النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    3,861

    افتراضي من نصر المراة ومن اساء لها ؟ - رحلة في شوارع الالم

    من نصر المراة ومن اساء لها ؟ - رحلة في شوارع الالم ، اوراق من كتاب لم ينشر بعد / ح 1



    كتابات - عباس راضي العامري *



    شئ كالمقدمة:



    التعقيدات المزعجة والتحولات التي سايرت المجتمعات العربية والإسلامية على مدى قرون الزمت جميع الباحثين في هذا الشأن رصد تلك التحولات الفكرية والتعدد البحثي وتحديد قدرتها على التاثير في العقل العربي والاسلامي وكذلك امكانية تشكيلها لراي عام ينهش ثوابت صحيحة بات من المستحيل البرهنة على ضدها او اقناع معتنقيها بخطئها وذلك لمطابقتها ما يذهب العقل اليه والتعبد بـ (الخطاب الشرعي الصادر لتنظيم حياة الانسان)[1] وكون الخطاب شرعيا ً يعني بالتساوق كونه غير قابل للخطأ - إذا استدل على صحة صدوره من الشارع - وهذه ميزة ينفرد فيها القانون السماوي عن كل القوانين الوضعية وهي اكتساب صفة القداسة[2] وعدم قابليته للخطأ.



    على الرغم من أن المنطقة العربية وصلت إلى حد كبير من الوعي والثقافة والتي كان لتطور وسائل الاتصال، وتطور الأدوات الحياتية والاقتصادية دور فيها، إلا أن العقلية العربية لم تزل رهينة لنوع من العقيدة الشعبية، هذه العقيدة الشعبية لها تأثير أكبر حتى من تأثير الدين السماوي ، بدليل أنها وإن تعارضت بأحد قواعدها العرفية مع الدين السماوي، نادراً ما يتم تغليب الدين عليها، ويتم تبرير هذا بأن مخالفة ما سار عليه السلف!!!اذا فهذا تصريح خطير باننا ندين بدين (العرف الخاطئ) لكننا نتشدق باسلاميتنا المشوهة والتي اصبحت سبة على كل من يتنتمي اليها بسب حثالة لا زالت قابعة في كهوف القرون الاولى تفكيرا وتعاطيا مع الحياة التي يرغبنا بها القران ايما ترغيب بينما يستلذ امثال اولئك المنتمون الى اللا تاريخ باجترار مفردات الزهد وتجافي الجنوب والاعراض عن زخرف الدنيا مبرهنين بذلك انهم لا ينتمون الى وادي القرآن المقدس.



    فالمنطقة العربية التي نعيش فيها والتي يدين الغالبية العظمى منها بالإسلام، لم تزل تمارس عادات وتقاليد تتعارض في كثير منها مع النصوص الدينية الإسلامية



    لماذا يعتبر البعض أن من التجني كشف حقيقة ما تعانيه المرأة في مجتمعات التقدم الصناعي ؟ فليس للخلاف الإيديولوجي بيننا وبينهم نطرح ما تعانيه المرأة في تلك المجتمعات , ولكن الصرخة تعالت – هذه المرة – من حناجر متخمة بحرية التعبير والحرية الفردية بشكل عام . وبمعنى ً آخر فهي من حناجر المعذبين تحت سياط الاغترار بالمادة واللذة التي فشلت – بتفوق – في صنع إنسان سعيد , في حين سجلت أرقى دول العالم أعلى معدلات للجنون وأعلى نسبة في الإنتحار. لماذا يرغب الكثير من النساء اللواتي وُلدْنَ ونشأن في مجتمعات أوروبا وأمريكا[3] في رفض "حريتهن " و"استقلاليتهن " بغية اعتناق دين يُزعم على نطاق واسع أنه مجحف بحقهن ؟ (اعترافات امرأة غربية)



    دعونا نقلب صفحات الحقيقة المرة التي لخصها (ترتوليان )المفكر الأبرز في القرون الأوربية الوسطى في ( أنها – المرأة- مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان , وأنها ناقضة لقانون الله , مشوهة لصورة الله ) [4] اما فيدور ديستويفسكي (1821-1881)فالمرأة عنده"ليست الا عملا ً رجعيا ًوموقفها من الله والانسانية لا فائدة منه .انها لتوقظ الالم في الرجل ولتعذبه ولتغريه وتنتشله وتجره الى خارج القوانين الاخلاقية"!![5] ومرد هذا الاعوجاج في التعامل مع المرأة هو النظر الى المراة كسلعة لا حسب المنهج الفرويدي باعتبارها ظاهرة ساكولوجية فردية بل كان مرضا ً اجتماعيا ً عاما ً مستشريا ً في الحياة الاوربية المتدينة واللا دينية على حد سواء فيما يحاول المغترون بالمادة والغارقون في رذيلتها إسدال الستار على مسرحها الماجن , لتخفي خلفها شخصيات المسرح المعذبة , شخصيات لا زالت أعينها تحدق في لا شيء سوى الندم المصطبغ بأغلال الخطأ التي لا تغادر معصمي الضحية , في حين يلعب الأدوار البديلة طفيليو الحياة الاجتماعية وخاصة طفيليو عالم المرأة المتفرد بمفردات كثيرة لا يمكن لمن لا يترك البراغماتية الهزيلة والغايات السيئة – التي تبرر اللعب بنار تكتوي بها المرأة نفسها صباح مساء – لا يمكن لذلك أن يقوم بالدور على وجهه الاتم ّ أو حتى المشوه.



    الدافع للدراسة



    تأتي هذه الدراسة على سبيل إماطة اللثام عن حقائق استثمار الإعلام الغربي ومصممي الثقافة الشائعة هناك لهذه الأدبيات المتراكمة بهدف إساءة تمثيل الإسلام وتشويه الأقوام التي تدين به . ولا ادعي هنا الإحاطة الشاملة بالأحداث الساخنة التي غلّفت قضية المرأة على مر العصور , لنخرج من الطوبائية والخرافة إلى أنساق المعرفة العملية للنصوص والقوانين والاطروحات التي شملت أو أحاطت بوضع المرأة والنقد الايجابي لما داهم هذا المخلوق الوديع ولست – كذلك – هنا في خندق المروجين لمنحى خاص أدعو لاتباعه بقدر ما هو انتصار للمرأة على نفسها أولا ً لتتمكن من الخروج من الدائرة المفرغة التي وضعت اكثرهن أنفسهن فيها كما لا أتجاوز أولئك اللذين زيّنوا للمرأة البقاء في هذه الدائرة أو أغروها للخروج إلى فضاءات متسخة بالمجون , والطمع فيها بدون الفات نظرها إلى الدور الرائد الذي يجب ان تلعبه في شتى الميادين المعرفية والاجتماعية .., الخ , لتتمكن – بعد ذلك – من العروج نحو السمو الذي طار اليه اكثر ابناء مثيلها الاخر بالخلق (الرجل )



    ان تقويم منهج خاطيء ومحاولة معافاته مما الم به من تراكمات حملّها له الماضي واكدها مستهلكو الثقافة في الحاضر يوجب على القائمين على التقويم ان يقفوا على جوانب الضعف والقوة في الماضي ليتجاوزوا الضعف ودواعيه وليأخذوا بأسباب القوة وسبل التقدم .



    من المهم جدا ان يكون انتصارنا على الواقع هو انتصار للمراة لا ان نرميها في الجانب الاخر من المعادلة البذيئة التي تريد ان تجعل من المراة مادة اعلامية فقط يتجاذب طرفي الصراع فيها انصار وهميون لها واعداء رعويون لا يفقهون من الحق شيئا ً من هنا جاءت دعوة بعض الكتاب العراقيين الذي توهموا انهم بكلامهم هذا قد نصروا المراة ولم يعلموا انهم سيرمونها لقمة سائغة بفم الذئاب التي تنتظر لحظة العري والتهتك والثورة على الحجاب فقد طالعنا احدهم مغتالا ً اسم المرأة متحدثا ً باسمها يقول [6] "يمكن اهم ما تسعى إلى تكريسه المرأة في الدستور العراقي الدائم وفي القوانين والنظم اللاحقة :



    - منح المرأة حريتها التامة في التخلص من قيود الحجاب التي جعلتها في سجن إضافي للسجون النفسية والعقلية التي تعيش فيها حالياً.



    - تطبيق مبدأ تحريم الزواج بأكثر من امرأة واحدة."



    لا ريب أن هناك فارقاً كبيراً بين المطالبة بحقوق المرأة ورفع الحيف والظلم الذي لحق بها نتيجة سياسات خاطئة بخلفيات متعددة ، وبين جرِّ المرأة إلى عالم الرذيلة والفساد تحت شعار المساواة مع الرجل والمطالبة بحقوق وهمية هدفها تحطيم الكيان العائلي والترويج للإنحراف والذي يصب جميعه في هدف تحطيم المجتمع الإسلامي وتحطيم النموذج الإسلامي المشرق للأسرة والمجتمع والذي يمكن أن يكون نبراسا للآخرين لكي يقتدوا به ، لا سيما وهم في مجتمعاتهم يفتقدون للمزايا التي وفرها الإسلام للمرأة.



    والمرأة لها جانبان للنضال ، جانب النضال من أجل الحقوق العامة التي تشترك بها مع الرجل من حيث إنسانيتها ، وجانب الحقوق الخاصة بها كإمرأة من حيث خصوصيتها الأنثوية.



    وفي المقابل فإنَّ جانب الحقوق الخاصة المذكور آنفاً هو حق مرتبط بالرجل أيضاً ، فالمرأة في حياة الرجل هي الأم والأخت والبنت والزوجة ، وصيانة حقوق هذه الصلات العائلية هي من أبرز أولويات الرجال ، فنجد الرجل مدافعاً عن حقوق المرأة التي تمثل له منزلة إنسانية عائلية بحكم الصلات العائلية التي تربطهم ، فعامة الرجال يدافعون عن حقوق أمهاتهم وبناتهم وأخواتهم وزوجاتهم ، وبالتالي فإن ميدان الدفاع عن حقوق المرأة لا يمكن أن يقتصر على النساء فقط بل يشترك به الرجال معهن في معظم الأحوال.



    ومن المؤسف فإن الكثير من العلمانيين - كما يقول الأستاذ نبيل الكرخي [7] - يحاولون الإساءة إلى قضية المرأة من ثلاث جهات:



    الأولى : دعوتهم الصريحة إلى الإباحية وجعل المرأة سلعة لترويج المتعة والجنس ، وهو الأمر الذي يثلم كرامتها الإنسانية.



    الثانية : خلطهم حقوق المرأة المشروعة مع دعواتهم الإباحية مما أدى إلى تشويه صورة المطالب المشروعة التي تنادي بها المرأة ، وجَعَلَ هناك تخوفاً عند شرائح واسعة من المجتمع من الرجال والنساء على السواء بخصوص المناداة بحقوق المرأة ، بسبب ارتباطها ذهنياً بالدعوات الإباحية لأولئك العلمانيين غير المنضبطين.



    الثالثة : إغفالها النظر عن الحقوق الإنسانية العامة للمرأة والتي تشترك بها مع الرجل ، فلا يتم المناداة بها مطلقاً أو غالباً من قبل المنظمات النسوية ، وفي هذا تمييز ضد المرأة من حيث إبرازها وكأن تلك الأمور العامة لا تعنيها !



    *كاتب واعلامي عراقي مقيم في ايران

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    3,861

    افتراضي

    من نصر المرأة ومن أساء لها ؟ رحلة في شوارع الالم - اوراق من كتاب لم ينشر بعد / 2



    كتابات - عباس راضي العامري



    إذا تجاوزنا بحث الاشتراكية الرجل أمرأتية في كثير من الحقائق والتركيبات البيولوجية والفسيولوجية وأصل الخلقة وما اختلفت عليه الأديان والإيديولوجيات من انه متساوٍ أو متفاوت بينهما .. ولو قفزنا إلى نقطة الإثارة الملغاة من على بساط البحث الكلاسيكي المتجاذب على الساحة الفكرية لوجدنا أنفسنا وبدون تعيين مسبق في غمرة بحث الحب والقتل الذي يمارسه الرجل تجاه المرأة أو محاولة الأخيرة تسلق مرقى الانفتاح النسبي الغير مبرر أحيانا ورغبة البعض من النساء استغلال تفهم المثقف والمتدين الذي فهم الدين على انه تبادل في الحقوق وتواضع وتسالم واحترام وان لا فضل للرجل على المرأة إلا بما ميز الله به احدهما عن الاخر, وأنها إنسان كما هو وليس ( حيوانا ً تلبس بصورة إنسان لكي لا يتقزز الرجل منها ) [1]!!! وإن نظرة التبادر بينها وبين سرير النوم واللذة الجنسية نظرة ساذجة تصنعها العقل الرعوي البدائي وحاكها من أوهامه وترسبات الحيونة التفكيرية لديه . وكذلك المتدين والمثقف الذي فهم جيدا ً ( ولا تنس نصيبك من الدنيا ) قد تجلى أمامه خطأ العقوبات التي كان يسنها حمو رابي وأشنونا [2] بعض الأحيان بمجرد قيام المرأة بعمل تراه شرائعهم أنه قرصنة محرمة .



    إن التفاضل بين الأفراد حسب الجهد الذي يقومون به وقيمة العمل اصل مشروع[3] وقاعدة عامة جائزة لتنمية المواهب الخلاقة شريطة أن لا يخرج ذلك عن قاعدة العدل الاجتماعي , فلا ضير في ان تتفوق المرأة على الرجل أو الرجل على المرأة لما يحمله المتفوق على المتفوق عليه من مهارات وخبرات , والعقل يؤيد ذلك والدين ويرفضان التفاضل الممقوت الذي تدعو إليه مؤسسات وتروج له أخرى إذ ليس من العدل ان يقدم الجاهل على العالم ولا القاعد على العامل .



    وعودا ً على اصل الموضوع لبيان التخبط الحاصل بسسب تداعيات الموضوع الحساسة , فإن من المشهور بين الناس إن المرأة في مجتمعاتنا الشرقية – بصورة عامة – تعرضت لمصادرة نوعا ما وتهميش في حواشي الدور المهم الذي يجب أن يلعبه هذا الكائن المغمور بالمواهب والطاقات رغم أن الواقع يفرض علينا أشياء أخرى يجب الالتفات إليها فبينما نسند إلى المرأة اخطر وأهم مهمة ( وهي التربية) نقوم في المقابل بتحجيم دورها اجتماعيا ً وكأنها مخلوق لا يعيش إلا في البيت ولا يروق للبعض إلا أن يراها محاطة بأربعة جدران مثلها كمثل الطير الذي ننتشي بسماع زقزقاته وهو يتلهف لنسيم الحرية .ونحن نسلم بذلك على نحو الموجبة الجزئية اذ اننا في الشرق لا زلنا نعيش عقلية الطاغية البدائي وبتعبير الدكتور علي الوردي فان في جيب كل منا بدوي صغير يقفز في لحظة انفعالنا ايا ً كانت ثقافتنا وفهمنا لواقع الحياة وكذلك نسلم بالاضافة الى حاكمية العقل البدوي على اغلبنا فان للسلطة الثيوقراطية دور مخزي في عملية التهميش او التغييب – بعبارة ادق – ودفعا لما يشاع من ان الدين وراء ذلك التغييب سوف اسهب في حلقة تالية – انشاء الله – في طرح (فهمي الخاص)للنظرية الاسلامية – لو صح ان نسميها نظرية- حول كلما يتعلق بالمراة وسوف اشير الى كل مصدر له صلة بالموضوع كنت قد طالعته او سمعته .



    إن الدين الإسلامي أرفع وأكمل من أن يظلم كائنا ً تساوى – بفضل الدين الإسلامي – مع شطره الثاني بأصل الخلقة وحمل الأمانة السماوية والحقوق والصورة – وان كانت المرأة في كثير من الأحيان تفوق الرجل بحسن صورتها وهذا مما يجلب النفع للرجل والمراة على حد سواء – ولو استنطقنا العقل الديني لأعطانا المبررات المبرهنة لذلك التغييب لدائرة عمل المرأة الاجتماعي



    لا بأس هنا – لتتضح الصورة أمام القاريء العزيز – أن نشير إلى الأدوار التاريخية التي مثلتها المرأة , فقد مرت بعدة مراحل نستظهر من خلالها التأرجح الواضح لدورها على مدى هذه المراحل وكيفية بروزها في المجتمع الإسلامي كعنصر فعّال ( وان كان أكثر الدور من خلف الكواليس ) . وبعيدا عن الإسهاب في المقدمة فان المرحلة الاولى هي المجتمع البدائي , ولم تأخذ فيه المرأة أيا من حقوقها ولم يكن لها قيمة تذكر بل لم تعتبر جزء من المجتمع الإنساني وكانت تعامل معاملة الحيوان وان العطف عليها او الاهتمام بها يتم كما يتم الاهتمام بما يملك الانسان من غير ذوات الارواح. أما المرحلة الثانية فتمثلها المجتمعات المتحضرة قديما ً والتي ظهرت فيها الشرائع والقوانين مثل شريعة حمورابي في وادي الرافدين واليونان والروم ومقررات الصين وفارس القديمة , وقد اشتركت جميع هذه الشرائع بالحكم على المرأة بأنها كائن ضعيف لا يستطيع تحمل أعباء الحياة العامة وإنها خاضعة لحكم الولي .. وتدرجو بالحط من مكانتها حيث لم يجعلوا لها استقلالا ً في رأي ولم تكن تملك حرية التصرف وليس لها أن تستقل بعمل ينسب إليها سوى ما اقره حمورابي [4] من حق البيع والشراء والإجارة والشهادة على العقد وبالإضافة الى ذلك الاحتقار ( الأرعن ) , فقد كانوا يمتدحون وليها حين قيامها بعمل ما فيما تنال العقاب وحدها إذا أساءت أو اضطرت الى عمل ما !!! وللأمانة التاريخية نذكر أن هذه الشرائع راعت المرأة في حالات معينة , كإعطاء الزوجة الحق في طلب الطلاق من الزوج سيء الخلق حسب ما نصت على ذلك الشريعة المصرية أو منع تعاليم كونفشيوس الصينية الرجل من تطليق زوجته إذا كان أبواها ميتين والزم حمورابي الرجل في الإمساك على زوجته وعدم تطليقها ما دامت مريضة وغير ذلك من الأمثلة التي تمثل التفاتات جميلة من أصحاب الشرائع رغم ان مجتمعاتهم كانت تنتهج منهجا ً مغايرا ً لذلك نسبيا ً.



    للحديث صلة ..



    *كاتب واعلامي عراقي مقيم في ايران



    Abbasradhi77@hotmail.com

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    3,861

    افتراضي

    من نصر المرأة ومن أساء لها ؟

    رحلة في شوارع الالم

    اوراق من كتاب لم ينشر بعد - 3



    كتابات - عباس راضي العامري



    كنا قد اشرنا في ما سبق الى المرحلتين الاولى والثانية من المراحل التي مرت بها المراة وهما مرحلتا العصر البدائي ومرحلة العصور المتحضرة الاولى وفي هذه الحلقة اشير بشكل سريع الى بقية المراحل : فقد مثل عهد الكنيسة والمجتمع الغربي المرحلة الثالثة من دور المرأة وبدوره فلم يكن هذا العهد بأفضل من سابقيه فقد واجهت المرأة نفس الإسقاطات السابقة وباستطاعتنا – إذا أردنا أن نذكر ايجابية هذه المرحلة - أن نذكر التوصية الكنسية بالرفق بالمرأة من باب الرفق بالحيوان [1].. أما المجتمع القيصري فلا ادري من اين يبدأ الانسان في عرض المأساة وبدون ان يمهد للموضوع يجد نفسه بين ازقة مجتمع يحرم على المراة حصولها على جواز سفر لوحدها ولا يحق لها ان تمتلك جوازا ً مستقلا ً عن زوجها , فان تركته وهربت من ظلمه , فعلى الشرطة ان تاتي بها باي صورة وباسرع وقت [2], بالاضافة الى انها لم تكن تتمتع بحقوقها السياسية اما في اقليم الفولغا فكان يطلى جسد المراة التي تضطر الى ممارسة الحاجة الطبيعية لها في الجنس بالقار ويلصق به الريش وتحرق [3] او يطلى جسد الزوجة- التي تخون - بالعسل في وقت الصيف وتربط الى الاشجار لكي تلدغها الحشرات او توثق يداها ورجلاها جيداً ويلقى بها الى التلال الموبوءة بالنمل القارص في نفس الفترة شابهت النظرة اليهودية النظرة المسيحية , لنقرأ ما أوردت موسوعة مايكروسوفت طبعة 2003م، حيث جاء في تقريرها (أن اغتصاب العذارى في المجتمعات اليهودية القديمة، يُلزم فيه المغتصب بدفع غرامة قدرها خمسين شلناً لوالدها مع الالتزام، بإصلاح خطأه بالزواج منها.



    لم تتناول هذه الضوابط الاجتماعية الضرر النفسي أو المادي الواقع علي المرأة. إضافة إلي ذلك فإن معاناتها النفسية لم تكن محل جدل أو نقاش، طالما التزم المغتصب بجبر الضرر الاجتماعي الذي أحدثه للأسرة..!)



    وفي فترة سيطر عليها الحذر والقلق عاش فيها الانسان محنته كأنسان وفي حياة مترعة بالجوع والبؤس وفقر فاحش دفع العربي الى قتل ابنائه (خشية املاق ) كانت المرأة مركونة في في زاوية تنتظر لحظة صدور أي قرار من ابيها او زوجها او ابن عمها او من تقع في اسره ... فقد مثلت تلك الحقبة المرحلة الرابعة في تاريخ المراة وهو العصر الجاهلي قبل الإسلام . وأظهرت الوثيقة التاريخية الخالدة ( القران الكريم ) ما اعترى قضية المرأة من ملابسات أدت الى وأدها والاشمئزاز من البنت الوليدة والحياء المطبق لمن بشر بالأنثى ...



    وكذا تمثله أشعارهم المشحونة بالنظرة العدائية للمرأة , يقول أحدهم :



    كـل أبي بنت يرجى بقاءها ثلاثة أصهار إذا ذكر الصهر



    فبيت يغطيها وبعل يصونها وقبر يواريها وخيرهم القـبر[4]



    وحتى الراسخ في اللاشعور العربي السابق فان الاصل هو الذكر والانوثة شئ تابع وهذا ما تقرره قواعد اللغة نفسها ,



    كيف تتعامل اللغة مع المرأة ؟



    تقرر البنية القوا عدية التراتب الجنسي , ويظهر ذلك في التطابق التام مع المذكر إذا وجد جنسا الذكر والأنثى ولكن الأصل في الاسم ان يكون مذكراً والتأنيث فرع من التذكير ولكون التذكير هو الأصل أستغنى الاسم المذكر عن علامات تدل على التذكير ولكون التأنيث فرعا ً من التأنيث افتقر الى علامة تدل عليه وهي التاء والألف المقصورة ... [5]



    للحديث صلة ..





    * كاتب واعلامي عراقي مقيم في ايران



    Abbasradhi77@hotmail.com

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني