النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: محاكمة صدام ..

  1. #1

    افتراضي محاكمة صدام ..

    محاكمة صدام ... بين الغاية والوسيلة



    كتابات - راسم المرواني



    أذكر مرة - قبل سقوط الطاغية - أن أحد أصدقائي أخبرني بأن ( صدام ) مصاب بالسرطان ، وهو على وشك الموت ، أو هو ميت سريرياً ، ورغم أن الخبر أخذ بمقاليد نفسي وأفرحني في حينها ، ولكني لم أصدق محتواه ، ذلك لأنني كنت انتظر العدل الإلهي ، وأعرف أن لله محكمة في الدنيا قبل الآخرة ، وأعرف أن صدام – في وقتها – ليس مؤهلاً للموت ، لأن موته بالسرطان هو خلاف وعد الله الحق ، فأنا – وكثير كثير غيري – يفهمون أن صدام آيل للخزي في الحياة الدنيا ، وكنت أعرف – اعتماداً على عدل الله – أن صدام لابد أن يجد حرقة الذل بما أذل الناس ، ولا بد أن يحس بمرارة قتل أولاده كما أحسها العراقيون في حربين تافهتين ، وعليه أن يحس بثكل نساءه وبناته كما رمل نساء الشهداء ، وعليه أن يتذوق طعم مستقبل بناته بما أوصل له العراقيات في زمن ما ، وكان لله الأمر ، وأذيق هذا الفاسد كل ما وعد الله به الظالمين والمتجبرين من الخزي .



    البعض يرمي كرة محاكمة صدام في ملعب السياسة ، ويدعي أنها محكمة سياسية أكثر من كونها قضائية ، وهذا في الحقيقة نوع من أنواع التهافت ، ذلك لأن القضية ( موضوع المحاكمة ) هي محض جناية وجنحة مخلة بالشرف ، وهي - بعد - تحمل ملامح الصبغة السياسية الواضحة لأنها تتعلق بقرار سياسي كارثي أدى إلى إعدام شريحة واسعة من أبناء ألشعب ، وتتعلق بأسلوب سياسي في التعامل مع العراقيين ، أما مسألة التوقيت مع الانتخابات الأمريكية ، فهذه مسألة لا تعنينا البتة ، وحتى لو تم توظيف المحاكمة والحكم لهذه الجهة ، فالغاية عندنا أن تهدأ أسارير المساكين ، ويشعر المستضعفون أن لله يداً تقتص لهم من الباطل ، وهي أشبه بما يتردد من المثل العراقي الدارج والمشهور ( كلب الله على عدو الله ) ، وهنا يمكن أن نتصور الحكم على صدام بالإعدام شنقاً حتى الموت على أنه شبيه بنزول المطر ( على أرض عطشى ) ولكن ليس في موسم تساقط المطر ، ومادامت الأرض عطشى فليس من الحق أن نقول للسماء لا تمطري !!! لأنك خرقت مواقيت المواسم ، وقريب من هذا المعنى فإن انتصار رسول الله (صلى الله عليه وآله ) على قريش ، وكسر شوكتهم ، كان يمثل – عرضياً – نصراً لليهود الذين ( كانوا يستفتحون ) على قريش بقدوم من يكسر شوكتهم ، وبالتالي فالحكم على صدام يمثل نصراً للإنسانية ، ولو أنه قد يتم توظيفه للدعاية الانتخابية الأمريكية ، ووشيكاً ستدفع - حتى - أمريكا ثمن جرائمها في عموم الأرض .



    وبأقل تقدير ، فالحكم على صدام ، استطاع أن يفرز أوراق البرلمانيين والساسة البعثيين الإرهابيين ، واستطاع أن يستفزهم ليخرجوا من جحورهم ، وأن يعلنوا عن أنفسهم ، بعد أن كانوا يطلقون التصريحات والشعارات الجوفاء ، والتي سبق وأن حذرنا منها ، ولكن لا حياة لمن تنادي .



    البعض يبرر أعمال صدام الإجرامية ، ويلقيها في خانة (التصدي للعملاء والمؤامرات الخارجية) متناسياً عدد النساء والأطفال الأبرياء في المقابر الجماعية ، والآن دعونا نتنزل إلى إسفاف هؤلاء وادعاءاتهم ، ونقول لهم بأننا سنفترض أن ما جرى في الدجيل والأنفال وغيرها من المناطق والمجازر والمقابر الجماعية هو عمل ضد جماعات مدعومة من الخارج ، والتصدي لأجندات انفصالية - رغم أننا لا نحترم هذه الآراء ، ولكن نتنزل إليها لفرض المحال - فبوسعنا أن نقدم أنموذجاً من نماذج جرائم صدام التي لا تمتلك أي غطاء أو تبرير قانوني أو إنساني ، وهو إعدامه للسيد – الأستاذ المفكر والفيلسوف الإسلامي - محمد باقر الصدر وأخته العلوية الطاهرة بنت الهدى ، وهما أنموذجان عربيان عراقيان لا علاقة لهما بأية أجندة دولية أو إقليمية ، وليس لهما علاقة بأية تنظيمات خارجية ، لا إيران ولا سوريا ولا الكويت ولا أمريكا ولا جيبوتي ولا غيرها ، فهما عراقيان محضان كانا يعملان على وفق الفكر والإصلاح والتجديد ، وقد قام صدام بتنفيذ حكم الإعدام – دون محاكمة وبشكل شخصي وارتجالي - بحق محمد باقر الصدر وأخته العلوية الطاهرة ( بنفسه ) وبمسدسه الخاص ، وهذا وحده يستحق الإعدام لأنه قتل مع سبق الإصرار والترصد .



    وإذا ما أخذنا مسألة تصفية المولى المقدس ( محمد محمد صادق الصدر ) فالمشكلة أمام ( أصدقاء صدام ) ستكون أعقد ، فالمعروف أن السيد الشهيد محمد الصدر (عليه صلوات من ربه ورحمة ) لم يكن مؤسساً لحزب ، وعلاقته بالمرجعية الساكتة في العراق وخارجها معروفة الملامح من حيث الاختلاف في وجهات النظر- راجع خطبته الأخيرة من منبر مسجد الكوفة - ولم يكن يحمل السلاح ، ولم يدفع بأتباعه ومحبيه ( من المسلمين الشيعة والسنة ) إلا لبناء النفس والوحدة والتخلص من العبودية ، وليس بوسع الباحث أن ينكر أن المولى المقدس كان يتبنى مشروعاً إصلاحياً لعموم المجتمع ، فعملية تصفيته الجسدية ونجليه هي جريمة مدنية من الدرجة الأولى مع سبق الإصراروالترصد وحكمها الإعدام ، ويمكن جر المسألة إلى إعدام الشيخ عبد العزيز البدري وغيره من العلماء ( المسلمين السنة والشيعة ) من الذين لا علاقة لهم بالخارج ، ولا أجندات لديهم سوى أجندة الإصلاح ، وليس هناك أية فقرة في الدستور المؤقت أو الدائم أو القانون العراقي تمنح صدام وسلطته المافيوية حق إعدام حملة راية الإصلاح .



    كل التصريحات حول مشروعية المحكمة كانت جوفاء ، رغم أننا كنا نتمنى أن تضطلع ( المرجعيات الدينية الإسلامية ) بمهمة محاكمة هذا المتمرد ، وتطبق فيه حكم عدالة السماء ،على الأقل كي نبعث برسالة للعالم نقول فيها إن مرجعيات الإسلام هي ضد مبادئ القتل والقمع وتغييب الآخر ومصادرته ، ولكن المرجعيات آثرت أن تكون نهاية صدام على يد أخرى غير يدها ، وهذا يتعلق بتوفيقات الله ، ولله في خلقه شؤون .



    أمامنا شهر بانتظار الاستئناف ، والبت بنتيجة الاستئناف ليست محكومة بسقف زمني ، كما يقرر الدستور ، ولكن يجب أن ننتبه إلى إمكانية استغلال المحتل للحكم على صدام على وفق الأجندة الطائفية ، فالقنوات الطائفية الفضائية ووسائل الإعلام الموتورة تحاول أن تدس مفهوم الطائفية في الحكم على صدام ، حين ترسخ معنى الفرحة لدى المسلمين الشيعة (فقط) بهذا الحكم ، وتشير إلى حزن واستنكار ( المسلمين السنة ) ، غير ملتفتة إلى حجم القهر والقمع الذي نال الشرفاء من أبناء الفريقين ، كل هذا لكي تكسب عدة جوانب أهمها :-



    1- ترسيخ مفهوم انتماء صدام للمذهب الإسلامي السني ، واستنفار أبناء المسلمين السنة من العرب لدعم هذا الانتماء ، رغم أن الحقيقة تدفعنا لنقول أن صدام لم يكن منتمياً إلى أي مذهب أو دين ، فهو رمز من رموز الإرهاب ، والإرهاب لا دين له.



    2- تريد هذه الفضائيات أن ترسخ مفهوم أن أمريكا هي التي حكمت على صدام بالإعدام، وبالتالي فالمسلمون الشيعة – بفرحتهم – يتطابقون مع أمريكا في حكمها ، وهم شاكرون لها ، ومتوافقون مع أجندتها ، رغم أن الواقع يثبت خلاف ذلك . فالمسلمون الشيعة يعتبرون أمريكا – لو صحت رغبتها في تصفية صدام - عصابة تقوم بتصفية أحد أفرادها ليس إلا .



    3- الفضائيات تتجاوز ردود الأفعال المشيدة بحكم الإعدام ، وتؤكد على المنددين فقط ، مع الالتفات إلى أن هذه الفضائيات ووسائل الإعلام تؤكد على مباركة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وغيرها لهذا الحكم ، من أجل إضفاء مفهوم عداء صدام لهذه التوجهات ، وبالتالي ترسيخ فكرة عروبة ووطنية صدام ، وتضع قرار حكم الإعدام في خانة العمالة لهذه القوى التي تتمثل بالثالوث المشئوم.



    4- تحاول وسائل الإعلام أن تسلط الأضواء بكثافة على المتظاهرين المنددين بحكم إعدام صدام في المناطق السنية ، وتحاول أن تصعد من الموقف ، وبذلك فهي تريد أن تقول بأن كل ( المسلمين السنة ) في العراق هم مع صدام ، وبالتالي فهي تحاول استفزاز مشاعر المسلمين الشيعة تجاه إخوتهم ، وتوسع من الفجوة بين الأخوين في الوطن الواحد .



    وختاماً ، فصدام لم يكن يمثل نفسه أبداً ، بل هو يمثل سلطة كاملة من الإرهاب وآلات القتل والدمار ، وعملية إعدامه – إذا حدثت – فهي لا تقدم ولا تؤخر إذا لم يمتد حكم الإعدام ليطال كل الأيادي التي تمرغت بدم العراقيين الأبرياء بالقتل – داخل وخارج العراق - وهذا لا يشمل البعثيين الصداميين وحدهم ، بل يشمل جميع المجرمين السابقين والحاليين وعصابات التكفير والتهجير ، وحثالة المحتلين ، بل حتى المستقلين – السابقين - الذين لم يكونوا من المنتمين لحزب البعث ، ولكنهم كانوا يعملون وكلاء لأجهزة الأمن الإرهابية الصدامية ، أو المستقلين والحزبيين الحاليين ، ممن لا يألون جهداً في سفك الدم العراقي من أجل مصالحهم الشخصية أو الفئوية أو الحزبية أو الطائفية المقيتة .



    * مستشار الهيئة الثقافية العليا لمكتب السيد الشهيد الصدر (قده)

    العراق / عاصمة العالم المحتلة



    marwanyauthor@yahoo.com

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    617

    افتراضي

    نعم فصدام لم يرحم من يخالفه سواء كان سنيا ام شيعيا وهناك الالاف من الضحايا السنة وعليهم ان لايتبنوه كسني لانه اضر بهذا المذهب كثيراً ونرجوا منهم ان يصغوا الى ما يطرحه الاستاذ مثال الآلوسي والدكتور مهدي الحافظ والنخبة السنية الراقية .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    بغداد
    المشاركات
    2,017

    افتراضي

    وهو إعدامه للسيد – الأستاذ المفكر والفيلسوف الإسلامي - محمد باقر الصدر وأخته العلوية الطاهرة بنت الهدى ، وهما أنموذجان عربيان عراقيان لا علاقة لهما بأية أجندة دولية أو إقليمية ، وليس لهما علاقة بأية تنظيمات خارجية ، لا إيران ولا سوريا ولا الكويت ولا أمريكا ولا جيبوتي ولا غيرها ، فهما عراقيان محضان كانا يعملان على وفق الفكر والإصلاح والتجديد ، وقد قام صدام بتنفيذ حكم الإعدام – دون محاكمة وبشكل شخصي وارتجالي - بحق محمد باقر الصدر وأخته العلوية الطاهرة ( بنفسه ) وبمسدسه الخاص ، وهذا وحده يستحق الإعدام لأنه قتل مع سبق الإصرار والترصد .



    وإذا ما أخذنا مسألة تصفية المولى المقدس ( محمد محمد صادق الصدر ) فالمشكلة أمام ( أصدقاء صدام ) ستكون أعقد ، فالمعروف أن السيد الشهيد محمد الصدر (عليه صلوات من ربه ورحمة ) لم يكن مؤسساً لحزب ، وعلاقته بالمرجعية الساكتة في العراق وخارجها معروفة الملامح من حيث الاختلاف في وجهات النظر- راجع خطبته الأخيرة من منبر مسجد الكوفة - ولم يكن يحمل السلاح ، ولم يدفع بأتباعه ومحبيه ( من المسلمين الشيعة والسنة ) إلا لبناء النفس والوحدة والتخلص من العبودية ، وليس بوسع الباحث أن ينكر أن المولى المقدس كان يتبنى مشروعاً إصلاحياً لعموم المجتمع ، فعملية تصفيته الجسدية ونجليه هي جريمة مدنية من الدرجة الأولى مع سبق الإصراروالترصد وحكمها الإعد
    السيد محمد باقر الصدر..الم تكن له علاقه بالامام الخميني؟؟
    الم يرفض التبرء منه؟
    الم يكن قائداً لحزب الدعوه؟
    الم يكن يرى في "الجمهوريه الاسلاميه"الانموذج الرائد؟؟
    ماذا يقول المرواني حفيد الزرقاء عن علاقه الامام الصدر بالجمهوريه الاسلاميه وبالامام الخميني؟؟
    ماذا عن الرسائل المتبادله؟؟
    هل هو الآخر مرتبط بأجنده اقليميه كما يدور في خلد المرواني المتعفن؟؟
    حتى في جرائم صدام يحاول المرواني ان يسقط عقده الدفينه ويوحي للقاريْ بأن صدام اعدم من اعدم لاسباب عمالتهم وارتباطهم بأيران...
    والقصد واضح جداً..هو آل الحكيم وآل بحر العلوم وغيرهم من الشهداء..
    لكم هو مخزٍ ان يتجرد الانسان من الموضوعيه ويسقط عقده واحقاده في هذه الامور المصيريه التي من المفروض انها توحد الشيعه..ولا كما يفعل المرواني خين يغمز قناه بعض الشهداء بحجه علاقتهم بايران..هذه اكبر هديه لصدام..وهذا دليل على ان المرواني هذا ما هو الا مندس او في احسن الاحوال ممن يعشعش في اذهاهم الفكر الصدامي المنحرف.

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني