رحل الفنان التشكيلي مصطفى الحلاج مع أعماله ومقتنياته …بحادث مأساوي..

الحلاج هذا الظاهرة الفنية،كان علماً من أعلام الحفر (الغرافيك) العربي المعاصر الذي امتدت قنوات ابتكاره لجهات الدنيا الأربع، وكانت قامة فنية متطاولة في حصاد الجوائز العربية والدولية، كان أيقونة الحفر العربي المعاصر بلا منازع بامتياز فكري وتعبيري وتقني.


رحل الحلاج ورحلت معه تلك الأعمال العملاقة التي تحدثت عن الانسان ومقتنياته .. والتي حبست أنفاس الجماهير العريضة في معارض عدة أقيمت لهذا الفنان الرائع .

أما أبداعاته تحاول أن تقبض على الدهشة بكل ما أوتيت من قوة لتتبارك بروح الحلاج المسكوبة بين الألوان والحفر ، تتمنى لو أنك تحمل معك بعضا من لوحاته قبل أن تغادر المكان ...أعماله ترغمك على أن تطيل البقاء لتتأمل البعد الفني لما يحمله قلبه من قدرة على الاستمرار والعطاء .. رغم ثقل الهموم.

تصاحب الحلاج مع مرضه ، أخلص لألوانه المستحيلة،
لينقلنا إلى عوالم عدة : الدهشة ، الألم ، الشوق..،الانتماء ، الشجاعة ،.الفقر ..كلها أ‘مال .تقودك إلى العمق الخرافي للفن تصب في أفياء روحك عبق البرتقال مع أنفاس الحلاج .. والصوت المبحوح .

رحل الحلاج وأبت مقتنياته وأعماله إلا أن ترحل معه ...لنفتقده نحن ونتعذب أمام الموت و العجز البشري .

التهمت الحلاج و لوحاته نار عاهرة وجعلتنا نحترق ألماً وأسى ، لوما وعتبا على عائلة الحلاج التي أهملت هذا الراحل الذي لا يشبه أحد.. .

والسؤال المضني هل كان - حقا - يصعب على الحلاج الخروج من المرسم سالما بسبب ضعف بنيته الصحية أم أنه رفض الخروج من المكان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأعمال الفنية فرحل وأخذها معه ..!

ويا هول المصيبة ..كيف نهمل العظماء بين جدران الصقيع .في بيوتنا تهددها النار ..

يحضرني كلام الحلاج عن الموت في أحد المقابلات معه قال : هناك ما هو أقسى من الموت ،والموت أرحم من حالات كثيرة نعيشها.. ..كالمرض والفقد..والعجز ..والضياع ….وأي حالة من الأم نعيشه على فقد الحلاج وأبداعه ..أي ألم عاناه الحلاج وهو يحترق ..أي نوع من العذاب عاناه وهو يتأمل لوحاته تحترق معه .أي ألم أفظع من هذا الألم.




لوحات الحلاج تحول المتأمل لها لتمثال لا يقوى على مغادرتها ...لكل لوحة قصة وقضية تحتل الروح والوجدان قصص كثيرة لا تنتهي ..وكانت آخر مشاهدة لروائع الفنان الراحل في معرض ً أقامته له دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة في إحدى دورات بينالي للفنون التشكيلية ، كما تم تكريمه ، كأحد رواد الحركة التشكيلية العربية .

كان للحلاج موقف سياسي متميز ورافض لكل الطروحات التي تستهدف سرقة حقوق الشعب الفلسطيني كما كان يشرف على مركز الفنان ناجي العلي في دمشق .

رحيله بدد الحلم لاسيما وأنه كان بصدد الإعداد لمعرض فني كبير يقيمه في الولايات المتحدة الأمريكية .



همسة :

بعض المواقع لمعرفة الحلاج ..


http://www.albayan.co.ae/albayan/2002/03/11/mnw/9.htm




http://www.omarphoto.bizland.com/HALAJA.htm


http://members.tripod.com/~altshkee.../m_alhalaj.html