النتائج 1 إلى 13 من 13
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    المشاركات
    1,139

    تساؤلات حول غيبة الإمام المهديّ

    > الإمام المهدي (عج) - تساؤلات حول غيبة الإمام المهدي(عج)

    تساؤلات حول غيبة الإمام المهديّ(عج)

    انطلاقاً من رؤية العلاّمة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، نسلط الأضواء على بعض المفاهيم لاستجلائها وتوضيحها، وللتأسيس عليها في بناء منظومة فكرية رائدة

    استحوذت قضية المهدي على اهتمام خاصّ من قبل المسلمين، بل وغيرهم من الأديان، باعتباره المنقذ والمخلِّص للبشرية من الظلم والعذاب، والناشر للعدل والطمأنينة، هذه الفكرة كانت مدار تسالم بين جميع الفرق الإسلامية، ولكنّ نقاشاً وجدالاً واسعين دارا بين المؤمنين بها، في التفاصيل، ولاسيما حول غيبته، والفائدة المرجوّة منها، وحول كيفيّة ظهوره، والوسائل والأساليب التي تستخدم لتحقيق مشروعه الهادف إلى رفع الظلم ونشر العدل. وقد أجاب سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله عن هذه الاستفسارات، كاشفاً عن العلل الكامنة وراء غيبته، والهدفية العامة لرسالته في تحقيق العدل المنتظر.

    غيبة الإمام المهدي(عج):

    س: تقولون إن غيبة الإمام المهدي(عج) غيبٌ من غيب اللّه تعالى، وهذا الغيب يحتاج إلى دليل من الكتاب والسنّة، والحال أن رسول اللّه(ص) لم يبشِّر بغيبته، بل بشّر بظهوره، فكيف بي إن كنت من مذهب غير مذهبكم أن أقتنع بمثل هذا الدليل؟

    ج: إذا كان رسول اللّه(ص) بشّر بظهوره،، فإنَّ الظهور إنما ينطلق من خلال الغيبة، هذا جانب. والجانب الآخر، هو أننا عندما نقرأ: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً؛ كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض))، فلا بد من أن يكون في كل زمن يمتد فيه الكتاب شخص من العترة، وليس هو إلاّ الإمام (عج)، هذا إضافة إلى ما وردنا من الأحاديث المتواترة الكثيرة عن أئمة أهل البيت(ع)، الذين يحدّثون عن رسول اللّه(ص) ولا يحدثون عن أنفسهم في ذلك كله(1).

    س: إذا كان الله تعالى قد أرسل الأنبياء(ع) والأئمة(ع) ليكونوا حكماء ومنذرين وقادة، فكيف يكون ذلك وهم مستترون عن الأنظار، كالإمام المهدي(عج)؟ ألا ينبغي أنْ يكون حاضراً معنا ليوجه خطانا ويسددنا؟

    ج: مسألة الإمام محمد بن الحسن(عج) تختلف عن كل مسائل الأنبياء والأئمة(ع)، فهو حجَّة الله تعالى، وهو الإمام الثاني عشر الذي لا إشكال في إمامته، ولكن الله سبحانه وتعالى أعدّه من أجل أن يهيئ العالم للعدل الكلّي، وهيَّأه للحالة التي يختم الله بها مسيرة البشرية، ويحقِّق هدف كل الأنبياء والرسالات، ولذلك لم يجعله الله سبحانه وتعالى إماماً في التفاصيل، كما هم الأنبياء(ع) في الرسالة وتفاصيلها في تعليم الكتاب والحكمة والتزكية التربويّة للناس، فقد كان الأئمة يتابعون التفاصيل، حيث جاءوا بالرسالة وعلَّموها، وكذلك الأئمَّة(ع) من آبائه، فقد أكملوا التفاصيل باعتبارهم خلفاء النبيّ(ص) وأوصياءه حسب عقيدتنا، ولذلك عندما سئل(عج) ـ في حال فترة غيبته ـ ماذا نفعل؟ قال ـ كما روي عنه ـ: "وأما الحوادث الواقعة، فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا، فإنهم حجتي عليكم"، لأني من خلال آبائي، ومن خلال ما أعطيتهم، يملكون الإجابة عن التفاصيل، سواء على مستوى الجزئيات أو على مستوى الكليات، ((وأنا حجة الله)). فليست هناك حاجة في التفاصيل، والعلماء الذين رووا ودرسوا كل ما جاء عن الله سبحانه وتعالى ورسوله(ص) وعن الأئمة(ع)، قادرون على أن يعطوا لكل جيل من الأجيال القادمة الإجابة عن علامات الاستفهام التي تطرأ في ذهنه، أو الحاجات التي يحتاج فيها إلى التشريع، لذلك لا حاجة للإمام في التفاصيل بعد إتمام البيان، ودور الإمام هو الدور الذي يغيّر فيه العالم، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.

    أما لماذا غاب كل هذه الغيبة الطويلة؟ ما هو السرّ؟ فإن غيبته غيب من غيب الله سبحانه وتعالى، وظهوره غيب من غيب الله سبحانه، وما يذكر من علامات لا يعطينا الوضوح، بل قد يعطينا بعض الإشارات، وقد استغرق الناس في هذه العلامات، حتى أصبحوا كلّما وقعت حرب عُدّت من علامات الظهور، ولكن هذا غيب من غيب الله تعالى، وسرٌّ من أسراره، ونحن لا نملك المفردات التي نعرف من خلالها هذا السرّ. ودور الإمام(عج) يختلف عن دور كل الأئمة(ع)، وواقعاً، يختلف عن دور كل الأنبياء(ع)، ولعل هذا السؤال يتكرر دائماً، أنه كيف يمكن أن يغيب مع أنه الإمام الذي تقوم به الحجة؟ وفي حالة غيبته لا تقوم الحجة، هذا كله، لأن الثقافة التي عندنا هي أننا نعتبر أن دور الإمام(عج) كدور أبيه وكدور أجداده، والقضية ليست كذلك، من خلال الأحاديث التي وردت في هذا المجال(2).

    س: هل غيبة الإمام المهدي (عج) كانت بعداً عن الواقع البشري، بمعنى أنه يأكل ويشرب، ويلتقي نوّابه، أم أنه غاب عن عالم الدنيا، بمعنى أن غيبته هي عروج على عالم ما وراء الطبيعة؟ فهل هو حاضر على الأرض؟ أم غائب عن الناس؟ أم هو غائب عن الأرض فضلاً عن الناس؟

    ج: ما هي علاقتنا بهذا الموضوع؟ وما الذي يهمّنا من هذا الكلام؟ ماذا يأكل أو يشرب؟ أساساً إنّ غيبته غيب من غيب الله سبحانه وتعالى، وظهوره غيب من غيب الله سبحانه وتعالى، إنما نحن اعتقدنا بذلك باعتبار الأحاديث الواردة عن النبي(ص): ((يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً)) وغيرها، والآن نسمع بعض الفضائيات أنه هل هو متزوّج؟ وهل عنده أولاد؟ وأين يسكن؟ وماذا يأكل أو يشرب؟ ما هذا الكلام؟ هذا كلام لا ينفع من علمه، ولا يضرُّ من جهله، ولسنا مكلَّفين بالإحاطة بهذه الأمور... نحن مكلَّفون بأن نعتقد به، لأن الصادق المصدّق أخبرنا بذلك، وما عدا ذلك، نحن ننتظره بأن نعمل من أجل الإسلام، فنحن مسلمون وعلينا تكاليف، والآن ننتظره ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً، لكن يجب أن نعمل من أجل العدل في بيوتنا، وفي بلادنا، وفي السياسة، وفي الاقتصاد والاجتماع. هذا ما يجب علينا أن نهيِّئه... فليس من شغلنا ومسؤولياتنا ما هي صورته، وكيف يعيش؟... إنَّ تكليفنا هو أن نعتقد به، لأنه ثبت لدينا ذلك بالطرق القطعية، ثم علينا أن نعمل بتكاليفنا(3).

    الإمام المهدي(عج) والقوة:

    س: المعروف أنّ ظهور الإمام المهدي(عج) سيكون قائماً على السّلطة والقوّة، بينما لم تكن دعوة الرّسول كذلك. فلماذا هذا الاختلاف؟

    ج: هناك فرق بين الرسول الذي يريد القيام بالدعوة والتبليغ، اللّذان يرتكزان على الإقناع بشكل تدريجي، من أجل الالتزام الفكري والعملي بالرسالة، وبين مهمة الإمام المهدي (عج)، الذي سيكون دوره في نهاية العالم تغيير العالم، وإن كانت الدعوة جزءاً من رسالته التي هي رسالة النبي محمد(ص)، فدور الإمام(عج) هو أن يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وهو دور يحتاج إلى شروط تختلف عن الشروط الخاصة بالأنبياء (ع)، ولكن هذا لا يمنع من أن يكون للإمام المهدي(عج) أسلوبه في الدعوة إلى الله في الموارد التي يحتاج فيها إلى الإقناع بالرسالة والفكرة والواقع(4).

    س: ذكرتم في ندوة سابقة، أن رسالة الأديان السماوية لم تكن مرتبطةً بالقوة والعنف، بل تعتمد وسيلة الإقناع، على عكس ما هو متحكّم اليوم في العالم، من سيطرة لغة العنف والقوّة؟ فهل يعتبر ذلك سبباً لتعذر إقامة حكم اللّه على الأرض إلاّ بظهور المهدي (عج)؟

    ج: نحن نقول إن رسالة الأنبياء (ع) انطلقت من القاعدة الإيمانية الرسالية في نفس الإنسان، ولم تنطلق من الظروف الخارجية المحيطة به، ولكن ليس معنى ذلك أن لا نأخذ بأسباب القوة، بل لا بدّ من أن ينطلق الدعاة إلى اللّه من أجل أن يرتبط الناس بالرسالة على أساس العقل. أما تغيير الواقع فله شروط أخرى، فإذا وصلت الرسالة أو الدعوة إلى مسألة تغيير الواقع، فقد تفرض الظروف القوة أو السلم حسب اختلاف هذه الظروف(5).

    رعاية الإمام المهدي للحركة الإيمانية

    يعتقد الشيعة الإمامية، أنّ الإمام الثاني عشر حيٌ يرزق، وهو امتداد للنبي(ص)، والسؤال هو: لماذا لا يتدخل الإمام لتصحيح الفتاوى المنحرفة، سواء كانت صادرة من السنة أو من الشيعة، ولاسيما أنّ رسالة الإمام عالمية، وليست مختصة بالشيعة فقط. أليس عدم تدخله هذا ينافي تكليفه من حيث إنه مأمور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

    ج: لقد بينّا فيما سبق، أن دور الإمام هو الدور التغييري للعالم كله في المرحلة النهائية للعالم، وأن دور التوعية ودور التبليغ وتأكيد المفاهيم وتصحيحها، كان منوطاً بالأئمة السابقين الذين انطلقوا من خلال خط الرسالة وخط النبوّة. وهناك قواعد كثيرة تركوها لتصحيح ما فسد، ولتصحيح ما أخطأ الناس فيه. لذلك، ليست هناك أية فراغات في هذا المجال، ولكن إذا لم يأخذ الناس بها، فإن الناس هم المسؤولون عن ذلك(6).

    الفائدة العملية من غيبة الإمام(عج)

    س: ورد في الأثر، أنه يستفيد الناس من الإمام المهدي(عج) في زمن غيبته كما يستفاد من الشمس إذا ظلّلها الغمام. والسؤال: ما الفائدة العملية للناس من غيبة الإمام(عج)؟

    ج : هذه التعليلات التي وردت في بعض الأحاديث من قبيل أنه مثل الشمس يظللها الغمام، غير مفهومة. لكننا نقول إنه لا بد من أن تكون هناك حكمة في هذا الأمر، والله سبحانه وتعالى وحده يعلمها ولا نعلم من ذلك شيئاً. ولذلك فإننا آمنا به ولم نره، وإن الصادق المصدق أخبرنا بذلك كما أخبرنا بالجنة والنار، فآمنا بذلك كله، والإيمان بعضه من بعض، كل متكامل(7).

    وضع المذهب في ظلّ غيبة المهدي(عج):

    س: أليس وضعنا اليوم كوضع بقية المذاهب في غياب إمامٍ معصوم، فالأحاديث الضَّعيفة والمتضاربة موجودة في كتبنا، والاختلاف موجود بين فقهائنا، فما الذي يميِّزنا كإماميين، وكيف نستطيع إثبات استمرار النُّبوة بالإمامة في ظلِّ غياب المهدي(عج)؟

    ج: ورد في التَّوقيع الشَّريف الصَّادر عن الإمام المهدي(عج) قوله: «وأمَّا الحوادث الواقعة، فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا» وغير ذلك ممّا ورد عن الأئمَّة(ع)، إذ بيَّنوا أنَّ كلَّ ما يحتاجه النَّاس هو ممّا يرجع فيه إلى الفقهاء، أمَّا بالنِّسبة للإمامة والحاجة إليها ومسألة غيبة الإمام المهدي (ع)، فهي ممّا استُدلَّ عليها مفصَّلاً مما لا مجال للحديث عنه في المقام(8).

    عصر ظهور الإمام(عج):

    س: البعض يعتقد أنَّ هذا العصر هو عصر ظهور الإمام الحجّة (عج)، فهل يمكن لنا أن نعتقد بذلك؟

    ج: يقول تعالى: {إنَّهم يرَوْنَهُ بعيداً* ونراهُ قريباً} (المعارج:6ـ7). ولكن كما أكّدنا أكثر من مرّة، أنَّ هذا ليس مسؤوليتنا، فاللّه الذي جعل حكمته في غيبته، سوف تظهر حكمته أيضاً في ظهوره. أمّا مسؤوليتنا، فهي كيف نحضّر الأجواء المناسبة لهذا الظّهور، ألسنا نقول: «اللّهمَّ إنّا نرغب إليك في دولةٍ كريمة، تعزُّ بها الإسلام وأهله، وتذلّ بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدُّعاة إلى طاعتك»، فكيف ذلك دون أن ندرس ودون أن نقرأ ودون أن نتثقف؟! كيف تصبح داعية وأنت لم تتوافر على شروط الدعوة إلى اللّه؟! كيف تنتظره وأنت لا تدعو زوجتك ولا أبناءك إلى طاعة اللّه، وليس لديك ثقافة الدعوة الاجتماعية والدينية والحركية؟!

    «والقادة إلى سبيلك» أن تجعل نفسك مشروع قائد، بأن تنمّي عناصر القيادة في نفسك. «وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة». فالإمام(عج) إنَّما يأتي ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، وعلينا أن نكون مع خطّ العدل، فهو يأتي من أجل العدل العالمي، فمن منّا يفكّر في العدل في بيته؟ ومن الذي يقوم بحقوق زوجته بالعدل؟ أو هل أنَّ الزوجة تقوم بحقوق زوجها بالعدل؟ ومن هو العادل مع أولاده ومع جيرانه؟ هل نكون كبعض من يقول: «يسقط الظلم يعيش العدل» وأهل بيته أشقى النّاس به؟ هل نعدل مع بعضنا بعضاً حتّى نمهد الطريق لظهور العدل المنتظر؟!(9).

    جنود الإمام المهدي(عج):

    س: هل جنود الإمام المهدي(عج) سيكونون من الأحياء أم من الأموات الذي يبعثهم الله لنصرته؟ وهل هم الولاة في عهده وقادة جنده؟

    ج: المهم أن نكون نحن من جند الإمام المهدي(عج)، وذلك بأن نعدّ أنفسنا لنكون من أنصاره ومن جنده، كما ورد في الدعاء: ((اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة، تعز بها الإسلام وأهله، وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك، والقادة إلى سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة))، أي أن على كل واحد منا أن يربي نفسه على أساس أن يكون مشروع قائد إسلامي، ومشروع داعية إسلامي، وفي ذلك الوقت، هناك من يكون من أنصاره، وهناك من يكون من أعدائه. المهم أن لا نكون من أعدائه، لأن بعض الناس في كثير من الحالات يعمل عمل المعادين للإمام، فالرواية المعروفة عنه أنه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، فإذا كنت مثلاً تظلم زوجتك، أو تظلم جارك، أو تظلم الإنسان الذي تتعامل معه، أو إذا كنت في موقع سلطة وتظلم الناس، فستكون من أعداء الإمام، وتكون من الأشخاص الذين يحاربهم عند ظهوره، لأنه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وأنت تتحرّك في خط الظلم.

    لذلك على الإنسان أن يربي نفسه، وأن يتخلَّق بأخلاق الخط الذي يتحرك الإمام(عج) من أجل أن يركزه في العالم، لأن الإمام يعمل على أساس خط العدل العالمي، فأنت إذا كنت تنصر الظالمين وتساعدهم وتؤيدهم، فكيف تكون من أتباعه وشيعته؟ المهم عندما نسأل علينا أن نسأل ما هي مسؤولياتنا؟ وما هي تكاليفنا؟ وكيف يكون انتظارنا له انتظاراً إيجابياً؟ وكيف نربي أنفسنا على أن نكون من أنصاره وجنوده؟ حتى لا نطلب أن يعجّل الله فرجه ويسهّل مخرجه، ونكون كما في المثل: (قلوبهم معك وسيوفهم عليك)!! نعوذ بالله من ذلك(10).

    علامات ظهور المهدي (عج):

    س: ما هي علامات ظهور الإمام الحجة (عج)؟

    ج: هذا ليس من مسؤوليتنا، لأن غيبته من غيب الله وظهوره من غيب الله. فالأمر لله، ودورنا هو أن نهيىء له بعض المواقع الإسلامية، ونهيىء أنفسنا لنكون جنوده والقادة إلى سبيله. فكم من احتفال عملنا! ولكن هل أعددنا احتفالاً لأنفسنا كقياديين ودعاة إلى الله؟ هل نريد أن يظهر الإمام ونحن مشغولون عنه وعن الإسلام بأنفسنا؟! أنقل لكم قصة طريفة حول هذا الموضوع: تعرفون مسجد (السهلة) بين الكوفة والنجف، فيه مقامات للأنبياء وللحجة(عج)، ومعروف بين الناس - ولا نعلم مصدر ذلك - أنه في كل أربعاء يذهبون إلى ذلك المسجد لغاية أربعين أربعاء لقراءة الدعاء منذ زمن، وكان أحدهم قد أكمل الأربعين أربعاء، وتهيَّأ لاستقبال الإمام، فدخل عليه ورحب به بقوله: يا مولاي، يا سيدي شرَّفتنا. ولما جلس في صدر المجلس، قال للرجل: عليك بالانفصال عن زوجتك لأنها أختك من الرضاعة، وكذلك عليك بالخروج من البيت لأنه وقف للأيتام، وأموالك حرام فعليك التخلي عنها، فخرج الرجل من المنـزل صائحاً هذا حرامي في البيت، أخرجوه. وربما يكون هذا هو موقف الكثيرين منّا عندما يخرج الإمام الحجة(عج). والحسين(ع) جدّ الحجة(عج)، عندما انطلق في مسيرته قال: ((الناس عبيد الدنيا، والدين لعقٌ على ألسنتهم، يحوطونه ما درت معايشهم، فإذا مُحِّصوا بالبلاء قلّ الديَّانون)). فمن يدري إذا خرج الإمام الحجة(عج) ونحن في غيبة ونميمة، وكذا فقد نكون من أنصار أعدائه، مثل الذين كانوا مع الإمام الحسين(ع) بقلوبهم بينما كانت سيوفهم عليه، فنسأل الله العافية(11).

    نصرة المهدي(عج):

    س: كيف يجسِّد الإنسان نصرة الإمام المهدي (عج) عملاً وروحاً؟

    ج: هناك طريقتان: مباشرة وغير مباشرة. فالطريقة المباشرة، هي أن ننصر الخط الرسالي الذي ينطلق فيه الإمام الحجة (عج)، وهو إمام المسلمين كباقي آبائه، وليس هناك خصوصية له من هذه الناحية، فهو كباقي الأئمة الإثني عشر (ع)، دوره كأدوارهم، وهو نصرة الإسلام وإقامة العدل الشامل على أساس الإسلام. فعندما نريد نصرة الإمام، علينا أن ندعو إلى الإسلام وأن لا نكتفي بالدعاء، كما لو اكتفى أحدنا بقراءه دعاء (الندبة)، بل علينا أولاً أن نثقف أنفسنا وأهلنا بالإسلام، وأن نواجه القضايا الإسلامية والتحديات ضد المسلمين، ونواجه الظالمين والمستكبرين الذين يفرضون أنفسهم على كل المسلمين في الاقتصاد والسياسة والأمن.

    أما الطريقة غير المباشرة، فهي أن نعدّ أنفسنا بحسب مسؤولياتنا الشرعية، ولا يعني ذلك أننا في زمن الغيبة أحرار لنتخلى عن مسؤولياتنا ونجلس فنشرب الشاي ونذهب إلى مسجد السهلة ونعمل 40 أربعاء مكتفين بذلك، فإن الله سبحانه جعل المسؤولية كما في الآية الكريمة، {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا} (الأحزاب/39)، فنحن مسؤولون في كل شيء، وننتظر قدوم الإمام في هذه الحال(12).

    قتال الإمام المهدي (عج):

    س: هل يقاتل الإمام المهدي(عج) أعداءه بالمعجزة أم بالأسلحة المعتادة؟

    ج: جعل اللّه سبحانه وتعالى غيبة الإمام المهدي(عج) من الغيب وظهوره من الغيب، واللّه يتكفل أداءه وظيفته في أن ينشر العدل الشامل من خلال الإسلام. فلماذا نتعب أنفسنا بمثل هذه الأسئلة، أيّ سلاح يستخدم؟ وهل هو سلاح نووي أو صواريخ أو غير ذلك؟ إن هذا علم لا يضر من جهله ولا ينفع من علمه. ونحن نقول إن من الأفضل أن نعرف ما هي معلوماتنا عن الإسلام الذي يحمله الإمام المهديّ؟ وما هي معلوماتنا عن العدل الذي هو عنوان حركة الإمام المهدي(ع)؟ هل نحن نفهم العدل في العالم؟ وهل نحن مع خطوط العدل في العالم؟ وهل نحن مع خطوط العدل في حياتنا كلها، حيث يعدل الزوج مع زوجته، والزوجة مع زوجها؟... علينا أن نسأل عن الأشياء التي نتحمل فيها مسؤوليةً في تكليفنا أمام اللّه سبحانه وتعالى، ونتحمل فيها مسؤولية في بناء حياتنا على الأسس الصحيحة، وعندما يظهر بإذن الله تعالى، فعند ذلك لا تكون ثمّة مشكلة في هذا المجال(13).

    ادّعاء رؤية الإمام المهدي(عج):

    س: ما رأيكم في من ادّعى رؤية الإمام المنتظر(عج)، علماً أنّ بعضهم ممن يوثق بكلامه وبعضهم من العلماء؟

    ج: غيبة الإمام المهدي (عج) غيب من غيب الله سبحانه، وهي غيبة كبرى، يعني أنه لا يلتقي به أحد. أما إذا كان شخص ما رآه، كما يدَّعي، فما هي خصوصية هذا الشخص لأن يراه حتى يهمس في أذنه شيئاً؟ وهناك بعض النصوص تتحدّث عن تكذيب من ادّعى الرؤية ولو كانوا من الموثقين، فنحن لا نكذِّبهم، ولكن ربما يخيّل إليهم ذلك(14).

    المهدي (عج) ومستقبل البشرية:

    س: يروى أنه عند ظهور الإمام المهدي(عج) سيصلِّي السيد المسيح(ع) خلفه، فهل تنصحون المسيحيين بضرورة التخلي عن مساندة اليهود وفتح باب التقارب مع المسلمين بدلاً من وصمهم بالإرهاب، بينما الكيان الصهيوني في فلسطين هو الإرهاب الحقيقي؟

    ج: ننصح المسيحيين والمسلمين - معاً - أن لا يتعاونوا مع اليهود، لأننا اليوم نرى الكثير من المسلمين يتعاونون مع اليهود (إسرائيل)، ونحن نريد للمسيحيين أن يؤمنوا بالسيد المسيح كما أرسله اللّه سبحانه، وكذلك نريد للمسلمين أن يؤمنوا بالنبي محمد(ص) كما أرسله اللّه سبحانه. والقضية الفلسطينية هي قضية السيد المسيح(ع) وقضية النبي الأكرم (ص) وقضية كلِّ الرسالات والأنبياء. وأتذكر أني اجتمعت مرة بأحد الكرادلة المسيحيين من الفاتيكان، وهو الكاردينال (أرنير) من نيجيريا، فقلت له: ما هي مسؤولياتك؟ فقال البحث عن الحوار الإسلامي المسيحي، فقلت له: ما هو موضوع البحث الآن؟ فقال نبحث عن موضوع الحريات في الإسلام والنظرة إلى المرأة. فقلت له: أسألك عن قضية أكبر، فلو كان السيد المسيح(ع) موجوداً الآن، فمع من يكون، هل يكون مع اليهود أم مع الفلسطينيين؟ والمفروض أن السيد المسيح طرد اللصوص من ساحة الهيكل، فكيف بلصوص الأوطان من اليهود الذين سرقوا فلسطين؟ فقال هذه قضية سياسية ويمكنك التكلم بذلك مع سفير الفاتيكان في بيروت. فقلت له: أسألك عن ضميرك المسيحي، فتدخَّل بذلك السفير البابوي في دمشق قائلاً: إن إسرائيل (الكيان الصهيوني) هي أمر واقع نتعامل معه. فقلت له: إن الشيطان أيضاً أمر واقع، فهل نعترف بشرعيته، فليس كل أمر واقع يعترف به إذ قد يكون هذا الواقع باطلاً، فسكت.

    فالقضية الفلسطينية رغم أنها قضية إسلامية كبرى، إلاّ أن المسيحيين أيضاً لو أخلصوا للمسيح(ع) لكان عليهم أن يشاركوا المسلمين في موقع الدفاع عن المستضعفين في فلسطين، سواء كانوا من المسلمين أو من المسيحيين...(15)


    --------------------------------------------------------------------------------

    المصادر:

    (1) نشرة فكر وثقافة، المسائل العقائدية، العدد410.

    (2) نشرة فكر وثقافة، المسائل العقائدية، العدد343

    (3) نشرة فكر وثقافة، المسائل العقائدية، العدد 364.

    (4) نشرة فكر وثقافة، المسائل الفكرية، العدد 302.

    (5) نشرة فكر وثقافة، المسائل الفكرية، العدد 302.

    (6) نشرة فكر وثقافة، المسائل العقائدية، العدد302.

    (7) نشرة فكر وثقافة، مسائل السيرة، العدد189.

    (8) نشرة فكر وثقافة، المسائل العقائدية، العدد235.

    (9) نشرة فكر وثقافة، مسائل السيرة، العدد226.

    (10) نشرة فكر وثقافة، المسائل العقائدية، العدد407.

    (11) نشرة فكر وثقافة، المسائل العقائدية، العدد275

    (12) نشرة فكر وثقافة، المسائل العقائدية، العددان 271و 321.

    (13) نشرة فكر وثقافة، المسائل العقائدية، العدد325.

    (14) نشرة فكر وثقافة، المسائل العقائدية، العدد324.

    (15) نشرة فكر وثقافة، المسائل التربوية، العدد 280.

    http://arabic.bayynat.org.lb/ahlalbeit/imammahdi_5.htm

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    707

    افتراضي

    يعجبني في الشيخ محمد حسين فضل الله رزانته واعتداله وأريحيته .

    ولكن مع إحترامي لوجهة نظره إلا أن بعض الإجابات على أسئلة حاسمة لم تكن شافية .

    وحقيقة أنا مندهش من أن بعض الشيعة تدور في عقله تلك الأسئلة الحاسمة ، كنت أعتقد أن القليل القليل هم من يفكر ، وخاصة فيما يتعلق بالتراث الإمامي ونظرياته .
    بالفعل أسئلة حاسمة يجب أن يطرحها كل إمامي على نفسه ، ويجب أن يبحث عن الإجابة ، ويجب أن يمحص وينقد الإجابة كذلك .

    من الأسئلة الرائعة الحاسمة :
    س: تقولون إن غيبة الإمام المهدي(عج) غيبٌ من غيب اللّه تعالى، وهذا الغيب يحتاج إلى دليل من الكتاب والسنّة، والحال أن رسول اللّه(ص) لم يبشِّر بغيبته، بل بشّر بظهوره، فكيف بي إن كنت من مذهب غير مذهبكم أن أقتنع بمثل هذا الدليل؟

    س: إذا كان الله تعالى قد أرسل الأنبياء(ع) والأئمة(ع) ليكونوا حكماء ومنذرين وقادة، فكيف يكون ذلك وهم مستترون عن الأنظار، كالإمام المهدي(عج)؟ ألا ينبغي أنْ يكون حاضراً معنا ليوجه خطانا ويسددنا؟
    س:يعتقد الشيعة الإمامية، أنّ الإمام الثاني عشر حيٌ يرزق، وهو امتداد للنبي(ص)، والسؤال هو: لماذا لا يتدخل الإمام لتصحيح الفتاوى المنحرفة، سواء كانت صادرة من السنة أو من الشيعة، ولاسيما أنّ رسالة الإمام عالمية، وليست مختصة بالشيعة فقط. أليس عدم تدخله هذا ينافي تكليفه من حيث إنه مأمور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

    س: ورد في الأثر، أنه يستفيد الناس من الإمام المهدي(عج) في زمن غيبته كما يستفاد من الشمس إذا ظلّلها الغمام. والسؤال: ما الفائدة العملية للناس من غيبة الإمام(عج)؟

    س: أليس وضعنا اليوم كوضع بقية المذاهب في غياب إمامٍ معصوم، فالأحاديث الضَّعيفة والمتضاربة موجودة في كتبنا، والاختلاف موجود بين فقهائنا، فما الذي يميِّزنا كإماميين، وكيف نستطيع إثبات استمرار النُّبوة بالإمامة في ظلِّ غياب المهدي(عج)؟
    تموتُ النّفوسُ بأوصابها *** ولم تدرِ عوّادها ما بها

    وما أنصفتْ مُهجة ٌ تشتكي *** أذاها إلى غير ِ أحبابها

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    المشاركات
    1,139
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أكثم بن صيفي
    .....
    وحقيقة أنا مندهش من أن بعض الشيعة تدور في عقله تلك الأسئلة الحاسمة ، كنت أعتقد أن القليل القليل هم من يفكر ، وخاصة فيما يتعلق بالتراث الإمامي ونظرياته .....

    لماذا تندهش ؟!

    أقرأ و خالط و تعرف على اخوتك... لتجد كيف يفكرون ...و لا تبق مأسوراً للكثير ممن نقد الشيعة و هو ممن لم يقرأ لهم...

    بالمناسبة لدينا مثلما لديكم ...البعض ممن لا يقرأ أصول الكتب ... ولكن يقرأ النقد عليها ويصدقه ولو كان مجتزءً...

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    بغداد
    المشاركات
    2,017

    افتراضي

    كنت أعتقد أن القليل القليل هم من يفكر ، وخاصة فيما يتعلق بالتراث الإمامي ونظرياته .
    رمتني بدائها وانسلت..
    نحن اهل الفكر والتفكير يا"اكثم"..
    فمذهبنا هو الذي انجب جمال الدين الافغاني..ومحمد باقر الصدر وغيرهم من عمالقه الفكر...
    ويا حبذا لو تخبرنا ماذا انتجت السلفيه من مفكرين؟؟
    نعم انتجت الدكتور الظواهري صاحب النظريات الاجراميه..
    وانتجت الملا عمر وبن لادن والزرقاوي ومن هم على شاكله هؤلاء الوحوش الهمجيه..
    اما التراث الامامي!!
    فعجباَ ..هل لديكم من يفكر بالتراث السلفي؟!!خصوصاَ ذاك الذي كتب بروايات ابو هريره والحميراء..وصاحب العوره اللوذعيه عمرو بن العاص..
    وعمرو بن العاص هذا صاحب فكر وقائي!!
    انه صاحب نظريه كشف العورات عند الضرورات..وللضروره احكام!!
    اما ابو هريره صاحب نظريات البصليه.فهو لوذعي آخر من شيوخكم..
    وحسبه فخراَ بأحاديث فوائد البصل ..بصل عكا..
    اما عن احاديث الشاب الامرد..فحدث ولا حرج..
    لابأس ان تحدثنا ايضا يا اكثم عن نظريه الارضاع..وعن رائدتها الاولى الحميراء..
    انه تراثكم الهزلي يااكثم...فهل لديكم من يمحصه ويفتش بين ثناياه؟؟
    لا اعتقد ذلك..
    وسلملي على التفكير والمفكرين..
    مع السلامه

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    707

    افتراضي

    إنه تقدم في فكر الشيعة أن تطرح مثل هذه الأسئلة !

    وإنه تقدم ، بل فتح عظيم إن أدركوا ألا إجابات شافية عليها .
    تموتُ النّفوسُ بأوصابها *** ولم تدرِ عوّادها ما بها

    وما أنصفتْ مُهجة ٌ تشتكي *** أذاها إلى غير ِ أحبابها

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    3,861

    افتراضي

    عندما يكون العمري غبيا الى درجة نقد الاخرين عن ما هو غافل عنه

    محمد سليم العوا نموذجا

    العوا هذا يعتبر من المنظرين للفكر العمري (نسبة الى عمر بن الخطاب ) ينتقد ملته في عدم قراءة الفكر الشيعي وهو يثبت نفسه انه لم يقرا هذا الفكر من خلال اراءه التي يعرضها في خصوص الشيعة ومعتقداتهم وبهذا يقع في نفس الخطا الذي يحاول ان لا يقع فيه اصحابه من مدين عمر بن الخطاب

    اقراء ما يقول وسترى الجهل فيه عن قصد او غير قصد


    اضغط هنا


    http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=26624

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    230

    افتراضي

    اكثم بن صيفي

    ماهو المانع من ان تدخل مذهب الشيعة؟
    ما هي اهم عقبة عقائدية تعترض عليها؟

    ولا سيما ان هناك الكثير من الفطاحل - محامين وكتاب وشيوخ يدخلون التشيع يوميا

    انت اسال ونحن نجيب

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    707

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تركماني2
    اكثم بن صيفي

    ماهو المانع من ان تدخل مذهب الشيعة؟
    ما هي اهم عقبة عقائدية تعترض عليها؟

    ولا سيما ان هناك الكثير من الفطاحل - محامين وكتاب وشيوخ يدخلون التشيع يوميا

    انت اسال ونحن نجيب
    الأخ تركماني ، السؤال كبير ، والإجابة عليه تحتاج إلى تفصيل .

    ولكن صدقني أني لا يهمني كثيراً أن يتشيع السني أو يتسنن الشيعي ، هدفي الأول هو بيان المتناقضات والمعضلات في المذهب الإمامي للأخوة الشيعة حتى تقل عندهم نزعة التعصب المذهبي !
    كن شيعياً ولكن باعتدال .
    أريد شيعياً كمحمد حسين فضل الله ، كجواد الخالصي كموسى الموسوي كأحمد الكاتب .
    أريد الشيعي أن يتخلص من عقدة المظلومية التاريخية .
    أريده أن يندمج مع وسطه الإسلامي المحيط به .
    أريده أن ينظر للتاريخ نظرة غير متشنجة .

    في الوقت ذاته على الشيعة أن ينقدوا جوانب التشدد والتطرف عند أهل السنة ، للإلتقاء في منتصف الطريق .


    إجابة على سؤالك الكبير أقول ، هناك إشكاليات كبرى في المذهب الإمامي ، إشكالية الإمامة الإلهية ..
    إشكالية الغلو في علي بن أبي طالب وعدد من ذريته ،وذلك الغلو على درجات متفاوتة ، بداية من القول بالعصمة مروراً بإدعاء الولاية التكوينية ، انتهاءاً بالقول بالألوهية المطلقة ..
    إشكالية النظرة المتشنجة غير العادلة المصحوبة بسوء النية تجاه جيل الصحابة ، وخاصة فيما يتعلق بالسابقين الأولين من المهاجرين ..
    إشكالية المهدوية والغيبة ، وما صاحبها من نمو لنظريات منغلقة كنظرية الإنتظار ، ونظرية التقية .
    إشكالية الطقوس العبادية الموغلة في التطرف ، كاللطم واالصياح ، والزحف ، والتطبير .. الخ
    تموتُ النّفوسُ بأوصابها *** ولم تدرِ عوّادها ما بها

    وما أنصفتْ مُهجة ٌ تشتكي *** أذاها إلى غير ِ أحبابها

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    الدولة
    أرض السواد
    المشاركات
    4,349

    افتراضي

    وقال ابن كثير:

    وفي التوراة الّتي بأيدي أهل الكتاب ما معناه: أنّ الله تعالى بشّر إبراهيم بإسماعيل، وأنّه ينمّيه ويكثّره ويجعل من ذرّيّته اثني عشر عظيماً.وقال:

    قال ابن تيميّة: وهؤلاء المبشّر بهم في حديث جابر بن سمرة وقرّر أنّهم يكونون مفرّقين في الأمّة ولا تقوم الساعة حتى يوجدوا.

    وغلط كثير ممّن تشرف بالإسلام من اليهود، فظنّوا أنّهم الّذين تدعو إليهم فرقة الرافضة فاتّبعوهم

    والبشارة المذكورة أعلاه في سفر التكوين، الإصحاح

    (17/الرقم 18 ـ 20) من التوراة المتداولة في عصرنا، وقد جاءت هذه البشارة في الأصل العبري كالآتي:

    جاء في سفر التكوين قول (الرب) لإبراهيم (عليه السلام) ما نصّه بالعبرية:

    "قي لِيشْماعيل بيرَخْتي أوتوقي هِفْريتي أوتو قي هِرْبيتي بِمِئوْد مِئودشنيم عَسار نِسيئيم يوليد قي نِتتيف لِگوي گدول"(1).وتعني حرفيّاً: "وإسماعيل أُباركه، وأُثمّره، وأكثّره جداً جداً، اثنا عشر إماماً يلد، وأجعلهُ أُمةً كبيرة".

    امر يذكر في الكتب السماويه وحينما ينفيه ابن تيميه يتبعه اكثم
    ومالي الاّ ال احمد شيعة ومالي الاّ مذهب الحق مذهب

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,463

    افتراضي

    السلام عليكم أخي الكميت
    يامعود خاف ايصدق ان الشيعة اصولهم يهودية مثل اسطورة ابن سبأ. :D::

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    1,660

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أكثم بن صيفي
    إجابة على سؤالك الكبير أقول ، هناك إشكاليات كبرى في المذهب الإمامي ، إشكالية الإمامة الإلهية ..
    إشكالية الغلو في علي بن أبي طالب وعدد من ذريته ،وذلك الغلو على درجات متفاوتة ، بداية من القول بالعصمة مروراً بإدعاء الولاية التكوينية ، انتهاءاً بالقول بالألوهية المطلقة ..
    إشكالية النظرة المتشنجة غير العادلة المصحوبة بسوء النية تجاه جيل الصحابة ، وخاصة فيما يتعلق بالسابقين الأولين من المهاجرين ..
    إشكالية المهدوية والغيبة ، وما صاحبها من نمو لنظريات منغلقة كنظرية الإنتظار ، ونظرية التقية .
    إشكالية الطقوس العبادية الموغلة في التطرف ، كاللطم واالصياح ، والزحف ، والتطبير .. الخ
    و هناك اشكاليات كبرى في الديانة السنية...

    اشكالية ابتداع مسألة الشورى ...ثم الاجماع المزعوم ...بعد موت الرسول...

    اشكالية الغلو في عمر بن الخطاب و أبي بكر بن أبي قحافة و عثمان بن عفان و حميراء

    و معاوية و ابن عاص و مغيرة و ابن عمر و ابن عباس و أبا هر ..و و و...غيرهم....و ذلك الغلو على درجات متفاوتة...

    بداية من القول بعدالة هؤلاء الصحابة مروراً بخرافة المبشرين

    و بالخلافة الراشدية الثلاثية-الرباعية الخارقة....طبعاً ...علي أضيف لاحقة!

    اشكالية النظرة الدونية لآل البيت و تراثهم الديني...وكأنهم لم تكن لهم مذاهب تعرف..

    وتفضيل أوزاعي و ثوري وبصري و مروزي وأصبحي و أضرابهم

    على مدرسة علي و الحسين و زين العابدين و جعفر الصادق و موسى الكاظم و غيرهم...

    اشكالية الجبرية و التفويض و الانبطاح و الروح الاستسلامية الانهزامية الخنيثة

    و ركوب موجة وجوب طاعة الحاكم الفاجر و العاهر

    و الارتكاز على التقية المضادة ...و الصبر الخانع و النصيحة السطحية المخففة بعد تقبيل الأيدي و الأرجل!؟!...

    و اللائحة تطول...

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    الدولة
    أرض السواد
    المشاركات
    4,349

    افتراضي

    اهلآ اخي هاشم
    اضحكتني واسعدت صباحي والله
    ومالي الاّ ال احمد شيعة ومالي الاّ مذهب الحق مذهب

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    8,007

    افتراضي

    حجج الاخ أكثم الواهية في جوابه على الاخ تركماني

    الأخ تركماني ، السؤال كبير ، والإجابة عليه تحتاج إلى تفصيل .

    ولكن صدقني أني لا يهمني كثيراً أن يتشيع السني أو يتسنن الشيعي ، هدفي الأول هو بيان المتناقضات والمعضلات في المذهب الإمامي للأخوة الشيعة حتى تقل عندهم نزعة التعصب المذهبي !
    التعصب المذهبي عند السنة وليس عند الشيعة والشاهد هو القتل الجماعي للشيعة على يد المتعصبين الانتحاريين المفخخين من السنه كما يحدث في العراق وكما فعل بن لادن السني عندما ذبح الهزار بالمئات ليس الا لكونهم شيعة فأين التعصب ؟


    كن شيعياً ولكن باعتدال .
    أريد شيعياً كمحمد حسين فضل الله ، كجواد الخالصي كموسى الموسوي كأحمد الكاتب .

    ما موقف بن باز وبن جهيمين من الذين ذكرتهم ؟ انهم رافضة على كل حال فمن اين أتى التعصب؟


    أريد الشيعي أن يتخلص من عقدة المظلومية التاريخية .
    المتصفح للتاريخ الاسلامي الدموي يرى ظلم الخلفاء السنة وجبروتهم و نعتهم بالظلمة يجعل الناعت من المظلومين وهذه حقيقة تاريخية ولا عار في هذا وعلى سبيل المثال لا الحصر ارجع الى كتاب (مقاتل الطالبيين) لترى وتستشعر بالظلم والجبروت السني


    أريده أن يندمج مع وسطه الإسلامي المحيط به .
    الشيعي يندمج ولكن السنى هو من يشير بالبنان اليه وينعته بالرافضي مقدما, فليس اللوم على الشيعي وانما على السني الذي لايعلم عن مذهب التشيع سوى خطب الجمع وحديث المقاهي


    في الوقت ذاته على الشيعة أن ينقدوا جوانب التشدد والتطرف عند أهل السنة ، للإلتقاء في منتصف الطريق .

    الكتابات والبحوث حول ذلك دوما لكن العيب هو ان عموم السنة لايقرأوا الا كتبهم ولا يستمعوا الا الى وعاظ السنة وعلماء السنة وكم صادفت من السنة المثقفين الذين يحسبون ان الشيعة ليس لهم مساند حديث الا صحيح البخاري!!! فقس على ذلك



    إجابة على سؤالك الكبير أقول ، هناك إشكاليات كبرى في المذهب الإمامي ، إشكالية الإمامة الإلهية ..
    إشكالية الغلو في علي بن أبي طالب وعدد من ذريته ،وذلك الغلو على درجات متفاوتة ، بداية من القول بالعصمة مروراً بإدعاء الولاية التكوينية ، انتهاءاً بالقول بالألوهية المطلقة ..


    الالوهية المطلقة ليست من المذهب الامامي فلا تخلط تعمدا , انما تظهر هنا اسلوبك السني في النقاش المبطن وخلط الامور

    إشكالية النظرة المتشنجة غير العادلة المصحوبة بسوء النية تجاه جيل الصحابة ، وخاصة فيما يتعلق بالسابقين الأولين من المهاجرين ..
    ادا كنت تنتقد الشيعة في ايمانهم بعصمة الائمة فانك وضعت العصمة بقولك اعلاه على مئات الرجال الذين عاصروا الرسول(ص) فقل لنا من اين نبدأ لتنقية تاريخنا من الهراء والتقديس الكاذب لرجال رفعتموهم الى مصاف الملائكة واياديهم ملطخة بدماء المسلمين.!



    إشكالية المهدوية والغيبة ، وما صاحبها من نمو لنظريات منغلقة كنظرية الإنتظار ، ونظرية التقية .
    المهدوية موجودة عند السنة ولكنها غير واضحة واتحدى اي سني ان يتكلم عن المهدي والمسيخ الدجال وغيرها الا اذا تخبط في الروايات وتختلط عليه الاحاديث ! اما التقية فنراها عند السنة الى حد مبتذل كفتواهم في حرب حزب الله عندما قالوا (ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة) وتقيات كثيرة يطبقونها ولكنهم يعيبون على الشيعة العمل بها .


    إشكالية الطقوس العبادية الموغلة في التطرف ، كاللطم واالصياح ، والزحف ، والتطبير .. الخ
    هذه ليست من المذهب والكثير من المراجع ينهي عنها مثل المرجع اية الله الخمنيئي في ايران, وبمناسبة الطقوس ماقولك في سكاكين الصوفية وملاعيبهم اليسوا هم من السنة !
    التعديل الأخير تم بواسطة مروان ; 11-09-2006 الساعة 07:20 سبب آخر: املاء






    الحرب السعودية العراقية !
    ايها العراقي ,ايها الانسان اعرف عدوك
    http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=86647

    تقسيم العراق وسوريا وداعش والبعث وحرب القادسية!
    الدور السعودي في تدمير العراق وسوريا والتمهيد للتقسيم والتطبيع

    http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=86036




ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني