السعودية قلقة من عودة سعوديين متشددين من العراق لشن هجمات في المملکة
السعودية/العراق/عنف متوقع
بقلم سليمان نمر
الرياض 5-12 (اف ب)- ذکر مسؤولون وخبراء الثلاثاء ان السعودية, التي اعتقلت نحو
136 ممن يشتبه في انهم من اتباع تنظيم القاعدة, تخشى من ان يصبح العراق معسکرا
لتدريب مسلحين يعودون الى المملکة لشن الهجمات.
وصرح المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور الترکي لوکالة فرانس
برس ان مجموعه من الخلايا التي اعتقلت في الحملة الامنية السعودية الاخيرة کانت
مختصه بتهريب شباب سعودي متحمس للجهاد الى مناطق مضطربة امنيا , في اشارة الى
العراق.
واضاف ان الهدف من ذلک هو تدريبهم واکسابهم الخبرات القتالية وتعبئتهم نفسيا
ثم اعادتهم للمملکة لتنفيذ اعمال عنف تخلق اوضاعا امنية مضطربة والانتقال بعد
ذلک الى اعادة احياء تنظيمهم الارهابي الذي تعرض لضربات قوية في اشارة الى تنظيم
القاعدة.
وتابع اللواء الترکي ان هؤلاء الذين يجندون الشباب السعودي ويحاولون تهريبهم
للخارج يستغلون ما يحصل في فلسطين وما يحصل في العراق ليدفعوا الشباب للقتال في
العراق بحجة محاربة الاحتلال ثم تجنيدهم وتدريبهم هناک لاعادتهم للمملکة .
واوضح اللواء الترکي ان الارهابيين لم يعد لديهم داخل المملکة القدره لتدريب
من يجندوهم من عناصر لذلک يلجأون الى تهريبهم للخارج وتدريبهم واقناعهم بالعوده
للعمل داخل المملکة .
واعلنت وزارة الداخلية السعودية السبت ان قوات الامن السعودية اعتقلت 136
مشتبها به من تنظيم القاعدة, معظمهم سعوديون وذلک خلال سلسلة هجمات نفذتها في
انحاء البلاد خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة.
وتعتبر هذه اکبر عملية اعتقال منذ بدأت الحکومة السعودية مکافحة المتطرفين
الاسلاميين الذين نفذوا سلسلة من الهجمات والتفجيرات في المملکة الغنية بالنفط في
ايار/مايو 2003.
ونقلت وکالة الانباء السعودية عن بيان صادر عن وزارة الداخلية
ان 115 سعوديا و21 اجنبيا بين الموقوفين.
وقال البيان ان المعتقلين شکلوا مجموعة من اللجان المالية والشرعية
والاعلامية لتنفيذ عمليات في داخل البلاد وتسهيل تنقل الناشطين الى المناطق
المضطربة , مشيرا على الارجح الى العراق حيث يقاتل سعوديون في صفوف المقاومة ضد
قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
واضاف البيان ان قوات الامن اعتقلت ايضا 16 مشبوها بينهم اثنان من الاجانب,
وکانوا مرتبطين بعناصر خارجية لتهريب الاشخاص بهدف تدريبهم في الخارج واعادتهم
للقيام بعمليات في داخل المملکة.
وکان العديد من المنتمين الى تنظيم القاعدة الذين شنوا هجمات داخل السعودية
خلال السنوات الثلاث والنصف الماضية تلقوا تدريبا في افغانستان بعد انضمامهم الى
القتال ضد الاتحاد السوفياتي في الثمانينات.
وکان وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبدالعزيز صرح الاحد ان بعض من
اعتقلو کانوا يعدون لعمليات اغتيال واعمال ارهابية.
وقال مصدر دبلوماسي عربي في الرياض لوکالة فرانس برس ان السعوديين يلحون على
الحکومة العراقية لتسليمها من تعتقلهم من السعوديين في العراق لتستطيع السلطات
الامنية السعودية ان تحقق معهم وتحصل على معلومات عن الشبکات التي تهربهم للعراق .
واضاف المصدر الذي طلب عدم ذکر اسمه ان السلطات العراقية لا تبدي تعاونا يذکر
مع الطلب السعودي ومن اجل ذلک لا تنظر السعودية بارتياح للوضع في العراق .
واوضح ان السعودية تتعاون مع اجهزة الامن الاردنية والمصرية والسورية في
تبادل المعلومات حول تهريب السعوديين المؤمنين بفکر الجهاد ضد الاحتلال الاميرکي
للعراق والامر الذي يثير قلق السلطات السعودية هو ان يتلقفهم تنظيم القاعدة
ليجندهم للعودة للمملکة واحياء التنظيم في السعودية .
واعلنت مصر الاثنين اعتقال مجموعة من الاجانب المرتبطين بجماعات ارهابية
يقومون بتجنيد الاسلاميين للجهاد في العراق.
ويحمل الاعلامي السعودي المختص بالقاعده فارس بن حزام السلطات السعودية
المسؤولية في استمرار ظهور شباب سعودي متطرف ومستعد لاعمال العنف.
وقال في تصريح لفرانس برس لا شک ان نجاح الاجهزة الامنية في القبض على هذا
العدد الکبير من العناصر المتطرفة (136 شخصا) امر يستحق التنويه ويدل على قدرة
الاجهزة على اختراق الجماعات المتطرفة هذه .
واضاف لکن ظهور هذا العدد الکبير من المتطرفين يدل على ان هناک جهات تعمل
على اعادة تشکيل خلايا جديدة ونائمة لتنظيم القاعدة او لتنظيم متطرف له ارتباطات
مع القاعدة .
وتابع هذا يعني ان هناک خللا في اسلوب محاربة هؤلاء. فالحل الامني لا يکفي في
حرب المملکة على الارهاب .
واکد انه لا بد ان يواکب الحل الامني حلول فکرية لمواجهة الفکر المتطرف
واصحابه الذين يقومون بالتعبئة الفکرية للشباب السعودي صغير السن والمتحمس
فيدفعونه الى التطرف الجهادي والارهاب ويغيبون عنهم عواقب ما ينتج عن اعمالهم .
ودعا الباحث بن حزام حکومة بلاده الى عدم التهاون مع اصحاب الفکر الديني
المتشدد الذي وصل الى درجة التطرف وتکفير الاخرين لان الخطر ياتي من هؤلاء اکثر
من الشباب الذي يغرر به .