سقط الصنم أندحر الفكر الصدامي عشنا الأمل -- أمل مرتقب بزوال الحزن والأسى والشقاء والمطاردات البعثيه البهلوانيه أنكشفت عورة النظام وبدت سوءآته وسعينا لبناء صرح التوثيق على ماحصل على مديتنا الحبيبه بـــلــد على يد جلاوزة البعث ومنتسبي أمنه وكانت جمعية السجناء الأحرار فرع بـــلـــد خير دار يقامفيه معرض لصور الشهداء الأبطال ومركزاً للمعلومات ونحن نتصفح في شبكة الأنترنيت وأذا بالعين ترصد ( شبكة ارث العراق ) القلب تزداد دقاته فرحاً والفكر يتساءل هل حقاً للشهداء أنصار يُخلدون وسرنا معهم في الركب ندون ملحمة الخالدين . وبدأنا رحلة البحث عن أهالي الشهداء في بــلــد حملت أوراقي وقلمي وأرتديت ( الدشداشه وستره قديمه ) ولم أرتدي البطرون والرباط ولم أحسن هندامي خشية ان يتصور من ألقاه اني أحد مسؤولي الدوله فتبدأ التساؤلات والمطاليب . . قدماي تجوب الطرقات القديمه للمدينه بحثاً عن دار زوجة الشهيد وأم الشهداء الخمسه طفلة تصادفني وهي ترتعد من شدة البرد وأسألها ( عمو وين بيت أم خالد ) تجاوبني وهي ترتعد ذاك البيت ابو ( حايط الواكع )
ألتفت يسارا ويمينا أشخص الدار المبني من طابوق ( شكنك ) الرطوبه أرتفاع أكثر من متر شباك خشبي في أعلى الجدار ترصعات على الباب الرئيسي وآثار لحيم باديه عليه ( لقفله من قبل الأجهزه الأمنيه أثناء فترة حجز العائله في صحراء الموت الشيحات في السماوه ) ر أيقنت أنها دار أم اشهداء الخمسه -- طرقت الباب -- وأنا خجلاً ماذا عساي أن أقدم لهذه المرأة غير كلمات تسمن ولا تغني عن جوع . أجبت نفسي لأتوكل على الله وأطلع على حالها عسى أن أوعدها خيراً بقادم الأيام . أسمع صوت خطوات متثاقله - فتحت الباب --وصوت عجائزي -- يقول ( منو ) أجبتها أنه ياعمه فلان بن فلانه من جمعية السجناء الأحرار قالت - أهلاً بك ياعمه - أسمع بكم ولا أراكم تفضل .
دخلت البيت سقفه مبني من خشب القوغ - وغرفه واحده بأثاث يتكون من صندوق خشبي قديم ( أعتقد أنه مهر زواجها ) ومصباح كهربائي غير مضاء --- فانوس نفطي معلق بمسمار في يمين الغرفه موقد من طين في الوسط وبجانبه قليل من الحطب -- آثار الدخان تغطي جدران الحائط الملبوخ بمادة الطين الجو بارد وأم الشهداء الخمسه تجلس القرفصاء وهي ترتجف من البرد بساط أرضي قديم وبجانبه قدر من مادة الصفر ( النحاس ) لتسخين الماء ولحاف متهرأ من أركانه قطع الصوف . جلست بالقرب منها -- عرفت أنها تعاني من صعوبة في السمع -- عينها تذرف الدموع نظراتها تعاتبني لجفائي أياهم وعدم السؤال عنها وأنا الذي كنت ألهو وألعب مع أبناءها الشهداء . أختلقت لها الأعذار واسيتها بزوجها وأولادها قالت والعبرات تملأ صدرها وما فائدة المواساة وأنت ترى حالي وعسرة عيشي فلا من أنيس يجاسني ولا من دولة تنظر لحالي -- أنا التي قدمت أولادي من أجل أن يحيى الوطن ويحيى الناس أحرار قلت لها أعلمي ياعمه ان حالي مثل حالك -- أجابتني بغضب وبصوت مرتفع لا تقل هكذا أنتم تتنعمون بالكراسي والرواتب ويسر العيش وأنا التي قدمت زوجها وأولادها الخمسه أعتاش على صدقات الناس بعد أن كنت الأم المدللة من زوجها وأبناءها هدئت من روعها بكلمات ملؤها الأمل فصغرت لي السمع وقصت لي قصة الشهاده وقصة المأساة والحجز في صحراء الموت الشيحات في السماوه أجالسها والدموع تذرف من عيني كالمطر وأنا أحدث نفسي ليتني لم أخلق لمثل هذا اليوم لأسمع ما حصل لأهلي في بــلــد من مصائب ونكائد الدهر وما يعانوه وهم يحكمون من رجال عاشوا نفس مأساتهم ولكننا والحق يقال ( شبعت بعض عوائل الشهداء كلاما وخويت بطونها جوعاً وأجسادها عراء