النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    3,861

    افتراضي لماذا يحب العرب صدام حسين؟

    لماذا يحب العرب صدام حسين؟
    GMT 1200 2006 الأربعاء 25 أكتوبر
    عدنان أبو زيد



    --------------------------------------------------------------------------------


    صدام حسين شخصية بارانوية , وهذه الشخصية تفسر الحدث وفق معاييرها وليس طبقا للظروف الموضوعية. كما ان الناس الذين يودون او يالفون تلك الشخصية هم اشخاص بارانويون ايضا لانهم يستوعبون ادعات هذه الشخصية بسبب معاناة ما داخل مجتمعاتهم من ضمنها ضعف الدولة التي ينتمون اليها , وهذا ماينطبق على لبنان وفلسطين , فكلا البلدين يفتقدان غياب السلطة القوية التي تتمثل بشخص دكتاتوري واحد.

    ووفق هذا التفسير( للذات الجمعية ) فان الفلسطينيين واللبنانيين ينظرون اليه على أنه بطل حقيقي وهذا ناتج عن حاجة سايكولوجية , فقد استطاع صدام ان يوهم هؤلاء باعلامه الذي صرف عليه الملايين انه الوحيد القادر على تحرير الارض و توحيد الدول العربية في دولة واحدة ، وأنه أفضل العرب لرئاسة دولة الأمة العربية.
    بينما يفسره العراقيون على انه بطل دموي في مسرحية تراجيدية , وانه لم ينجح في الحفاظ على العراق عزيزا كريما موحدا و لم يوفر الحرية ولم يطبق الاشتراكية في البلد الذي حكمه لأكثر من ثلاثين سنة.

    وفاجاني جمع من اصدقاء فلسطينيين ولبنانيين انهم على يقين من أن صدام سيفاجا الجميع في مشهد المحاكمة , وان أوهام كثيرين ستتبدد الى حقائق مطلقة ، وهذا ديدنهم فمازالوا يبحثون عن بطل , وياللخيبة فقد وجدوه في صدام حسين. ولهذا فانهم لايبحثون في أخطائه وجرائمه فحسب بل ويجدون لها ألف سبب لتبريرها،


    وسؤالي كيف يمكن لمجنون أو طاغية أن يقنع الناس بانه بطل بل كيف يصدق هؤلاء بطولاته وعنترياته وامامهم مشاهد الموت والقبور الجماعية والادلة الدامغة على ابادة الجنس البشري , ولم لا يجدون بطلهم بينهم. حتى وان خلقوه تصورا. وكيف يدور هؤلاء في (غابة العمى) , ويصبح الطاغية الذي اكل اولاده ( كما يقول افلاطون ( بطلا.

    يقول علم النفس ان الشعوب يمكنها ان تبني مخيلة جمعية في لحظة مزاجية وانفعال, في محاولة لمعالجة الازمات التي فرضتها الحياة , وامعانا في تحقير ذاتها وتحقير حاكمها فتختار بطلا اخر من غير ملتها او بلدها , و تاريخ الشعوب يؤكد ذلك , واغلب ابطال الشعوب كانوا من غير ملة القوم , لكن الشعوب اتخذتهم ابطالا خرافيين تجسيدا لقلقهم الحياتي وهروبا من الشعور بالنقص وهذا ديدن الفلسطينيين فيما يتعلق بحبهم لصدام حسين وينطبق الامر على اللبنانيين ايضا.


    ومرض التوحد الذي يخيل لمن يصاب به ان الامل قريب بظهور البطل المخلص بات يؤرق الكثيرين من ابناء الامة لاسيما اولئك الذين شبوا على نظريات الامة الخلاقة التي تنجب الابطال وهي الامة ذات التاريخ المجيد فحسب , وكانه تاريخ مثالي ناصع الباض لاتشوبه الهزائم ولاتسوده الدسائس واعمال السيف بالامم والشعوب.

    وحتى محاكمة صدام صارت لاولئك المعجبين ملحمة بطولية فارسها ايضا ذلك البطل الخرافي , ليصبح بين القضبان اسدا سجينا , يستحق الاحترام , ومازالت عيناه ببريقها الذي يشبه نار بندقية ( الموزر ) كما غناها ذات يوم مطرب عراقي.

    ولطالما اضفى هؤلاء البشر على افعال بطلهم المخلص بالضرورة فيما فعل ويفعلوه , وبالتالي فان بطلهم قد صدقهم وسيحاول البرهنة على قوة إرادته التي تفوق حتى قوانين الطبيعة وسلوك الفرسان , فامعن في التحدي يخوض المعارك تلو المعارك ليثبت لنفسه ولهم انه قدر الرهان فاحترقت بغداد ونهبت الكويت , وتهدم العراق تحت هذه العناوين.

    والمفارقة ليس في ان صدام حسين كان يجب ان يكون اكثر وعيا وان يدرك الدرس الأول عندما قام بغزو الكويت‏ , لكن الطامة الكبرى في ذلك الجمع الذي صفق له ‏ على أن النصر سيصنعه بيديه التي ذبح بهما شعبه , بل ان ذلك الجمع الذي لم يتذوق طعم الحياة تحت سوط الدكتاتور , بات يوبخ العراقيين لانهم تخلوا عن البطل المخلص واكثر من ذلك فقد صار العراقيون في نظرهم خونة.

    مهما تعددت الأحكام حول شخصية صدام حسين فإنه بالقطع لديه نوع من المرض النفسي تاجج لديه حين راى نرجسيته في عيون اولئك الذين مجدوه واحتقروا شعبه.
    كان صدام تعتريه الشكوك في تصرفات وميول العراقيين ليجد في فلسطين ولبنان والاردن من هو بحاجة اليهم , وعوض عن ادبار العراقيين عنه بولاء هؤلاء له.

    وبذات المعنى يمكن القول ان هؤلاء كانوا شركاء في صنع شخصيته , فهم لم يعيشوا في السجن الكبير أي العراق بل كانوا متفرجين لفيلم سينمائي يتابعون البطل ويصفقون له حين كان يهشم رؤوس ضحاياه , لكن العراقيين شركاء ايضا في مرحلة صعود صدام في السبعينات تحديداً، لكنهم اكتشفوا سذاجة الامر , ولم تكن الحشود االضخمة التي كانت تملأ الساحات تمجد صدام بعد ذلك سوى جماهير غلب على امرها , اما هؤلاء العرب فمازالو ا في الوهم بالرغم من أن الشمس قد سطعت وانحسر الضباب.

    عدنان أبو زيد
    * كاتب ومهندس عراقي

    adnanabuzeed@hotmail.com

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    بإختصار لأنه .. سني .. ولأن أمة العرب أمة مهزومة تعاني من إحباط دائم لهذا تبحث عن بطل حتى لو كان بمستوى جبن صدام حسين او إجرامه وإنحطاطه .. تأمل أبطال التأريخ العربي لترى كم هي مقدسة شخصيات المجرمين .. أمة ترى في مروان بن الحكم او معاوية بن ابي سفيان أو زياد بن ابيه او الحجاج أمثلة لها .. هل نعجب من تقديسها لصدام ..
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    الدولة
    عراق المظلومين من قبل الانتهازيين والوصوليين
    المشاركات
    7,082

    افتراضي

    لان الامة المسماة عربية ....
    تعودت عبادة الاصنام منذ الجاهلية وتأبى ان ترى نور الله..
    فقد تعودوا ان يبقى الصنم يذلهم طول حياته ولسنين طويلة اما ملكا او سلطانا اواميرا وحتى ان كان رئيس جمهورية فقد اوجدوا له صيغة ليتوارث ابناءه من بعده..
    انظروا اليهم سترون بكل دولة هناك تمساح وتنين معشعش ويعبد بالتلفزيون وبالجرائد الى مالانهاية.. ومن حوله شعب جائع ليس له اراده يسير بما يريد القائد الملهم الذي لامثيل له بالذكاء..
    فأي امة تلك التي تسكت وتعبد الاصنام واشباه الرجال بدل الله تعالى...

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني