عن الحكام الجرذان
لم تعد إسرائيل تلك إسرائيل التي يمكنها أن تقتل وتدمر كل شيء دون أن ينكسر لديها زجاج نافذة واحدة.
لم تعد تلك إسرائيل الأسطورة التي يمكنها إبتلاع أراض عربية شاسعة وبلقمة واحدة دون عناء أو ضحايا أو خسائر تذكر.
لم يعد جنديها الواثق من النصر الآمن في ساحات المعركة والفاغر فاه للهم الغنائم بمنأى عن الرعب والقتل وكونه هو الغنيمة.
ولا مدنيوا إسرائيل بمقدورهم العيش بأمان ويشاهدون من على شاشات التلفاز وهم متكئين على أرائكهم إنتصارات وتقدم جحافل جيوشهم في ظل حرب ماعرفت إسرائيل من قبل مثلها وستعرف عما قريب الكثير الكثير منها.
فشدة رجال المقاومة وإيمانهم العميق خسف تحت أقدام زعماء بني صهيون نظريتهم السادية وحطمت عنجهية عنصريتهم وذكرتهم أنهم كما كانوا شتاتا في بقاع الأرض قد يعودون شتاتا من جديد تحت وطاة ضربات المقاومة البطلة ولامكان لهم للعيش بأمان في طل غطرستهم وتماديهم على هذه الأمة وبواسلها.
فإسرائيل التي هزمت جيوش الدول العربية مجتمعة في ستة أيام لم تستطع أن تحقق في شهر من الحرب الهمجية والتدمير الهائل لآلتها العسكرية من تحقيق أي هدف من أهدافها .
فلا إستطاعت أن تنهي المقاومة أو تردع صواريخها التي دكت ولأول مرة معظم مدنها وحصونها المنيعة وحولت شعبها إلى جرذان حبيسة جحورها وعطلت حركة الحياة فيها ومرغت أنف وجباه جنودها في وحل الجنوب اللبناني الطاهر.
عدا عن أنها لم تستطع وبكل حشودها من التقدم إلا بضع كيلومترات لتغرق فيها متوسلة الإنسحاب تارة والهزيمة تارة أخرى.
فهذه المقاومة الباسلة إستطاعت بإيمانها وعزيمة رجالها من مواجهة إسرائيل وأميريكا وكثير من أنظمة الحكم العربية المتخاذلة.
فهل تعي دولنا العربية حقيقة ومواطن القوة والعزة في أبنائها بعد أن تبين لها عجز وضعف حكوماتها وجيوشها الرثة لتعيد حساباتها وتقف على نتائج هذه المنازلة الكبرى وتستنبط منها دروسا بليغة تمكنها من إعادة النظر في حيثيات الصراع مع هذا العدو المتغطرس والذي أوهم العالم العربي بشبحه الفارغ الذي روج له حكام هذه الأمة المهزومون المتخاذلون.
وما كان لهذا الكيان المسخ ومن ورائه أميريكا من الوقوف في وجه رجال هذه الأمة وأبطالها فيما لو كانت جبهات المقاومة في كل من سوريا ومصر وفلسطين يدا واحدة ومفتوحة على مصراعيها تضرب وبنفس العزيمة والروحية التي واجهت بها المقاومة الإسلامية في لبنان ذلك العدو الغاصب.
لقد لقنت المقاومة الإسلامية في لبنان درسا بليغا الحكام العرب أولا وكيان إسرائيل ومن ورائه أميريكا وزرعت في عقول وقلوب أبناء هذه الأمة من جديد روح المقاومة والصمود وأعادت له الشعور بالثقة بالنفس وتحقيق النصر المؤزر وبينت مواطن الخلل في هذه الأمة من خلال حكامها وليس من خلال شعوبها الحية.
فهل نحن أمام شرق أوسط جديد لا كما تخيله بوش ورايس وإنما كما حلم به كل عربي غيور شريف على إمتداد هذا الوطن الكبير؟
فالمقومة اليوم أعادت رسم لبنان جديد ماكان يحلم به من قبل فهو اليوم طليعة هذه الأمة وقبلة أبنائها وبات أكبر واضخم الدول العربية على الإطلاق فهو أم العروبة وبيرقها الشامخ وسنام العزة والكرامة وأغنى البلدان تأريخا وتراثا حاضرا ومستقبلا.
فتحية إجلال وإكبار لرجال المقاومة الأبطال في لبنان والعراق وفلسطين.
وإلى المزيد من الصبر والعز والعزيمة في دحر كل رموز الشر والتكبر على ثرى هذا الوطن الغالي من غاصبين ومتآمرين من خونة وحكام هذه الأمة وأذنابهم
عبدالإله أبوهارون
http://arabtimes.com/news/index.wml