النتائج 1 إلى 10 من 10
  1. #1

    افتراضي اية الله الشيخ البشيري ... سلام على الرحيل الى السماء في اربعينيته

    جاسم محمد جعفر


    بشير قرية كبيرة في الجنوب الغربي من مدينة كركوك وعلى بعد 8 كم منها والتي يرجع اليها شيخنا الكبير تلك القرية التي تحولت الى قلعة اسلامية شامخة ورفض ابطالها والساكنين فيها كل تصرفات النظام حيث اعتبر النظام البائد هذه القرية شوكة في عينه كما اعترف المنبوذ علي حسن الكيمياوي في اجتماع حزبي إذقال:أعدمنا مئة شخص من قرية بشير كانوا من حزب الدعوة العميل 1 .

    وعندما وجد النظام البائد نفسه عاجزا عن زحزحة هذه القلعة الصامدة عبر الاعدامات والاعتقالات امر بتدمير هذه القرية بالكامل وشرّد وهجّر مابقي منها الى اطراف اربيل وحويجة وقسم منها الى اطراف الرمادي وذلك في عام 1983وهذه هي قصة القرية التي ولد فيه سماحة شيخنا الجليل حسين البشيري حيث كان رحمة الله عليه رمزها وشموخها وعزها ...مادمّرت-بضم الدال- قرية بشير إلاانتقاما من سماحته لانها-قرية بشير- امتزج اسمها باسم سماحته00 عندما رأى البعثين انه الجبل الشامخ الذي لا يفل والعالم القائد الذي لا يقهر والمربي الذي ربّي جيلا من الشباب لم يتمكن النظام من القضاء عليهم بالاعدامات فوجهوا سهامهم وطلقات بنادقهم صوب هذا العالم الجليل 000اعتقلوا ابنه محمد-رحمة الله عليه-في مقتبل عمره واعدموه بعد ايام قلائل00 ثم اعتقلوا ابن اخيه الشيخ مهدي واعدموه ايضا بعد ايام ثم ارادوا اعتقاله ولكن وجهاء ومجاهدي المنطقة حثوّه للهجرة فهجر رحمة الله عليه الى سوريا 0

    كان الفقيد الراحل من رجالات الحوزة العلمية في النجف الاشرف وقد التحق في صفوفها في مقتبل عمره حيث كان عمره الشريف انذاك 15 سنة00

    درس على يد الامام الراحل اية الله العظمى السيد محسن الحكيم (ره)ثم على يد اية الله العظمى السيد ابي القاسم الخوئي (ره) اتم باقي دراسته على يد سماحة اية الله الشهيد محمد باقر الصدر

    يرجع التحرك الاسلامي في الوسط التركماني الى ايام تأسيس حزب الدعوة الاسلامية في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات حيث الشهيد الصدر والعلماء ونشاط الحوزةالعلمية 000اول من حمل فكرة التحرك الاسلامي وفكرة حزب الدعوة الاسلامية الى المنطقة سماحة اية الله الشيخ البشيري(ره) لان سماحته كان على ارتباط مباشر مع الشهيد الصدر وبيت اية العظمى السيد الحكيم وعلماء واعيين من المنتمين للعمل الحزبي ولكن المفهوم الحزبي في تلك الايام كان يختلف عما نفهمه اليوم من تنظيم حزب الدعوة الاسلامية000 لان الجو العام لدى الواعين من علماء الحوزة كان جوا دعوتيا وعلى هذا تعامل سماحته مع الحدث بشكل هادئ وطبيعي واثناء تواجده في المنطقة اتصل مع بعض الشخصيات وطرح لهم الفكرة ولكن الاشخاص المنتخبين لمثل هذا العمل لا يتلائمون والحالة الاجتماعية00 لذلك تعثر التحرك انذاك اضافة الى ذلك عدم قناعة سماحة الشيخ المطلقة في تحركه000 كما ان لانسحاب بعض العلماء والايعاز من قبل اية الحكيم بالانسحاب لبعض ابناءه عزز موقف الانسحاب لدى الشيخ02

    ولكن بقي سماحته على ارتباط مع الدعاة يشجعهم ويحثهم للعمل 00وحلقة الوصل بينهم وبين السيد الشهيد (ره) الى اخر ايام هجرته الى الخارج0

  2. #2

    افتراضي

    د. احمد محمد قره گوز*


    وقعت عيني على السنونو المهاجر وهو يحاضر في حسينية الثقلين في تسعين القديمة وانا في مقتبل العمر ولم ابلغ الحلم ، كلماته وأحاديثه وخطبه النارية ربّت في عقلي ووجداني هدفية الاسلام وسحبتني الى اجواء الرسالة يوم كان الرسول محمد(ص) يدعو اتباعه الى الاسلام ، وبدأت افتش عن العاملين والدعاة00 وبدأت احس بأن هناك شباب رفعوا قلوبهم وأرواحهم بأكفهم ليدعوا الى الله وأنّ الاسلام عقيدة وجهاد، صدّقوني من بهجته وهلال وجهه ومن أحضانه رضعت حليب الاسلام وترعرت وترعرعت عظامي وقلبي وروحي ، كل الاسلاميين التركمان مدينون لسماحته

    من إرشادات وتأكيدات سماحته عرفت من هو الصدر ومن هو مؤسس الحركة الاسلامية ومن هو مؤلف فلسفتنا واقتصادنا ومن هو قائدنا ومن هو وجداننا ومن هو حياتنا ومن هو عزّنا وشرفنا ، رأيته يبكي بكاء الحزين في يوم 9/4 يوم استشهاد الصدر العظيم ، وهو ينظر الى شباب المنطقة ويزمزم ويقول تهدّمت والله اركان الهدى تحطّمت والله افاق السماء تزلزلت والله تحت أقدام العلماء قُتل والله سيد الاولياء قُتل والله الصدر الكبير قتله أشقى الأشقياء ، بكت معه كل أهالي المنطقة

    غاب عنّا بعده 00وغاب عنّا كلّّ الشرفاء، بقينا يتامى، فمّنا من قضى نحبه ومنّا من إنتظر وصبر في السجون والمعتقلات البعثية، ومنّا من هاجر ورحل الى الله حاسبا ومحتسبا 00ومنّا من ترك الديار وعينيه في الافاق ينتظرون ويوم والخلاص

    كنّا في السجن نترقب اثارك ياشيخي الجليل ، كان يثلج قلوبنا كلّ خطواتك وخطوات أبناءك من المجاهدين والدعاة 00كنت أنت وأبناءك قوة قلوبنا وسند ظهورنا واعتمادنا ، كلما كنّا نسمع أخبارك وأخبار أبناءك كنّا نحس أحياء وأقوياء ، خرجتُ من السجن وعيوني صوب المشرق عسى أن تشرق علي شمسك وجمالك ووجهك الباسم، وما طال إلّا ونصر الله ات ات وأعداء الله أذلاء أذلاء وعيني كذلك صوب المشرق ينتظر الهلال في بدره الرابع عشر ، رأيت أبناءك وتلذذت معهم وسألت عنك فواعدوني بالرجعة السريعة وهي كذلك لم تمر أيام حتّى ترورقت عيناي ببهجتك الكريمة فبكيت بكاء الفاقدين من شدة الفرح والسرور وحضنتني كحضن يعقوب ليوسف وعالجت كلّ أمراضي وفقدان عمري بالنظر الى وجهك الباسم وقد رجعّت كلّ شبابي وتحوّل عذاب السجن الذي الفته طوال عشر سنوات الى حديقة خضراء ديدنها الياسمين والنرجس والقداح ، عشت معك أيام قلائل ورجعت ثانية نحو المشرق الذي قدمت منه00 واعدتني بالرجوع بأسرع ما تقدر عليه وانست أنا وعيناي وهذه المرة في الحدق وهي تنتظر إستقرار هذا الملاك في القلب قبل الارض بقيت انتظرك

    سمعت رحيلك بعد ايام أُنيهة تمنيت الرحيل قبلك ولم اسمع رحيلك وانا حيّ ارزق، اسودت الحياة وفقدت لذة النصر ونشوة الانتصار ، ياشيخي الجليل بدأت تواَ استأنست من نصائحك، لِم رحلت عنا ، لِم اضرمت النار في قلوبنا برحيلك، لم تركتنا يتامى ، بدأنا نحس ضرورة وجودك بيننا، لِم تركتنا في صحراء قاحلة لا ماء فيها ولا راحة ، ولكن ماذا نقول هذا ديدن أنبياءنا وأولياءنا وأحباءنا ، فاوصل سلامي الى القائد العظيم الامام محمد باقر الصدروسلامي الى ابنك البار محمد وسلامي الى الاستاذ جمعة كاظم وللاستاذ سفيل وملا صمد وكل شهداء التركمان وكل شهداء الحركة الاسلامية .

    وانا لله وانا اليه راجعون

    ----------------------------------------------------------------------
    * طبيب من كركوك

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي

    رحم الله الشيخ البشيري.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    824

    افتراضي

    انا لله وانا اليه ارجعون
    الفاتحة على روحه الطاهرة

    نعزي الامام الحجة عليه السلام والامة الاسلامية واخص بالذكر الاخوة التركمان برحيل هذا العالم الجليل . داعين الله ان يسكنه فسيح جنانه .
    [align=center] [/align]

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    965

    افتراضي

    رحم الله الشيخ البشيري شيخ التركمان العراقيين .
    لم أسمع بوفاته الا الآن !! .
    رحمه الله فقد كان صديقاً حميما للشيخ التبريزي وانتهت هذه العلاقة بقصة لها علاقة بفتوى (ضال مضل) !.

    إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي

    رحمه الله فقد كان صديقاً حميما للشيخ التبريزي وانتهت هذه العلاقة بقصة لها علاقة بفتوى (ضال مضل) !.

    هلا شرحت لنا ملابسات الموضوع أخي العزيز الخزاعي !

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    824

    افتراضي

    نعم اخي العقيلي لا تستغرب فهذا الشيخ مواقفة شجاعة ضد الباطل ،

    لايجامل على حساب الحق حتى اعتقل من قبل السلطات الايرنية لاحتجاجه على تصرفات بعض الناس لتسقيط رجال وعلماء الحركة الاسلامية .
    [align=center] [/align]

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    رحمة الله عليه وحشره مع من يتوالهم من الائمة الهداة المهدين محمد واله الطيبين الطاهرين والهمنا بفقده وخسارته الصبر والسلوان

    ورحم الله من اهدى لروحه الفاتحة

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    965

    افتراضي

    نعم أخي العقيلي

    القصة باختصار ان الشيخ البشيري رحمه الله وهو صديق للشيخ التبريزي لاعتبارات منها ان التبريزي تركي (ايراني تركي) بمعنى أنه يتحدث التركية فكان يُبلغ في منطقة تسعين بكركوك واستمرت العلاقة في قم من خلال الدراسة .. وفي أيام صدور فتوى (ضال مضل) سيئة الصيت , ذهب الشيخ البشيري الى الشيخ التبريزي حاملا معه كتب السيد فضل الله قائلا للشيخ :
    كيف يا شيخنا أفتيت بهذا وماهي مدارك الفتوى؟
    أجابه الشيخ التبريزي : وصلتني هذه الأوراق التي تلخص مقالات فضل الله وقد كتبها الثقة عندي !
    أجاب الشيخ البشيري : شيخنا هذه الأوراق المانشيتات كتبها الكوراني حاذفا مرة ومقتطعا مرة ومغيبا السياق أخرى .
    قال التبريزي : الكوراني عندي ثقة وأنا أفتيت بناءً على أوراقه
    فأجاب الشيخ البشيري : شيخنا أنا أمامك ونحن أصدقاء ويثق بعضنا بالبعض كل هذا العمر ودع عنك أوراق الكوراني وغيره وهذه كتب السيد فضل الله لندرسها أنا وأنت واذا تبين فيها ما تقول فسأكون أول الموقعين ضد فضل الله .
    أجابه الشيخ التبريزي : لا أناقش كتب فضل الله ولا أقرأها أنا أفتيت بناءً على هذه الأوراق وانتهى الأمر ولا أريد نقاش في هذا .
    بعد أن يأس الشيخ البشيري رحمه الله منه قال للشيخ التبريزي : هذا فراق بيني وبينك وتفضل هذه ( واعطاه 60 ألف تومان - تعادل 70 دولارا - كان قد اخذها الشيخ البشيري من التبريزي كأجرة لصلاة سنة , أعادها عليه وأنتهى الأمر ) .
    هذه هي القصة باختصار ونادراً ما تجد ممن لا يخشى في قول الحق لومة لائم خاصة بعد أن تمت اعادة تركيبة شخصياتنا على أساس المجاملة والسكوت والمماطلة والالتفاف حول الاشياء ! ..


    إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    Post الوداع أيها الاستاذ العلامة الشيخ البشيري


    كتابات - عباس الامامي

    العلامة الحاج الشيخ حسين علي البشيري رحمه الله وتغمده الله بواسع رحمته ومغفرته وا سكنه واسع جنّاته مع محمد وآله عليهم ا لسلام . . كان في مقدمة ا لرعيل الاول من شباب ا لتركمان ا لشيعة ا لذين توجهوا للاستفاضة من علوم اهل ا لبيت عليهم ا لسلام في ا لحوزة ا لعلمية في ا لنجف الاشرف وحينما التحق للدراسة ا لدينية في الحوزة ا لعلمية في ا لنجف الاشرف كان عمره لم يتجاوز ال 15 سنة ن وبعد الانتهاء من دراسة ا لمقدمات في ا لمنهج ا لحوزوي للدراسات ا لاسلامية ، تتلمذ على يدي المرجع ا لكبير الامام السيد محسن ا لحكيم (قدس سره الشريف ) ثم على يدي الاستاذ الامام السيد الخوئي (تغمده الله بواسع رحمته ) وعلى يدي المرجع الشهيد الامام محمد باقر الصدر( سلام الله على روحه الشاهدة ) .

    و كان ا لعلامة المرحوم الشيخ حسين علي البشيري وكيل الامام السيد ابو القاسم الخوئي والامام الشهيد محمد باقر الصدر اعلى الله مقامهما في منطقة كركوك ، و لا يخفى خدمات هذا العلامة المجاهد الذي كان اسوة حسنة في مقاومة الطغيان البعثي في العراق حيث قدم فلذّة كبده ابنه البار ا لمجاهد ا لبطل الشيخ محمد اسكنه الله فسيح جناته قربانا في سبيل اعلاء كلمة الحق ، ولا أ نسى ليلة اعتقا ل ا لامام ا لشهيد محمد باقر ا لصدر حيث ارتقى ا لفقيد ا لشيخ حسين ا لبشيري ا لمنبرفي ناحية تازه، وكيف كان يبين للمؤمنين خبر اعتقا ل الامام الصدرفي خطبته النارية وفي ابيات شعرية تبين ظلم البعثيين واستهتارهم بابسط حقوق الانسان العراقي وكيف كان دوره الريادي في توجيه المؤمنين بقوافل لبيعة ا لشهيد الامام الصد ر رضوان الله عليه في ايام محنته مع البعثيين ، ولا يخفى دوره المتميز طيلة عشرين عاما ( قبل استحواذ صدام ا لتكريتي لعنه ا لله على كرسي ا لحكم في ا لعراق ) في كركوك والمناطق التركمانية في نشر الثقافة الاسلامية ومحبة اهل بيت العصمة والطهارة في نفوس التركمان وكان السبب المباشر بالتزام كثير من ابناء التركمان طريق الهداية والفلاح ، وكان ا لرابط الحقيقي المباشر بين المجتمع الشيعي التركماني والمرجعية في النجف الاشرف ، وكان دا ئم الحضور في مساجد اخواننا ا لتركمان السنة والقائه المحاضرات في مجالسهم ا لدينية والدعوة للمؤمنين بالوحدة والائتلاف تحت كلمة : لااله الا الله محمد رسول الله ( ص). وبعد سقوط صنم صدام ا لتكريتي لعنه الله في 9 / نيسان /2003 باسبوع دخل ا لعرا ق وزار احبائه وبكى واذرف دموع الحزن لفراق ابنائه واحبته ا للذين قضوا نحبهم على ايدي البعثيين مجرمي التاريخ والبشرية ، ووقف على اطلال مسجد الثقلين (الذي دمره البعثيين اضافة الى اربعة مساجد فيها حقدا منهم لاتباع اهل البيت عليه السلام) في تسعين المجاهدة وا لمضحية بالغالي والنفيس في سبيل رفعة الاسلام وخلاص ا لشعب ا لعراقي من ظلم ا لبعثيين ا لجبابرة لينادي بكل صوته وما اوتي من قوة : يا ايها ا لناس اسمعوا لقد كانت في هذا المكان مدينة تسمى تسعين واليوم لا تسعين ولا اهلها ولا مساجدها ولا شبابها الغيارى حيث غيب المئات منهم في ظلمات سجون القومية العربية البعثية وقتل من قتل منهم بالرصا ص او اعدم شنقا بالموت والمدينة دمرت بالكامل بمكائن البعث وبأسم القومية ، وغادر ليزور موطن ولادته ( قرية بشير ) ولم يتمكن من زيارتها ورؤيتها من جديد بعد فراق 23 سنة من الهجرة لان حكومة حزب البعث ا لعربي الاشتراكي قتل اكثر من 150 شابا من شبابها الملتزم والواعي حتى ا لضرير منهم ا لمعروف ا لحافظ مللا حيدر مع ولده ا لذي كان يوصله للمجالس ليقرأ القرآ ن ومدائح اهل البيت عليهم ا لسلام اسكنهم الله في فسيح جناته ، وهجرت ا هلها وشتتتهم بين ا لرمادي وا لبصرة واربيل ، ولم تكتفي حكومة ا لبعث ا لفاشي بقتل واعدام ابناء قرية بشير وتهجير اهلها من ديارهم وبيوتهم بل قام بتدميرها كاملة عن بكرة ابيها وبنت مجمعا سكنيا بجانبها وجلب اناسا من غرب ا لعرا ق ليسكنوا في ديار ا لمؤمنين ويزرعوا في اراضيهم غصبا وعدوانا ، ليس ذلك كله الا لان هؤلاء الشيعة الابرا ر من مسقط رأس شيخنا البار لدينه حسين البشيري رحمه الله أبوا ان يركنوا للظا لمين وجبابرة ا لتاريخ وا لممسوخين من البشر بل رفعوا جباههم عالية قائلين : اقض ما انت قاض وما تقضي الا الحياة الدنيا ، مرددين شعار امامهم الحسين عليه السلام : هيهات منا الذلّة . فلم يتمكن ا لشيخ ا لعزيز رحمه الله من زيارة موطن ولادته، وبعد زيارة أئمته الابرار علي والحسين وشهداء كربلاء والجوادين عليهم الصلاة والسلام عاد ا لى ديار هجرته ليلملم اهل بيته ليرجع الى احبائه الشيعة التركمان لكن يد ا لقضاء كانت في انتظاره لتخطفه من هذه ا لدنيا حيث ا لنعيم وحور العين لان ا لشيخ البشيري رحمه الله كان له ميزة خاصة في ايمانه وتقواه وسلوكه،وانه كان )((((من تلك الفئة التي وصفها الله سبحانه وتعالى: من المؤمنين رجالا صدقوا ماعاهدوا الله عليه..و كان كأبي ذر الغفاري في مبدئيته وشجاعته.وان رحيله في هذا الوقت اضرمت النار في افئدة ابناءه ومحبيه من التركمان، بل ترك اللوعة في قلب كل من عرفه من قرب، انه غاب جسدا ولكن مناقبياته وروحه الطيبة ستبقى في النفوس الطيبة لانه من فرع تلك الشجرة التي تؤتي اكلها كل حين باذن ربها..ان قيمة الانسان بمقدار ما يترك من اثر طيب، وبمقدار تجاوز الذات والموضوعية في القصد وبمقدار المبدئية والبعد عن منازل الانتهاز..والشجاعة في الدفاع عن الحق.. لقد غاب عنا وغابت معه الكثير من الاسرار***)))) .لقد ابى روح ا لشيخ ا لعزيز الا ان يوقع اجره على خالقه وربه امتثالا للاية ا لمباركة ( ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه ا لموت فقد وقع اجره على الله ) فسلام عليه وعلى ولده الشهيد وهو يأخذ

    اجره من الله رب الشهداء والصديقين ...

    *** مستقاة من مقال للدكتور م. الموسوي (( سلام على الشيخ البشيري في الخالدين المنشور في كتابات بتاريخ 26/7/2003))

    27/7/2003

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني