تماشيا مع التغييرات(الاصلاحات) في الشرق الاوسط أقرت كل من مصر واليمن إجراء انتخابات رئاسية مع منافسين آخرين للرئيس
وقد كانت مصر السبّاقة الى طرح مفهوم الاصلاح الداخلي والتدريجي بدلا من التغيير الشامل كما حدث في العراق في مبررات ذكرها السياسيون المصريون ومازالوا ينظرون لها
واليمن برئيسها علي عبدالله صالح تجاوز حد الاصلاح الداخلي التدريجي ليعلن عدم ترشيحه الولايةجديدة ، ومع مثل هذه القضايا يبرز فريقان فريق يشيد بهذا الاجراء وآخر مشكك لمعرفته بالعقلية الحاكمة في بلداننا العربية التي لاتنفك عن كرسي الحكم إلا بالانقلاب أو الموت الذي يداهمهم فجأة
ولم يكتف حكامنا العرب من أتباع النظام الجمهوري بتجديد ولايتهم الرئاسية كلما انتهت ببيعة أو إنتخابات تكون النسبة فيها 99بالمئة وتسعة أعشارها بل بدأوا بتهيأة أنجالهم من الذكور طبعا لاستخلاف الحكم لتكون وراثة بطريقة اُخرى...!!!1
واصطدمت هذه الاستراتيجية للحكام العرب بموجة الاصلاح الامريكي بعد صدمة الحادي عشر من أيلول لاتخاذ الولايات المتحدة الامريكية استراتيجية جديدة في الشرق الاوسط ومنها ما اُطلق عليه الاصلاح ودمقرطة الحكم
فما كان من هؤلاء إلا التماشي أو عدم الاصطدام مباشرة مع هذه الاستراتيجية الجديدة التي تهدد عروشهم الوهمية
فمكا كان من مصر إلا أن ابتدعت فكرة الاصلاح الداخلي وكانت اُولى تلك العلامات السماح لمرشحين بمنافسة الرئيس المصري
وكان اليمن على هذا المنوال ولكن الرئيس علي عبدالله صالح ابتدع مسألة التنحي الاختياري عن الترشيح لولاية جديدة ولكنه عدل عن ذلك إستجابة للجماهير!!! وتأكيدا لفريق المشككين بأي نوع من الاصلاح في عقلية الحكام العرب
وهكذا رشح الرئيس اليمني نفسه لانتخابات الرئاسة وسمح لآخرين بأن يتجرأوا ويعلنوا ترشيحهم للرئاسة
وهاهي النتائج الاولية تثشير الى اكتساح الرئيس صالح للنتائج الاولية لانتخابات الرئاسة اليمنة
وقد سبقها اعتقال الحارس الشخصي لاحد المنافسين بالتقليعة الجديدة (الارهاب)بعد أن كانت التهم السابقة للمعارضين العمالة لدولة أجنبية!!0
وربما سيُعتقل المنافسون للرئيس أو من حصل على أصوات حقيقية كما حدث مع منافس الرئيس المصري( أيمن نور )بعد انتهاء الانتخابات المصرية حيث تم اعتقاله وتجريده من حقوق عضوية مجلس النواب كانذار لمن ينافس الرئيس بعد ذلك
وربما تكون نتائج الانتخابات اليمنية صحيحة تؤكد فوز الرئيس اليمني بعيدا عن التشكيك وهذا يعزو الى أسباب اُخرى منها
أولا :أن الجماهير العربية لم تألف بعد منافسة الحاكم في انتخابات فإما لاتُعر هذه الانتخابات أهمية وتكون مشاركتها قليلة وغير فاعلة،أو إنها تصوت للحاكم خوفا من الارهاب الحكومي
ثانيا:قد لاتسمح مراكز القوى التي نتجت عن العقود الماضية للحكم وتسعى الى إدامة بقاء الحكام بكل الوسائل المتاحة،وان كان لابد من التغيير فيكون من داخل المؤسسة الحاكمة أو الدائرة الاقرب من الرئيس
ولنا في سوريا مثالا حينما وافى الاجل الرئيس السابق حافظ الاسد فقامت الاجهزة الخاصة بتهيئة الابن بشار وجلبه من لندن ليحل محل أبيه
ثالثا :غياب المؤسسات المحايدة في تلك المنافسات تكون لها القول الفصل مما يؤدي الى رجحان كفة الحاكم ضد منافسيه
رابعا :قد لايكون كل المنافسيين حقيقيين أي بمعنى أن يكون هناك منافسيين يخلقون في مثل هذه الاجواء ومن ثم يتم انسحابهم لصالح الحاكم
والتجربة في هذه الانظمة أنها لاتسمح بمعارضة حقيقية تُراقب أداء الحاكم وسرعان ما يتم الزج بها في السجون في أي مناسبة تعبر فيها المعارضة عن موقفها ضد الحكومة
وفي الختام قد تبدو هذه الانتخابات لاجدوى منها مادام الفائز هو الرئيس كما كان متوقعا ولكنها خطوة اُولى في قبول الرئيس في اليمن وغيرها لاخرين ينافسوه والخطوات القادمة في الانتظار
عبدالامير علي الهماشي
[email protected]