محلّل بريطاني: إعدام صدام سيخلّف أثرا لافتقار المتمردين إلى رموز يرفعونها
الخميس 04/01/2007
صوفيا ـ محمد خلف: قال المحلل البريطاني ادريان هاميلتون «ان لا أحد يجب أن ينتحب على مفارقة صدام الحياة» مثلما «لم تذرف الدموع على ديكتاتور صربيا حين رحيله مطلع العام المنصرم» مشيرا الى «ان هذين الديكتاتورين ارسيا حكمهما على البطش وبث المخبرين في المجتمع» و«شن كل منهما حربا شعواء على دول مجاورة، وأمعنا في قمع شعبيهما».
ويرى هاميلتون انه «على خلاف صدام، استطاع الديكتاتور الصربي الانتحار موهما قضاة محكمة لاهاي الدولية بأنه توفي لاسباب طبيعية» موضحا «ان الاثنين نجحا في تسفيه مثولهما أمام العدالة بتحويلهما المحاكمة الى أمر سقيم».
وانتقد المحلل البريطاني «المجتمع الدولي» و«المحتل الأمريكي» لتصورهما محاكمة صدام والمقربين منه» على انها «نسخة جديدة من محاكمة «نورمبورغ» وهي «محاكمة الحلفاء النازين في 1946ـ1945» وفي «محاكمة طوكيو الخاصة بمقاضاة اليابان على جرائم حرب اقترفتها خلال الحرب العالمية الثانية» وقال «ان محاكمة (نورمبورغ) هي حكم المنتصرين على المهزومين» و«هو حكم التزم معايير العدالة وحمل المعتدين مسؤولية جرائمهم» مستدركا «ان هذه المحاكمة لم تهدف الى ارساء المصالحة الوطنية والكشف عن الحقيقة، مثلما كانت عليه المحاكمات في أفريقيا الجنوبية» وفق تعبيره.
ويؤكد هاميلتون «ان محكمة (نورمبورغ) على خلاف محاكمتي صدام وميلوسيفيتش اسهمت فعليا في طي صفحة النازية وجعلت من الألمان يمضون قدما الى الامام» وقال «ان نقل ميلوسيفيتش الى لاهاي كان سببه قلق الحلف الأطلسي من مشاعر الصرب القومية» لأن «دول يوغسلافيا السابقة لم تطو صفحة الماضي وربما لا تستطيع مثل هذه الدول ان تتجاوز ماضيها ما لم تلجأ الى عدالة غير عادلة وتفعل وتكرر ما حصل في رومانيا حيث اعدم رئيسها شاوشيسكو وزوجته رميا بالرصاص، شأن الرئيس الإيطالي موسوليني وعشيقته بعد هزيمته في الحرب العالمية الثانية.
ويعتقد الباحث «ان الأمريكيين كانوا يريدون ان تكون محاكمة صدام رمز افول النظام القديم وبزوغ عهد جديد» مستدركا «ان صدام حسين لم يكن يوما رئيسا شعبيا» فهو «سفك دماء عائلات وقبائل بكاملها» وقال «ان اعدام صدام سيخلف اثرا لافتقار المتمردين الى رموز يرفعونها علما لقضيتهم» وأكد «ان الديكتاتور السابق قوض بنى المجتمع السياسية في العقود الثلاثة الماضية».
( الوطن )