النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الدولة
    AUSTRALIA
    المشاركات
    552

    افتراضي كيف تشتغل أمريكا في العراق؟ (1)

    كيف تشتغل أمريكا في العراق؟ (1)
    Gmt 600 2006 الخميس 16 نوفمبر
    غالب حسن الشابندر



    --------------------------------------------------------------------------------


    1
    أطرح هذا السؤال لأنه مدخل جوهري لمعرفة ما يجري في العراق، هذا تصوري، وللأسف الشديد لم أُصادف طرحا لمثل هذا السؤال، بل كأن هناك هروبا متعمدا من طرح هذا السؤال الحيوي المصيري الخطير، حتى من قبل الغارقين في الإشكالية العراقية، بما في ذلك الحكومة العراقية، أيّا كان رئيس وزراءها، وفي الحقيقة هناك من المفارقات الكبيرة والمحيرة التي تدعو إلى طرح هذا السؤال، فضلا عن هذه الفوضى العارمة التي تهدد البلد بالضياع الشامل لا سامح الله ولا قدّر.
    تلك هي أمريكا!
    تضرب الرمادي والشعلة في آن واحد، تحاصر الفلوجة ومدينة الصدر في آن واحد، تلاحق الإرهابيين في بعقوبة والنجف في آن واحد... كل ذلك بالتعاون والتفاهم وربما التخطيط مع الجيش العراقي، وقوات الشرطة العراقية، وقوات الأمن العراقي.
    إذا لم يك كل ذلك في آن واحد، فعلى التناوب، النتيجة واحدة، وقبلها الظاهرة واحدة، ألا وهي استعمال القوة الغاشمة مع الجميع، سنة أو شيعة، في الجنوب أو الوسط. وسبق أن قلت قبل أيام في مقال في إيلاف، إن الامريكان سوف يستعملون أقصى معادلات القوة الممكنة مع الجميع.
    المعادلة في هذه الحدود مفهومة، فهؤلاء إرهابيون، يقتلون الناس، يعبثون في أمن البلد، يقطعون الطرق، يستهترون بالقانون، يخربون العملية الديمقراطية، لا يخضعون لسلطة الدولة، يفجرون الدبابات الأمريكية، يقصفون المعسكرات البريطانية.
    ولكن!
    تقول الأخبار : إن القوات المتعددة الجنسية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تمنع القوات العراقية من إقتحام الكثير من مواقع الإرهابيين الخطرة!!
    تقول الأخبار : أن القوات العراقية تلقي القبض على زعماء إرهاببن خطرين، ولكن القوات الأمريكية تطلق سراحهم بعد ساعات أو بعد أيام!!
    تقول الأخبار : أن القوات الأمريكية تتساهل ولا تتحرك وهي ترى بأم عينها مجاميع إرهابية تقتل وتذبح وتسلب وتنهب وتخرب!!
    وهي أخبار صحيحة...
    ولكن أمريكا هي هي التي قتلت الزرقاوي...
    أمريكا هي هي التي قتلت العيثاوي...
    أمريكا هي هي التي تلقي القبض على عتاة من الإ رهابيين الكبار والخطرين...
    أمريكا هي هي التي قصفت قبل أيام نادي الضباط أو حي الضباط في الرمادي..
    إذن المسألة محيرة حقا!
    وكيف لا تكون محيرة وهذا الشيخ الضاري يبارك للقاعدة، ويعلن مشاركتها الفكر والتخطيط والعمل، ولكن لم تحرك القوات الأمريكية ساكنا باتجاهه!
    وكيف لا تكون محيرة أمام هذه المفارقات الغريبة التي تدهش العقل، وتفتح ألف سؤال وسؤال، وتجعل الإنسان يشك حتى بلحمة وعظمه ودمه!

    2
    أمريكا لا تريد أن تخرج من العراق، يقيني هذا، فعلى أقل التقادير لا يمكن أن تقدم جائزة جاهزة وثمينة لإيران أو القاعدة، خروجها من العراق يعني تحرك كل الشارع العربي والإسلامي ضد أمريكا، إستضاعفا بها، وإمعانا في إحراجها، وتكليبا عليها، إنهاء كل مصداقيتها العسكرية والسياسية والأقتصادية، هذا على أقل تقدير، ثم بعض دول الجوار لا تريد ذلك، بل تجاهد بكل ما أوتيت من قوة لإقناع أمريكا بالبقاء في العراق، لا تريد هذه الدول أن تصيبها شرارات الحرب الطائفية والقومية، وهي شرارات تحرق سهولا ــورحمة الله على ماوتسي تونغ الذي أنصح السيد وزير الحوار الوطني قراءة كتبه قبل أن يحاور المسلحين ــ بل وهناك تحاليل يقول: أن سوريا لا تريد من أمريكا أن تخرج من العراق!! ذلك يجعل العراق لقمة سائغة في الفم الإيراني الجائع، ربما خروج أمريكا من العراق يفجر صراعا داميا بين سوريا وإيران، وكل شي في السياسة جائز... ولكن أمريكا متورطة في العراق، تحول العراق إلى مستنقع فيتنامي بالنسبة لأمريكا ... قتلى أمريكيين بالمئات... خسارات بالمليارات... تحريك مشاعري مليوني مضاد...
    تلك هي المعادلة الصعبة!
    فما هو الحل؟
    الحل بالنسبة للأمريكان أقصد!

    3
    هناك حل واحد، صحيح أنه حل مكلف، وصحيح أنه حل وقتي، ولكنه هو الممكن، هو المتاح، إنه أقل الخيارات سوءا وتعبا وخسارة...
    إدارة الصراع بين عناصر الصراع العراقية في داخل العراق.
    إبقاء الصراع العراقي / العراقي، ولكن بإدارة أمريكية، صراع شيعي / شيعي.. شيعي / سني... سني / سني.. عربي / كردي... كردي / تركماني...
    صراع على كل الجبهات، صراع طائفي، قومي، عشائري، أسري، زعاماتي، جغرافي، صراع يعم العراق كله، كله، ولكن بإدارة أمريكية، بتخطيط وتوجيه وقيادة أمريكية سرية، وبالتعاون مع الجيش الامريكي السري، وعملاء أمريكا السريين، وهكذا تضمن أمريكا لنفسها بقاءها في العراق.
    إن أمريكا لا تفكر بقتلاها في العراق، وإنما تبالي في كيفية بقائها في العراق بلحاظ مستحقات الخروج الخطرة التي سبق وأن بينت بعض مصاديقها، واستقرار العراق مستحيل، مستحيل لأن الصراع شب وعم واستفحل، وربما أمريكا ترى في إستقرار العراق خطرا عليها في المستقبل القريب أو البعيد، وعليه لابد من البقاء، وآلية البقاء ليس تسليط طائفة بعينها، ولا بتسليط قومية بعينها، ولا بتسليط حزب بعينه، ولا بجمع كل هذه عناصر الصراع على حل معقول ومقبول لانه بحد ذاته أصبح مستحيلا وقد يكون ليس في صالح أمريكا، وعليه، البقاء بواسطة إدارة الصراع بين كل هذه العنانصر المتناقضة المتناحرة المتقاتلة...
    إذن لم يعد صعبا فهم تلك المفارقات؟
    فأمريكا تضرب الفلوجة من جهة وتفرج عن إرهابيين فلوجيين كبار من جهة أخرى، هذا النموذج من التناقض يمكن حله فيما لو عرفنا أن الاستراتيجية الأمريكية في العراق هو إدارة الصراع بين الجميع، فلماذا لا تفرج عن ممكنات من شأنها تأجيج هذا الصراع، إ دامته؟ وربما غدا، تضرب مدينة الثورة من جهة، ولكنها من جهة أخرى تفرج عن إرهابيين محسوبين على هذه المدينة.. تلك هي فكرة إدارة الصراع..
    ولكن أليس هو تناقضا كبيراً أن نقول أن أمريكا تعمل على إدارة الصراع بين أطراف الصراع وهي تضرب بقسوة الرمادي وتضرب بقسوة الشعلة؟ اليس من المعقول طبقا لهذا التصور أن تسمح أمريكا لك طرف من أطراف الصراع بان يحتفظ بكل طاقته وقوته حتى يتأجج هذا الصراع على أشده!
    وليس هناك أغبى من هذا السؤال!
    وربما يساله مراسل صحفي، ولكن لا يسا له خبير بشؤون إدارة الصراع في سياق المعطيات التي بين أيدينا فيما يخص العراق...
    وإلى حلقة مقبلة إ ن شاء الله

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    3,861

    افتراضي

    كيف تشتغل أمريكا في العراق (2/2)
    Gmt 18:00:00 2006 الجمعة 17 نوفمبر
    غالب حسن الشابندر



    --------------------------------------------------------------------------------


    1

    قلتُ في الحلقة الأولى أن أمريكا تمارس لعبة إدارة الصراع في العراق، مضطرة لذلك غير مختارة، إنه أهون الشرور بالنسبة لأمريكا في العراق، لا تملك غير هذا الحل في هذه القسم الأول
    المرحلة، ثم إن الأبقاء على الصراع متأجج في العراق بشكل وآخر من شأنه إضعاف الجميع، وأمريكا لا تريد طرفا قويا في العراق، سواء كان هذا الطرف هو الشيعة أو السنة أو العرب أو الأكراد، رغم أن الوقائع تثبت أن الأكراد هم نقطة الضغط الأمريكية الحقيقية في العراق لتمرير الكثير من مشاريعهم ومواقفهم، وهنا نستذكر ما قاله السيد الجلبي من أن أمريكا أسقطت الجعفري بواسطة الضغط الكردي. ولكن المحصلة النهائية هنا، أن أمريكا لا ترتاح لاي طرف قوي في الساحة العراقية.
    إن إدارة الصراع تؤدي سياقيا إلى إضعاف الجميع كما قلت، وربما يؤدي في النهاية إلى توازن قوى، قوى ضعيفة بطبيعة الحال، وفي ذلك راحة أمريكية، وإطمئنان إلى تواجد أمريكي متمكن، ويقيني أن أي طرف يتحول إلى قوة مهيمنة أو راجحة، سوف تلقى من أمريكا ما يضعغها، ويقهقر قوتها، ويحجم قدراتها، تماما كما كانت خطة الرئيس السوري المرحوم حافظ الأسد مع قوى الصراع في لبنان، فقد كانت خطته تقوم على إضعاف الجميع بلا إستثناء، وتحقيق توازن قوى ضعيفة.

    2
    ولكن أين نضع النفوذ الإيراني في هذه المعادلة؟
    هناك نفوذ إيراني كاسح في العراق، والإيرانيون هدَّدوا أمريكا أكثر من مرة بان لهم أذرعاً طويلة في الشرق الأوسط، بل قالوا صراحة أن لهم اخوة في السلاح في الحكومة العراقية ــ بالنص ـ والسؤال هو أين موقع الأسلحة الإيرانية التي تتدَّفق ــ كما تقول الأخبار وتؤكد الوقائع وكما يسرب بعض السياسين العراقيين المحسوبين على إيران ــ على بعض القوى العراقية من صلب معادلة إدارة الصراع هذه؟ بل هناك من يقول أن لإيران علاقات مال وسلاح مع كل القوى العراقية، رغم التناقضات التي تحكمها.
    أين نضع كل هذا من معادلة إدراة أمريكا للصراع بين القوى العراقية داخل العراق؟
    ليس من شك أن السلاح الإيراني في العراق يقلق أمريكا، بل هو موجّه بالذات ضد أمريكا، وله دوره الكبير في الساحة الآن بشكل وآخر، وبالتالي، يجب أن يكون هناك تفكير أمريكي في معالجة هذه النقطة بالذات، على أن يكون في نطاق خطتها الحالية، أي في نطاق إدراتها للصراع.
    لا تقدر أمريكا كسح النفذو الإيراني، فهو ممتد، أخطبوط، مال وسلاح ورجال وقيادات ومراكز بحوث سرية وشركات تجارية...
    إذن ما العمل؟
    تحويل هذا النفوذ لخدمة الصراع، جعل هذا النفوذ في خدمة الصرا ع، وذلك بالاستفادة من التناقضات التي تحكم كل الفرق المحسوبة على إيران بشكل وآخر، فإن هذه القوى متناقضة، بل متناحرة، بل متقاتلة، وبالتالي، ما المانع من تحريك هذه التناقضات، ومن ثم تحويل السلاح الإيراني إلى نار تلتهم الجميع؟
    وهكذا صار للسلاح الإيراني هذا وظيفيتان، الوظيفة الأولى ضد الأمريكان، والوظيفة الثانية لإدراة المعارك بين القوى التي تتزوّد به، وإذا كان لإيران دور كبير في الوظيفة الأولى، فإن لأمريكا دورا كبيرا في الوظيفة الثانية.
    هذا التعامل الأمريكي مع السلاح الإيراني والنفوذ الإيراني في النهاية، هو ذات التعامل مع نفوذ كل نظام حدودي متورط في العراق.

    3
    والسؤال الأخر...
    أين موقع الحكومة العراقية من هذه المعادلة؟
    بكل صراحة أن الحكومة العراقية ضعيفة، وقد صرح السيد المالكي أنه لا يقدر على تحريك سرية واحدة، ثم اقل لا يستطيع تحريك أكثر من فرقتين عسكريتين، ثم الداخلية باعتراف الوزير مخترقة بالمليشيات، والحكومة اليوم في العراق بجيشها وشرطتها، وليس بجامعاتها وقضائها واقتصادها، وعليه، لا حكومة بالمعنى الحقيقي في العراق اليوم، ولعله لا نذيع سرا إن أي تحرك للقوات المسلحة العراقية مرهون بامر وسماح أمريكي، وبالتالي، ليس للحكومة وجود بالمعنى الحقيقي، والسؤال عن موقعها من صلب عملية إدارة الصراع لا محل له أصلا.
    تستمر لعبة إدارة الصراع لان هي البديل الجاهز الأن.
    ولكن ما ذا فيما بعد؟
    هل حقا أن أمريكا تعد الجيش العراقي للمرحلة القادمة؟

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    المشاركات
    1,139

    افتراضي

    الكثير مما ذكره الاستاذ غالب في هذه المقالة واقعي ..
    ولكن المؤاخذه عليه انه متشائم و يبالغ في الامر كثيراً و ينظر احياناً يعين واحدة...
    إطلاق نطرية المؤامرة على علاتها خطاً
    و نفي نظرية المؤامرة خطاُ ايضاً

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    3,861

    افتراضي

    قوات أميركية وعراقية تغير على مدينة الصدر بحثاً عن عشرات من المخطوفين

    جندي عراقي يتفقد حطام سيارة خلفتها أعمال العنف شمال بغداد
    18/11/2006 10:30 (توقيت غرينتش)

    أغارت قوات أميركية وعراقية اليوم على مدينة الصدر في العاصمة العراقية بغداد بحثاً عن عشرات من الرجال خطفوا من أحد مكاتب الحكومة العراقية.

    وأوضح بيان للجيش الأميركي أن جنودا عراقيين تدعمهم طائرات مروحية أميركية دخلوا مدينة الصدر بناء على معلومات استخباراتية تفيد بان مجموعة مسلحة تحتفظ بالرهائن في تلك المنطقة.

    ولم يذكر البيان ما إذا كان تم العثور على أي من الرهائن لكنه أكد أن لا خسائر في صفوف قوات التحالف في حين ذكرت الشرطة العراقية أن ثلاثة مدنيين عراقيين أصيبوا بجراح.

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني