سعد العميدي
يحفل بريدي الإلكتروني بالعديد من الرسائل التي تصل لي يوميا و بالعشرات , القسم الأكبر منها يحتوي إما على مقالات أو أخبار مرسلة إلى شبكة عراقنا الإخبارية , لكن ما أثار انتباهي قبل عدة أيام هو وصول رسالة من ( المعفون نوري المرادي ) و ربما إنها أرسلت بالخطأ من خلال البريد الجماعي المرسل إلى العديد من الناس , ما أثار انتباهي و عندي فتحي لتلك الرسالة أن صورة المرادي تتوسطها و فوق الصورة كلمة سويدية ( Äktenskapsmäklare ).
و تتحدث الرسالة عن فتح مكتب للتزويج في مدينة مالمو السويدية بإدارة الدكتور نوري المرادي و المكتب يقوم بتسهيل الاتصالات بين العرسان مقابل عمولة بسيطة حسب تلك الرسالة, و يذكر المرادي في نهاية رسالته تلك عنوان منزله و أرقام هواتفه مع عناوين البريد الإلكتروني الخاصة به لمن أراد الحصول على خدمات المرادي.
معلوماتي السويدية و حسب إعتقادي جيدة فقمت بترجمة المصطلح هذا الذي لم اسمع عنه من قبل من خلال شطره إلى قسمين , القسم الأول و معناه الزواج , أما القسم الثاني فله معاني عدة منها ( الوسيط , العراب , القواد ) و من خلال دمج الكلمتين نحصل في أحسن الأحوال على مصطلح عربي جديد هو ( وسيط زواج , أو خطابة باللهجة العامية السائدة).
لكنني لم اسمع خلال أل 11 عاما التي قضيتها في السويد بوجود وكالات لترويج الزواج و التقريب بين الناس بالحلال , لأن المجتمع السويدي مجتمع مفتوح و لا يحتاج لمثل هذه الوساطات , أما بالنسبة للعرب و المسلمين فلا مشاكل لديهم في هذا المجال حيث يستقدمون أقاربهم أو معارفهم , لذلك قمت بالاتصال بأحد معارفي من السويديين لسؤاله عن ( Äktenskapsmäklare ). فقال لي إن مثل هذه المكاتب كانت موجودة قبل سنوات عدة و مهمتها استقدام الفتيات من دول الاتحاد السوفيتي السابق و دول شرق أوربا بحجة ترتيب لقاءات مع أزواج محتملين في السويد ومن ثم اكتشفت السلطات السويدية بأن هذه المكاتب ما هي إلا واجهات لشبكات دعارة تستغل الفتيات من خلال إجبارهن على ممارسة الجنس مع الأثرياء مقابل أجور بسيطة و في ظروف معيشية سيئة للغاية.
عندها اكتشفت بأن المرادي ما هو إلا قواد لكنه يحاول تخفيف هذه الكلمة من خلال إصباغها بصبغة ( وسيط للزواج ) , لكن ربما ستتساءلون عن الربط بين ( القواد ) المرادي و مؤتمر مكة.
في مكة التقى مشايخ الأفيون الذين كانوا السبب وراء ظهور النعرات الطائفية و بسببهم قتل العراقيون على الهوية , التقوا بحجة حقن دماء العراقيين و هم يعرفون قبل غيرهم بأن كرة الثلج التي دحرجوها ما عاد بالإمكان إيقافها بهذه السهولة التي يتصورونها و كان من الأحرى بهم تغيير شعار المؤتمر ( حقن دماء العراقيين ) إلى ( حقن العراقيين بسموم الطائفية و التطرف الديني ).
تصوروا أن من حضر المؤتمر كان ثلثهم من البعثيين و الثلث الثاني إيرانيين و الثلث الأخير من ( العرابين أو القوادين كما المرادي ) , فهل يأمل العراقيون خيرا من هكذا مؤتمر.
الحل لمشكلة الاقتتال تكمن و بكل بساطة في جمع المتقاتلين على طاولة واحدة و دفعهم للتوقيع على وثيقة شرف , هذا إذا كانوا يحملون ذرة من الشرف هم و الذين اجتمعوا في مكة أو هم و المرادي صاحب محل القوادة في السويد.