صّح أيها الرقيع " !.. - مهدي قاسم
(صوت العراق) - 24-12-2006
ارسل هذا الموضوع لصديق
ومضات خاطفة : صّح أيها الرقيع ! ــ مهدي قاسم
هذا هو عنوان إحدى قصائد الشاعر العراقي العملاق الجواهري الهجائية المعروفة ! ..
فهل كان الجواهري يسب و يشتم أحد ما ، أم أنه كلما في الأمر ، أراد أن يضع أحدهم في حجمه المنفوخ كالضفدعة ، كاشفا حقيقته المخزية ؟؟! ..
بالتأكيد أن الجواهري لم يكن يبغي الشتيمة ، بقدر ما كان يبغي تسليط الضوء على رقيع أخرق ، كان يرفل بحربائيته الخادعة متظاهرا بالتحضر و الديمقراطية ! ..
خطر على بالي في هذه الأيام ، عنوان هذه القصيدة ( صّح أيها الرقيع ) و أنا أقرأ كتابات أحد ( العلمانيين ربما اللبراليين البطيخيين ) العراقيين في " إيلاف " وهو يرتد متقهقرا 180 درجة مئوية ساخنة ، كقفزة جبارة من قمة ( علمانيته ؟؟ ) الزائفة التي اتضحت فيما بعد ، أنها كومة من التبن و البعرور ، إلى أسفل طائفيته العاوية بضجيج صاخب ككلب مصاب بالسعار ! ..
و ما دمنا عند الحديث عن السعار، فيبدو لنا بأنه ، ليس الكلاب و الثعالب فقط ، مَن تُصاب بلوثة السعار ، وإنما أن هناك ثمة بعضا من البشر يصابون أيضا بمثل هذه اللوثة ، و خاصة بلوثة السعار الطائفية ، سواء من هذا الطرف أو من الطرف الأخر، و دون أن تعضهم الكلاب المصابة بهذا المرض المعدي ! ، إنما يصبون به من خلال نفوسهم الضعيفة و الرثة ، وقلوبهم المريضة و الصفراء !! ..
فهؤلاء سواسية في أحقادهم و كراهياتهم الطائفية ، كأظافراليد ، عندما ينتابهم سعار الطائفية البغيضة كنتلة كهربائية صاعقة و مباغتة !..
غير أنه يبدو أن صاحبنا "الإيلافي " هذا قد أُصيب فعلا بلوثة السعار الماحقة ، إلى درجة خيل لنفسه و كأنه نوستراداموس العراق على صعيد التنبؤ كعرّاف فهيم و كليم حكيم ؟!، فها هو يبشر العراقيين بعراق جديد و مشرق و جميل ، بالطبع إلا أشوية !! ، يعني عما قليل !، طبعا بعراق خال من الصفويين الشيعة ــ و ربما من الأكراد أيضا ــ تحت قيادة البعثيين و "العلمانيين و اللبراليين *** من أنصار الضاري و باقي "المقاوميين " من كتائب الشورى و الجهاد و جيش محمد ، و جحافل الملا عمر الأعور ، الذين لا يوجد بينهم أي تكفيري عروبي أو جهادي واحد!! ، حيث ينفي صاحبنا " الإيلافي " نفيا قاطعا "مزاعم " المالكي و غيره ، و القائلة بأن التكفيريين و الصداميين هم الذين يقفون وراء أعمال العنف و الإرهاب في العراق .. لا !! .. يصرخ نافيا هذا الرقيع : لا يوجد في العراق إرهابيون !!! ، و إنما مجرد عراقيين طنيين و عروبيين أقحاح ، والذين عما قليل سيحررون العراق من الصفويين الشيعة ومن المحتلين الأمريكيين ، ليرجع العراق و شعبه إلى سابق عهده ، أي قبل سقوط النظام السابق ، ليعيش الشعب العراقي حرا و مستقلا ، و بعزة و كرامة و رفاهية ، ستُثير حسد الشعوب الأخرى ؟!!! ..
و ليبقى العراق عروبيا محتفظا بوجهه العربي المشرق و الأصيل ، مثلما كان قبل سقوط النظام الصدامي السابق !!! ..
و من أجل تحقيق ذلك ، فها هو ــ أي صاحبنا " الإيلافي " يستنجد و يتوسل طالبا من العرب المساعدة و تقديم العون ل( المقاومة ) العراقية ، أي أنه يطالب بمزيد من الانتحاريين و حاملي الأحزمة الناسفة و الجزارين المحترفين ل( توجيه ضربات موجعة ضد الصفويين ) ، و إلا سينتهي العراق ضائعا ليصبح قطعة من بلاد الفرس !! ..
بالطبع نحن نعرف ماذا تعني عبارة توجيه( الضربات الموجعة ) الموجهة ضد الصفويين : إنها في حقيقة الأمر ، تعني اصطياد عمال المساطر و صفوف المتطوعين و الباعة المتجولين و المسافرين و المارة العابرين فحسب !.
فهل هذا هو مصدر الفخر بهذه( الضربات الموجعة ) التي تتشدق به كعلامة انتصار وشيك تبشر به أمة العروبة ؟؟! ..
حسنا أيها " الرقيع " نم عميقا في مستنقع طائفيتك الدافئة و المريحة ، ففي نهاية الأمر ، أنك رجعت إلى حيث كنت أصلا ، و من حيث انطلقت بأجنحة غراب متخيلا نفسك تطير بأجنحة طاووس في فضاءات العلمانية الحقيقية و الحضارية الأصيلة ! ، و لكن سيان بين غراب أسود و طاووس جميل ! .. و بين الحضيض في الأسفل وبين سمت السماء في الأعالي !..
فالزرزور سيبقى زرزورا مهما قلد النسر في منخفضات هابطة ! ..
و عبثا يلمع الذهب المغشوش ، فأن الصدأ سرعان ما سيعتليه أجلا أم عاجلا ، كبقعة من التزنجر المقرف ، إذ أنها مسألة وقت فحسب ! ، مثلما بانت حقيقتك الطائفية و القبلية و العشائرية المتهرئة أيها العلماني الملفق و القبلي المعتق !..
إذن فحرض على قتل المدنيين العراقيين من على صفحات ( إيلاف ) بحجة محاربة الصفويين !!.. و الدفاع عن العرب السنة ؟!.. وخذ موقعك الإعلامي الطبيعي في آلة الإعلام العربي المتواطأ مع " القاعدة ) ومع فلول النظام السابق ، و عما قليل ستتكافأ بلقاء طويل في فضائية ( الجزيرة ) و جنبا إلى جنب مع فيصل القاسم
شتريد بعد ؟؟! ..
ستصبح مشهورا بطلعتك الجميلة؟! ، التي ستحطم قلوب الحسناوات العربيات ، كطلعة فحل عربي أصيل !! ..
*** : في هذه الأيام يكرر و يكّثر تدليسا و تضليلا و خداعا ، بعض حثالات النظام السابق من القدماء أو الراهنين الجدد ، من إطلاق تسمية ( العلمانيين و اللبراليين ) على أولئك الذين ( سيصطفون ) خلف حارث الضاري ( القائد الوطني ) العظيم !! ، وهو يقود حركة "المقاومة " الوطنية العراقية العروبية و الإسلامية البعثية لتحرير العراق من قوات الاحتلال و الصفويين الشيعة!! ، ولكن من هم هؤلاء ( العلمانيين و اللبراليين ) ؟ .. أنهم بالدرجة الأولى من مداحي صدام حسين السابقين و من فلول النظام السابق من البعثيين الذين كانوا سابقا من قادة الحملة " الإيمانية ) ممَن لا يرون الآن ، أي تنافر أو تصادم أم تناقض بين ( علمانيتهم ) السابقة و بين جهادية ( القاعدة و باقي السلفيين المتطرفين، إلى درجة قد تحالفوا معهم تحالفا استراتيجيا ، لتنظيم و ارتكاب سلسلة غير متناهية من المذابح و عمليات الإبادة الجماعية ضد المدنيين العراقيين العزل ، أما باقي ( العلمانيين و اللبراليين ) الذين سيقفون خلف ( الضاري) فهم شرذمة متبقية من الشيوعيين و اللينيين الثوريين و الماركسيين السابقين و المتقاعدين في بلدان اللجوء ، و كذلك من بعض القوميين العرب الذين ارتزقوا ردحا من الزمن على موائد صدام العامرة ، و هؤلاء جميعا يحملون أفكارا شمولية ، التي تلتقي جوهريا إلى حد ما ، سواء مع طروحات الضاري الإسلامية ـ البعثية و المؤيد لجرائم " القاعدة ) في العراق ، والتي يعتبرها جزءا ( من المقاومة ) الوطنية العراقية ، أو مع طروحات الإسلاميين السلفيين الذين سرعان ما تحلفوا مع هذه القوى ( العلمانية و اللبرالية و القومية ــ يا ما شاء الله على علمانيتهم و لبراليتهم المتبخرة كضباب الفجر !) كما لو كانوا رفاق الفكر المشترك منذ مئات السنين !..
*** : عندما نقول صّح ( أيها الرقيع ) ، إنما نريد أن نقول: يجب أن لا يُخدع البعض أو يتظاهر بالسذاجة أو بالغيرة الوطنية الزائفة ، و يعتقد بأن ( حارث الضاري وعدنان الدليمي و العليان أو المطلك أم الهاشمي و أمثالهم من" العروبيين الأقحاح ـ الله يستر " !! ، هم أفضل و أكثر وطنية من عبد العزيز الحكيم و من مقتدى الصدر و من الجعفري أو من اليعقوبي و غيرهم .. لا أبدا .. ! .. فأن تصورا واعتقادا كهذين ، هما إما ضرب من الغباوة و البلادة ناهيك عن السذاجة ، و إما جزء متواصل من عملية تضليل و خداع مقصودين و متعمدين !.. إذ و كما هو معروف لكل قاص و دان بأن الخراب العراقي الراهن ناجم عن سلوك و ممارسات كل هؤلاء القادة و الزعماء سواء كانوا من السنة أو من الشيعة ، و هذا ما يحسه و يشعر به و يلمسه يوميا لمس اليد و القلب ، العراقيون في الداخل وفي الخارج على حد سواء ، و من خلال معاناة و هموم حياتهم اليومية ، أي بتعبير أدق : أن هؤلاء "السادة " من القادة و الوجهاء و الممثلين الطائفيين " الأنفي الذكر، جميعا ، سواء كانوا من " السنة أومن الشيعة ) قد ساهموا ــ وكل حسب دوره و موقعه وأفعاله و أعماله و توجيهاته ــ في تعميق هذا الخراب العراقي المريع ، و من ثم دفع العراق إلى عمق هذه الهاوية الجهنمية الرهيبة ، و لهذا فيتحتم على كل كاتب عراقي شريف أن يتجرد من انحيازه الطائفي ليمتلك شجاعة أخلاقية ، ليفضح و يعري دور كل واحد من هؤلاء بدون أي استثناء أو أوهام أم خداع ، وبل و أهم من كل ذلك : أن يحارب النزعة الطائفية و الداعين إليها ، لأن الطائفية هي السبب الأول و الأخير لكل شرور و مصائب و محن العراق في الوقت الراهن !! ..
Qasim5@gawab.com