النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,321

    افتراضي سنجار (شنكَال) خلال نصف قرن .. دراسة عن سياسة التعريب والتطهير العرقي في قضاء سنجار

    سنجار (شنكَال) خلال نصف قرن .. دراسة وثائقية عن سياسة التعريب والتطهير العرقي في قضاء سنجار (1947 - 2002)م

    المدخل :

    لقد شهدت مدينة سنجار (شنكال) قيام أولى المستوطنات البشرية قبل ألاف السنين (1) ، حيث وضع الإنسان الأول بواكير محطات استراحته فوق أديم (تبه) و (كَرى رش) (شلو) ونقش على الصخور أولى دلائله لتؤشر للقادمين من بعده خلاصة أفعاله . وهكذا دواليك الأيام والسنين وجيل بعد جيل وزمان بعد زمان تنهض هذه المدينة وتخبو ، ولكنها تبقى على مدى ألازمان محافظة على تاريخها وهويتها ، ويكفي سكانها فخرا وأديمها مجدا إن اسمها (شنكَال) لا يزال ينطق من شفاه سكانها منذ ألاف السنين وحتى ألان .

    تقع مدينة شنكَال في أقصى غرب كوردستان الجنوبية - كوردستان العراق - وتشكل جناحها الغربي الممتد عند تخوم الصحراء ، وتبعد ما يقارب 120 كم غرب مدينة الموصل ، وفي دائرة عرض (22 -36) شمالا وخط طول (47-41) شرقا ، وقد أقيمت منذ القدم على سفح جبل سنجار الذي يمتد أكثر من 70 كم ويرتفع في أعلى قممه (4800) قدم عن مستوى سطح البحر (2) ، ويعتبر موقع المدينة عند أقدام الجبل ذو أهمية خاصة لأنها أي المدينة تعتبر نقطة ارتكاز واختلاط أقاليم إنتاجية مختلفة وهي أقاليم الجبل والسهل والصحراء ،فكلها تصب في الدينة ، مما أعطاها عبر التاريخ أهمية خاصة ظهرت في عدد سكانها واتساع مبانيها ، ففي عام 1075 م تجاوز عدد سكانها أكثر من 30 ألف نسمة حسب ما تم تحليله من نتائج موقعة سنجار لتلك السنة التي استباحها السلاجقة (3) . كما تجاوز عدد بيوتها 35 ألف بيتا عام 1394 م حسب ما ذكر الدملوجي عما حققه توفيق فكرت في مؤلفه المعروف بـ (تقويم الموصل) لسنة 1311 هـ - 1893 م ،حيث ورد النص التالي (( إن تيمور لنك لم يبقي في سنجار بيتا واحدا بعد أن كانت تحتوي على أكثر من خمس وثلاثين ألف بيت)) .

    بعد هذه المقدمة التاريخية المختصرة لمورفولوجية سنجار قديما سنرتحل وبسرعة إلى القرن الأخير من الألفية الثانية حيث تختص دراستنا بهذه الحقبة التي تمتد من بداية النصف الثاني من القرن العشرين وحتى مطلع الألفية الثالثة .


    الجزء الأول
    سنجار(شنكال) من 1947 إلى 1980

    بعد سقوط سنجار بيد الإمبراطورية العثمانية في حدود 1516 م دخلت المدينة كبقية مدن كوردستان فترة مظلمة تعرضت خلالها لعشرات الحروب (الفرمانات) التي كانت تشنها القوات العثمانية ضد المدينة وسكانها الكورد حتى دخلت القرن العشرين وهي لا تتجاوز في نهاية نصفه الأول (أي بحدود 1947 م) ما يقارب ستمائة دارا سكنية موزعة على أحيائها الخمس الرئيسة : السراي والبرج وكلاهي وبرسهى وبربروش .

    كانت سنجار مدينة صغيرة كما رأينا من عدد دورها السكنية حيث يحدها من الشمال وادي قلاشكي ومن الشرق قرية تبه ومن الغرب واد قنبر علي ومن الجنوب قرية نسيريه ،ولغياب التخطيط العمراني والتصاميم الأساسية للمدينة فقد كانت الأبنية موزعة بشكل عشوائي تتحكم فيها طبيعة النظم العشائرية والاقتصادية وأحيانا الدينية ، ولم تكُ مساحات الدور السكنية تعتمد قاعدة معينة لان ذلك يرتبط بالمستوى ألمعاشي والاجتماعي لصاحب الدار .

    خلال هذه الفترة كانت المدينة تظم سوقا واحدا يقع جنوب شرق المدينة ، تصب فيه كل فعاليات القرى الزراعية والحيوانية ، إضافة إلى خانين ومجموعة محلات حرفية وجامعا كبيرا وكنيستين ودارا للحكومة والبلدية ، بلغ عدد سكانها حسب إحصاء 1947 م ما يقارب 2513 نسمة (4) موزعة على أحيائها الخمس وكما يلي :

    بربروش 987 نسمة
    السراي 691 نسمة
    كلاهي 512 نسمة
    البرج 401 نسمة
    بر سهى 122 نسمة

    ويقع ضمن هذه الأعداد مجاميع من البيوت كانت تقع خارج الأحياء الخمسة مثل محلة (جوسقى) على حافة البساتين جنوبي المدينة ، ومنطقة (بير زكر) حول المرقد وبعض البيوت المتناثرة قرب ينابيع الماء .

    لقد تميزت هذه الحقبة (1947 - 1980 ) بأحداث حادة أدت إلى تغيرات فضيعة في بنيان المجتمع داخل وخارج المدينة ، فقد بدأت عمليات التعريب المنظم للمنطقة ، وأولى هذه العمليات كانت في طرفي المدينة جنوبا وشمالا حيث تم تمليك عشرات الآلاف من الدونمات الزراعية للعشائر العربية المستقدمة من خارج القضاء والمحافظة . حيث منحت هذه الأراضي عالية الخصوبة في القرى الكوردية : خراب بازار ، أبو خشب ، أرفيع ، وما يسمى ألان بقرى ميزر ،رديف ،الكرامة ، النوفلي ،تل العرج ،تل عاكول ،قبة الوهبي ، عين فتحي جنوبي ، نارنجوك ،عين غزال إلى عشائر عربية لا تمت بأي صلة جغرافية أو عرقية إلى المنطقة وفيما يلي مساحات الأراضي التي سلخت من أصحابها ووزعت للمستوطين (5) :

    المساحة بالدونم اسم القرية
    7435 عين غزال
    440 أرفيع
    3685 تل عاقول
    275 نارنجوك
    5500 قبة الوهبي
    4020 خراب بازار
    2000 أبو خشب

    المجموع 23355 دونم .

    هذا ما حصل في جنوب وجنوب شرق المدينة أما في غربها فقد صادرت الأنظمة السياسية أكثر من 60 ألف دونم من أراضي الكورد الازيديين من عشائر القيران والفقرا ، والى شمال المدينة المعروف بناحية الشمال (سنون) فقد تم الاستيلاء على عشرات الآلاف من الدونمات وتمليكها للعشائر العربية المستقدمة من خارج الناحية والقضاء كما حصل في قرى : خازوكَه ، الفاو ، مجولي ، كارت الشيخ ، بير جاري ،زكو ،حصاويك ، بني سبعة ، بير قاسم والتي شكلت حزاما امنيا عربيا حول القضاء بمحاذاة الحدود الدولية مع سوريا .
    أما داخل المدينة فلم يكن هناك أي تغيير يذكر بعد عام 1947 م باستثناء نشاط الحركة التجارية وما آلت إليه بعد توقف الحرب العالمية الثانية من استقرار أدى إلى توسع السوق التجاري ومن ثم بدايات تكوين طبقة تجارية وإقطاعية ، إضافة إلى زيادة ملحوظة في عدد سكان المدينة ، كما أظهرته نتائج التعداد العام للسكان عام 1957 م . حيث بلغ عدد سكان مدينة سنجار 3204 نسمة موزعين على أحيائها الخمس كالآتي(6) :

    أسم ألحي عدد ألسكان
    بربروش 902 نسمة
    السراي 886 نسمة
    كلاهي 615 نسمة
    البرج 503 نسمة
    برسهي 298 نسمة

    ألمجموع : 3204 نسمة

    لقد أدت الزيادة في عدد السكان إلى زيادة في عدد الدور السكنية إلى ما يقارب 765 داراً، إما مضافة - أي الزيادة - لنفس الدور كملاحق أو دور سكنية مستقلة . إلا إن ذلك لم يضيف حيا جديدا إلى مجموع الأحياء حيث كان التوسع ضمن الأحياء الخمسة فقط ، وبعد عام 1958 والتغيير الذي حصل في طبيعة نظام الحكم وانعكاساته الاجتماعية والاقتصادية التي أدت إلى زيادة الهجرة من الريف إلى المدينة مما أظهرت زيادة في عدد الدور السكنية حيث بلغ تعداد السكان في عام 1965 ما يقارب 4402 نسمة موزعة على أحيا ئها الخمسة كآلاتي (7) :

    ببروش 1205 نسمة
    السراي 1112 نسمة
    كلاهي 842 نسمة
    البرج 795 نسمة
    برسهى 451 نسمة

    المجموع : 4402

    لقد صاحب ازدياد عدد السكان والدور السكنية توسعات في سوق سنجار الرئيسي وزيادة في عدد المحلات التجارية وتنوعها ، ومن مقارنة عدد السكان في تعداد 1957 مع تعداد 1965 يتضح لنا إن عدد الزيادة في السكان بلغ 1198 فردا ،أي بمعدل 150 نسمة سنويا تقريبا وخلال هذه الفترة أيضا حصلت زيادة في عدد المباني العامة حيث بنيت مدرستين ابتدائيتين ، ولم يتغير وضع المدينة من ناحية الاتساع المساحي خلال السنوات العشر اللاحقة .

    لقد بدأت عمليات التعريب في مركز المدينة منذ بداية السبعينات ، ولكنها لم تكن معلنة بشكل واضح لوجود الحزب الديموقراطي الكوردستاني في السلطة المركزية والمدينة ،حيث بدأت تلك العمليات بشكل مطلق ومعلن بعد انتكاسة 1975 واكتسحت في طريقها الأخضر واليابس حيث قامت السلطات المحلية بتدمير وإزالة خمسة أحياء بكاملها من على ارض المدينة وهم أحياء : البرج وكلاهي وبرسهى و جوسقى و بير زكر وأكثر من 60% من بربروش وتهجير سكانها إلى خارج المدينة (مجمعات قسرية) والى خارج القضاء حيث ترحيل أكثر من 133 عائلة إلى مناطق أخرى من كوردستان العراق وتمليك بيوتهم وأملاكهم إلى ازلام النظام . وخلال عامين بعد الانتكاسة أي من آذار 1975 وحتى إحصاء 1977 كانت عمليات التعريب قد هجرت أكثر من نصف سكان المدينة إلى مناطق أخرى من إقليم كوردستان أو إلى مجمعات قسرية في جنوب المدينة وأجبرت النصف الأخر على تغيير قوميته من الكوردية إلى العربية ، وبذلك الكم الهائل من عمليات التطهير العرقي جاءت نتائج التعداد العام لسكان العراق ولمدينة سنجار تحديدا كآلاتي (8)

    بربروش 1101 نسمة
    السراي 1113 نسمة
    كلاهي 782 نسمة
    الرج 793 نسمة
    برسهى 405 نسمة

    المجموع : 4194

    وبمقارنة بسيطة بين تعدادي عام 1965 الذي بلغ 4402 نسمة وعام 1977 الذي بلغ 4194 نسمة نكتشف فضاعة ما حدث خلال سنتين بين 1975 و 1977 . لقد تم تدمير أجمل أحياء المدينة التي كانت تظم قرابة نصف السكان ، وبعد ترحيل سكانها آلت ممتلكاتهم العقارية والزراعية إلى وزارة المالية التي قامت ببيعها إلى ازلام السلطة من العرب والمستعربين من خارج المدينة وداخلها بأسعار رمزية ، وبذلك تم زرع بذور الكراهية والأحقاد بين أفراد المجتمع ، وغدت المدينة خالية من سكانها باستثناء القلة التي قاومت بكل الوسائل والأساليب للإبقاء على الهوية الكوردستانية للمدينة .
    لم تكتف السلطات العنصرية بفضاعة عملياتها في مركز المدينة بل انتقلت إلى قرى سنجار المتاخمة لجنوبها وشمالها حيث دمرت وأحرقت أكثر من 150 قرية وعشرات الآلاف من البيوت والعشرات من البساتين وينابيع المياه وهجرت سكانها من الكورد الايزيديين والمسلمين إلى مجمعات قسرية بائسة وخاوية حتى يومنا هذا من ابسط مقومات الحياة المتحضرة
    ولكي تأخذ عمليات التطهير العرقي مداها العنصري البشع قامت السلطات العنصرية بتغييرات إدارية استحدثت بموجبها قضاء البعاج وهو قرية صغيرة تقع إلى الجنوب من مدينة سنجار بحوالي 35كم كان يسكنها بضع عشرات من العوائل البدوية الرحل وبموجب تلك التغيرات سلخت أكثر من ثلث مساحة قضاء سنجار وأضيفت إلى قضاء البعاج كما تم استحداث ناحية القيروان وهي الأخرى قرية صغيرة كانت تسكنها عشرات العوائل من عشيرة المتيوت العربية وتقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة سنجار بحوالي 20 كم وظمت اليها أكثر من ثلث مساحة قضاء سنجار وبذلك مزقت السلطات العنصرية قضاء سنجار جغرافيا واجتماعيا واقتصادية .



    الجزء الثاني
    شنكال من 1980م إلى 2002 م

    بعد أن استقرت الأوضاع لصالح السلطات العنصرية وإخلاء المدينة من أكثر من نصف سكانها وترويض ما تبقى من السكان بأساليب الاستعراب الإرهابي وتغيير القومية ألقسري ، لم تكتفي السلطة بذلك بل بدأت بإملاء الفراغ الذي تركه السكان وذلك لتوزيع الآلاف من القطع السكنية للعشائر العربية المستقدمة من خارج القضاء بل وأحيانا من خارج المحافظة والعراق إما مجانا أو لقاء مبالغ رمزية لا تكاد تذكر والجدول التالي يوضح لنا بالأرقام أعداد القطع السكنية التي وزعت حسب الشرائح المنتقاة من سلطة البعث وتوجيهاتها لإدارة المدينة (الطابو - البلدية) (9)

    عدد القطع مساحة القطعة الشريحة والملاحضات
    1450 200-250 م عسكريين ومطوعين (باستثناء الكورد إن وجدوا)
    1170 250-300 م عشائر عربية
    461 300-350م شهادات عليا (من حملة الماجستير فما فوق -العاملين في جامعة الموصل من العرب تحديدا
    236 200-250 م أسرى ومفقودين (اشترط على الكورد إن وجدوا بتغيير قوميتهم مقابل حصولهم على الأرض)
    650 250- 300 م أصدقاء صدام حسين - حاملي شارة الحزب - أعضاء اتحاد الصدامين - المبعدين من
    من الكويت بعد تحريرها
    المجموع : 3967

    مع مطلع الثمانينات بدأت أحياء جديدة بالظهور فوق أديم الكورد المرحلين والمصادرة أراضيهم الزراعية حول المدينة ففي شرق المدينة وزعت السلطات مئات القطع السكنية لينبثق حيا جديدا أطلقوا عليه اسم (اليرموك) في عام 1981 وفي عام 1982 بدأت السلطات بمصادرة عشرات الدونمات الزراعية والبساتين حول مرقد (بير زكر) من أصحابها الكورد وتقطيعها إلى أراضي سكنية وتوزيعها على عوائل (شهداء الحرب العراقية الإيرانية) . وقد أدت تلك العمليات إلى تدمير معظم بساتين شنكال وحقولها وتحويل أرضها إلى حي أطلقوا عليه اسم حي الشهداء . وفي عام 1983 والى الغرب من المدينة استولت السلطات على مئات الدونمات الزراعية المملوكة للمواطنين الكورد وقامت بتوزيعها كقطع سكنية للعسكريين والمتطوعين العرب فقط وبذلك انشأوا حيا أخر أسموه حي (النصر) .
    وفي عام 1984 (أكرمت) بلديات محافظة نينوى بالتنسيق مع بلدية سنجار عشرات القطع السكنية المتميزة والواقعة بين ما يسمى (حي اليرموك) و شنكال القديمة (السراي) لحملة الشهادات العليا (الماجستير فما فوق) من العاملين في جامعة الموصل ومعاهدها من العرب تحديدا لينهض حيا رابعا أطلقوا عليه اسم (القادسية) وبذلك تكون خارطة الأحياء في المدينة تضم سبعة أحياء بعد تدمير وإلغاء أحياء ((البرج- كلاهى - بر سهى - جوسقى )) وأطلقوا على ما تبقى من أحياء شنكال اسمي (السراي1 ) و (السراي2) وبذلك تكون أحياء شنكال حسب كثافتها السكانية هي: ( الشهداء -السراي1 - السراي 2 - بربروش - النصر - اليرموك - القادسية ) ومع عام 1987 تكون الصورة الرقمية للأحياء الخمسة حسب تعداد نفس السنة على الشكل التالي (10)

    الأحياء عدد السكان
    الشهداء 1859
    السراي 1 1612
    السراي2 1475
    بربروش 1123
    النصر 925
    اليرموك 672
    القادسية 594

    المجموع 8260

    وخلال العقد الذي تلى هذه الفترة لم يحصل أي تغيير باستثناء توزيع المئات من الأراضي السكنية لإفراد العشائر العربية والمستقدمة من البعاج والحضر وتل عبطة وربيعة والموصل والمطرودين من الكويت بعد تحريرها وبذلك تكون الصورة الرقمية في عام 1997 حسبما جاء في نتائج التعداد العام لساكن العراق لنفس السنة موزعة على الأحياء كما في الجدول التالي (11) :

    الأحياء السكنية عدد السكان
    الشهداء 4469
    السراي1 2405
    السراي2 2153
    النصر 1814
    بربروش 1321
    اليرموك 1241
    القادسية 1105

    المجموع 14608


    لقد صاحب ازدياد السكان والاتساع المساحي للمدينة تحول نوعي في سوق شنكال الرئيسي إذ تحولت كافة الفروع الخارجة منه شمالا وجنوبا إلى أسواق فرعية بعدما كانت محلات سكنية (أحياء صغيرة) إضافة إلى تحويل كثير من البيوت الواقعة على الشوارع الرئيسية إلى عمارات تجارية وأسواق وتحول شارع منطقة المنارة وهو (كورنيش يطل على البساتين) إلى سوق يجمع معظم عيادات الأطباء والصيدليات . وبهذا تكون مجمل المباني حسب إحصاء 1997 في مدينة شنكال قد بلغ (6222)مبنى يقابله عدد الأسر البالغ(1967) أسرة أي (14608)نسمة حسب تعداد 1997 أما الريف فقد بلغ عدد المباني (9275) مبنى تشغله (9120)عائلة ليكون عدد السكان في الريف( 69872) نسمة .وبذلك يكون عدد نفوس شنكال بعد سلخ أكثر من ثلثه ما يقارب (84480) نسمة موزعين على (11087) أسرة ويشغلون (15497) مبنى حسبما جاء في بيانات إدارة إحصاء نينوى (غير المنشورة) لعام 1997 .

    ومن مقارنة نتائج تعداد علم 1987 والبالغ(8260)نسمة مع نتائج تعداد 1997 والبالغ(14608)نسمة يتبين لنا مدى الزيادة في عدد السكان ويعود سبب ذلك إلى سياسة التعريب وتشجيع الهجرة من القرى العربية خارج القضاء إلى المدينة إضافة إلى انتشار البطالة في معظم أرياف شنكال . وتؤشر لنا هذه المعطيات فوضى التخطيط الاقتصادي والخدمي والعمراني حيث لم يقابل هذا النمو أي زيادة في الخدمات البلدية والتربوية والصحية والإنتاجية . إذ تعاني المدينة من اختناقات في معظم مرافق الحياة فهناك نقص هائل في عدد الصفوف والمدارس حيث بلغ متوسط أعداد التلاميذ في الصف الواحد ستون تلميذا إذ لا تحتوي المدينة إلا على خمس مدارس ابتدائية مزدوجة على نفسها ومدرستين ثانويتين مكتظتين بعدد الطلاب ، أما في القطاع الصحي فهناك مستشفى واحدة تم تشييده مع بدايات قيام الدولة العراقية ولا يظم أكثر من خمسين سريرا ، إضافة إلى مركز صحي واحد بني في أواخر السبعينات أما في قطاع الخدمات البلدية فمعظم الأحياء تعاني من انعدام الشوارع المبلطة وندرة أجهزة الاتصال إضافة إلى تخلف شبكة الكهرباء في معظم المدينة وأطرافها ، أما الماء وهو المادة الأساسية للحياة فهناك مشروع واحد يعاني من تخلفه وقلة الكادر المختص فيه وبعد أن كان يضخ الماء لمدة 24 ساعة للمواطن أصبح ألان كل 48 ساعة أو 72 ساعة وذلك بسبب قلة الماء والشبكة القديمة وسوء التوزيع خصوصا وان أكثر من 40% من ماء المدينة ينقل بواسطة السيارات الحوضية إلى ناحية القيروان والبدو الرحل .

    ويستمر مؤشر الزيادة في عدد السكان بالارتفاع حتى يصل تعداد سكان القضاء في الربع الأول من عام 2002 حسب إحصائية دائرة نفوس سنجار ما يقارب(113159)نسمة يقابلها ازدياد في عدد الوحدات السكنية بحيث تكون الصورة الرقمية موزعة على الأحياء حسب الشكل التالي (12) :

    الأحياء عدد الوحدات السكنية
    الشهداء 2535
    اليرموك 2085
    النصر 1850
    القادسية 670
    بربروش 560
    السراي 500

    المجموع :8200


    ونستنتج من معطيات هذه الإحصائيات لعام 2002 ،انه هناك خطة لإيقاف نمو أحياء سنجار العريقة بل وإزالتها كما حصل لأحياء : البرج ،كلاهى ، بر سهى ،جوسقى . فقد منعت السلطات أي محاولة للبناء أو حتى الترميم في معظم مناطق سنجار القديمة بحجة أما أصحابها من الكورد أو إنها تقع ضمن محرمات دائرة أثار الموصل ، وبذلك توقف نموها بشكل كامل مع اضطراد النمو في أحياء : الشهداء واليرموك وانصر و القادسية على حساب إتلاف عشرات الدونمات من البساتين والحزام الأخضر ومئات الدونمات من الأراضي الزراعية العالية الخصوبة . فلم تزرع أو تستحدث أي بستان منذ عام 1975 ولحد ألان مما أدى إلى انخفاض مريع في إنتاج التين والزيتون والخضروات التي اشتهرت بها المدينة تاريخيا وكانت تصدرها إلى كل انحاء العراق ، وغدت مدينة مستوردة لهذه المنتوجات في الوقت الذي كان يمكن أن يكون التوسع السكني باتجاه المرتفعات الشمالية للمدينة حيث البيئة الصحية الصالحة للسكن .
    لقد تعرضت سنجار (شنكال) منذ مئات السنين إلى حملات رهيبة ولم تكن الفرمانات العثمانية إلا واحدة منها تلتها العديد من الفرمانات منذ قيام الدولة العراقية عام 1920 لإلغاء هويتها الكوردستانية والاستيلاء على ممتلكات سكانها الكورد وترحيلهم خارج القضاء ، ولقد عاينا بلغة الأرقام ما تعرضت له المدينة خلال نصف قرن فقط والكم الهائل من الأموال والجهد والضحايا الذي بعثرته دولة البعث في تشويه صورة المدينة وإلغاء هويتها وزرع الأحقاد والكراهية بين سكانها والمستقدمين إليها ، في الوقت الذي لو كانت قد استثمرت نصف تلك المبالغ والجهود في بناء المشاريع العمرانية والاقتصادية لأصبحت سنجار واحدة من أجمل مدن الشرق لما حباها الله بموقع رائع وجو لطيف وتربة خصبة وشعب حيوي .
    ورغم ذلك وبعد 35 عاما من التخريب والتمزيق لشعب سنجار وثراها وخلال ساعات بعد سقوط النظام نهضت شنكال أو سنجار تنفض عن كاهلها كل تلك التشويهات وتحمل هويتها الأصيلة لتعزف سيمفونيتها الخالدة (شنكال) من على شفاه أطفالها ونسائها ورجالها حتى اعتاد الذين جاءوا لتعريبها أن ينطقوا اسمها هكذا (شنكال) هذه مدينة واحدة من مدن كوردستان تعرضت خلال نصف قرن فقط لهذا الكم الكبير من التطهير العرقي والاضطهاد وحاولت سلخها من الوطن حيث عمدت كل الأنظمة المتتالية على حكم العراق في تحريم التعليم باللغة ألام في المدينة فليس هناك أي مدرسة كوردية منذ أكثر 33 عاما بل زادوا على ذلك ومنعوا استخدام أو تداول الأسماء الكوردية في دوائر النفوس والمدارس وبقية الدوائر .
    إننا في هذه الدراسة لا نتهم العرب كشعب بأي ذنب لأننا في الأساس ليس لدينا أية إشكالات فيما بيننا ، إن مشكلتنا على طول الزمن مع النظم السياسية العنصرية التي حكمت هذا البلد منذ تأسيسه وحتى سقوطه في 9/4/2003 . ولم يكن العرب في المنطقة إلا ضحايا حتى وان خدم البعض منهم أهداف ذلك النظام.

    المصادر

    (1) سيتون لؤيد ،مجلة العراق الاركولوجية 1939 .
    (2) خالد عبد المنعم ، موسوعة العراق الحديث ج3
    (3) سبط ابن الجوزي
    (4) دائرة إحصاء نينوى / تعداد 1947
    (5) شعبة زراعة سنجار / الأراضي
    (6) دائرة إحصاء نينوى/تعداد1957
    (7) دائرة إحصاء نينوى / تعداد 1965
    (8) دائرة إحصاء نينوى / تعداد 1977
    (9) مديرية بلدية سنجار
    (10) دائرة إحصاء نينوى/ تعداد 1987
    (11) دائرة إحصاء نينوى / تعداد 1997
    (12) مديرية بلدية سنجار / قسم المساحة

    ملاحظة/ معظم هذه الوثائق غير منشورة وقد حصل عليها الباحث بشكل شخصي .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    48

    افتراضي

    زور سوباس شاد
    بابه ته كى زور ب مفابوو
    بمينى بخير
    خويشكاته دل دز


    انا كوردية من شعب الاوفياء
    انا كوردية وعزتي من عزة الشهداء
    انا كوردية واجدادي هم صلاح الدين وسيدنا ابراهيم ابو الانبياء

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,321

    افتراضي

    سه ر جافا دل دز يا به ريز
    هيفي دارم توش به شدار بيت
    تقدم
    ولکن حذاري ان يحجب ظلك شعاع في کردستان
    فکردستان لا تغرب فيها الشمس
    تقدم وانحن
    توضئ تطهر
    لذنبك استغفر
    من امة الکرد اعتذر

  4. #4

    افتراضي

    سوباس شاد
    www.iraq74.jeeran.com

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,321

    افتراضي

    جاوه كه مى به ريز عراقى اصيل
    تقدم
    ولکن حذاري ان يحجب ظلك شعاع في کردستان
    فکردستان لا تغرب فيها الشمس
    تقدم وانحن
    توضئ تطهر
    لذنبك استغفر
    من امة الکرد اعتذر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني