هل ستتشكل جبهة عالمية ضد شيعة العالم؟
أفكار
برز الشيعة في العالم الإسلامي منذ أكثر من عقدين كقوة تحررية دينية عالمية ، تتضاد مع الظلم العالمي ، فقد طرحت الثورة الإسلامية الخمينية فكرة نظام عالمي جديد يقوم على استقطاب ثنائي متضاد بين المستضعفين والمستكبرين على حد شعار الإمام الخميني ، وذلك بدل الاستقطاب الاشتراكي الرأسمالي المعروف ، وقد كان للثورة أثرها الكبير في تهييج المشاعر الثورية في الشارع العربي والإسلامي
الأمر الذي عكس رؤية جديدة للمذهب الشيعي في العالم الإسلامي ، بحيث سمي بالمذهب الثوري تارة ، وبالإسلام الأحمر تارة أخرى ، وقد لحق ذلك تصاعد لموجة الروح الثورية في أكثر البلاد الإسلامية التي تقطنها أغلبية شيعية ، وسرى ذلك إلى بلاد إسلامية تقطنها أكثرية سنية
وفي خضم هذه التحولات برز شيعة لبنان كقوة سياسية تحمل لواء القضية الفلسطينية بلغة إسلامية تحررية شاملة ، فتجاوب الشعار من الشارع الفلسطيني بشكل كامل ، وفي هذه الأثناء برز شيعة العراق كوجود حي متفاعل مع قضايا الأمة العربية والإسلامية بشكل ملموس في بعض قطاعاته ومجالاته ، بين هذا وذاك كان شيعة الكويت دعاة تغيير ، ودعاة البحرين دعاة ديمقراطية ، وشيعة اليمن ثوار ضد التفرد بالسلطة .
هذه الظاهرة لم تحلو للكثير من بعض المسلمين ، لانها في تصورهم تنذر بالتفرد المذهبي في العالم الإسلامي ، فيما هي تنطوي في بعض الأحيان على هوية سياسية تتعارض مع أي ظهور شيعي على الساحة الإسلامية بصيغة قيادية أو رائدة ، خاصة على مستوى الحكم . الذي أهم من هذا وذاك بدأت بعض البوادر الغربية تشير إلى أن هذه الظاهرة ليست طبيعية ، ولا يمكن أن تمر ، ولابد من التعامل معها بحذر ، ولكن تحول الحذر إلى وعي حقيقي من لدن الغرب تجاه الظاهرة ،وقد تصادف هذا الموقف الغربي مع موقف بعض المسلمين ، وفي الوسط كانت بعض الأنظمة العربية الحكومية تعلن عن خوفها من نفوذ شيعي شرق أوسطي يمتد من إيران ويمر بالعراق وسوريا ، ليستقر في لبنان ، مما يهدد الوجود السني الديمغرافي والاستراتيجي والمذهبي ، وكان الحرب الشيعية الإسرائيلية الأخيرة ناقوس الخطر النهائي .
فهل تتلاقى المخاوف الغربية مع مخاوف بعض الأنظمة العربية والإسلامية مع مخاوف بعض المسلمين لتشكل جبهة ضد شيعة العالم ؟
أو هل تتواصل هذه المخاوف عن سبق إصرار لتشكل بالتفاهم المشترك جبهة مضادة لجبهة يسمونها الجبهة الشيعية أو الهلال الشيعي ، أو الوجود الشيعي ، أو النفوذ الإيراني ؟
على الشيعة أن يفكروا بذلك مليا ...
فهل من يستجيب لهذا النداء ؟
أم تبقى مكاتب ا لدوائر الشيعية في صراع مع الذات حتى استنفاذ كل الطاقات الشيعية على فتاة الموائد والمناصب والمواقع .
ناقوس الخطر يدق ، ولابد من قراءة دقيقة وجادة للواقع ، والخروج بنتائج مجدية