    - صدام لا يقود الجهاد العراقي ضد الصليبيين .. حزب البعث ليس له يد في هذا الجهاد .. إن الذين يجاهدون في العراق هم المسلمون من أهل السنة والجماعة من الأكراد والعرب العراقيين وغيرهم ممن انظم إليهم من سوريا ومصر والأردن والجزيرة وإيران وتركيا وغيرها من بلاد المسلمين يقودهم بعض القادة الميدانيين العراقيين وبعض من انضم إليهم من قاعدة الجهاد (أفغانستان) ومن الشيشان وغيرها من الثغور .. إن البعثي الكافر لا يمكن أن يضحي بحياته من أجل البلاد . ليس هناك من أهل الجهاد في العراق (في هذه الفترة) إلا هؤلاء المجاهدون .. لقد بلغنا أن أكثر من مائة من الشباب المجاهد في أفغانستان انضموا إلى صفوف المجاهدين في العراق في بداية الأحداث ، وانحاز إليهم من إخوانهم الغيورين على الدين من المجاهدين العراقيين وغيرهم .. فالذي في العراق الآن ليس جيوب مقاومة كما يردد الببغاوات ، وإنما جهاد شرعي يقوده رجال أكفاء من أهل الخبرة والدراية تبايعوا على الموت لإنزال أقصى العقوبة بهؤلاء الكفار فيكونوا عبرة لغيرهم .. نسأل الله أن يعجّل للمسلمين بنصر من عنده ويشفي صدورنا ويقر أعيننا برؤية جثث وأشلاء أهل الكفر من الأمريكان والبريطانيين ومن والاهم محمولة على متن طائراتهم المنهزمة من بلاد الإسلام ..

    - أُنظروا إلى الحكومة العراقية التي شكّلتها الإدارة الأمريكية في العراق : هكذا تشكّلت معظم الحكومات العربية الحالية ، فالتاريخ يرينا صورة منسية عفى عنها التضليل الإعلامي والمنهاهج الزمنية .. أول ما بدأت هذه اللجنة : أن أعلنت يوم احتلال النصارى للعراق "عيداً" ، شأن إخوانهم المنافقين الذين أعلنوا احتلال نابليون لمصر "فتحاً" !! لا حُرمة ولا عهد ولا أمان لهذه الحكومة وأخواتها من الحكومات التي خرجت من رحم الصليبية والصهيونية وحكمت بالأحكام الكفرية وحاربت الدين خدمة للكافرين .. سوف تجد هذه الحكومة من يدافع عنها من المنافقين ، وسوف تعمل على إكتساب شرعيتها بفتاوى المجتهدين في خدمة المناصب والأموال من بائعي الدين .. لا شرعية لهذه الحكومة ، بل يجب وضعها في صف النصارى الصليبيين ورميهم برصاص الجهاد حتى تفنى عن آخرها وتكون عبرة لمن حولها وقبلها ويليها ..

    - لا يضر الأمة إن مات أسامة وأيمن وسليمان وإخوانهم (نسأل الله أن يمتعنا بحياتهم ويبقيهم سيفاً مسلطاً على رقاب الكافرين) .. الأمة لم تعقم أن تُنجب قادة ميدانيين وسياسيين يقودونها نحو العزة والشموخ .. لقد كان حال الأمة إبان الحروب الصليبية في القرن السادس الهجري مشابهاً لحالها اليوم : حكام متناطحون متآمرون خونة ، وعلماء لاهون عن قضايا الأمة المصيرية .. لقد بدأ الجهاد الإسلامي ضد الصليبيين القائد الفذ عماد الدين زنكي الكردي الذي انطلق من أرض الموصل في العراق ، ثم أكمل المشوار بعده ابنه السلطان المجاهد نور الدين محمود الملقب "بالشهيد" ، ثم رد الله بيت المقدس على يد السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب ، وتفرقت الأمة بعده فجمعها المماليك البحرية الذين حملوا على عاتقهم مواجهة الصليبية والمغول فقام بالأمر "المظفر قطز" ثم "الظاهر بيبرس" ثم "الناصر قلاون" ، إلى أن قام "محمد بن الناصر قلاوون" (رحم الله الجميع) بتمشيط الساحل الشامي من الفرنج وأخرج آخر جندي أوروبي محتل خائبا خاسرا من أرض الإسلام .. هذا الإنتصار العظيم للأمة الإسلامية كان نتاج عمل خمسة أجيال متعاقبة من الجهاد والعمل الجاد ، استيقظت الأمة بسببه من غفلتها لتأخذ مكانتها التي أرادها الله لها من الصدارة في العالم .. إن جيل المجاهدين الحالي ربما كان الجيل الأول أو الثاني في عصرنا هذا ، وليس شرطاً أن يفتح الله على هذا الجيل بيت المقدس ويدحر النصارى ويهود .. ليس على الله بعزيز أن يأتي الفتح على يد هذا الجيل ، ولكن التعلّق بهؤلاء الأشخاص وهذه الآمال ضرره أكبر من نفعه .. علينا ببذل الأسباب والعمل الجاد ثم التوكل على الله وحده سبحانه ..

    - لو اجتمع رؤساء الدول الإسلامية كلهم وقرروا التنازل عن متر مربع من أرض موريتانيا لغير مسلم لما لزم هذا العقد المسلمون في الصين ولجاز للياباني المسلم نقضه .. إن كل اتفاقية يتنازل فيها حاكم أو مسؤول عن شبر من أراضي المسلمين للكفار فهي اتفاقية لاغية باطلة .. كل شرط في عقد أحل حراماً أو حرم حلالاً فهو لاغٍ غير شرعي وغير ملزم ، وإقرار الكفار على شبر من أراضي المسلمين محرّم لا يجوز أبداً .. إن أراضي المسلمين أمانة في أعناق جميع أبناء الأمة ، فلا يحل لفرد منها أن يوقع اتفاقية بالتنازل عن جزء لا يملكه ملكية خاصة للكفار وإن حمل صكّاً بملكيته .. لا عبرة في ما يتفق عليه الحكام والمسؤولون من أهل النفاق مع الكفار من يهود ونصارى .. فلسطين (كل فلسطين) إسلامية وليست عربية أو فلسطينية ، فلا يحق لأحد أن يفكّر في التنازل عن ذرة من تراب فلسطين ليهود أو غيرهم .. يجب على شباب الأمة أن يُدركوا هذا جيداً : كل ما يتفق عليه حكام بلادكم اليوم من تنازلات عن البلاد والدماء والأعراض فهي إتفاقيات غير ملزمة لكم ولا لأبنائكم من بعدكم ، ويجب العمل على نقضها لتعلم الأجيال حقيقتها .. لا عبرة بإتفاقيات الأمان والعهود التي يوقعها هؤلاء الحكام ليسهلوا للنصارى قتل المسلمين .. لا أمان لأمريكي ولا لبريطاني ولا لمن انضم إلى صفوفهم في أي بقعة إسلامية ، وإن أفتى علماء السلطان بما أفتوا .. وهذا الكلام موجّه أيظا للجنود الذي يريد الحكام الخونة الزج بهم في أتون النار في العراق ، أقول لهم خاصة : اتقوا الله في دينكم ، فالانضمام إلى صفوف الأمريكان ولو بالوقوف بجانبهم لتكثير عددهم كفر أكبر مخرج من الملة ، ولو لم تُشاركوا في قتال أو حماية أو إمداد ، ولن ينفعكم حاكم أو راتب أو وظيفة يوم يقف أحدكم أمام الله عز وجل ، ووالله سوف تقفون كلٌ بمفرده : " وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا" (مريم) .. وأقول للمجاهدين في العراق : من رأيتموه من هؤلاء في صفوف الأمريكان فاقتلوه ، ولا كرامة ..

    - أكثر الناس في ذكر السفياني وحاله في المشاركات والمقالات .. السفياني لا حقيقة له ، ولا يصح فيه حديث .. إن من الجهل الخوض والإشتغال بالأحاديث الموضوعة على حساب الأحاديث الصحيحة .. المهدي سيظهر في آخر الزمان وسيملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً ، وأوصافه ونسبه جاء في الأحاديث المتواترة ، ولكن لا ينبغي لنا الاشتغال بإنزال هذه الأحاديث على وقتنا هذا أو على شخص بعينه في هذا الزمان ما لم تظهر العلامات ظهوراً واضحاً .. إن المهدي ليس بالإنسان المتميّز قبل هدايته ، فالله يهديه في يوم وليلة بعد أن لم يكن كذلك ، فلا ندري من أين يأتينا بعض الناس بهذه التفسيرات العجيبة الغريبة في إنزال أحاديث المهدي على بعض أعيان هذا الزمان . والغريب أن بعض هؤلاء ليس من نسل الحسن بن علي رضي الله عنهما وليس فيه من صفات المهدي الخلْقية الواضحة المذكورة في الأحاديث الصحيحة (كأن يكون أجلى الجبهة (أي واسع الجبهة) أقنى الأنف (أي طويل الأنف مع دقة أرنبته وحدبة في وسطه) ، ومع ذلك يُصر بعض الناس – هدانا الله وإياهم - على ادعاء المهدية لهم !! الواجب على من أراد الخوض في مثل هذه المسائل الرجوع إلى كتب السنن المعتبرة وقراءة شروحها ثم النظر في أقوال العلماء المعتبرين حتى يتبين له الحق .. المسألة تمس العقيدة وتُشغل الناس عن واقعهم ، فلا ينبغي الخوض فيها إلا عن علم ، والعلم موجود ومدوّن وميسّر ولكن تقاصرت الهمم عن البحث ، فالله المستعان ..

    - تكفير الحكام لا يعني بالضرورة الخروج عليهم في وقتنا هذا ، فهذين بحثين مختلفين .. قلنا بأنه لا خلاف في تكفير من والى أعداء الله من النصارى وغيرهم ، هؤلاء لا نشك في كفرهم ، ولكن مسألة الخروج عليهم مسألة تحتاج إلى نظر وتقدير من أهل الخبرة والدراية من أهل الحل والعقد من قادة المسلمين .. ليس لكل إنسان أن يدعو للخروج على حاكم بعينه .. إن قتل الحاكم أمر سهل ، ولكن الأمر الذي يحتاج إلى نظر هو : كيفية ضبط البلاد بمؤسساتها ودوائرها ضبطاً يضمن عدم الإضرار بها ، وهذا لا يستطيعه أي إنسان .. أرى – والله أعلم – أن نُرجئ هذه المسألة (مسألة الخروج على الحكام) إلى وقتها المناسب ، بشرط : أن لا ننسى المسألة ..

    - إذا كنا نخرج بشيء من هذه الأحداث فلا بد لنا من إدراك خطورة التعلق بالأشخاص .. كم عالم كنا نظنه ابن تيمية عصره وأحمد زمانه فإذا به يخيب هذه الظنون ويحطم هذه الآمال !! لقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء ، فلا ينبغي لنا أن نعلق آمالاً بكائنات هذا شأنها .. إن الله سبحانه وتعالى أوضح لنا الحق وضوحاً لا لبس فيه ولا غموض ، وقد حفظ لنا علماء هذه الأمة من الصحابة والتابعين والأئمة على مر العصور أحكام شريعتنا وبيّنوها وفصّلوها فهي مدوّنة مكتوبة مبذولة .. لقد تعلمنا أن لا نرفع إنسان فوق مكانته البشرية ، وأن لا نغلو في عالم أو قائد مهما بلغ من العلم أو الرياسة .. إن الحق لا يتبع الأشخاص ولا يدور معهم حيث دارو .. ينبغي لنا أن نستقي الحق من معينه العذب الصافي ، من نبع كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم : فمن غرف لنا منه شربنا ، ومن أتانا بالآسن المشوب بأخلاط البشر لفظناه .. ورحم الله علي بن أبي طالب ورضي عنه إذ قال "لا تعرف الحق بالرجال ، ولكن اعرف الحق تعرف أهله" .. والله أعلم ..

    - لقد حززنا رأس الكوبرا في تورا بورا ، وسلخنا جلد الأفعى في بكتيا ، ودهسنا بأرجلنا على ظهر العقرب في الفلوجة وبغداد .. لا تهمنا الزواحف ولا القوارض التي يأتينا بها أهل الكفر ، المجاهدون لها بالمرصاد .. هذه الحشرات تخيف من لا خلاق له ولا دين ، أما عباد الله المؤمنين فإنهم يذكرون اسم الله عليها ثم ينحرونها بقنابل التوحيد وصواريخ التوكل على الله .. أين من كان يقول بأن الأمة لا قبل لها بأمريكا !! لقد اجتمع العالم أجمع على حرب المجاهدين في أفغانستان فما وهنوا وما استكانوا بل جاهدوا وحاربوا العالم كافة تحقيقاً لقول الله تعالى " وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً ... " (التوبة : 36) ، وها هم بحول الله وقوته صامدون منتصرون على "قوتكم العظمى" : لا مدد ولا مال ولا نصرة بشرية ، ومع ذلك صمدوا وصبروا وبيّنوا للعالم أجمع قوة هذا الدين وعظمته .. إخواننا المجاهدون في العراق لا يقلون عن إخوانهم في أفغانستان ، وكذا إخواننا في فلسطين والشيشان ، ومع ذلك لا يتعض بعض هؤلاء الجبناء الأغبياء الذين يظنون أن النصر بكثرة السلاح وأنواعه وأشكاله !! انتصرنا على أمريكا وبريطانيا وروسيا ، بل وعلى قواكم العظمى مجتمعة ، وما زلتم مُصرين على هذا الجزع والخوف والخور .. لقد حفر المجاهدون الصخور في خوست بأيديهم ليصيّروها مقابر لأشلاء الأمريكان ومن والاهم ، وفلق المجاهدون هام الكفر في الفلوجة ، وشانوا وجه الملاحدة في الشيشان ، فلا نامت أعين الجبناء ..

    - من قال : إرهاب (بمفهومه الغربي) ، فضعوا على إسمه علامة استفهام .. ومن قال : عنف (بمفهومه الغربي) ، فضعوا على اسمه علامة استفهام .. الجهاد : إرهاب وعنف وقتل وتعذيب واستئصال للكفر وأهله ، هذا هو الجهاد الشرعي الذي علمنا إياه الله عز وجل في كتابه وطبّقه النبي صلى الله عليه وسلم في حياته .. إن كثرة ذكر مثل هذه المصطاحات ، وبالكيفة التي تُذكر بها ، يراد منها تمييع مفاهيمها وزرع حالة من النفرة والإشمئزاز تجاهها في قلوب المسلمين .. لن نكره الإرهاب ، ولن نتنازل عن عنفٍ أمرنا الله به في كتابه وحضنا عليه نبيه .. سنقطع رقاب الكفار ونقتلهم ونترصّد لهم ونُرهبهم وسنزرع الرّعب في قلوبهم حتى يُسلموا أو يُعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون أو نفنى دون ذلك فنفوز بما وعدنا ربنا عز وجل "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسم وأموالهم بأن لهم الجنة" ..

    - من حاول التفريق بين الأمة وبين المجاهدين فضعوا على اسمه علامة استفهام .. ليسوا جماعة الجهاد ، وليسوا أحزاباً جهادية ، وليسوا شباباً أغرار ، ولا غالين أشرار ، وليسوا أحداثاً جُهّال بل هم قادة هذه الأمة وأهل الحل والعقد فيها .. هؤلاء الشباب هم خيرة هذه الأمة وتاجها وفخرها فلا يجوز فصلهم عنها بمثل هذه الألقاب .. لقد حذّرنا مراراً وتكراراً بأن اللقب إذا أُطلق على جماعة من الناس فإنه يفصلهم عن غيرهم ، ولو لم يقصد قائله ذلك ، فهذا الفصل يكون لا شعورياً في البداية ثم لا يلبث أن يكون حقيقة وواقع يصعب القضاء عليه .. إن هؤلاء الشباب أتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، وسمهم ربهم في كتابه ونبيه في سنته فقال : "المجاهدون" ، هذا هو لقبهم الشرعي ، وأكرم به من لقب .. ليس لهؤلاء الشباب علماء على وجه الخصوص ، كل عالم أفتى بالحق فهو شيخهم وشيخ الأمة أجمع ، وكل عالم أفتى بغير الحق (عالماً) فهو عدوهم وعدو الأمة أجمع .. ليس في ديننا علماء جهاد وعلماء صلاة وعلماء صيام !! إذا سكت بعض العلماء عن بيان الحق في أحكام الجهاد والولاء والبراء في وقتنا هذا فإننا قد نلتمس لهم الأعذار ، وهم في مشيئة الله: إن شاء حاسبهم أو شاء تجاوز عن تقصيرهم ، ولكن لا نسكت عن عالم تكلّم فأنقص وبتر الكلام ووضعه في غير موضعه حفاظاً على حطام هذه الدنيا الفانية أو خوفاً من سلطان جائر ، ولو كان مُكْرهاً أو متأولاً ..

    - دخل رجل حانة يحتسي الناس فيها الخمر ويرتكبون الزنى ويأتون فيها الفواحش والمنكرات ما ظهر منها وما بطن فأخذ يحذّرهم من خطر الغلو في الدين وخطأ التشدد والتنطّع ، وأن هذه الأمور من سنن الجاهلين !! ليس هذا وقته ، ولا هذا أوانه ، وليس هذا مكانه .. أمّة مفرّطة منسلخة عن دينها غارقة في إرجائها : نحذرها من الغلو !! أين الحكمة في الدعوة !!
    الجهاد : غلو في الدين !! تكفير المرتدين : غلو في الدين !! معاداة اليهود والنصارى : غلو في الدين !! تدمير المراكز العسكرية الصليبية في البلاد الإسلامية : غلو في الدين !! ماذا بقي من الدين !! والله ، ثم والله ، ثم والله : ليس قتل الأمريكان في الجزيرة ولا في غيرها من الغلو في الدين ، بل هو من الجهاد المفروض فرض عين على المسلمين ، ماذا بقي من مفهوم الجهاد إذا كان قتل المحارب غلو في الدين !! إن ما يقوله هؤلاء هو الغلو بعينه : غلوّ في هوى الحكام ، وغلو في الإرجاء ، وغلو في التخذيل عن نصرة الدين ، وغلو في موالاة الكافرين .. كل هذا لإلصاق ختم الغلو بالمجاهدين .. فليتقي أناسٌ اللهَ ..
    أنا أتحدى هؤلاءأن يأتونا بتعريف الغلو الذي يقصدونه .. إن الغلو عند هؤلاء شأنه كشأن الإرهاب عند النصارى ، فهي كلمة مطاطية تفصل على جميع المقاسات وتستخدم في جميع المناسبات !!
    أما من قال هذا عن حسن نية ، فنقول له : لو كان بينك وبين من تقصد لكان أبلغ ، أما أن يُنشر هذا الكلام على الملأ والأمة هذا حالها ، فليس هذا من الحكمة ..

    - تأمّلت قوله صلى الله عليه وسلم "من خير معاش الناس لهم رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل اللَّه يطير على متنه، كلما سمع هيعة أو فزعة طار على متنه يبتغي القتل أو الموت مظانه ، ... " (مسلم) ، فعجبت من تعبير النبي صلى الله عليه وسلم !! إنه حقاً تعبير عجيب : "رجل ممسك بعنان فرسه" !! يكون الرجل من المسلمين مشغولاً بمعاش أهله وولده ، غارقاً في مستنقع وظيفته ، مهموماً بتجارته ، محاطاً بأصحابه وأحبابه .. تخيّلتُ رجلاً يحمل كل هذه الأعمال والمشاغل في كفه الأيسر ويمسك بيده اليمنى عنان الفرس ، فعين على حياته اليومية وعين تسترق النظرات ونفس تشتاق إلى اعتلاء صهوة الجياد ، فما أن يسمع بمنادي الجهاد حتى ينفظ يده اليسرى ليمسك بها عنق الفرس ليثبت عليها بحركة سريعة خاطفة كلمح البصر !!
    نسي الدنيا ونسي مشاغلها وهمومها وكل شيء فيها ليبحث عن الموت في مواضعه !! هذا هو المجاهد .. هذا هو الرجل المسلم .. لا يمشي في الخير ، بل يطير إليه .. حياته مرهونة بتلك الهيعة أو الفزعة .. لا يطير مرّة أو مرّتين ، بل كلما سمع هيعة أو فزعة طار على متن فرسه يسابق الريح إلى جنة الخلد .. في لحظة واحد يُلقي بهموم الدنيا من يده فتتوق روحه إلى لقاء بارئها .. لا مجال للتفكير أو التردد أو التلكؤ .. ليس عنده وقت لطلب فتوى أو مناقشة المسألة !! المسألة عنده محسومة : سوق تباع فيها تذاكر قطارات الموت توصله إلى محطة مرضاة الله ، يشتري فيها تذاكر من الدرجة الأولى لأن المحطة النهائية جنة الفردوس في ضيافة الرفيق الأعلى .. الناس تبدأ حياتهم بعد مولدهم ، وهذا تبدأ حياته بعد موته ..


    اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك مقاتلين مقبلين غير مدبرين ..

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..


    كتبه
    حسين بن محمود
    19 جمادى الأولى 1424 هـ

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني