حكومة الإنقاذ الوطني
حكومة الإنقاذ الوطني
منذ اليوم الأول لسقوط النظام البعثي والشعب العراقي يسعى الى تخطي كل الصعوبات من خلال إنجازه لأكبر عمليتي إنتخابات وأستفتاء على الدستور لم يشهد لها مثيل في الساحة العربية والإسلامية ليصل به الأمر لتشكيل حكومة منتخبة دائمية وفق دستور صوت عليه الشعب المتعطش للحرية والديمقراطية لما مرّ به من ظروف قاسية وحكومات وأنظمة دكتاتورية فردية وفاشية لعقود من الزمن.
ومنذ ظهور نتائج الإنتخابات الأخيرة وإختيار الشعب لحكومته وممثليه في البرلمان أمتعض "البعض" من تلك النتائج ووجه إتهامته للأخرين بتزوير نتائج الأنتخابات تارة أو إتهام الشعب بعدم الوعي في خياراته تارة أخرى، ولما أنتهت تلك الزوبعة بتنزيه الأنتخابات وفق تقرير بعثة الأمم المتحدة، بدأ هذا "البعض" بمحاولات سياسية أقل مايمكن أن يقال عنها أنها سلبية من خلال توجيه التهم للأخرين و السعي الى عرقلة المسيرة السياسية ووضع العصي في عجلتها ومن تلك المحاولات التي يسعى اليها بين الحين والآخر هي الدعوة لفكرة حكومة الإنقاذ الوطني وهنالك ملاحظات على هذه الفكرة والمروجين لهذه (الفقاعة السياسية) منها:
• لقد صوت الشعب العراقي على الدستور والحكومة المنتخبة ولا يمكن الحديث عن حكومة بديلة لأن ذلك يعد إنقلابا أسودا على الدستور الذي صوّت عليه أكثرية الشعب العراقي.
• تعد هذه الفكرة التفاف على العملية الديمقراطية والعودة الى المربع الأول من العملية السياسية والعودة الى أيام مجلس الحكم.
• الحديث عن حكومة إنقاذ وطني هو الحديث عن إقامة نظام ديكتاتوري، ووجود النظام الديكتاتوري يقابل بردة فعل قد تطول مدتها او تقصر تبعا لظروف ذلك النظام مما يكرس للدكتاتورية ثانية التي عانى منها الشعب العراقي طويلاً.
• ماذا يمكن أن تقدم حكومة الإنقاذ هذه والذي عجزت عن تحقيقه الحكومة المنتخبة، فإذا كانت هذه الحكومة والتي جاءت عبر إنتخابات تجاوزت نسبة 73% من الشعب العراقي والمدعومة من أغلبية مكوناته تعاني من صعوبة مواجهة الإرهاب، فهل يعقل أن يلتف الشعب وبمكوناته حول حكومة الإنقاذ المزعومة.!!
الدعوة الى قيام (حكومة الإنقاذ الوطني) تحت حجة أن البلد يمر بمرحلة خطيرة لايمتلك ابسط العناصر والمقومات اللازمة لاطلاقه والمناداة به و لايمكن تفسيره الا انه حلقة من حلقات مسلسل العراقيل الذي انطلق مع بداية التغيير السياسي الكبير في العراق والذي بلغ ذروته مع تشكيل أول حكومة عراقية وطنية دائمية منتخبة، هذه الحكومة التي يضاف الى كل الأعتبارات القانونية والأخلاقية والوطنية التي انطلقت على اساسها،الاعتبار الابرز والاهم أنها حكومة انقاذ وطني حقيقية لكونها انطلقت من رحم الظروف المحيطة بولادة كل حكومات الانقاذ الوطني التي عرفها التاريخ السياسي المعاصر.
فقاعة (حكومة الإنقاذ الوطني) ( كلمة حق يراد بها باطل) والشعب العراقي الذي تحرر من الاستبداد لايمكن أن يقبل بالاستبداد من جديد وبأي شكل من أشكاله، بل بتشكيل حكومة الأكثرية وفقا لما جاء بالدستور الذي صوتت عليه الأمة، وحفاظا على الحق الالهي بولاية الأمة على نفسها وحريتها في انتخاب ممثليه وقيادته، وآراء الناخبين، واحتراما للشعب العراقي أجمع، وحفظا لآليات العمل الديمقراطي في تداول السلطة سلميا.
قاسم البصري
اعدلوا... فإنكم تعيبون على قوم أنهم لايعدلون