النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    العراق المحتل
    المشاركات
    801

    افتراضي ما هي معالم الدين ؟ و من أين يأخذها المسلم ؟

    السلام عليكم.

    في ظل الواقع الإسلامي المتخلف و المختلف على بعضه البعض ، و في ظل التناحرات الطائفية التي يصر المسلمون على أن يتوارثونها و يورثونا الأجيال ، و في ظل تفشي ثقافة ( الفرقة الناجية و الطائفة المنصورة ) و دعوى كل فريق و كل حزب أن مفاتيح الجنة بيده و أصفاد النار في أيدي خصومه ، تبرز قضية معالم الدين التي يحاسب عليها المسلم و التي أقيمت عليه الحجة باتباعها و لا عذر له بمخالفتها ، ما هي هذه المعالم و من أين يأخذها المسلم لتبريء ذمته ؟

    هل معالم الدين هي العقيدة ؟ أم الأخلاق ؟ أم الآداب ؟ أم الأحكام الفقهية و تفاصيلها ؟ أم كل هذه ؟

    و هل تستأثر بمعالم الدين هذه طائفة معينة ؟ أم جماعة معينة ؟ أم عالم معين ؟ و ما هو المنهج الصحيح لبحث هذه المعالم ؟

    لقد ورثنا مذاهبنا كما و رثنا ديننا و قوميتنا و لوننا ، و الإيمان أعز عند الله و أعظم خطراً من أن ينتقل بالوراثة أو تفرزه العادات و التقاليد ، بل لابد أن يكون بناؤه أصيلاً في قلب المسلم لبنة لبنة ، و لابد أن ينظر اليه المسلم كدعوة من الله و كرسالة تعرض عليه لأول مرة كما عرضت على الذين أنزل فيهم ، لا أن يأخذه كمنحة مجانية ! ماذا نسمي الذي و لد مسلماً في بيئة "مسلمة" ؟ هل نقول عنه بأنه محظوظ ؟! و الآخر النصراني أو البوذي : غير محظوظ ؟! لا يظلم ربك أحداً ، و الله سبحانه و تعالى هو العدل بين خلقه.

    و إني لأتسائل : ماذا يفعل الغير مسلم الذي يريد أن يعتنق الإسلام بعد أن علم أن رسالته هي الحق؟ هل يجب عليه أن يتبنى مذهباً معيناً بكل ما فيه ؟ و كيف يفعل ذلك ؟ هل عليه أن يغوص في التأريخ و يقضي عمره بين مجلداته و مجلدات الصراع و الإحتجاجات المذهبية بين هذا و ذاك ؟ هل عليه أن يمضي سنوات عمره يقرأ موسوعة ( الغدير ) و يقارنها بـ (منهاج السنة النبوية) لكي يكون منصفاً في اختياره ؟ و هب أنه اختار مذهباً معيناً .. فأي الفرق من هذا المذهب يختار و لا تزال طوائف المسلمين تتكاثر أميبياً ؟ و هب أنه اختار فرقة منها بعد اللتي و اللتيا .. فأي اتجاه من تلك الفرقة يختار؟ و متى سينتهي هذا المسكين من بحثه الذي سيستغرقه عمره ! أليس له عمل يتكسب فيه أو علم يبدع فيه سوى هذه دوامة الفرق المتناحرة هذه ؟ هل عرفنا السبب الذي أشغل شباب هذه الأمة و علمائها على مدى القرون و جعلهم متأخرين في أعقاب الأمم من البوذيين و الهندوس في ميادين المعرفة الإنسانية و البحث العلمي بسبب ما بذروا من الوقت الثمين و الجهد الكبير و الطاقات الهائلة في تحويل هذه الدين إلى معمعة مذهبية لا يكفيك عمرك لفض خيوطها و قراءة مجلداتها!
    هل هذا دين حجته بالغة و يعلو و لا يعلى عليه ؟ هل هذا دين يقول أصحابه عنه أنه ( هو الحل ) ؟!

    عندي صديق نيوزيلندي أعلن اسلامه قبل سنوات بسبب ما قرأ من مباديء الإسلام ، و الله لم يقرأ إلا بضع سور من القرآن و بعض مبادئه العامة التي يتفق عليها المسلمون بلا نزاع. فتلقفه المذهبيون من السنة و الشيعة و مزقوه بخلافاتهم إرباً إرباً حتى كاد أن يترك الإسلام! و عندنا استاذ جامعي في إحدى المدن الكبرى هنا وصلت إلى مكتبه جماعة الدعوة و التبليغ و عرضوا عليه أفكار الإسلام العامة و تركوه ، فذهب يبحث عن الإسلام بنفسه ، و بعد شهرين أعلن اسلامه ، و تمكن بعد ذلك بفترة من اقناع زوجته و أبناءه باعتناقه ، هذا الإستاذ يذهب كل يوم أحد مع عائلته إلى مسجد المدينة الكبير يحملون أدوات التنظيف و يقومون بتنظيف المسجد و حماماته كاملاً ، هؤلاء لا يعرفون عن خلافات المسلمين شيء و ليس عندهم مذهب معين ، أفنضللهم ؟

    أرجو من الأخوة المساهمة في طرح أفكارهم حول الموضوع ، و ستكون لنا عودة بإذن الله..
    أليس الله بكاف عبده ؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    العراق المحتل
    المشاركات
    801

    افتراضي


    هناك قاعدة أساسية و مهمة تعتبر الميزة الكبرى للإسلام ، و الفيصل الأعظم الذي يميز رسالته و هيمنته على كل الإتجاهات الفكرية و التشريعية الأخرى ، و أن شريعته لا يحيطها الغموض ، و منهجه و فكره لا يقوم على الطلاسم أو الأحجيات ، هذه القاعدة ذكرها القرآن ذكرها القرآن و هي قوله تعالى (( لله الحجة البالغة )) ، و هذا يعني أن القضايا المصيرية المرتبطة بمنهج المسلم و حياته في شريعة الله لابد و أن تكون حجتها على المسلم (( بالغة )) لا تقبل التأويل المخالف لمراد الله ، و لا حجة على الإنسان أعظم من عقله و لا حجة على المسلم أعظم من قرآنه.

    و أول هذه القضايا المصيرية هي العقيدة ، و من هنا نفهم أن العقيدة الإسلامية مدارها القرآن فقط و لا يمكن أن نسلم زمامها للروايات. إن هذا الكلام لا يسقط حجية السنة ، و كلام الرسول (ص) طاعته مطلقة لمن شهده أو أيقن من صدق المبلغ ، لكن طبيعة السنة تختلف عن طبيعة الكتاب الذي كان من المفترض أن يجتمع على أمره المسلمون أولاً ، و لأن الله وعدنا بحفظ القرآن و لم يعدنا بحفظ السنة ثانياً. إن بين أيدي المسلمين اليوم أحاديث يسمونها صحيحة و الكذب فيها أوضح من الشمس! فأي حجة تقوم بهذا؟

    إن دين الله أعز و أكرم من أن تتلاعبه أيدي الرواة و الثقاة، و لابد لحجة الله أن تكون بالغة. لذلك ما ينقله هؤلاء "الثقاة" مما له أثر مصيري خطير ( عقائدي أو فقهي و ليس من الآداب أو الأخلاقيات ) لابد أن تكون مصاديقه في كتاب الله أو يقبله العقل.

    كيف نعقل أن القرآن الذي أجمع المسلمون على عصمته من التحريف و التبديل و التغيير و أنه الحجة الباقية التي لا تزيغ بها الأهواء ، يضمن أخبار الأمم السابقة و يقص علينا ما حرم على بني اسرائيل ثم يغفل عن ذكر القضايا المصيرية التي يحاسب عليها المسلم ؟

    هناك آية في كتاب الله أستطيع أن أجزم أن 99.99% من المسلمين لا يعمل بها! اسمع قوله تعالى في الآية 58 من سورة النور:
    ((ياأيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم ))
    هذهع الآية تتحدث عن أدب الدخول و الإستئذان بين أهل البيت الواحد و تعليم الصغار بذلك ؟ من منا جلس مع أبناءه و عياله يعلمهم هذا الأدب؟

    طيب .. فهل أيعقل أن اللهتعالى يذكر في كتابه هذه الآداب ، ثم يترك قضايا مصيرية أخرى تتلاعب بها أفواه الكذابين و المدلسين ؟

    إن القرآن جامع مانع لمطلوب الله تعالى في القضايا المصيرية ، كالعقيدة مثلاً ، فلا تؤخذ من غيره.
    و القرآن جامع لمطلوب الله تعالى في القضايا التشريعية ، لكنه غير مانع لتفصيلها من السنة ، و مهمة النبي (ص) كانت ليبين للناس ما نزل إليهم ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)) فالأساس من القرآن و التبيين من الرسول. علماً أن كثيراً من الأحكام التشريعية تم تفصيل الكثير منها في الكتاب ( خذ أحكام المواريث و الطلاق و الرضاع مثلاً ) ، و ما زاد الفقهاء فيها سوى أن توسعوا في المستجدات ، و لا غضاضة في ذلك.

    ما أردت قوله : أن القضايا المصيرية التي فيها الفرقان ما بين الهدى و الضلال لا تؤخذ من السنة بمعزل عن ما يعضدها من القرآن ، لأن السنة طالتها أيدي التحريف و التصحيف و بقي القرآن كما هو و نحن مسائلون عنه ، و لله الحجة البالغة ، و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً !
    أليس الله بكاف عبده ؟

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني