مفخخات الاعظمية : توازن رعب التفخيخ'... هل يوقف مسلسل العنف؟
حسن الحسيني
حادث تفجير سيارات مفخخات بمنطقة الاعظمية مساء يوم الثلاثاء 26 ديسمبر - كانون اول والذي اودى بارواح العشرات من المدنيين المارة، وعشرات من الجرحى، والضحايا كلهم من الشيوخ والنساء والاطفال والرجال، وليس بينهم شرطي ولا عسكري ولا امريكي، هذا الحادث يثير تساؤلات حول مغزى الحادث والجهة التي تقف وراءه، وقد تعودنا ان نشاهد المفخخات والاعمال الانتحارية تنفجر وتجري في المناطق الشيعية وتسيل فيها دماء الشيعة، وكانت المناطق السنية -الى حد ما - بعيدة عن منال المفخخات، في مخطط خبيث مرسوم ومفهوم الدواعي والمقاصد، وشهدنا كيف ان! المناطق الشيعية تقوم بالثار من المناطق السنية بعد كل جريمة تفجير سواء بالهجومات المباغتة للمسلحين من الميليشيات او من خلال قصف الهاونات...
الاسلوب الجديد في استهداف اكبر قلعة حصينة للسنة في بغداد واقصد منطقة الاعظمية وبحادث كبير ومنظم يثير تساؤلات كبيرة وكثيرة، فهل العمل من فعل جهات تريد السير قدما في مخطط الحرب الاهلية الطائفية من خلال تأليب السنة على الشيعة للقيام باعمال تفجيرية وانتحارية وقصف هاونات وغيرها، ام ان القصد هو ردعي وقامت به قوى محسوبة على الطرف الشيعي، لتقول لأهل السنة: نحن هنا، والعين بالعين، والسن بالسن، والبادئ أظلم..
ربما كانت الأطراف الشيعية، التي إستشعرت مرارة الخسارة والنكبات التي خلفتها أعمال الإرهاب التفخيخي والتفجيري، في مناطق الشيعة، والتي عادة مايذهب ضحاياها من الأبرياء، فلجأت إلى أسلوب الأنتقام المماثل في سياسة جديدة تسمى سياسة توازن الرعب الإرهابي، أو التوازن في القدرة على القيام بذات الأعمال بنفس الدقة والكفاءة.. وقد علمتنا السياسة الدولية أن أفضل وسيلة للردع هي سياسة توازن القوى.. وإذا نجح الشيعة في إثبات توازن الرعب، والجواب الفوري تفجيرا بتفجير.. فأغلب الظن أن أياما أفضل ينتظرها العراقيون، في ظل توازن الرعب وتوازن الردع.. اللهم إلا إذا كانت الجهة التي تقوم بهذه الأعمال لاشيعية ولا سنية، ويهمها أن يقتتل الشيعة والسنة، في حرب الكل فيها خاسر..! .
إذا كانت تفجيرات الأعظمية قد لعبها القادة الشيعة فهم يبدو رغم ألم الخسارة في الأرواح العراقية، قد أصابوا في إقرار مبدأ التوازن في الرعب طريقا لحسم الحرب الطائفية وليوقن الجميع أن لا فائدة ترتجى من إستمرار مسلسل الدم والتفخيخ...
كاتب عراقي