لماذا الحرب على الفضيلة
[align=justify]لم تأت الاتهامات الأخيرة تجاه حزب الفضيلة الإسلامي التي صدرت من البعض الجهات الحزبية وغيرها كحالة مفاجئة وغير متوقعة؛ بل جاءت كحلقة من الحلقات المسلسل الذي تبنته هذه الأطراف لإقصاء الفضيلة من الواقع السياسي وتهميش دوره؛ ولذا لم يتفاجأ الكثير من المطلعين والمهتمين بالشأن السياسي العراقي من هذه الحملة التسقيطية ؛ خصوصا بعد الإطلاع على الاتجاهات التي تبنتها ومعرفة خلفيتها التاريخية وفي الحقيقة فان هذه الحملة الإعلامية المشوهة لم يكن هدفها الاستراتيجي إسقاط حزب الفضيلة الإسلامي فحسب ؛ وان كان ظاهرها كذلك ؛ بل كانت تستهدف قتل المشروع الإصلاحي للمرجعية الرشيدة المتمثلة بآية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله ) ومحاولة التحجيم وتضييق الخناق على امتدادات هذه المرجعية الرشيدة وتبعا لذلك إسقاط كل المفاصل والأذرع المتصلة بها ؛ فالإشكالية في أصلها وحقيقتها إشكالية مرجعية قبل إن تكون إشكالية حزبية أو إشكالية سياسية ؛ المشكلة إن هذه الإطراف تدرك بوعي إن هذه المرجعية تمثل خطرا عظيما عليها ؛ لأنها تتقاطع بشكل تام مع توجهاتها وتطلعاتها غير المشروعة ومع كل الامتيازات التي تسعى وراءها هذه الإطراف بشكل محموم والا فان الأداء السياسي لحزب الفضيلة الإسلامي كان على طول الخط يتمتع بالموضوعية والشفافية والاعتدال والمراعات للمصالح العامة على الخاصة والوطنية على الحزبية الضيقة والطاعة التامة للمرجعية الدينية وهذه الصفات للأسف لا تجد لها أي واقع في حركة اغلب هذه الإطراف التي شنت هجومها تجاه الحزب . إن قيادة الحزب عندما قرأت المشهد السياسي العراقي ووجدته انه يسير باتجاه لا يخدم مصلحة الشعب العراقي من حيث انه محكوم بعقلية البعض الاستفرادية والمصلحية اتخذت لنفسها مشروعاً أخر يتمثل على تقويم عمل الحكومة والإشراف على بناء مؤسسات الدولة من موقع المعارضة الايجابية التي تتبنى منطق البناء لا الهدم ولذى قرر الحزب دعم الحكومة الحالية بقوة وأعلن تصويته بالإيجاب لها في البرلمان فلو كان الحزب طالبا للمصالح الخاصة وغير مراع للمصالح العامة لعرقل تشكيل الحكومة ولمارس أساليب الضغط والتهديد والوعيد وهو يمتلك الكثير منها لتحقيق ما يريد من مصالح؛ لكن كل هذا لم يحصل مطلقاً عندما ضغطت علينا اطراف عديدة داخلية وخارجية بما فيها بعض الجهات التي شاركت بشكل رئيس وفاعل في هذه الحملة الإعلامية التسقيطية للعودة والمشاركة في تشكيلة الحكومة؛ استجاب الحزب لهم؛ واتخذ قرارا أوليا بالمشاركة وعندما دخل في عملية التحاور وتفاوض مع هذه الإطراف ؛ اخبروه بأن الأمر قد حسم وان الفضيلة قد تأخرت في بالعودة والرجوع ؛ وهذا الجواب منهم لم يفاجئنا أطلاقا لأننا كنا عالمين بعقلية وثوابت ومنطلقات هذه الجهات ونظرتها ومنطق تعاملها مع الأخر .. وعلى أي حال لو كان الأمر كما صور إعلاميا من بعض الفضائيات ( الحيادية والنزيهة ) بان حزب الفضيلة قد انسحب من الحكومة لأجل عدم إعطائه وزارة النفط ؛ لقبل الحزب الرجوع الى الحكومة ولقدم قائمة أخرى بوزارات أخرى بديلة ؛ كما يفعل السياسيين في العالم؛ ولكن كل ذلك لم يحصل لإيماننا بان القضية هي ليست قضية وزارات وامتيازات بل هي تتعدى هذه الأطر الضيقة لتمتد وتشمل قضية الثوابت والمبادئ وأخلاقيات العمل السياسي. ولم تقف الحملة الإعلامية المشوه تجاه هذا الخط الرسالي عند هذه النقطة؛ بل أخذت في حركتها اتجاها أخر وتلونت بلون جديد عندما تم(تأزيم) الوضع الأمني في محافظة البصرة الفيحاء من قبل بعض الاتجاهات المرتبطة بدول إقليمية مجاورة لأجل مصالح ومنافع شخصية غير مشروعة؛ واتهمت هذه الاتجاهات حزب الفضيلة في المحافظة متمثلا بالسيد المحافظ وأعضاء مجلس المحافظة؛ وأصبح الوضع في البصرة بفضل حيادية ونزاهة هذه الفضائيات يفوق الوضع في بغداد الملتهبة خطرا وينذر بانفجار هائل في أية لحظة. فتسابقت الإطراف لحلحلة الازمة في المحافظة وذهب وفد رفيع المستوى يترأسه السيد رئيس الوزراء ليشرف بنفسه على الأوضاع ميدانيا؛ ومع علمنا الكامل بان الوضع الأمني في البصرة هو أفضل بكثير من عدد كبير من المحافظات وان هذا التهويل والتضخيم كان الهدف منه تشويه سمعة هذا الخط الشريف؛ الااننا تعاملنا بكل ايجابية وانفتاح مع هذا الوفد؛ وقدم محافظ البصرة عرضا مفصلا لواقع البصرة والأسباب التي تقف وراء الازمات الموجودة فيها؛ وأتضح لأعضاء الوفد بشكل لا يقبل اللبس بان الحزب لا علاقة له أطلاقا بهذه الازمات وان السيد محافظ البصرة كان متعاونا مع كل الإطراف البصرية ولم يمارس أي عملية تسييس أو تحزب لموقعه الإداري الذي فيه وان الإشكاليات في البصرة تتمحور حول سببين رئيسين هما:
1-عدم وجود التخصيصات المالية للمحافظة؛ الأمر الذي أدى الى تدهور الوضع الخدماتي فيها؛ وهذا ولد عند المواطنين شعورا سلبيا تجاه المحافظ وأعضاء مجلس المحافظة؛ مع أنهم لا علاقة لهم بذلك كله؛ لان التقصير يعود الى الحكومة المركزية السابقة التي لم تعط التخصيصات المالية المخصصة لمحافظة البصرة.
2- إن هناك بعض التدخلات الإقليمية في البصرة بمساندة ومعاونة بعض الإطراف الحزبية المعروفة في البصرة؛ وهذه التدخلات كانت من الأسباب المهمة في تردي الوضع الأمني في المحافظة . وبعد اتضاح الأمر لأعضاء الوفد ظهر بشكل جلي بطلان كل المقولات التي أطلقها البعض على الحزب في البصرة وثبت انه لا مصداقية وواقعية لها ؛ وان السبب من وراء هذه الأكاذيب.
أولا- محاولة تسقيط حزب الفضيلة في البصرة وتشويه صورته امام الجماهير البصرية التي أعطت ولاءها المطلق لمرجعيتها الرشيدة
ثانياً- تحقيق بعض المصالح الشخصية والفئوية التي تتقاطع مع المصلحة العامة والوطنية للبلد وللأسف فأن الفضائيات التي ساهمت في تضخيم هذا الحدث في البصرة لزمت الصمت الإعلامي بعد اتضاح الحقائق؛ ولم تحاول ان تعرض بشفافية وموضوعية النتائج التي تم التوصل إليها في حلف البصرة؛ ونحن في الوقت الذي نسجل أسفنا على هذه الفضائيات لعدم حيا ديتها وموضوعيتها ندعوها إن تتخذ النهج الإعلامي السليم القائم على أساس مبدأ الشفافية والمصداقية وعدم التحزب لأي اتجاه حتى تتمكن من أداء مهامها بشكل مهني صحيح . أني اعتقد ان السبب الرئيسي الذي يقف وراء هذه الحملة الإعلامية ضد حزب الفضيلة الإسلامي هو وجود المرجعية الرشيدة المتمثلة بسماحة أية الله الشيخ محمد اليعقوبي ( دام ظله) كقيادة شرعية للحزب ؛ يأتمر بأوامرها ويلتزم بنواهيها وينفذ قراراتها ؛ وهذه المرجعية ليست من النوع المشهور المؤلوف من المرجعيات الدينية التي تعتمد مبدأ نهج العزلة عند المجتمع وعدم التعاطي مع شؤونه إلا من زاوية وعقلية الاضطرار والضرورة بل هي مرجعية تتصف بأكثر من أمر خطير على هذه الإطراف أهمها:
1- أنها تمثل الامتداد الطبيعي والحقيقي وغير المشوه لخط المرجعية الناطقة بالحق مرجعية السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد صادق الصدر ومن المعلوم ان هذا الخط الناطق قد وجه اكبر ضربة لهذه الإطراف عندما بين نواياها وطموحاتها غير المشروعة ؛ ولذا قدم مشروعه الأخلاقي للحوزة والمجتمع وإعطاء هذا الخط كل ما يملك للجماهير الأمر الذي اتاح التحام وانصهار الجماهير معه؛ وجعل من هذه الإطراف عبارة عن مجاميع نخبوية لا تملك من توجه له الخطاب إلا نفسها لأنها كانت منفصلة عن واقع الجماهير وهمومها ولذا رأى الجميع كيف إن هذه الإطراف جميعها وبلا استثناء قد تفاجأت بالواقع العراقي عندما جاءت إليه فاضطرت الى رفع ( قميص ) السيد الشهيد الصدر في كل حركاتها وخطاباتها لكي تكون مقبولة لدى الجماهير المؤمنة
2- أنها مرجعية ( كما عبرت ) ليست من النوع المشهور والمألوف بل هي من نوع أخر له استراتيجيته ورؤيته للدين والحياة والمجتمع ؛ ولذى فهي لا تؤمن بقمة الضرورة والاضطرار بل تؤمن بقصة البناء والتأسيس والتأهيل وان قيم الدين والخير لا بد من تجسيدها في كل مقاصد الحياة؛ وان الفقيه الحقيقي هو الذي يعيش هموم الناس وآلامها ( ومن لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم ) لا الذي هضم مفاهيم الأصول والفقه وأصبح تجريدياً بعيداً عن منطلق الحياة والواقع
3- أنها هذه المرجعية تحمل مشروعاً وطنياً في عقلها وظمن استراتيجيتها، وهذا المشروع يتقاطع مع مشاريع الاحتلال ومشاريع بعض الاتجاهات السياسية في العراق.
4- إن هذه المرجعية تؤمن بالمشروع الجهادي القائم على أساس الدراسة الموضوعية للواقع بعيداً عن حالة الانفعال والعاطفة والارتجال الذي يؤدي بلا شك الى نتائج وخيمة ومضرة بالدين والمجتمع .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين ابي القاسم محمد واله الطيبين الطاهرين.[/align]
منقول عن موقع الفضيلة الاسلامي
http://www.alfadhela.org/maqalat/maq...at_table&id=44
[align=center]أختلاف الرأي ...... لا يُفسد في الود قضية[/align]
رد مع اقتباس
