على الكبير والصغير احترام أحكام القضاء

(صوت العراق) - 10-01-2007
ارسل هذا الموضوع لصديق

تصدر ، بين الفينة والفينة ، دعوات ، من هنا وهناك ، بتأجيل أو إلغاء حكم الإعدام الصادر عن المحكمة الجنائية العراقية العليا بحق المجرمين برزان التكريتي وعواد البندر السعدون . ويسوق الداعون إلى ذلك حججا ً مختلفة ، منها ما يدعونه بعدم مناسبة الظروف لذلك . والحق ، أن من واجب هؤلاء الداعين ، وخاصة ً من يتقاضى رواتب طائلة من أموال الشعب العراقي لقاء تسنـّمه المسؤولية في وظائف متقدمة وعليا ، أن يشيع بين العراقيين انطلاقا ً من موقعه ، ثقافة وقيمة احترام أحكام وقرارات السلطة القضائية المستقلة عن السلطتين الأخريين ، وغيرهما من " السلطات " الكبيرة والصغيرة .
ولعل الإختبار الهام الذي يواجه الحكومة العراقية اليوم ، بمختلف مكوناتها ، من سلطات تشريع وقضاء وتنفيذ وتشريفات ، هو مدى احترامها لقرارات وأحكام أية مؤسسة من مؤسساتها ، وعلى وجه الخصوص مؤسسة القضاء ، التي تقاس درجة رقـي ّ الأمم وتقدّمها وتحضـّرها بمقدار استقلالية هذه المؤسسة ، وعدم خضوع قراراتها وأحكامها المبرمة لأي مزاج ، مهما كانت درجة إشراق لونه البرتقالي !
إن مدى احترام الحكومة العراقية بمختلف شخوصها ومؤسساتها وسلطاتها ، لكلمتها وقراراتها وأحكامها ، يتوقف اليوم ، بشكل جدّي ، على مدى سرعة وفائها بالعهد الذي قطعته لجماهيرها مطلع هذا الأسبوع ، على لسان السيد علي الدبـّاغ الناطق باسم الحكومة ، والمتمثل بالعزم على تنفيذ أحكام القضاء العادل بحق المدانين برزان ابراهيم التكريتي رئيس جهاز المخابرات الأسبق وعواد حمد البندر السعدون رئيس ماتسمى بمحكمة الثورة سابقا ً ، جزاء ً لهما على الجرائم التي اقترفاها بحق عراقيين أبرياء .
وليتذكـّر من ينبغي أن يتذكـّر ، مهما كانت مسؤوليته وحجمه وضخامته ، أن المسؤولين في الدول التي تحترم نفسها ، يعملون على إرضاء شعوبهم ورأيهم العام الداخلي أولا ً ، قبل محاولة إرضاء أي طرف أو صوت أو شخص في الخارج . مابالك إذا كان معظم الأصوات الخارجية المعترضة على القصاص العراقي بحق صدام وزمرته إما مغرضة ونشاز ، أو مغرقة في السذاجة وعدم الفهم .


alaalzeidi@hotmail.com



علاء الزيدي