 |
-
بيان صحفي لمجاهدي الداخل حول مؤتمر لندن
مكتب الإعلام المركزي
لمجاهدي الثورة الإسلامية في العراق
بيان صحفي
(حول مؤتمر لندن)
كانت تشكيلات (تنظيم الجنوب، تنظيم الفرات الأوسط، تنظيم بغداد والوسط، والتنظيم الطلابي) لمجاهدي الثورة الإسلامية في داخل العراق، مع (تشكيلات مجاهدي العشائر العراقية، مجاهدي الشعائر الإسلامية، منسقي القيادات المحلية، ممثلي هيئات المساجد والحسينيات، وممثلي شيوخ العشائر) في داخل العراق كذلك، قد بعثت برسالة مفتوحة إلى قوى المعارضة الإسلامية العراقية ((سماحة آية الله السيد محمد باقر الحكيم، رئيس الهيئة العامة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، السادة أعضاء الشورى المركزية للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، الأخوة أعضاء المجلس الأعلي للثورة الإسلامية في العراق، الأخوة في قيادة حزب الدعوة الإسلامية، الأخوة في قيادة منظمة العمل الإسلامي و الأخوة المجاهدين في فيلق 9 بدر الظافر)) في شهر تشرين الثاني/2002، حددت فيها موقفها بوضوح من المشروع الأمريكي المزمع تنفيذه فـي العراق، ومن الغزو العسكري الأمريكي الذي تعد لـه فـي هـذا الإطار، وكذلك المؤتمر الذي تعقده باسم المعارضة العراقية غطاءا لذلك ولما يليه من فقرات مستقبلية في مشروعها المشؤوم ذاك.
وقد عقد المؤتمر المذكور في لندن على مدى يوم 14 و15 و16 من الشهر الجاري، حضره أكثر من (300) شخص منهم حدود (200) شخص يمثلون الجماعات السبعة (بعد إضافة مجموعة منشقة عن حزب الدعوة الإسلامية إلى الستة الأولى) التي قررت الإدارة الأمريكية دعمها والتعاطي معها، كما حضره حدود مائة آخرون عرفوا بالمستقلين ساهمت الإدارة الأمريكية بشكل مباشر في اختيار معظمهم، عرفهم أحد أعضاء المؤتمر بقائمة البيت الأبيض، بالإضافة إلى حضور ممثل رسمي عن الرئيس الأمريكي على رأس وفد كبير تشترك فيه كل أجهزة الإدارة الأمريكية، وقد أصدر المؤتمر هذا بيانه الختامي يوم 17 منه ، فكان لابد ـ ومن موقع العمل الميداني ـ من بيان كلمة المجاهدين حـول انعقاد المؤتمر تاركين مناقشة بيانـه الختامي لوقت آخر:
أولا: إن الحضور الأمريكي في المؤتمر جاء تأكيدا لما وصفته الرسالة المفتوحة لمجاهدي الداخل – والتي أرسلت نسخة منها الـى اعضاء اللجنة التحضيرية لمؤتمر المعارضة العراقية قبل انعقاده - وصفته في: (تكونه وتكوينه وقراراته ليس إلا مشروعا أمريكيا يهدف إلى الإلتفاف على حركة المعارضة الإسلامية المتمثلة بالتيار الشعبي المجاهد الذي خاض لعقود ولا زال يخوض صراعا عنيفا مع حكم الطاغية، والذي يستوعب القطاع الأكبر من جماهير شعبنا الغيور، وبالتالي الإلتفاف على تطلعات شعبنا العريقة في تحكيم دين الله في حياة الناس، وفي نفس الوقت الذي يستخدم غطاءا للقوات الأمريكية في غزوها للعراق، ووسيلة لتحقيق أهدافها الخبيثة فيه، وطريقا لفرض قيادات مترفة على العراق خرجت فجأة من شقوق الجدران بحراب أمريكية لتدعي الوطنية والمعارضة للنظام القائم).
ففكرة المؤتمر ولدت كما هو معروف في لقاءات جماعة الستة بالإدارة الأمريكية في تشرين الثاني الماضي، ومن وقته تولت لجنة تحضيرية من هذه الجماعات الإعداد لعقد المؤتمر تحت إشراف الإدارة الأمريكية، التي كانت تتدخل مباشرة لحسم أي خلاف بينها، كما حصل عندما وجهت الخارجية الأمريكية في مطلع تشرين الثاني الماضي إنذارها إلى الجماعات المذكورة لوضع حد لصراعاتها الداخلية التي تسببت في إرجاء انعقاد مؤتمرها عدة مرات، وذلك على أثر شكوى رفعت لها من الجماعات المشاركة في التحضير للمؤتمر.
وقبل موعد انعقاد المؤتمر بأيام وصل إلى لندن السناتور الأمريكي (سام برونبك) العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية للكونجرس الأمريكي، والمتوقع ترؤّسه اللجنة الفرعية للشرق الأدنى فيها المسؤولة عن رسم السياسة الأمريكية في المنطقة وممن كان له دور فاعل في تأسيس (المؤتمر الوطني العراقي)، وعقد اجتماعات متواصلة مع لجنة التحضير للمؤتمر وغيرها مؤكدا إصرار حكومته على عقده وأن ذلك (فرصة لا تعوض قد تضيع إذا لم تحقق ـ الجماعات المعنية بالمؤتمر ـ وحدتها) على حد قوله.
ومع هذا وصل إلى لندن في نفس الوقت وفد واسع يضم مندوبين عن كل أجهزة الإدارة الأمريكية يرأسه زلماي خليل زاده الذي عينه الرئيس الأمريكي سفيرا فوق العادة عنه لدى من يصفهم بـ (العراقيين الأحرار)، والذي تولى قبل انعقاد المؤتمر تسوية خلافات لجنة التحضير حول نسب المشاركين فيه، وحضر كافة جلساته بما في ذلك الجلسات المغلقة للجان المنبثقة عن المؤتمر التي لم يطلع على ما يدور فيها حتى بقية الأعضاء المشاركين فيه، والذي حسم أيضا خلاف المؤتمرين على نسب التمثيل في (هيئة التنسيق والمتابعة) المنبثقة عن المؤتمر، وحسب مصادر المؤتمر أن خليل زاده قد هدد في اجتماع له مع قادة المجموعات المشاركة في المؤتمر في الساعات الأخيرة بأن (تلجأ الولايات المتحدة إلى خيارات أخرى بما فيها خيار تعيين حاكم عسكري بعد سقوط النظام الحالي إذا لم ينته هذا المؤتمر إلى أتفاق)، وهو ما أكده ناطق رسمي باسم المؤتمر الوطني العراقي بأن (الولايات المتحدة قد أبلغتنا بأنه لا يمكننا الخروج من هنا بدون اتفاق).
ولا ينكر في هذا الإطار حرص بعض المشاركين في المؤتمر (دون جدوى) على إضفاء الصفة العراقية عليه، والتأكيد الدائم على رفضهم (92 مليون دولار) الدعم المالي الذي أمر به الرئيس الأمريكي لجماعات المعارضة تلك، والإصرار على القول بأن المؤتمر يعقد بتمويل عراقي من المعارضة المشاركة فيه، وهي توجهات مع أنها محدودة ولكنها صحيحة ينتظر الشعب العراقي إنعكاساتها على الأرض كما ينتظر المزيد مما ينقذ القرار العراقي من الهيمنة الإمريكية.
ثانيا: نأسف لما ظهر على السطح بين بعض الجماعات الإسلامية المشاركة في المؤتمر من تشتت في المواقف، مما يشكل بدون شك عامل ضعف في الصف الإسلامي، وفرص للمتصيدين بالماء العكر، وفي هذا نذكر بما جاء في الرسالة المفتوحة لمجاهدي الداخل من (أن المعارضة الإسلامية والشيعية خاصة تمثل في تاريخها، الجهادي وواقعها المعاصر، محور حركة شعبنا العراقي المسلم في مقاومة الاستعمار والحكومات الدكتاتورية العميلة له، التي توالت على السلطة في العراق، وقدم في هذا الطريق وخاصة على مدى تسلط حكم صدام حسين خيرة أبنائه من مراجع الدين وعلمائه، والمؤمنين من الشباب والشيوخ، الرجال والنساء، شهد لها بذلك الأعداء والمنافسون قبل غيرهم، وهي في كل ذلك كما هي اليوم وغدا تعمل بجد وإخلاص لعراق مستقل، يقرر فيه شعبه بالانتخاب الحر المباشر، نوع وشكل الحكم، الذي يؤمّن له الحياة الحرة الكريمة، التي يسودها العدل الاجتماعي، والمساواة، والتآخي الوطني، في عراق موحد، يعيش مع جيرانه ودول العالم على أساس التعاون في المشتركات التي توفر الخير للجميع وهي ـ المعارضة الإسلامية ـ بهذا، القوة السياسية الرئيسية التي عليها تقع مسؤولية قيادة حركة التغيير في العراق، بالتعاون مع القوى السياسية الوطنية الفاعلة والنزيهة، وهي بإذن الله قادرة ومؤهلة لهذا العبء، وقد تخطت فيه أشواطه المهمة والصعبة، ولم يعد أمامها إلا السهل القليل).
ولأجل ذلك نجدد ما جاء في الرسالة المفتوحة من دعوة (كل فصائل المعارضة الإسلامية إلى توحيد المواقف والخطط وتنسيق الأعمال والأدوار في داخل العراق وخارجه في ميثاق عمل جامع يحشد كل الطاقات على المشتركات ويحقق أهداف شعبنا وطموحاته) (وكما ندعو الجميع إلى مواصلة العمل المخلص الجاد وأخذ المبادأة فيه، رغم صعوبات وتعقيدات الطريق، وعدم إعطاء الفرصة لمتصيديها في المياه العكرة من الذين رضي المستعمرعنهم ورضوا عنه ...).
ثالثا: إن نسب تمثيل القوى السياسية للشعب العراقي إنما يحددها واقع العمل السياسي والتضحيات على الأرض، وليس إرادة مبعوث الرئيس الأمريكي، أو موروث طائفي أكل الدهر عليه وشرب، أو شخصيات (خرجت فجأة من شقوق الجدران بحراب أمريكية)، ولذا فإن ما يعرف بنسب صلاح الدين عام 1992، ليست هي إلا الحد الأدنى الذي لا يعكس إلا قدرا من واقع الساحة السياسية في العراق، للمتمسكين بها من المشاركين في هذا المؤتمر الحق في عدم التنازل عنها، مع التنوية على أن الذي يمثل الشيعة في العراق هم الذين يعيشون الولاء لأهل البيت عليهم السلام نظرية وسلوكا في الحياة، ومن غير المعقول أن ينسب علماني نفسه للتشيع بحال، ولا له حق تمثيل الشيعة في شيء، كما أن التمثيل الحقيقي للشعب العراقي هو فقط الذي يتم عن طريق الاقتراع الحر المباشر، لا غير.
رابعا: في إشارة البيان الختامي للمؤتمر إلى الجهود التي بذلها الشعب العراقي للتخلص من الحكم الدكتاتوري والتي توجت بالانتفاضة الشعبانية المجيدة عام 1991 جاء: (ورغم حجم التضحيات وغزارة الدماء التي قدمت ـ في الانتفاضة ـ إلا أن ظروفا معينة خارجة عن إرادة شعبنا الصابر حالت دون نجاح تلك الجهود ...)، وفي هذا تغافل عن حقيقة تاريخية صار يعترف بها الكثيرون، بما فيهم العديد من الدوائر الأمريكية، وهي أن الولايات المتحدة سواء في أيام رعايتها لحكم صدام في عقد الثمانينيات، أو في انتفاضة شعبان عام 1991 كان العامل الرئيس في عدم نجاح تلك المحاولات والجهود، وهو ما حاول البيان القفز عليه بإعزاء ذلك إلى (ظروف معينة خارجة عن إرادته ـ الشعب العراقي ـ).
خامسا: مع أن البيان الختامي للمؤتمر في مادته السادسة رفض (أي صيغة من صيغ الاحتلال أو الحكم العسكري المحلي أو الأجنبي أو الوصاية الخارجية أو التدخل الإقليمي ...) إلا أن ما تكرر كثيرا من تصريحات لجماعات فاعلة بالمؤتمر يبعث على الريبة والقلق، من ذلك قول بعضهم: أنه (يمتلك الحق الكامل في طلب المساعدة من الخارج وعلينا أن لا نستحي من ذلك)، أو قول الآخر: بأنه (فخور بالقول أن بوش تبنى كامل برنامج المعارضة العراقية)، أو قول ثالث: (أن المعارضة حاولت ولم تتمكن من القضاء وحدها على الحكومة، لذا أصبح للعامل الدولي بقيادة الولايات المتحدة أهمية كبيرة في دعم عملية التغيير)، وهو ما ينذر بخطر تهئية الأجواء للغزو الأمريكي المعد له للعراق تحت غطاء (المؤتمر) و (رغبة المعارضة العراقية وطلبها ذلك من الولايات المتحدة).
وفي الختام، إن التيار الجهادي لشعبنا الغيور يؤكد إن الشعب العراقي وحده الذي يقرر مصيره، ويختار نوع وشكل الحكم، الذي يؤمّن له الكرامة والرفاه، ولا طريق لذلك غير وحدة الكلمة، ورصّ الصف،وتنسيق الأعمال، وتوزيع الأدوار، وسد النوافذ على كل تدخل أجنبي مباشر أو بواسطة العملاء، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.
مكتب الإعلام المركزي
لمجاهدي الثورة الأسلامية في العراق
18 / 12 / 2002 ـ 13 / شوال / 1423
تلفون: أهواز - 2279813، فاكس 2279774
ص . ب 674 /61335
قم: تلفاكس 7740843
بريد ألكتروني : E mail : m_aalam@hotmail.com
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |